أطفالنا ألا يستحقون منا هالوقفه!
مرحـــــــــــ
ـــــــبا
سلوك الطفل.. مسئولية جسيمة لايفهمها كثيرون
الكثير من الناس يعتبر الاطفال طيوراً لا تعقل شيئاً على الاطلاق.. وهذا منطق لا يتوافق مع الواقع ويتعارض مع الدراسات التي تؤكد بأن الطفل انسان كامل وذكي كما انه صفحة بيضاء يتصرف حسبما يكتب عليها أو نمليه نحن عليه، كما انه يتفاعل مع ما نبرمجه فيه.. وتقول الحكمة «التعلم في الصغر كالنقش على الحجر».
ان تعليم الطفل كلمة الاحترام مسألة ضرورية جداً واحترام الاهل للأطفال هو نوع من انواع التعليم.. فالاطفال جزء من المجتمع يقتبسون ويتعلمون مما يرونه امامهم.. وباعتماد المنطق وتشغيل العقل والعاطفة معاً تصل الرسالة المرجوة ويتم تلقين الصغير أسلوب التصرف.. حول الادبيات بين الاهل والاولاد كان هذا التحقيق.
تقول المربية ايميه سكر: انا لا اتقبل فكرة ان تقول الام بأنها عاجزة عن السيطرة على ابنها فمن يربي من؟ اذا كنا لا نعطي الولد الانتباه اللازم او اذا لم نعرف كيف نلقنه اصول التربية والتصرف وهو صغير فلا يمكن القيام بذلك بعد ان تتكون شخصيته مع تقدمه في السن.. عندها لا يسعنا القيام بشيء.. وتلقين هذه الاصول يشمل كل شيء منها مثلاً كيفية تناول الطعام بترتيب والجلوس إلى المائدة.. ليس ضرورياً ان يتعلم الولد بروتوكول الجلوس الى الطاولة.. انما الحد الادنى من الترتيب اثناء تناول الطعام.. وترفض المربية فكرة الام التي تركض وراء طفلها لاطعامه أو الام التي تضرب طفلها بسبب طريقة اكله وتناول الطعام له نظام وهذا النظام يجب تلقينه للطفل.. يلتزم به جميع افراد العائلة امامه كي يعتاد على الفكرة ويتصرف وفق هذا الأسلوب.
على صعيد اخر لا يمكن للأم ان تقرر تهذيب طفلها في فترة خمس دقائق يكون فيها ضيوف بالمنزل.. اصول التربية والتصرف جزء اساسي من النظام التربوي يجب ان يخصص لها وقت طويل منذ سنوات الطفل الاولى، فالعنف والصراخ لا ينفعان.. وبالهدوء يمكن حل كل الامور، هذا السلوك معيب في المجتمع.. وكأن بعض الاشخاص لا يزالون يعيشون في القرون الوسطى..
وتضيف: اذا علمنا الطفل الاحترام سنلاقي منه الاحترام حتماً.. وتبقى هناك استثناءات لها اسبابها الخاصة.. كما ان قرب الانسان من الله مهم جداً في تربية الاطفال.. فالتربية في النهاية عالم واسع وكبير جداً ومن المهم عدم التكرار امام الاطفال.. اننا نقوم من اجلهم بأشياء تحملهم عبئاً لا يقدرون عليه.
دور الأم
مرسال «ربة منزل» تقول: الطفل مدرسة كبرى نتعلم منها ما لا نتعلمه من غيرها.. وشخصية الطفل تتشكل خلال السنوات الثماني الاولى من عمره.. لذلك لابد ان ندرك بأننا حينما نجلس مع الطفل فاننا نتعامل مع شخص ذكي وحساس إلى ابعد الحدود.. وهو مرآة تعكس لنا صورتنا على حقيقتها.. دون كذب أو تزييف، وهو اداة لاقطة تسجل وتلحظ وتشم وتتحسس حتى تصبح هذه الامور قيماً اخرى واخلاقاً اخرى تأصلت في هذا الطفل حتى اصبح شيخاً كبيراً.. الطفل انسان حركته كثيرة لا يمكن وصفها بالعبثية على الاطلاق وبالملاحظة والتجربة يمكن ادراك معنى تحركاتهم حتى قبل السير.. فالحياة عندهم معمل يدفعهم للفضول والتكلم.. فالطفل بحاجة إلى المعرفة لتنمية قدراته.. وتلعب الام دوراً كبيراً في غرس القيم والاخلاق في نفس الطفل فعندما تحرك الام السرير لطفلها فهي تحرك العالم لانها تزرع في نفسه افراحها واتراحها وحين تتحدث اليه فهي تلقنه دروس الحياة وهكذا يغوص الطفل في اعماق امه ويقرأ احاسيسها واسلوبها في الحياة وكيفية تعاملها مع من حولها على ايقاعه الخاص ويقتبس بشكل لا ارادي هذه القيم والسلوكيات وتتكون من هنا شخصيته ويتحدد اسلوبه الخاص وتتكامل سلوكياته لديه
التفاهم اساس التعليم
ضياء اسماعيل «موظف» يقول: ان هناك عدداً من الاباء والامهات يعتقدون بأن ضرب الابناء هي الطريقة المثلى لتربية الطفل وتهذيب سلوكه حتى يتكيف مع المحيط الخارجي خاصة لو كان الطفل متمرداً ويصعب اخضاعه في كل الاحوال.. لانه عنيد.. واقول هنا ان هذا التصرف خطأ ويولد مشاكل وعقداً في نفس الطفل اكثر من ان يؤدبه ويعود به للطريق الصحيح.. فتعليم الطفل الاحترام يكون منذ نعومة اظفاره ومراقبته في كل لحظة حتى لا يفلت زمامه فيكون تغيير سلوكياته السيئة صعباً للغاية خاصة مع الطفل الذي فقد احترامه لنفسه واحترام الاخرين له.. وانا عن نفسي افضل اسلوب التفاهم مع الطفل اكثر من أي اساليب اخرى فالطفل انسان وكتلة من المشاعر والاحاسيس ويحتاج لمن يفهمه ويعلمه ويأخذ بيده لا ان يضربه ويولد كراهية في نفسه من الناس وعلينا نحن الكبار فهم نفسيات الاطفال وبراءتهم وعدم النظرة اليهم نظرة سطحية ودونية او التقليل من شأنهم امام الاخرين.. فعقل الطفل خال تماما من كل المهارات والأسليب المرفوضة أو المقبولة في المجتمع.. حتى اللغة فهو يتعلمها من الاب والام والحنان والحب والتمرد والعناد.. كلها امور خاضعة للتعلم وليست فطرية في نفس الطفل.. وانا دائماً اميل للتفاهم مع طفلي على الرغم من صغر سنه وصعوبة افهامه.
تأثير التلفزيون
يوسف عمر «موظف» يقول: الطفل كائن صغير يرغب في معرفة كل ما يحيط حوله ويقتحم عالم الكبار ليعرف ما يدور به فاذا كان الاب والام يتصرفان بطريقة غير لبقة ومحترمة مع الناس فالطفل تلقائياً سيقتبس هذه الامور والسلوكيات من الاب والام ويتعامل مع الناس بالصورة نفسها.. واطفال اليوم ليسوا كالسابق فنحن نعيش عصر الانفتاح وعصر الفضائيات واصبح تأثير القنوات الفضائية على الطفل اكثر من الاب والام وفي يوم وليلة نجد سلوك الطفل تغير فوراً وأصبح يعامل الناس من حوله بشكل مختلف ومغاير للوالدين؟ لذلك لابد الحذر من هذا التلفزيون ومعرفة خطورة هذا الجهاز على الرغم من ايجابياته الكثيرة. يضيف: الطفل بطبعه يلتقط كل ما يدور حوله ويفهمه بسرعة في حين نستغرق نحن الكبار ساعات وأياماً وأسابيع، بل شهورا لفهم أمر معين، وأعتقد ان الطفل أذكى من المراهق والشاب وعلينا التعامل معه بحذر شديد والتعرف على الطرق الأنسب لتهذيبه وتعليمه سلوكيات حميدة كاحترامه للآخرين والكبار بالأخص.ودور الأم كبير في ايجاد طريقة مثلى لارشاد وتوجيه الطفل نحو الأسلوب الأمثل في الحديث والتصرف مع الاطفال والكبار والابتعاد قدر الامكان عن التصرفات غير اللائقة سواء في البيت أو المدرسة. وعلى الأهل ان يجدوا للطفل طرقاً عديدة للتكيف مع المجتمع، أما بالنسبة للطفل الذي يدفعه أهله الى الخضوع فهو ايجابي منذ الوهلة الأولى، والطفل المتمرد يرفض السلطة فهو طفل يعذر التعامل معه بدرجة كبيرة. أما هروب الأهل من المسئولية فهو نتيجة فشل ذريع في التعامل مع الطفل وعلى الأب والأم تعليم أنفسهم الطرق الايجابية للتعامل مع الأطفال قبل كل شيء.
وتشير زوجته نادية صالح (ربة منزل): إن الطفل بحاجة الى أمه لتهذيبه وتربيته وتنمية قدراته أكثر من أي شخص آخر حتى لو كان الأب، وأنا أكره أسلوب التوبيخ واهانة الطفل، فهو أسلوب يولد في نفس الطفل ألماً وجرحاً ويضعف من ثقته بنفسه ويصبح تعامله مع الآخرين شيئاً سلبياً للغاية ويصل به الحال لرفض الاحتكاك والاندماج معهم والحديث اليهم خشية من سلوكه السلبي الذي عرف به سابقاً. وتهذيب الطفل وتعليمه كيفية احترام الآخرين أمر سهل للغاية ولا يحتاج لمجهود أبدا، فقط السيطرة على الطفل، فمثلاً لو جاء ضيف في المنزل أطلب من الصغير الالتزام بأخلاقيات معينة مع الزوار والصغار المرافقين معهم، والتحدث اليهم بلباقة وود واحترام، وعندما يسأل الطفل سبب ذلك، نقول له بأننا نحب هؤلاء الأشخاص وإذا لم نتعامل معهم بهذا السلوك فلن يأتوا لزيارتنا مرة ثانية. ومن هنا نجد ان الطفل يبدأ شيئاً فشيئاً التفكير في مثل هذه المواضيع، ونجد ان أسلوبه في احترام الآخرين بدأ يكبر.
سوء القدوة
سهراب محمد (موظف) يقول: معاملة الطفل على انه انسان عاقل وفاهم أمر مهم جداً ومساعدته على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية يسهم بشكل فعال في تهذيب سلوكياته وتعديلها للأحسن، وهي الخطوة الأولى له في هذه الحياة ولابد من منح الطفل مساحة للتفكير في سلوكياته وتصرفاته مع الصغار والكبار معاً وتعريفه بالسلوكيات والقيم الصحيحة والمقارنة بينها وبين تصرفاته، وهنا سيقتنع الطفل بأن هذا السلوك في التعامل صحيح والآخر خطأ، كما علينا ألا ننسى دور الأشخاص المحيطين بالطفل وتأثيرهم الكبير على تغيير مباديء وقيم معينة لدى الطفل، فالطفل يحب التقليد وبالأخص تقليد الكبار فليس الأب والأم هما المثل الأعلى له، بل كل الكبار المحيطين به مثل المدرس وأصدقاء الأب والأم وغيرهم، وفجأة نجد ان الأم تصطدم بتصرفات طفلها أو طفلتها وتطلب تفسيراً لهذا السلوك غير اللائق مع الطفل. وهنا يخبرها الطفل بأن صديق الوالد تحدث بهذه الطريقة في يوم كذا مع الوالد ولا أتصور بأن هناك أي عيب في هذه الكلمة أو اساءة لأحد ويخبرها بأن الكبار يتكلمون هكذا، فلماذا لا نتحدث نحن مثلهم وما العيب في ذلك؟ وهنا نجد الأم قد تنهار نفسيا من اقتناع طفلها بأن هذه الاقوال أو الحركات لا تليق بشخص محترم وخاصة بطفل في مثل سنه، وتدخل معه في معركة من الحوار والنقاش والنتيجة غير مضمونة، فربما يقنع الصغير الأم بأسئلته المعقدة والتي تدل على ذكاء الطفل أكثر من غيره، لذلك احياناً لا تدرك الأم مدى الامكانات التي يملكها الصغار وهم في هذه السن الصغيرة.
حصاد الزرع
فاطمة سالم (ربة بيت) تقول: العناد من سلوكيات كل الاطفال واخضاعهم بالسهولة لا يمكن ان يحدث أبداً.. فالطفل بحاجة لصبر وحزم وشد وجذب منذ نعومة أظفاره حتى يتشكل كما نريد ويتعلم الآداب بين الأهل والأولاد. وهناك الكثير من الآباء والامهات يعززون سلوكيات وتصرفات سلبية لأبنائهم خاصة العائلات الثرية التي لا تملك الوقت الكافي للالتفات لأمور أبنائهم والتعرف على ما يدور بخلدهم ولو ليوم في السنة، ربما للانشغال الدائم في العمل وتبادل الزيارات العائلية والسفر وغير ذلك من الأسباب المعروفة لدى الجميع، هؤلاء الناس يجهلون بأن ما يغرسونه في نفوس أطفالهم الصغار اليوم هو الحصاد الذي سيشاهدونه بعد سنوات أمامهم، فمن زرع حصد، فكل أب وأم غرسا قيماً وسلوكيات حضارية في نفوس ابنائهما وهم صغار نجدهم قد سهلوا من مهمتهم في المستقبل عندما يكبر الابناء ويطبقون سلوكيات أولياء أمورهم في الحياة، وحتما سيكون ابناؤهم من المتميزين والناجحين بعكس ابناء الأمهات والآباء الذين تركوا الحابل يختلط بالنابل وأهملوا ابناءهم في الصغر فحتماً سيكون الضياع والفشل من نصيب هؤلاء الابناء. ولا يوجد أب أو أم يرغبان في مشاهدة ابنائهما وهم يتخبطون في الدنيا بلا هدف وبلا قيم وبلا سلوكيات.
رأي نفسي
وفي النهاية يرى الدكتور توماس جوردون استاذ علم النفس الامريكي بأنه يتوجب على الأهل اتباع طريق آخر يسلك سلوكا وسطا بين التساهل والحزم عند تعليم الطفل ولابد هنا من توجيه الأهل الى الطرق السليمة في التعامل مع الاطفال حتى يتمكنوا من تنشئتهم التنشئة الصحيحة والعبور بهم الى بر الأمان، وبذلك يكونون قد أدوا دورهم معهم على أكمل وجه. إن استخدام القوة في تهذيب سلوكيات الطفل وسيلة غير ناجحة وتأتي بنتائج عكسية وهي الوسيلة الأقل فعالية سواء كانت في البيت أو المدرسة. وان فرض الانضباط يمكن ان يولد طفلاً طبيعياً خائفاً يغالي في احترام المحيطين به أو على العكس يولد طفلاً دائم الثورة والاعتراض، وفي كلتا الحالتين لن يكون لدى الطفل شعور طبيعي نابع من داخله يدفعه الى أن يسلك سلوكاً مهذباً وأن يتعامل مع المحيطين به. إن المكافأة والعقاب هما السندان التقليديان لفرض الطاعة والأدب على الطفل ولكن هذين الشيئين غير مجدين لأنهما لا يسمحان بتغيير سلوك الطفل تغيراً دائماً، إلا ان استخدما استخداماً شديد الدقة
اتمنى ان تحصل الاستفاده من الموضوع
من تقارير طبيه