؟
السلام عليكم و رحمة الله
قرأت الكثير من الردود العقلانية والرائعة و رغم ذلك سأكتب ردي لعلي ألفت نظرك إلى بعض الأمور .
في البداية أعجبتني حنكتك في عدم ورود فكرة الطلاق عندك و أيضاً عدم ذكرك لزوجتك بما يسيء وهذا بالتأكيد يدل على أن المشكلة لم تعمِ بصيرتك كما قد يفعل البعض هداهم الله .
أخي لا تتهاون بهذه المشكلة فما أكثر ما هدمت بيوت بسبب هذا "العناد" أو ما تسمونه الكرامة! وماأكثر ما سمعنا بقصص طلاق حدثت على الرغم من أن المشكلة لا تعدو كونها حدث عابر يصيب الكثير من الأزواج ولكن ما يختلف هو طريقة التعاطي مع المشكلة.
أخي أنت بنفسك تقول أن أبو زوجتك غير مؤهل لحلّ المشكلة وأنه سيشعل النار بدلا من اخمادها وهذا الظاهر عليه أنه يفتقد الحكمة في التعامل مع الأمر فلماذااا إذن تترك له الحبل على الغارب بدون أن يكون لك محاولات لإصلاح الأمر؟!
يجب عليك التفكير بحلّ جدي ولا تتعامل معه بنفس الطريقة التي تعامل بها الحكماء والعقلاء كأن تقول لن أدوس على كرامتي أو ما شابه لأن هذا الأمر لا يجدي مع هذا النوع من الرجال ثم إنك قد تحافظ على كرامتك المزعومة و لكنك بالمقابل ستفسد حياتك السابقة الجميلة ولا تدري ربما لن تستطيع إيجاد مثيل لها في ما تبقى من حياتك !
لا تتهاون يا أخي فارس بالمشكلة ولا تستبعد أنك حين تصمت وتبتعد أنهم يقومون بالمثل حفاظاً على "كرامتهم!!"
سآتي إلى نقطة أخرى وهي سبب المشكلة، حين قرأت مشكلتك لأول مرة حمّلتك كل الخطأ مع بعض اللوم على زوجتك لأنها تفوّهت بما أغضبك و "رفع ضغطك". و في الحقيقة فعلها يصبح مقبول مقارنة بفعلتك. و أراك في ردودك مرة تهوّن أمر الضرب و مرة تبرره و مرة تقول أنك اعتذرت منها و قبلت العذر. سأذكر لك رؤيتي حول الأمر ربما تكون لصغر سنها قبلت العذر بهذه السرعة (حين أتخيل أن هذا يحدث لي أتوقع أني لن أرضى قبل أسبوع مثلا و ربما أكثر حتى بعد الاعتذار، سأفعل ذلك لسببين، أنني لا أريد أن يمر هذا الأمر ببساطة كأي مشكلة أخرى بل أريده أن يفكر مائة مرة قبل أن يكرر هذا الفعل. والثاني أني لا أظن مثل هذا الأمر سينسى بسهولة، حتى وإن رضيت فسيبقى في قلبي فترة قبل أن يتكفل الزمن بمحوه! ).
زوجتك وأقول ربما أنها أخبرت أباها بأمر الضرب ولا غرابة دام أن علاقتهما بهذه المتانة! ففكر الأب بنفس طريقتي التي ذكرتها ولا ملامة عليه في أنه لا يريد أن يمر الأمر وكأن شيئاً لم يكن! لكنه بالتأكيد أخطأ التصرف حين أخذها على حين غرة وبدون علمك.
أنت يا فارس أخطأت بلا شك وخطأك هو المسبب في خروجها من البيت ، فلا تتطرق لأمر خروجها حالياً (أبداااً).. بالإمكان التلميح للأب عن أنك تضايقت من هذا الأمر لكن أبداً لا تهاجم وكأنك تملك سبباً للغضب لأنك في موضع ضعف وربما يزيد الأمر سوءاً بتصرفك.. حتى لو عادت زوجتك بإذن الله إلى بيتك فلا تذكر هذا الأمر على الأقل في الأيام الأولى وأنا أقول ذلك وأعنيه فعلاً، زوجتك ستأتي مكسورة حزينة لما حصل منك تنتظر شيء يمسح هذه الإهانة فأغدق عليها من الكلام الجميل ثم بعد أن تنسى ويزول عتبها عليك، ابدأ بعتابك و شدد و احزم في عدم رضاك على خروجها بدون إذنك .
الآن يجب أن تضع كل الاحتمالات،
ضع احتمال أن لا تذهب إليهم و تنتظر اتصالهم بك مع استبعاد حدوث ذلك ولا تلومهم ، نهاية هذا الاحتمال واضحة وهي أن يستمر كلاكما في العناد و تفشل حياتكما،
الزواج الثاني في حالتك سيكون صعب قليلاً، فبكل تأكيد سيتم سؤال أهل الزوجة الأولى عن سبب الطلاق "لا سمح الله" .
و الاحتمال الثاني تنازل أهل زوجتك و رضوخهم وهذا الاحتمال ضعيف فلا تغامر بسعادتك أنت و زوجتك التي كما فهمت تحبك و تحبها ولا ينغص عليك إلا التصاقها بأهلها وهذا الالتصاق طبيعي في بداية الزواج وهناك طرق كثيرة لتقليل هذا الأمر .
الاحتمال الآخر هو أن "تتعوّذ من الشيطان" و تذهب لأبوها وهذا لن يجعلك ضعيف في نظره كما تتصور لأنك مع احترامي أخطأت وهذا هو التصرف الطبيعي منك أقصد الاعتذار و مماطلته لك هي ربما ردة فعل يريد بها أن تجلس ابنته وقت أطول بعيدة عنك وبالتالي "ستفتقدها" ثم "تندم على ضربك لها" ثم "تقسم ألا تكرر هذه الفعلة" وهكذا ..
عموماً نحن هنا نحكم بظاهر ما قلت ولا نعلم حقيقة الأمر فربما لو سمعنا من الطرف الآخر لتغيرت الأمور .
آخر شي أود التطرق إليه هو في حال عادت وهذا ما نتمناه جميعاً ، حاول تأخير الحمل لمدة سنة أو سنتين (وخصوصا انكم ماشاءالله في أول الشباب) حتى تستقر حياتكما و تقرر ما إذا كنت ستتقبّل زوجتك بطبعها و نقلها لما يدور بينكم لأهلها أو أن هذا الأمر سينتهي وهل ستتحمّل أباها و تدخلاته و أمور أخرى كثيرة يجب أن تتأكد منها قبل أن يحدث الحمل ..
\
(هل هناك احتمال أن تكون خرجت برغبتها بلا نية للعودة؟ أنت وحدك من يستطيع الاجابة على هذا السؤال لفهمك طبيعة زوجتك. جاءني هذا الخاطر أنها خرجت لكنها قبل ذلك أرادت أن ترسم صورة جميلة في ذهنك كآخر ما تتذكرها به و قضيتوا ليلة جميلة و ما قصرت في الغداء قبل الخروج..)
.