رد : بعد معاناة طويلة جنيت ثمرة صبري على زوجي
السلام عليكم
ثمة أمور يجب الانتباه لها عند التعرض لمثل هذا الموضوع:
1- الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر، ولا يجوز الاستهانة به أو التخفيف من شأنه.
2- الزنا لا يثبت إلا بأحد أمرين، الاعتراف وتأكيد الاعتراف، أو شهادة أربع شهود متفقة تماما على دخول الميل في المكحلة، ولما جاء أربعة شهود لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وشهدوا على رجل بالزنا، فتلكأ الرابع، ولم يجزم بدخول الميل في المكحلة، جلد الثلاثة جلد قذف.
3- مواعدة الرجل لامرأة لا تحل له أو مقابلته لها أو خلوته بها، أو تقبيلها، أو لمسها بقصد، أو مداعبتها، أو ضمها أو فوق ذلك ما لم يدخل الميل في المكحلة، معصية وإثم يجب على صاحبه التوبة منه، وللتوبة شروط معروفة، ولكن هذا لا يسمى زنا والعياذ بالله.
4- اتهام الرجل بالزنا دون بينة، قذف يستوجب على صاحبه الجلد إن ثبت عليه.
5- عندما يعصي الرجل ربه ويواعد النساء، أو يقع في الزنا، يحق للزوجة أن تطلب الطلاق منه، وليس هذا داخلا في حديث (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فقد حرم الله عليها الجنة) فهذا بأس، ولكنها لو صبرت ونصحته ودعت له إذا رأت المصلحة في ذلك فهذا جائز، بل هو الأولى، لمن قدرت على الصبر، حتى لو ثبت لها أنه زاني والعياذ بالله.
6- تفتيش خصوصيات الزوجين يعتبر من التجسس المنهي عنه.
7- روى عَبْد اللَّهِ بن مسعود قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَقِيتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ وَبَاشَرْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا وَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا , قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) ، قَالَ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً فَقَالَ : " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً . " رواه الإمام أحمد
فتأملوا رحمة الله بعباده.
8- جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَكَ , ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ " . قَالَ : فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي . فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ مِثْلَ ذَلِكَ ، حَتَّى كَانَتِ الرَّابِعَةُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِمَّا أُطَهِّرُكَ ؟ " قَالَ : مِنَ الزِّنَا ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبِهِ جُنُونٌ ؟ " فَأُخْبِرَ أَنْ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ ، فَقَالَ : " أَشَرِبَ خَمْرًا ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ , فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَزَنَيْتَ أَنْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ . فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ ، تَقُولُ فِرْقَةٌ : لَقَدْ هَلَكَ مَاعِزٌ عَلَى أَسْوَأِ عَمَلِهِ , قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ . وَقَائِلٌ يَقُولُ : أَتَوْبَةٌ أَفْضَلُ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ ، إِنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ فَقَالَ : اقْتُلْنِي بِالْحِجَارَةِ . قَالَ : فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ " . قَالَ : فَقَالُوا : يَغْفِرُ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِّمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهَا " . ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ غَامِدٍ مِنَ الأَزْدِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي ، قَالَ : " وَيْحَكِ , ارْجِعِي فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَتُوبِي إِلَيْهِ " . فَقَالَتْ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَرْدُدَنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ، قَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ " قَالَتْ : إِنَّهَا حُبْلَى مِنَ الزِّنَا ، قَالَ : " أَثَيِّبٌ أَنْتِ ؟ " قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ : " إِذًا لا نَرْجُمُكِ حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنِكِ " . قَالَ : فَكَفَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى وَضَعَتْ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " قَدْ وَضَعَتِ الْغَامِدِيَّةُ " . قَالَ : " إِذًا لا نَرْجُمُهَا وَنَدَعُ وَلَدَهَا صَغِيرًا لَيْسَ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ " . فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : إِلَيَّ رَضَاعُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ . فَرَجَمَهَا .
هذه إحدى روايات الحديث، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رد ماعزا ولم يكن حريصا على إثبات التهمة عليه، ولذا قال العلماء: من وقع في الزنا -أعاذنا الله وإياكم- وتاب إلى الله فليس واجبا عليه أن يعترف ليوقع حد الزنا عليه، وتكفيه توبته.
9- قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) الشيطان يبدأ بخطوات وصغائر، ويجرئ العبد على فعل ما يقربه من المعصية، حتى يصل إلى الحمى فيقع فيه، ولذا قال تعالى: (ولا تقربوا الزنا) فنهى عن قربان الزنا، لأن من اقترب منه أوشك أن يقع فيه، فلا يتساهل الإنسان في مقدمات المعاصي، فإن الشيطان سيجرئه.
10- التوبة أمر لازم على العبد، ولا تكون التوبة بنية ترك المعصية، أو بتركها فقط، بل لا بد أن يترك المعصية، ويندم على فعلها، ويعزم على عدم العودة إليها.
وما ذكرته فيما سلف ليس تهوينا من شأن الزنا والعياذ بالله ولا تهوينا من مقدماته ولا تهوينا من المعصية، وكما قال بعض السلف: لا تنظر صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
ولكنه ورد في قصة امرأة -نحسبها والله حسيبها صالحة- انتهت ولم تطلب من أحد حلا لمشكلتها، ولا يظهر لي أن فيها تخفيفا من الزنا أو القرب منه.
والله تعالى أعلم.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.