السلام عليكم
أختي الكريمة لا أعلم ما هي مشكلة زوجك مع أهله لكن أتمنى أن يذهب الآن (يسافر لهم إن كان يقدر) ويعتذر ويتأسف منهم ويطلب منهم السماح, وصلة الرحم تطول في العمر وتوسع في الرزق فيجب الآن يروح
يجب عليه يبكي بين أيادي والديه حتى يسامحوه
يجب يجب أن يضحكهما إن كان قد أبكاهما
نفسيته تعبانه بسبب إغضابه لأهله
وتذكري أنتي الآن في اختبار فمن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس
ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
أوزني الأمور بمقياس الدين
هؤلاء أهله شجعيه ليستسمح منهم ويحسن علاقته معهم فأنت مسؤولة عن ذلك وهو أيضا محتاج رضاهم ودعائهم في العملية وفي الحياة بشكل عام
ثم يجب على زوجك يكون إيمانه قوي بالله ويسأل الله ويلجأ إليه إنه يعينه على الاعتذار لأهله ويعينهم لقبول عذره ومسامحته وإصلاح حاله والتوفيق في حياتكما الزوجية
ثم لماذا يدعوا بالموت على نفسه
أسألك بالله, أليس هذا من ضعف الإيمان
إن كان يعلم أن الله قادر على إصلاح كل أموره واستجابة دعائه
لماذا لا يدعو الله بأن يصلح أحواله؟
لماذا لا يكثر من قول "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" كما كان صلى الله عليه وسلم يدعو
إن حديثه معكي عن الإنفصال بسبب إحساسه بالذنب - ليس تجاهك - بل لأن تفكيره مع أهله فلن يهنأ حتى يرضو عنه ورضى الله من رضى الوالدين
قال صلى الله عليه وسلم "الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله . ومن قطعني قطعه الله" حديث صحيح
فكيف يقاطعهم ويأمرك بمقاطعتهم - لا حول ولا قوة إلا بالله
باين عليكم فيكم خير أنتي وزوجك لأنك وقفتي معه ولأنك تنوين صلة أهله كما قلتي ولأنه قال لك خل نستخير
ولكن هل انتبهت لأهم شيء في القضية رضى الله هو الغاية
افعلوا ما يرضى الله باتباع أوامره وصلة الرحم وبر الوالدين
وعندها بإذن الله سيأتيكم الغيث من السماء فإذا أنتم تستبشرون ويفتح لكم باب البركة في الحياة الدنيا وبإذن الله تكملون النعيم في الآخرة
قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
اغتنموا هذا الشهر الفضيل بالدعاء والتقرب إلى الله عز وجل
وأسأله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه وجوده أن يجعلكما من أبر الناس بوالديكما
وأن يؤتيكما في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقيكما عذاب النار
أسأله سبحانه أن يشفي زوجك ويحفظكما لبعضكما ويطيل أعماركم ويصلح أعمالكم
وأن يبارك لكما ويبارك عليكما ويجمع بينكما في خير
واستبشري أختي الكريمة فالله سبحانه وتعالى يقول "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" واحتسبي أجرك بالوقوف إلى جانب زوجك وإعانته على الخير فأنتي بإذن الله مأجورة وأجرك عظيم لأن أجر الإصلاح بين الناس عظيم فكيف بمن تنقذ زوجها من قطيعة الرحم و تصلح بين زوجها (والذي هو أحق الناس بحسن صحبتها) وبين أهله (والذين هم أحق الناس ببره)
اعزموا من الآن على فعل ما يرضي الله - مهما كان يخالف رغباتكم أو رغبات الناس - وأبشروا بكل خير,وأجزم بأن الشدة ستزول ويصلح الله أحوالكم بعد ذلك, حتى تنسوا أنكم مررتم بيوم بما في شدة ولكن الأجر لن ينسى