أشكركم لقد أدخلت كلماتكم و ردودكم السعادة على قلبي ...
أكمل قصتي أو مذكراتي ...
و أذكر إني قلت إني كنت أرى نفسي أفضل من غيري و أحب أن أضيف ( و لا أزكي على الله أحدا ) ...
المهم ... أن صديقتي التي تعرف كل مشاعري تجاه هذه القضية التي كانت هي محور حياتي في السنوات التي قضيتها معها ... و لقد شعرت أني لا أريد أن أحضر حفل عقد قرانها ... لم أكرهها مطلقا و لكني لا أستطيع أن أذبح قلبي بيدي !!
فهذا الحفل هو عزاء بالنسبة لي لانه وداع لأخر من كنت أصبر نفسي بها ... و لفتاة ملأت علي حياتي و عوضتني عن شعور الفراغ و الحرمان الذي كنت أشعر به...
فلقد دعوت يوما ما بهذا الدعاء ( إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم جرني في مصيبتي و اخلفلي خيرا منها ) و قد كانت هي من وهبني الله إياها بعد هذا الدعاء ...
و الآن ذهبت ..و بإذن الله يعوضني ربي ..
المهم و ما بين تفكيري بمحاولة للتهرب من حفل القرآن ... أفاجأ بها تطلب مني الحضور مبكرا بل أبكر من الجميع ...إنها تريدني أن أذهب بها إلى الصالون لتتزين و تضع المكياج ..لأنها لم تجد أحدا يوصلها ..
يا إلهي ...
يارب إنه قدرك و سآخذها إلى حيث تريد ...
استعنت بالله و ركبت سيارتي و أنا أقول ( إنا لله و إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفلي خيرا منها ) دموعي تكاد تفضحني و أنا في طريقي إليها و لكني تمالكت نفسي بلعت ريقي المختلط بآلامي و ذهبت إليها و هي منطلقة تحدثني عن حبيبها القريب ..
و أثناء العودة من الصالون ... كانت تضع شريط في المسجلة و تقولي اسمعي هذه هي التي أريد أن اسمعها له الليلة ... و أنا أرد عليها : بالفعل إنها جميلة ..
يارب و تمضي اللحظات سريعة و أعود إلى البيت ( وحيدة ) ...
عندما كنت أجلس لوحدي كنت أبكي بحرقة و بشدة يارب أين أذهب ؟ ماذا أفعل ؟
لا إن الله يريدني أن أخرج من التذلل للعباد ... نعم يريدني أن أتذلل له وحده سبحانه ...
و أجلس أدعوا الله ... نعم يارب إن الناس مهما شكوت لهم يظلوا عبيدك و أنت سبحانك رب هؤلاء العبيد ... و إن كانت لي مشكلة فأنت رب هذه المشكلة و أنت أقدر على حلها ...
لم انتهي ...
فعندما أتأمل حال من تزوجن ... أجد نفسي قد تنعمت بهذه الدنيا أكثر منهن بكثير ...
فهذه والداها كنا و مازالا مفصولين ... و هذه أباها متزوج على أمها ...و هذه لم تسافر إلى الخارج منذ زمن بعيد ... و هذه تعيش الفقر الشديد ...و هذه مصابة بمرض أسال الله عز وجل أن يشافيها و يشافي مرضانا و مرضى المسلمين آمين ..
فأحمد الله ... بل أحيانا و لله الحمد على كثرة النعم و التي فوق ما أريد و اتصور ... أسأل نفسي و هل بعد هذا تريدين أن تسئلي الزواج ألم تكفيكي كل هذه النعم ...
فأقول عزائي :" رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير "
للعوانس أقول هذه الكلمة الخاصة جدا جدا جدا ...
أنا تمر علي أوقات أشعر بالحاجة إلى زوج ... و كنت أظن أن ما أشعر به مشاعر خاطئة ..
فأنا لا أنظر إلى الحرام و لا أقترب منه نهائيا و لله الحمد ... فلماذا أشعر ؟ لماذا ...؟ " اللهم اكفني بحلالك عن حرامك و أغنني بفضلك عمن سواك "
قبل موعد الشهرية كانت تمر بأعصابي حالة تفقدها الصواب ... و أخيرا صارحت أمي لأني مستغربة كيف لفتاة متعففة عن الحرام ( بفضل الله ) تصل إلى .. هذا الشعور ..
فأراحتني بأنه شعور طبيعي ...و أحمد الله أني قرأت مرة بأن هذه هي الهرمونات الأنثوية تسبب هذا الشعور .. فالحمد لله أني طبيعية ...
أنا ذكرت مذكراتي هذه لأني ذقت طعم السلوى الذي وجدته في قصصكم ..و الذي أراحني كثيرا ... فأحببت أن أكون لكم كذلك ... و تستفيدون من تجارب غيركم بالحياة ...
و تعلمون أنكم لستم لوحدكم ...
و في الختام أرجو منكن يا غاليات أن تتحلين بالصبر و لا يدفعكم الشيطان إلى اليأس و القنوط من رحمة الله .. و يغريكن بنزع ثوب "الحياء" و خلع رداء "العفاف" في زمن الفتن ... فإن الفتاة معدن و لا يكون لها بريق بدونهما ...
أشكر لكم حسن متابعتكم لي ...
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ...