في البداية أحب أن أعتذر لكم عن تأخر الموضوع بعض الشيء فقد كنت ناوياً أن أكتبه قبل دخول الشهر المبارك لكن حال بيني وبين كتابته بعض المشاغل. (والعذر عند كرام الناس مقبول).
كيف نستثمر رمضان؟
شهر رمضان موسم من مواسم التجارة بالأعمال الصالحة والتنافس فيها والغبن كل الغبن حينما ينقضي الشهر ولم نزدد من الأعمال ونترقَ في مدارج العبودية لله رب العالمين.
وإليك أخي بعض الأفكار والأعمال لاستثمار هذا الشهر الكريم:
1) نية عمل الخير:
وهذا الأمر ذكرته في البداية لأهميته وعظيم منزلته, لأن العبد بالنية الصالحة يبلغ منزلة عظيمة ولو لم يعمل العمل المنْوي إن حال بينهما عذر, والأصل في هذا ما جاء في الصحيح عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن بالمدينة أقوماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا شركوكم الأجر).
ومثال ذلك: لو أن شخصاً نوى في بداية الشهر أن يقرأ كل يوم خمسة أجزاء وفي أحد أيام شغله شاغل عن التلاوة فإن أجر تلاوة خمسة أجزاء سيصل إليه بسبب النية الصالحة وهذا من كرم الله عزوجل على عباده.
2) الصيام والقيام:صيام الشهر فرض, والحديث عن الصيام معروف لدى الجميع.
أما قيام رمضان فهو أمر مستحب لا ينبغي التفريط فيه مهما كانت الأسباب, فمن فاته القيام في المساجد فأقل شيء يوتر قبل أن ينام حتى لا يحرم نفسه الأجر.
3) تلاوة القرآن:
القرآن له طعم خاص في رمضان, ولذلك تصبح النفوس لديها قابلية كبيرة لختم القرآن في رمضان والناس في هذا ما بين مقل ومستكثر.
وحسبي هنا أن أطرح لكم طريقة سهلة لختم القرآن في كل ستة أيام, بحيث تكون للشخص في الشهر على الأقل خمس ختمات.. والطريقة كالآتي:
خصص لك ثلث ساعة بعد كل صلاة مفروضة لقراءة جزء من القرآن وبهذا سيكون المجموع خمسة أجزاء.
ومن فاته أو انشغل بعد فريضة ما فعليه أن يعوض ذلك الجزء بقراءته في أي ساعة من يومه أو ليلته.
طبعاً هذه الطريقة لمن هم في انشغال تام أما من كان عنده متسع من الوقت فإنه لو ضاعف الوقت بمعنى أنه جعل لنفسه في كل يوم وليله ثلاث ساعات وثلث فإنه سيختم القرآن في كل ثلاثة أيام وستكون له في الشهر عشر ختمات..
إنها أجور عظيمة فهل من مشمر لها؟! ومن لاح له فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف.
4) الصدقة في رمضان بالمال أو الطعام أو الكساء ... الخ, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة في رمضان.
5) تفطير الصائمين:
وهذا أجره عظيم.. وهنيئاً للمرأة المسلمة التي تقوم بإعداد طعام الإفطار لأهل بيتها فعليها احتساب الأجر وعدم التذمر من هذا الشيء..
ويا حبذا لو أن المرأة تزيد في طعام الإفطار شيئاً يسيراً ثم تقوم بالتصدق به على بعض الفقراء والح.تاجين.
6) التوازن في بداية الشهر وعدم إرهاق النفس:
كثير من الناس يكون إقبالهم على العمل الصالح في بداية الشهر قوياً ولا نظير له, ثم مع مرور الأيام يبدأ الفتور بعض الشيء فإذا ما جاءت أفضل ليالي الشهر الفضيل (العشر الأواخر) يكون فتورهم قد تمّ تمامه, فلا قراءة قرآن وتكاسل عن القيام ونوم في النهار وإلى الله المشتكى!!.
وأخيراً :
هذه هي بعض الأفكار مما أسعفتني به الذاكرة وأرجو ممن يطلع على الموضوع ولديه فكرة في استغلال الشهر أن يكرمنا بها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.. وصلى الله على نبينا محمد
أبو ناصر22
الأربعاء 1/9/1431ه – 11/8/2010م
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167
التعديل الأخير تم بواسطة صفاء ; 21-12-2012 الساعة 02:15 PM