هذا الموضوع حفزه موضوع الأخت (بنت غالية) وربما يقترب منه ويبتعد قليلاً.
موضوع النفقة ربما نوقش ملايين المرات في كل الوسائل، النفقة إجمالاً واجبة على الرجل، بل هي من توزيع الأدوار الطبيعية، فالمرأة في بيتها تربي وتقوم بأدوار البيت، والرجل في الخارج يكد ويتعب ليوفر لقمة العيش ويستر زوجته وأبنائه، فلا سبيل لهذه العائلة إلا العيش من كد عرق الزوج الذي دوره في الخارج.
ولما توظفت المرأة كان هناك أدوار مختلفة أخرى، ومن الطبيعي أن يقل دور المرأة الموظفة (عادة) في البيت عن المرأة الغير موظفة.
سؤال يطرح ماحدود النفقة التي يجب أن يتولها الزوج على بيته وزوجته في ظل بقاء زوجته موظفةً؟ ولا شك أن الكثير من السيدات ناقشن ذلكَ بإسهاب بين مقتصدة بتحديد النفقة وبين من ترى أن الزوج يجب أن يسدل على زوجته كل ماتود شرائه من باب وجوب النفقة.
والرأي الذي أميل إليه هو أن على الزوج توفير البيت سواء بدفع آجاره أو شرائه من حر ماله، وعليه أن يتكفل بجلب الطعام والأثاث واحتياجات الزوجة والأبناء
"الأساسية" ومافوق ذلك فلا أرى أنه من واجب الزوج، بمعنى ليس من النفقة أن يسدد الزوج جوال زوجته الخاص بها إذا كانت موظفة، وليس من النفقة أن يشتري لها النفيس من الثياب والذهب الذي قيمته بالآلاف، واجبه فقط سترها بملابس معقولة وإطعامها وتوفير السكن لها، فما فوق ذلك لايعتبر نفقة إنما حسن معاشرة وكرم وإحسان.
أما المرأة الغير الموظفة، فإن معاملتها يجب أن تكون خلاف الزوجة الموظفة من حيث النفقة، فإنه مسؤول مثلاً عن جوالها بحكم أنه لادخل مادي لها وبحكم أن الجوال مثلاً أصبح من الأساسيات، ومسؤول عن أن يلبسها ماتعارف على وسط الناس وأن يعطيها من المال ماتقضي به "حوائجها" الخاصة، رغم أن المال إجمالاً لايعد من النفقة إذا قام الرجل بتوفير كل الأساسيات لها، أما إن أعطى فهو كرم وأحسان منه ولا دخل له بالنفقة.
الواقع، يكاد يكون متعارفاً عليه أن يشترك الزوجان الموظفان في كثير من المسؤوليات، ربما البيت بينهما، وربما الرجل مسؤول عن بعض الأمور المتعلقة بالطعام للبيت، بينما نجد الزوجة مسؤولة عن شراء ملابس أطفالها وألعابهم، ومايخصها من ملابس، وأعرف الكثير من السيدات من يفعلن ذلك برضى وطيب نفس، ومن حق المرأة ألا تنفق ريالاً واحداً على زوجها إذا أرادت ذلك، ومن الوقاحة أن يفرض عليها الزوج دفع تكاليف ليست مطالبة بها ولا من واجبها.