عدنا من جديد ...........
يقول صديقي (متعنا الله ببقائه) :
اصبح في رصيدي البنكي 100.000 الف ريال... فجأة
واصبح الكل يحبونني ايضاً فجأة
فاتحني الوالد في موضوع الإيجار القادم لشقتنا .. فأعطيته المبلغ بلا منة او فضل !!
وكلمتني شقيقتي التي لم اسمع صوتها الا في العيد فقط تطلب سلفة .. فأعطيتها بالهناء والشفاء !!
سددت دين قديم لوالدتي ..
دفعت اقساط سيارة اخي الاصغر المتراكمة لتعثره بالسداد خوفاً من إحتجازه بالسجن ..كما اصلحت له نفس السيارة القابعة بالورشة ..
اعتدات مغارتي العزيزة على (افتح ياسمسم) حتى اصبحت تفتح بدون سمسم ولا حمص !!
توقفت بعد مارثون الصرف لأستجمع شتات نقودي المتبقية فوجدت المبلغ وقد تضاءل للنصف واكثر !!
وهنا تذكرت موضوع الزواج الذي لم ابدأ به ..متبقي الشقة وتأثيثها مع ايجارها ..ومتبقي مصروفات حفلة الزواج ورحلة شهر العسل ..
ولكن لامشكلة !
فقد قال لي والد مخطوبتي بأن قد اشترى رجل ..فما الداعي للخوف ؟؟
اشتريت الشبكة و المسكة وبعض الهدايا البسيطة ..
أصرت الوالدة على شراء (عربية) الملكة لنضع بها الاشياء ..
كنت اظن بأن الامر بسيط حتى فاجأني سعرها !! ..فأشتريتها على مضض ..
تحدثت بعد هذا مع عمي حول المهر فقال جملته المعتادة (نحن نشتري رجل) ..فأراحتني جملته كثيراً ومضيت في مشوار الصرف !!
جاء يوم عقد القران المنتظر !!
ذهبنا لمنزل الخطيبة ومعنا (المأذون) و (الجسيس) و (العربية) وباقي مستلزمات المناسبة ..
جاء دور المأذون ليعقد القران فتحدث قليلاً بما فتح الله عليه ثم سألني : (كم المهر يابني ؟ )
نظرت الى والد المخطوبة وقد انبعجت اساريره وتشتت نظراته حتى لا أسأله ..
ولكني سألته .. (كم المهر ياعماه ؟؟ )
قال :
(نحن نشتري رجل ياولدي) ..
وعندما اخبرنا المأذون بأنه لابد من كتابة المبلغ قال عمي (المهر خمسون الف ريال !! )
فجأة اظلمت الدنيا ولم ادري من الي أطفأ النور
لم يكن معي المبلغ او حت حوله .. ولم يدر بخلدي ان يقول هذا الرقم من الاساس !!!
كان يقول بإستمرار (نشتري رجل ..نشتري رجل ) وكأنه ببغاء يردد مايقوله الناس !!
كنت اظن بعد كل ماصرفته من مال وبعد كل ماسمعته منه بأن يقول رقماً معقولاً على الاقل !!
ووقعت في الحرج الشديد !!!!!!
قلت له بأن المبلغ كبير وغير متوقع فقال : ( إذن ..نعاود التفكير بالموضوع ..حياكم الله )
وهكذا خرجت من المولد بلا حمص !!
وبعد عدة ايام بدأت المغارة تفتح ابوابها من جديد لمشاكل الاسرة المادية ..ومشاكل السيارة ..والكماليات التي تكتسي حلة الضروريات ..حتى اصبحت (مغارة العرس) خالية الا من بيوت العناكب !!
وستمر الشهور والسنين القادمة وانا (أدفع) ثمن عرسي ..
ولم اتزوج بعد !!
--------------------
انتهى حديث صديقي ..
فنظرت اليه وبعيني كثير من العتاب واللوم ..ولكن تذكرت بأن اللوم لن يكون مؤثراً اكثر من حسرته على تلك المبالغ التي ذهبت ادراج الرياح .. وتلك الاقساط التي تلهب بسياطها ظهره كل شهر !!
100.000 الف ريال ذهبت هباءً منثورا وكأنها الف ريال !!
ياله من زمن مخيف !!
الحذر الحذر يا ايها الشباب المقبلين على الزواج!!
حافظوا عل (مغارة العرس) حتى لايطالكم الندم ..
ودمتم جميعاً بخير وسعادة