زرت يوماً صاحباً لي لم ألتقه منذ زمن .. وكان زوج اثنتين الأولى من بلده والأخرى من غير بلده.. وبينما نحن نتناول القهوة .. ونتداول الحديث .. وله أطفال يلعبون في فناء المنزل .. دخلت بنتٌ له ذات خمسة أعوام ..لهجتها لهجة أهل بلده .. فأشار إليها منتهراً .. ( ياله روحي وراك .. لا تجين عند الرجال .. الله يعيني عليك ؟!! ) .. وبعد قليل دخلت بنت أصغر منها ..ولهجتها مختلفه .. فناداها مرحباً : ( هلا هلا والله باللي ما راح تقف في نحري ؟!! ) تأملت قليلاً .. وقلت في نفسي كم نحتاج من جهد لتثقيف الناس ونشر المنهج الحق في العلاقات الزوجية والأسرية ..ثمّ إلتفت إليه ..
وعاتبته بما يلي :
صاحبي : هل تقصد بقولك للبنت الأولى ( الله يعيني عليك .. وللثانية : اللي ما راح تقف في نحري ) هل تقصد الزواج مستقبلاً .. قال : نعم هذه كل يبيها .....
صاحبي : ما كان مضمراً في قلبك .. فبينك وبين ربك ... وأمّا ما ظهر لنا منك فإنّه يلزمنا تنبيهك عليه .. وإن نريد إلا الاصلاح ما استطعنا .....
صاحبي : لقد وقعت في ثلاثة أخطاء :
الأول : فضّلتَ أحد ولدك على الآخر .. وهذا من الظلم الذي ستسأل عنه .. فينبغي لك العدل والمساوة بينهما في الاستقبال والترحاب والاطراء ...
الثاني : تأليتَ على الله عزّ وجلّ .. فإنّ المستقبل ومنه الأرزاق والخير .. بيد من هو أعدل وأرحم بهم منك ..
الثالث : بذرتَ للضغينة بين ولدك بذراً .. فإن الصغار خاصة .. لا يقبلون ذلك .. بل ولا ينسونه
...
قمت ... وقد فهم مرادي .. فقد سمعته يردد : أستغفر الله .. أستغفر الله ........