صرخت بأعلى صوتي.. تشاجرت وغضبت كثيراً وبح صوتي من كثرة صراخي واستيائي من هذا الذي يرقد بجانبي على السرير..
نضرت إليه مذهولة ومتعجبة من هذا البرود الجليدي الذي كان يظهر على ملامحي التعيسة...
بدأ كعادته بتعليقاته الساخرة وضحكاته واستهزائه بكلامي وصغر عقلي واتهامه لي بالغباء والسذاجة!!
وما لبث أن أنهى كلامه حتى غطى وجهه لينام أو ليهرب مني.. أو بالأحرى يهرب من مواجهتي وسماع كلامي.....
غضبت من تطنيشه لي.. أحسست أن الدم يمشي بعروقي وصرخت للمرة الألف وعبرت عن مشاعري المكتومة من فترة بعيدة... بكيت (مِنـهُ) لهُ. اشتكيه من قسوته .. وربما ظلمه ! ... تكلمت كثيراً وتشاجرت أكثر وأكثر .. واتهمته بأشياء كثيرةً أيضاً ! (ولكني لا أعلم إذ كان اتهامي له صحيحاً أم لا ) !!!
لازلت أتشاجر وأبكي واشتكي واتـّهم وألطم وجهي حتى !
ولكني يئست حقاً من هذا الجليد الذي يستلقي بجانبي .. يئست أن يذوب قليلاً ليرأف بحالي وبهذا الكم الهائل من دموعي الحارة ..! يئست أن يذوب هذا الجليد ليكلمني يخفف علي ويمسح على شعري لأهدأ قليلاً ..
يئست .. أن يذوب, لو قليلاً..
يئست حقاً .. حتى إني سكت فجأة وأخذت الشرشف لأغطي رجفة العصبية التي أصابتني وأغطي وجهي الذي تبلل دموعاً ..
استقريت تحت الغطاء لفترة وأنا ابكي وأنوح بصوت خافت يذوب لأجله اقسي حجر في الكون كله ! .. بكيت حتى أحسست للحظة إن قلبي لا يحتمل أكثر !


وفجأة...
ذاب هذا الجليد الذي أرهقني بسكوته ..
ذاب هذا الجليد تماماً ... ليصبح نار الله الموقدة.. التي تأكل كل شيء أمامها..
سواء كان أخضراً أم يابس !!

أنفجر !! وكأن صاروخاً قد انطلق وبدأ بالكلام, بل بدأ بالشجار والصراخ...

وكأنه كان ذلك السكوت أو الهدوء الذي يسبق العاصفة...
عاصفته الكلامية هذه هزتني وهزت مشاعري بعنف ... هزتني حتى أحسست إني ربما اسقط مغمى علي من هول ما سمعته !

أحسسته حقاً يريد الانتقام مني ويتمنى قتلي !
ولكنه لا يعلم إنه قتلني مراراً وتكراراً بكلامه الجارح القاسي الذي أحسسته وكأنه سكين تقطع في شرايين قلبي لتمزقه أربا أرباً..!

تفنن كثيراً في إهانتي وجرح كرامتي ...
وطريقته الاستفزازية بالكلام والاستهزاء بي هذه, جعلتني أفكر لو استطيع حقاً أن اصفعه على خده بقوه ليقف عند حده !

لم أكن معتادة أن اسمع هكذا كلام ! ولم يتجزأ أحداً قبله أن يسمعني كلاماً بهذي القسوة !

لا لا لا .. إنه ليس كلام ! بل سكين , لا إنه سيف وسيفاً حاداً جداً قطع الكثير من أجزائي !

لن أقول بكيت دموعاً .. لأني حقاً بكيت دماً...
ليس أسفاً على نفسي وعلى ما قاله بحقي ولكني بكيت على حُـباً عشقاً سمح لنفسه أن يدوس فوق قلبي ومشاعري الرقيقة ليرصعهم دون رحمة...

لا أستطيع ولن أستطيع التعبير عن ما في خاطري ذلك الحين... ولكني استطيع أن أقول ليتني ..
ليتني لم اسمع ما سمعته...

فأي جرحٌ جرحتني !

وسط هذه الحرب التي قامت ولم تقعد أنا لازلت تحت الغطاء أرجف من شدة خوفي على حباً افقده ... وخوفاً من لحظة غضب شيطانية !!

بكيت مذهولة مصدومة مجروحة أو مقتولةَ ً أصلاً..

بكيت بهدوء وصمت ..

بكيت إلا ما لا نهاية من بكاء ودموع !
لا استطيع الكلام أو التعليق ولا الإعتراض ولا حتى الدفاع عن نفسي ..
فكل ما قيل عني فوق أن استوعبه أو أصدقه ..

كذبت ُ نفسي كثيراً في هذه اللحظات .. ولكني تيقنتُ إني هنا على أرض الواقع وليس حلماً عندما صفعت نفسي بكل قوتي !

كدت ُ أتهور وأطلب منه أخذ إلى حضن أمي الدافئ وحضن أبي الحنون...
إلى بيت ٍ كنت أعيش فيه بهدوء لم اسمع فيه هذا الكلام قط ,, لم يتجرأ علي أحد هناك في بيتي ..
ولكني استعنت بالله.. ورددت في قلبي آيات حتى اهدأ قليلاً .. فالليلة عيد ولا أريد أن أفسد فرحة العيد على قلبين أحباني.. أمي وأبي

بقيت صامتة وكأن على رأسي الطير تحت الغطاء .. كنت كاليائس من شيء ما .. ..

ولكن سكوتي وهدوئي , أغضبه مجدداً ...
وذهب للصالة وهو يغلق باب الغرفة خلفه بكل عنف.. حتى إني أحسست للحظة إن شيء ما أنفجر هنا.. وأحسست بالبيت ذا الثلاث ادوار يهتز ..


بقيت في الغرفة وحدي .. على السرير مستلقية أضم رجلي إلى صدري ويتوسد وجهي المنتفخ الوسادة.. فأنا في حيرة من أمري

أي إنسان هذا وأي قلب وأي زوج.. يستطيع فعل كل هذا إلى زوجته رفيقة دربه

كنت خائفة من القادم , من المستقبل.. .خائفة ً من شيء لا أعلمه خبئه لي الزمن

دخلت في دوامه تفكير لا تنتهي.. لأنني أدور في حلقة ً مفرغة !

وفجأة انفتح الباب مجدداً .. وظهر الإنسان ذو الجثة الضخمة ليكمل كلامه ويكمل ما بدأه من تقطيع في قلبي..

لم يكتفي في تكرار كلامه مرة واحدة .. بكل أخذ يكرره مرة ومرتين وأكثر ..

ما باله هذا الإنسان لا يفهم ! لا يستوعب !

فأنا حقاً لا استطيع أن اسمع أكثر ما سمعته !!
ماذا تريد مني أيها الرجل ؟ ابتعد عني فقد أتعبتني آذيتني بما فيه الكفاية بكلامك هذا !

كنت أنوي سد أذني بكلتا يدي .. ولكني خفت من ردة فعله !
فـ بعد كل ما سمعته لا أستغرب أي تصرف مجنون يصدر منه بعد الآن أبدا أبدا..

ظهر لي الوجه الآخر .. الذي كان يختفي خلف قناع جميلاً جداً مليء بالحب والحنان..

إنه لازال يصرخ !
يا الهي أدركني ! فأنا لا اعرف ماذا علي أن افعل حتى أطفئ هذا البركان المتفجر !

ما باله لا يسكت ويتركني وشأني ؟ كفى أرجوك اصمت دعني لا أريد أن اسمع شيئاً فقد اكتفيت ! !

كأنه سمع نداء قلبي الذي كان يحتضر ..

فصمت برهة ..
وكأنه استيقظ من غفلته أو بدأ يستوعب ما قاله .. وأن يعود لصوابه !

وبدأ يتكلم من جديد .. ولكن هذه المرة بكل هدوء وبكل حنان وحب ..
تأسف لي كثيراً .. واعتذر مراراً .. وأعترف لي بغلطته الكبيرة .. وعصبيته الجنونية..
وصف لي مدى ندمه على كل ما نطق به.. وطلب مني أن أسامحه للمرة الألف , ولكني لم أجيبه .. لا استطيع الكلام ..
لا استطيع سوى البكاء ..

فالذي سمعته فوق طاقتي ,, ولم أكن استطيع تحمله..

لا استطيع !! أقسم بالله لا استطيع نسيان الكلام الذي جرحني !!

ربما سامحتك يا زوجي العزيز.. ولكني حتى هذه اللحظة قلبي لم يرضى عنك وليس بصافي مثل ما كان..

حاولت أن أداوي جروحي وحاولت لملمة قطع قلبي المتناثرة هنا وهناك.. أو حتى أعيد بناءه من جديد !

ولكنني لم استطع.. فما زال جرحي طري ينزف الكثير... ولحد هذه اللحظة أكتب على الورقة وهي مبللة من دموع حارقة حرارتها استمدت من حرارة جوفي ونار قلبي الذي اعتصر قهراً وألماً...

أعلم إنك تأسفت لي.. وأنا أعطيك السماح وبراءة الذمة
ولكني لا استطيع النسيان .. لا استطيع , ما زال هناك شيء في قلبي
لازال به جرحاً يدمي وكسراً وقرحة عميقة !

لا أعلم إن كان الزمن قادراً على إصلاحهم ومداواتهم أم لا ؟!!

ولكني أعدك .. سأحاول .. سأحاول حقاً
بالرغم إني لم أحس بندم حقيقي في ملامح وجهك ..
ولكن الله أعلم بما في القلوب ....
وأنا لا يهمني ندمك.. ولكن يهمني راحة قلبي !!
فأنا كنت أعيش معك لأنك حبيبي وزوجي وقرة عيني...
ولكني أعيش معك الآن كزوجة مع زوجها لها حقوقها وعليها واجباتها ..

** الساعة الرابعة فجراً فجر يوم الثلاثاء – 7 / 10 / 2008 مـ


أحس نفسي أكبر كاذبة وأنا أمثل الفرح عندما تكلمني والابتسامة تعلو وجهي!
فأنا في الحقيقة لم انسى.. وأتذكر التفاصيل الدقيقة من تلك الليلة عندما تلتقي عيني بعينك في كل مرة..

مجرد فضفضة ,,
فالمياه عادت إلى مجاريها (على ما اعتقد) !!
واكتشفت إن هذه العاصفة ما هي الا غيمة سوداء وذهبت
ولكني لم أكن اعلم إن هذا شيء (شبه طبيعي في الحياة الزوجية),,
لأني حديثة الزواج
والله يستر من الي جاي !!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت غامد13 ااااااااااااااااااااااااااااه عورتي قلبي والله كلامك مرر شريط اخر نكبه مرت في زواجي امامي الان ابدعت بصراحه ولك اسلوب كتابي راقي الى الامام ياعزيزتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملَك شادي ماتزعلي بما انو تاسفلك وحن عليكي لست ادري ماهو الكلام الذي قيل لك لكن اول الزواج خاصة اول اكم شهر بتكون الخناقات تحفة متل هيك ويعني بتفكري حالك انتهيتي وحياتك معاه انتهت لكن لما تتصالحو و تعود اللمسات الحانية حتنسي كل شي لو كنتي بتحبيه موووت ماتزعلي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الأموره آآآآآآآآآآآآآآآآه كلامك قطع قلبي حسيت بكل كلمه كتبتيها هذا هو الزواج كله صدماااااااااااات الله يعيننا ويصبرنا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غارق في الاحلام انتي حكيمه ,,,, واعجبتني عباراتك,,, التي تضرب في حائط القلب,,,,,, الله يسعدك......