سائل يسأل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم ما فعله مع زوجته، حيث أخفى عنها وجود البهاق في أجزاء من جسده، لم تعلم بها إلا بعد الزواج، فأجاب رحمه الله بالتفصيل
السؤال:
قدر الله تعالى علي بمرض البهاق، ولطف بي إذا جعل أغلب ظهوره على الجلد في أماكن خفية من جسدي، وبدأ هذا المرض في الظهور في سن العشرين، وقد سعيت في العلاج ولكن لم يأذن الله لي بعد بالشفاء لحكمة يعلمها سبحانه، وبعدها بخمس عشرة سنة تقدمت للخطبة، وكان في ذلك الوقت ظاهراً على يدي اليمنى ثلاث بقع ملحوظة بالإضافة إلى غيرها في أجزاء خفية من سائر جسدي، وأثناء مدة الخطبة التي دامت ستة أشهر لم أشأ أن أصارح خطيبتي عن شيء من هذا المرض ولا أهلها خشية العدول عن قبولي، واعتبرت أن ظهوره باليد اليمنى ورؤيتهم لذلك طوال فترة الخطبة يدلهم على احتمال وجوده في أجزاء أخرى من جسدي، وتم الزواج على ذلك، ولكن لما انتقلت إلى بيت الزوجية ورأت زوجتي ما بجسدي من المرض ساءها ذلك وتمردت تمرداً شديداً، واعتبرت أني أنا مخادع لها بسبب عدم الإفصاح، ولازمها الشعور بأنها باءت بالحسرة والخسران في عقد هذا الزواج، وأشهد أنني قابلت تمردها حين ذاك بالقسوة والشدة أحياناً وبالضرب أحياناً أخرى ولكنها لم تطلب مني الانفصال، وبعد مرور سنوات من العيش معي على مضض اعتادت بعدها ما قدره الله لي واستسلمت للأمر الواقع، والآن أنجبت ثلاثة أولاد، ومر على زواجنا ثلاث عشرة سنة، ولكن كثيراً ما يلازمني الندم الشديد على أن الزواج تم على هذه الصورة لدرجة أنني وددت لو أنها طلبت مني الانفصال حتى لا أكون ظالماً لها، فهل كنت ظالماً لها بعدم المصارحة لما في جسدي رغم ظهور المرض نفسه على يدي أثناء فترة الخطبة؟ وهل زواجي بهذا الشكل صحيح أم يجب علي شيء آخر أفعله الآن؟
الجواب:
الشيخ: لا ريب أن عدم تصريحك لها بما حصل لك من المرض أو بما كان خفياً من المرض لا ريب أنه خداع وأنه غش، والبقع التي ترى في يدك اليمنى لا على أنها بينة ظاهرة تدل على هذا المرض أو إنها صغيرة خفية لا تدل على المرض، وأنها في صورة يظن أنها عثرت في الكرات أو ما أشبه ذلك. الحاصل أن تمام النصح أنك ما بينت لها ولأهلها ما خفي عليهم في هذا الأمر، فإنك آثم به، ولكن الحق لها هي وحدها، وليس لك الآن إلا أن تطلب منها السماح عما مضى من إخفاء ما فيك من هذا العيب، وعما حصل منك من القسوة عليها، فإذا عفت عن ذلك وسمحت -ونرجو أن تعفو عن ذلك وتسمح- فإن ذلك خير كثير، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، وقال تعالى في وصف أهل الجنة: ﴿والعافين عن الناس﴾ فالعفو مع الإصلاح خير وفيه فوائد عظيمة عند الله سبحانه وتعالى. ونصيحتي لك أن تحلل من زوجتك وأن تطلب منها السماح، ونصيحتي لها أن تعفو عنك لأنها أم أولادك والحياة بينكما شركة الآن، ونسأل الله تعالى أن يتوب على الجميع.
http://binothaimeen.net/content/2820