الخاطب وأهله يسألون عن الفتاة التي يريدون خطبتها لابنهم، والفتاة وأهلها يسألون عن الشاب الذي تقدم لخبطة ابنتهم، وهذا السؤال أمر طبيعي، ولازم، ولابد منه، ولكن من نسأل؟
من هو الإنسان الذي يمكن للأهل، أهل الفتى أو الفتاة، أن يسألوه فيجيبهم إجابة صادقة، مفيدة، تساعد على حسن الاختيار؟..
هناك صفات لابد من توفرها في من نسأله عن الفتاة أو الشاب وهذه الصفات هي:
الأمانة
وهي صفة أساسية وهامة، فإذا افتقد ناقل المعلومات الأمانة في الحديث عن الشاب الذي نسأله عنه، أو الفتاة التي نسأله عنها، فإنه لن يفيدنا في عملية الاختيار، ولن يساعدنا في اتخاذ القرار الصائب، بل قد يدفعنا إلى اتخاذ قرار خاطئ يكون سبباً في زواج فاشل.
ومن ذلك قيام الخاطب- مثلاً- بسؤال أخته عن صديقتها التي تحبها حباً جماً، فتبادر أخته إلى مدحها بسبب حبها لصديقتها، فتذكر صفاتها الحسنة، وتبالغ فيها، وتغفل صفاتها غير الحسنة، وسلبياتها، وبهذا تضلل أخاها، بعد أن غلب حبها أمانتها، أمانتها التي كانت تقتضي منها أن تذكر ما لصديقتها وما عليها.
وقد يتقدم شاب إلى خطبة أخت زميل له في العمل، فيسأل أهل الفتاة ولدهم عن زميله، ويكون ولدهم راغباً في مشاركة زميله في مشروع، أو طامعاً فيما عنده، فيثني على زميله أمام أهله، تقرباً إليه وكسباً لقلبه، فيغشّ أهله، ويضيع أخته، إذا كان قد أخفى أموراً لو علم بها أهله، أو أخته، لرفضوا خطبته، وبذا يكون غير أمين في ثنائه على زميله.
العدل
وعدالة ناقل المعلومات تقتضي أن يكون عارفاً حقيقياً بما يقول، فلا نأخذ منه إذا كان غير متيقن مما يدلي به، أو أنه سمع ما يخبرنا به من غيره، أو إذا عُرف عن الناقل نفسه عدم الصدق في الحديث.
العلاقة الطيبة
أن تكون علاقة الناقل طيبة بأهل الفتاة أو الشاب، فلا تكون هناك خصومة أو عداوة أو حسد في نفس الناقل تجاه أهل الشاب أو الفتاة، لأن تلك الخصومة أو العداوة أو الحسد قد تدفعه إلى الانتقاص من الفتاة أو الشاب وأهلهما، وهذا لا ينفي أن بعض من يخافون ربهم يقولون الحق ولا تمنعهم عداوة أو بغضاء من قول الحقيقة مستجيبين لأمره تعالى : ﴿ ولا يجر منكم شنآن قوم [ بغضهم] على أن لا تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾.
العشرة
ونعني بالعشرة أن يكون من نسأله قريباً ممن نسأله عنهم، خالطهم وعاشرهم عن قرب، فعرفهم حق المعرفة، ومن ثم تكون شهادته لهم، أو شهادته عليهم، مطابقة للواقع ما أمكن.
نذكّر أخيراً أن الفقهاء أجازوا الغيبة، في إجابة السائل عن أخلاق الشاب الخاطب، أو الفتاة المخطوبة، ولا بأس من تعريف من نسأله بهذه الحقيقة وتذكيره بها، حتى لا يتحرج من ذكر كل ما يعرفه عن الشاب وأهله، أو الفتاة وأهلها.
كذلك فإننا ننصح بسؤال أكثر من جهة وشخص، حتى تتعاضد المعلومات وتتساند، فنسأل عنه مسؤوليه وزملاءه في العمل، وجيرانه في السكن والحي، ورفاقه في الحياة. وكذلك نسأل عن الفتاة مسؤولاتها في العمل إن كانت تعمل وجاراتها، وصديقاتها.
منقول وبالله التوفيق.......