بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

[blink]إني عبدك[/blink]



استيقظت متوجهاً إلى كلية الهندسة حيث كنت عميداً لها، وقد دعوت بعض الأساتذة للإجتماع في نفس الكلية، فانطلقت السيارة وذهني مشغول ببعض الأمور فعندما وصلت إلى مصف السيارات، قضيت ربع ساعة وأنا أبحث عن موقف لسيارتي - يكمل د. عباس معرفي حديثه: وبعد أن ركنتها، تفاجأت بأني أمام مجمع الوزارات في الديرة. فجلست في مكاني أفكر، ما الذي جاء بي إلى هذا المكان، وقد كنت مسؤولاً كبيراً في شركة في هذا الموقع، فترجلت، ودخلت الشركة مسلماً على مديرها الذي استقبلني بحفاوة ضاحكاً قائلاً: لقد انتهت مشكلة أم عبدالعزيز يا د.عباس! فأجبته: وما هي مشكلة أم عبدالعزيز؟! قال: ألم تأتِ لحلها؟ قلت: ماذا حدث؟ فاتصل بأم عبدالعزيز التي دخلت وشكرتني على وساطتي لها، قلت: أخبروني ماذا حدث؟ فاتصلت أم عبدالعزيز بوالدتها والتي أعرفها وأقدرها كثيراً، فكلمتني والدتها شاكرة لي؟ فازددت تعجباً! أخبريني أيتها الخالة ما الخبر؟ قالت: لقد جاءتني ابنتي بالأمس، أم عبدالعزيز تبكي وتشكو لي أنها ظُلمت في عملها، ونسبوا إليها أخطاء هي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف، وقطعت قلبي، فقلت لها: يا بنيتي، والله لا أملك لك إلا أن ادعو الله تعالى هذه الليلة في قيامي الليل - وكانت صاحبة عبادة- هو وحده الذي يفرج الكربات، فذهبت ابنتي تبكي، فاعتصر قلبي، فدعوت الله تعالى من قلب خالص، وبعدما صليت الفجر، دعوت الله تعالى مرة أخرى: رب ارسل د.عباس معرفي إلى مدير الشركة هذا اليوم، فهو الذي أعرفه من الخلق ممن له علاقة بهذه الشركة، يقول د.عباس: فحقق الله دعاءها بأن حلت مشكلة أم عبدالعزيز، واستجاب دعاءها بأن ذهبت أنا إلى الشركة ولو ضيف شرف، ولكن الله تعالى حقق كل ما دعته هذه المرأة الفاضلة.

لو كانت هذه القصة صدرت من رجل في الشارع لكانت عدة علامات استفهام عليها، ولما أخذتها مأخذ الجد، ولكنها صدرت من دكتور فاضل عاقل أكاديمي كبير لا تنقصه شهرة ولا يحتاج أن يلبس ثوب زور ليجلب إليه الأنظار، وهو معروف لدى كل الأكاديميين.

قد يتخذ بعض الأزواج قراراً بالرفض لبعض طلبات الزوجة المهمة، وطبيعته أنه لا يتراجع في قراراته، فتشعر الزوجة أن لا حول لها ولا قوة، فتتوجه بالدعاء إلى الله تعالى، فيهيء الله تعالى الأمر لها، كأن يحضر الزوج مجلساً ويقدر الله تعالى أن يطرح بعض الحضور نفس الموضوع وأهميته فيقتنع الزوج، فيدخل عليها آذناً لها بتحقيق مرادها. تقول أم سلمة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد تصبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها» (رواه مسلم). فلما توفى أبو سلمة رجعت إلى نفسي فقلت: «من أين لي خير من أبي سلمة؟ ولكني قلت كما أمرني النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يطرق الباب خاطباً لي. فأبدلني الله خيراً من أبي سلمة.

قد تكون للزوج سجايا غير مقبولة وأخلاق غير مرضية في نظر الزوجة، وتشعر أنها لا تستطيع تغييرها في الزوج، وأن هذا قدرها فيه، فتستسلم لذلك. فهلا استخدمت الإكسير [blink](المادة السحرية)[/blink] الذي يجعل من هذا الخيال والحلم حقيقة وواقعاً تتذوق حلاوته، وتتطعمه هنيئاً مريئاً. زكريا عليه السلام كان رجلاً كبيراً في السن، لم يرزق في شبابه بالولد، وله زوجة عاقر، فعندما فقد الأمل في نفسه، ولم ييأس من رحمة الله تعالى، رفع يديه في جوف الليل بقلب منكسر {رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً} ثم قال: {فهب لي من لدنك ولياً} فجاء الفرج سريعاً وهو في مصلاه {فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى}. فاستغرب زكريا وتعجب من الإجابة، إذ لم يكن يتوقعها فقال: {أنّى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً}!

يقول أحدهم: كانت لي زوجة كرهت منها بعض الأخلاق، وشعرت بصعوبة تغييرها، فلجأت إلى الدعاء، من ذلك دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} وألححت فيه مع محاولاتي معها فتغير الوضع تماماً وتحقق ما كنت أصبو إليه.

تقول إحدى الزوجات: قلت لزوجي أحد الأيام: سبحان الله، ماكنت أظن أن استجابة تتحقق بهذه السرعة، فاستفسر زوجي عن ذلك، فقلت له: كنت أتزين لك طيلة الأيام السابقة فلم تلتفت إلي فغلبني الهم والغم فدعوت الله تعالى بالدعاء النبوي في هذا الشأن قبل دخولك المنزل : «يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، فعندما دخلت المنزل انقلب الوضع رأساً على عقب، فأخذت تمازحني وتثني علي وتتغزل بي.

فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

فأحياناً لا تملك الزوجة شيئاً بعد بذلها لكل الأسباب إلا دعاء الله تعالى، فتستقيم الأمور بعده.

أحد الشباب طالب في الثانوي يقول: حصل بيني وبين أعز أصحابي هجر، بعدما كنا لا نفترق ليلاً ولا نهاراً، فأعرض عني وأعرضت عنه، واستمر الوضع ما يقارب أسبوعين، وكنت أتألم بشدة لهذه القطيعة، وفي يوم بعد صلاة العصر دخلت غرفتي وأغلقت الباب ورفعت يدي بدعاء الهم والكرب والحزن وعيناي قد أغرقتهما الدموع: «اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي».

فما أن انتهيت منه، إذا بالباب يطرق، وإذا هو ينتظرني خارج المنزل، فتصافينا.

قد يحصل بين الزوجين ضرب من الخصومة ثم يعقبه الهجر، فلا ينس كل منهما أن يفتقر إلى ربه، وينكسر بين يدي مولاه وخالقه، سائلاً رفع الهم وكشف الغم بعيداً عن الأنظار، فإنه لن يتأخر الفرج، بل ربما إذا رآه زلفة تمنى لو تمطى الفرج قليلاً وتأخر حتى يتهيأ للقائه، لئلا يرتبك أو يتلعثم، إذ تحقق بصورة أفضل مما توقع وأجزل مما سأل وأسرع من الصوت.

منقول