أختي الكريمة:
شكراً للثقة. عدت لموضوعك وخصوصاً الصفحة السادسة بناءً على طلبك. فأقول وبالله التوفيق: أولاً) أنتِ ترسخ لديك في عقلك الباطن فكرة كره الرجال والحقد عليهم والقرب منهم، واعتقادك أنهم لا يرغبون إلا في الجانب الجسدي. وهذا مرده إلى تعرضك للتحرش الجنسي في مرحلة الطفولة أو المراهقة مما يظهر نتائج هذا الفعل في الكبر على شكل نفور وهلع وتأنيب ضمير عالي وعذاب داخلي وعناد ومحاولة فرض السطوة وسوء خلق وتصرفات خاطئة ثم ندم داخلي ثم شعور برغبة في الموت. ثانياً) النقطة السابقة ظهرت في تعاملك مع الزوج من صلف وجفاء ومحاولة للتعالي وفرض الهيمنة وهذا أيضاً مرده إلى العقدة العميقة في ذاتك من جنس الرجال والرغبة في الانتقام منهم. ثالثاً) شعورك بالتقزز والإحساس بالقرف من الاتصال الجسدي مرده كذلك للنقطة الأولى والثانية. رابعاً) التربية والبيئة التي نشأتِ بها ربما كان بها خلل كبير، وهو ما يتضح من حديثك عن والدك واطلاعك على بعض الخفايا مما شكل لديك تراكمات وأحقاد رهيبة عن عالم الرجال. وشعورك بالأسف على حال والدتك. خامساً) شعورك بالحنين للزوج الذي يبزغ من حين لآخر في أعماق ذاتك ممزوجاً بشعور الأنوثة الطبيعي الفطري يتم قتله من ناحيتك سريعاً والسبب هو شعورك الباطن بالظهور بمظهر القوية أمام الرجال كردة فعل عنيفة لما سبق بالإضافة لإحساسك بأن هذا ذنب لا يجب الوقوع به. سادساً) عدم انتباه أهلك لهذه الأزمة لديك وعدم إخبارك لهم قام بتشكيل كرة اللهب والحقد داخلك وكانت تكبر هذه الكرة كلما كبر سنك. ولو تم علاج هذا الأمر في حينه لكان أفضل ولكن قدر الله وماشاء فعل والفرصة أمامك. سابعاً) وقوعك في شرك الاستماع لنصائح الصديقات المغرضات الجاهلات المتصفات بالحماقة كان خطأً فادحاً لا شك. وأقسم بالله أن هذه النوعية من النصائح تضرب الأسفين في العلاقة الزوجية. وقد اطلعت على بعض نصائح الصديقات لبعض الزوجات فسمعت عجباً وقرأت عجباً. وإني أقول لكل زوجة تفتح أذنها لكل نصيحة سيئة بأنها امرأة ضعيفة بلا شخصية مستقلة ولا فكر راقي ولاوعي فهيم. وخذي مني هذا الخبر أن كل واحدة منهن تفتي بما تعيشه وبما سمعته قديماً وماترسخ لها من قناعات في مجتمعات النساء فهن يتناقلن هذه النصائح وكأنها قرآن منزل، وماعلموا أنها قد تكون سبباً في هدم البيوت وتشريد الأسر. ومن الطريف أن بعض النساء اللاتي يوزعن النصيحة هن في حياتهن غير ناجحات في الغالب. ومن العجب أنها إذا أغلقت الباب على نفسها وزوجها فإنها تنسى تلك الصديقة ولاتفكر فيها بتاتاً. ولو تم الطلاق لما نفعت تلك الصديقة بشيء بل ربما تذهب وتتسلل من حياتك كما يتسلل الثعلب وربما تبدي الشماتة المغلفة بالعاطفة. ولهذا فإني أشدد على كل زوجة بأن تكون ذكية واعية مدركة لحياتها ولزوجها، وأن تعرف أن كل حياة زوجية هي كيان قائم بذاته ومستقل ولايشابه الكيانات الأخرى. ثامناً) افتقادك للحنان من ناحية الزوج أو الأهل قديماً ربما شكل لديك نوعاً من البرود أو القسوة ناحية أولادك. على الجانب الآخر ربما في داخلك توجد مشاعر حزن عليهم أو شفقة أو رحمة بهم لأن الأولاد هم الأكباد لكنها مشاعر خجولة لا تخرج لأنك تعتقدين أنهم يربطونك بوالدهم الذي لا تحبينه وتنفرين منه ومن الممكن أن هذا يعود لطبيعة شخصية لديك تحتوي نوعاً من القسوة والبرود العاطفي. تذكري قول الله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). وتذكري أن من أسماء الله وصفاته الرحمن الرحيم. أيضاً قول ذلك الأعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم (أوَ تقبلون صبيانكم؟! إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم) فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم (أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك). ثم درّبي نفسك على القرب من أبنائك شيئاً فشيئاً. ما رأيك أن تقولي داخل قلبك أنا أحب أولادي وأحن عليهم، واكتبي هذا في ورقة واقرئيها كل يوم، ثم يجب عليك أن تقبّلي كل واحد منهم في كل يوم قبلة واحدة فقط لمدة 14 يوماً. ثم تدرّجي بزيادة عدد القبلات ثم تدرّجي للاحتضان والاهتمام وهكذا. تاسعاً) هل تعلمين يا أخيّة أن صدّ الزوجة للزوج بشكل متكرر للعلاقة الجسدية ربما تصيبه بالبرود الجنسي، بل أن هذا التصرف يطعنه في كبريائه ورجولته فينصرف عنك لفترة طويلة وربما للأبد ويعتاد على هذه الأمر، ومن الممكن أن يستمر هذا الجرح معه لمدة طويلة من الزمن. بعض الرجال قد يصبر وبعضهم يبحث عن طريق آخر سواءً بالحلال والحرام وكلٌّ على حسب إيمانه وتقواه وصبره. في المقابل لاحظت أنك ترمين باللائمة على زوجك في هذا ولا يحق لك ذلك فهو لا يعلم الغيب حتى يعالج هذه المسألة، بل ربما عاش ويعيش ألوان الحيرة في حالة زوجته الغريبة. وليس من المعقول أن يأتي ليجلس ويتفاهم مع زوجة نافرة لا يدري ماذا بها! كذلك من الطبيعي أن يأتيه الشرود الذهني والسرحان وضعف التركيز و الحيرة ولاعتب عليه هنا لأن الذي يعيشه لا يسمى حياة زوجية أبداً. عاشراً) أنا أقف ضد زوجك لبحثه عن الحضن الدافيء والقلب الحنون بطريقة غير سوية. وأعلم أن بداخله شعور بالذنب لكنه فعل ذلك رغبة في الاحتواء من طرف آخر وللانتقام منك كذلك. حادي عشر) يجب عليك أن تلزمي الرقية الشرعية وخصوصاً سورة البقرة. اجعليها تُقرأ في البيت بصوت عال+نامي على طهارة على الجانب الأيمن+استمري بالرقية مع الصدقة. ثاني عشر) من البديهي أنك لا تتزينين له بعد اكتشاف الخيانة لأن هذا طعن في صميم الأنوثة ولأنك شعرتِ أنك لم تصبحي مرغوبة لديه كما كان في السابق فيأتيك وسواس يقول لك: لماذا أتزين لزوج يخونني ويحب امرأة أخرى ويهوى الاتصال بها! ثالث عشر) أسألك بالله هل هناك امرأة تحتجب عن زوجها بلبس الحجاب وتركض كركض الغزال السريع للهرب من الأسد؟! هل كنت مدركة لما تفعلين؟ كيف تريدينه أن يتصرف معك بعد هذا؟! هل تعتقدين أن هذا الجرح وهذا الموقف سوف يندمل بسهولة؟! هل نسيتِ الوعيد الشديد في هذا ومايتخلله من لعن الملائكة؟ كيف تحرمينه من حق أعطاه الله لكِ وله؟! رابع عشر) آمل منك ما يلي: أ)فهم حالتك تماماً. وهذه النقطة متوفرة لديك وهي الخطوة الأولى للعلاج. ب)التزام الرقية الشرعية+آيات الشفاء+أيات السكينة+الصدقة+الصلاة مع النوافل+الدعاء آخر الليل والبكاء بين يدي الرحمن+قراءة سورة البقرة بشكل يومي+تشغيلها في المنزل دائماً. ج)كتم حالتك المرضية عن أي أحد من الآن فصاعداً، والحذر من نصائح الزميلات. د)اجلسي مع نفسك في هدوء+تخيلي نفسك أنك امرأة سوية تحب زوجها وأبناءها وتقوم بكل واجباتها على أتم وجه+مارسي هذا الأمر كل ليلة. هـ)اكتبي في ورقة خارجية هذه العبارات: أنا امرأة صحيحة سليمة معافى. وفي ورقة أخرى: أنا أحب زوجي وأقترب منه وأطيعه. وفي ورقة أخرى: أنا أحب أولادي. اكتبي هذه العبارات 21 مرة لمدة 14 يوم وهذا يسمى تمرين 14*21 كما ذكره الدكتور صلاح الراشد. هذا التمرين يقوم على مبدأ التكرار، ومن المعلوم أن التكرار هو أحد الطرق لبركجة العقل الباطن. و)مراجعة أخصائية نفسية ذات سمعة حسنة وتحدثي معها بكل شيء بدءً من الطفولة وحتى الآن. ز)توقفي خلال هذه المرحلة عن لوم زوجك حتى ننتهي من الخطوات السابقة. ح)رتبي ليلة جميلة له إن شعرت أنك تستطيعين ذلك بمعنى أنك هيئي عقلك ومشاعرك قبلها بكم ليلة. إن شعرت بصدق الرغبة لعملها شجعي نفسك بالكلمات التالية: أنا جريئة، أنا أريد زوجي الليلة، أنا أود أن أسعد نفسي وأسعده. إن وجدت شجاعة أكبر أقدمي على هذه الخطوة. إن لم تستطيعي كرري هذه الكلمات وأجلي الليلة هذه لليلة أخرى وهكذا حتى تنكسر حواجزك تماماً. ط)استمري في لبسك المحتشم في البيت لكن توقفي عنه من يوم غد. وابدئي بالتدريج. هذه النقطة لا تحتاج للشرح المفصل. س)استمري في إقناع عقلك الباطن عن طريق تمرين التكرار بأي شيء تريدين فعله مع اليقين التام بقدرة الله عزوجل أولاً ثم بقوة رغبتك وإرادتك وعزيمتك للتغيير وفعل الأسباب. ع)اقرئي كتباً في تطوير الذات، والحياة الزوجية وحقوقها وغير ذلك. ::: أعتقد أنك سوف تنجحين لأنك شخصت حالتك تماماً، وبما أنك عرفت الأسباب فاتجهي مباشرة لعالجها واقتلعيها من جذورها، وعليك بالصبر الواعي والاتزان. تذكري أن تعطي زوجك الفرصة وبعض الوقت لرجوعه للوضع الطبيعي، واغفري له زلاته وأخطائه. ::: أسأل الله أن يصلح حالكم ::: إن أصبت فيما كتبته أعلاه فهذا من الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم كتب هذا الجواب أخوكم في الله/ البليغ "المهندس حاتم بن أحمد-الرياض" |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|