السلام عليكم ... :)
الأخ الفاضل المسافر .. حسب ما أوضحته الأخت ريتال أنها طرحت الموضوع لمشاركتها شعورها وهذا مالم أفهمه طي سؤالها الذي افتتحت به موضوعها ... أما وأنك فتحت باب مناقشة الموضوع بعيدا عن هدف الأخت الكاتبة، فهناك عدة نقاط أثرتها تستوجب الرد ..
(((أولا ارجو ان تكون فهمت ما قصدته في ردي..
واعيدها مرة ثانية.. لا توجد هدية ولا يحزنون...
وانت قلت ان هناك ازواج تزوجوا واهدوا زوجاتهم هدايا.. وهذا خفف عنهن الكثير..ومشكلتك ان نظرتك للموضوع كانت في اطار ضيق..( في هدية .. او لا).. وانا ردي كان اعمق من هذا وهو ليس في وجود الهدية من عدمه .. بل ماهي قيمة ومعنى هذه الهدية .. في مصيبة كهذه احلت بالزوجة.. وهذا هو مضمون ردي.)))
أخي الفاضل لا أناقش قبل أن أفهم ما يكتب، وإن لم أفهم شيئا من ردك لسألتك التوضيح، ولذلك حينما كتبت ردي السابق لأنك عممت في ردك النساء كافة، فالتعميم غير مقبول في مسألة تطال النفوس الانسانية التي جبلت على اختلاف الأهواء والرغبات، أما إن رأيت رأيي من منظور ضيق، فهذا لا يشكل لدي مشكلة أبدا،فقد افترضت أنك الصح ولم تمنح نفسك النظر للأبعد في المشكلة ،فقط اهتممت بمواساة الزوجة الأولى ولم تنظر إلى حياة ستستمر بعد زواجه، فإن قست بمقياسك لرأيتك بالمقابل انسان عاطفي جدا ولاتنظر إلى لب الأمر بل إلى قشرته.
(((ناخذ الشق الاول..
برايك ليش الزوج يعطي هدية لزوجته الاولى في وقت زواجه بالثانية... لانه يعرف انه جرح مشاعرها.. وتزوج
عليها.. ويحاول بهذه الهدية ان يخفف الالم الذي في نفس زوجته والذي هو سببه..وهذه هدية لا معنى لها.. فانت تقدم
شي بسيط مقابل الم كبير وقوي في الزوجة.)))
وهل الرسول عليه صلوات الله وسلامه حينما عدد أراد جرح مشاعر زوجاته!!! من المؤكد لا ، بل هي المرأة مخلوق رقيق ، كل فعل يكدرها قد يخدشها كالقارورة ، وليس لأن الطرف الآخر أراد ذلك بل هي كأنثى خلقت بهذه الطبيعة الرقيقة إجمالا، ولذلك ماالمانع أن يعاملها زوجها بحسن خلق، يحافظ به على جمال علاقته بها ويقويها وإن تزوج بأخرى، قد ترى الكلمة الجميلة من الزوج والهدية منه بلامعنى إن أراد الزواج، ولكنني أرى فيها معنى أسمى فماهو الأفضل في رأيك إن قرر رجل الزواج بأخرى ،أن يعامل زوجته الأولى التي قررت تقبل زواجه ورضيت بتلك المصيبة أن يجبر خاطرها بكلمة طيبة ،وهدية ،وغيرها من أفعال تطيب نفسها. أم يزيد مصيبتها بجلافة خلق وإهمال واهتمام بالأخرى ؟!
(((ثانيا.. يجب ان تعلم علم اليقين.. انه لا توجد زوجة تقبل ان يتزوج عليها زوجها ابدا.. الا في حالة انها مصابة بمرض
يجعلها لا تقوم بواجباتها كزوجة.. ففي هذه الناحية تقبل لزوجها ان يتزوج عليها ومع هذا المرارة والالم داخل نفسها..
فهذه طبيعة النساء...)))
بل أعلمُ علم اليقين أننا كبشر مختلفون((و خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) ، فما أؤمن به من أفكار قد لا تؤمن به فئة أخرى ،فمثلما هناك من لا يرضين بالتعدد ،هناك من الزوجات من يسعين إلى تزويج أزواجهن بغير عيب بهن ولامرض ولا حقد، والدليل الواقع الذي نعيش به فيه العديد من هذه القصص قد تكون قليلة ،ولكنها تحدث في مجتمعاتنا وتشكل نسبة منا، فليست طبيعة (( جميع))النساء رفض التعدد ، فهاأنت تنتمي إلى جنس الرجال ولكنك تخالف معظم الرجال في نظرتهم إلى التعدد.... فكيف تعمم عدم قبول التعدد على النساء وفينا من تقبل بذلك.
(((ثالثا .. بالرغم انه مش موضوعنا.. ولكن انت ذكرته واحب ان اعقب على ردك..
الوضع الديني والاسلامي الاعمق الذي تتحدث عليه.. الزوج الذي يتزوج على زوجته.. هل يكون هدفه ان يستر امراة غير متزوجة.. ممكن.. وبعض الرجال يقومون بهذا.. ولكن الغالبية اذا فكر يتزوج بثانية يبحث عن الفتاة الصغيرة.. بنت العشرينيات.. ليتزوج بها.. ولا يفكر بالفتيات التي تعدى سنهم سن الزواج في مجتمعاتنا.. من منطلق حرصه عليهم.. لا.. بل يبحث عن فتاة صغيرة.. ليعيد الشباب الى نفسه.. ولا يهمه ابدا موضوع السترة وما الى ذلك..))
بل هو في صلب موضوعنا، فالدين لا يفصل عن أمور الحياة وخاصة هذا الأمر لأن الإسلام هو الذي أحل التعدد للرجل ،وبدون أية أسباب كما أتفق عليه الفقهاء ،ولا كما يحب البعض أن يأتي ليقول بل لأسباب، بل ترك له الأمر مفتوحا ، طالما أنه يمتلك مقومات التعدد، والتي من أهمها الاستطاعة والعدل،(( بغير سبب)) وإن أرادها صغيرة فهذا ليس عيبا، وإن أرادها غنية ، وإن أراد تجديد شبابه بها ...... ماالعيب في ذلك طالما أنه يعدل ويستطيع ولم يأت حراما .... فهذه سنة الله ،وإن كنت أوافقك في عبارة قلتها نعم حاليا يعدد الرجال ليس حرصا على بنات المسلمين ولا هدفا لسترهن بل إرضاء لأنفسهم .... ومعظم الأحيان بدون عدل ولا تطبيق لشروط العدل من أساسه.
(((وحتى النساء الذي يفكرون في هذا الموضوع بوازع ديني واسلامي.. لا اعتقد انهم يحبون ان ازواجهم يتزوجون عليهم.. يا اخي هذه طبيعة النساء.. طيب اذا انت ملتزم وتعرف امور الشرع والدين... وجه سؤال لزوجتك.. وقول لها
اريد ان اتزوج عليك ... وشوف ايش راح يكون الرد.)))
عدم حبهن لهذا الأمر شيء ومحاولة التكيف معه شيء آخر، من البديهي أن لا تحب المرأة التعدد بحد ذاته ،ولكنها في سبيل مبدأ ما تتعلم كيف تتعايش مع واقعها ، وتتقبله بصدر رحب ،وهناك جماعة يأنفن منه ولا يتقبلنه أبدا وفي المقابل بين هؤلاء وهؤلاء هناك فئة من النساء لهن طبيعة أخرى ، لأضرب لك مثالا ، نتفق جميعا نوعا ما وهي كراهية الموت(( وهو أصعب بملايين الدرجات من التعدد، فليس هناك أغلى من النفس)) ولكن مع ذلك هناك أناس على كرهه يقبلون عليه ويختارونه لهدف أسمى هو مرضاة الله،وكذلك في النساء من هناك يسعين إلى التعدد والسبب مرضاة الله.
أما عني فلا أتمنى التعدد، وإن حصل فأدعو الله أن يهديني إلى حسن التصرف حينها.
(((مجلة الفرحة من افضل المجالات التي اقرأها.. ولكن يجب ان تعلم اولا ما هو هدف هذه المجلة... هدفها ان تظهر الحياة الزوجية.. بشكل جميل.. وتعطي حلولا للمشاكل الزوج والزوجة.. ويمكن النساء الذي تتكلم عنهم قلة قليلة.. ليست ظاهرة بشكل ملاحظ في مجتمعاتنا... وانظر الى راي الاخوات في هذا الموضوع.. هل تعتقد برايك ان جميعهم ينقصهم الوازع الديني والاسلامي العميق؟؟؟)))
أخي الفاضل، أراك أبخستها حقها حين قلت هي لتجميل الحياة الزوجية ، فهل صنفتها (( من أفضل المجلات التي قرأتها)) بسبب تجميلها للحياة بغير عمق فيها؟! لا أعتقد . فمن وجهة نظري هي مجلة تهتم بالحياة الزوجية بشتى جوانبها وتستعرض جميع ما يخص هذه الحياة ليس فقط من ناحية تجميلية ولكن كذلك من ناحية طرح مواضيع ومشاكل وحلولا ..الخ
فقط للتوضيح لم أقل الوازع الديني ، قلت الوعي الديني في ردي السابق ،وهناك فرق كبير بينهما، فالوازع الديني يتوفر بقوة مختلفة في النفوس المسلمة ،ولا نستطيع قياسه في ردي وردك و ردود الأخوة والأخوات .لأن ذلك مابين العبد وربه، ولكن وعينا وفهمنا وثقافتنا الدينية نعم هذه تقاس نوعا ما،وهي التي تحدد طريقة تحاورنا هنا و نظرتنا للأمور ،فكلما تعمق ذلك الوعي ، كان تقبل الرأي الآخر مسألة سهلة لا تحتاج كل هذا التعقيد الذي نراه من البعض، ولذلك فحين أكتب تعقيبا لايهمني كثرة المؤيدين لأمر ما إن لم يكن ضمن قناعاتي الفكرية والدينية، بل أعقب وأحترم كل وجهات النظر .طالما انها في اطار احترام وتقدير متبادل من الطرفين.
(((خلاصة الكلام انا لا اضيق متسعا.. ولكن مشكلتي اني اتكلم بشكل واقعي.. بعيدا عن الشعارات الرنانه.. والكلام الغير واقعي عن حياتنا..))
لا بأس ياأخي نحترم واقعيتك ولكن الرجاء عدم التعميم وجعل جميع النساء نسخا مكررة في العاطفة والعقل.
شكرا لسعة صدرك وعذرا للاطالة .
بوهيميا
التعديل الأخير تم بواسطة بوهيميا ; 16-01-2004 الساعة 04:22 AM