عزيزتي..
ربما لن أضيف على كلام الأخوات والإخوة الأفاضل الكثير.
ارتكاب خطأ ما من أحد الطرفين لا يبرر (قلة الأدب وطول اللسان) .. وما يفعله زوجكِ ـ ومنكِ المعذرة ـ يدخل في هذا النطاق.
أذكر في أحد الأيام كان زوجي غاضباً من أمر ما .. وحدث أن كانت أخته في نفس الجلسة .. ورد عليّ أمامها ((بطريقة جافة)) بسبب غضبه .. ورغم أن زوجي إنسان مهذب ولم يتلفظ عليّ بأي لفظ مشين أو معيب .. إلا أنني أخذت موقفاً شديداً من طريقته الجافة أمام أخته!! .. ولم يمر الموضوع وتحدثت معه وقلت: أنا مستعدة أن أحتوي لحظات غضبك ولكنني لا أقبل أن يكون ذلك أمام أحد .. وطلبت منه بجدية ألا يتحدث معي بتلك الطريقة أمام الآخرين أياً كانوا .. والحمدلله أنه كان عند حسن ظني به.
نعم يا أختي .. وكما قالت حلواية .. العقل يجب أن يكون حاضراً حتى في لحظات الغضب .. وليس مسموحاً للغضبان ولأنه غضبان أن يقول أو يفعل ما يشاء .. وليس مطلوباً من الزوجة أن تكون كبش فداء و(ملطشة) .... صحيح إذا أخطأت فعليه أن يؤنبها ويحاسبها ويؤدبها وحتى يعاقبها .. ولكن يجب أن يكون ذلك كله في إطار الاحترام .... ولا تنازل عن ذلك أبداً.
أما الحب الذي تحدث عنه الأخ أبو زيد .. وغيّر بعدها قناعته بفضل الله ثم بفضل مشاعر مرهفة
.. فأقول: نعم الحب ضروري ودافع مهم يخفف عن الإنسان ويجعله يحتمل بعض تجاوزات الطرف الآخر .... وأرى أن الزوجة قد تكون مستعدة بالفعل لأن تسامح زوجها عن هذا النوع من الزلات والتجاوزات لأنها تحبه ... ولكن بشرط أن يدرك هو خطأه (((ويتوقف))) عن تكرار مثل هذه الألفاظ والشتائم .. حتى لو لم يعتذر عن ذلك صراحةً.
عزيزتي مرعوبة..
في مثل هذا الموقف ـ وبالنسبة لي ولزوجي ـ فإن صمتي عقب الموقف مباشرةً هو الذي يجعل زوجي يدرك أنه أخطأ في حقي وأنني زعلت وأخذت موقفاً .. وهو الذي يجعله يحاول ملاطفتي والتعويض عليّ (اعتذار غير مباشر) .... أما وقد مرت عدة أيام على هذه الحادثة بينكِ وبين زوجكِ فربما يكون الحوار الآن هو الحل المناسب .. ولا ضير أن تفتحي أنتِ هذا الحوار وأن توضحي له أنكِ وإن كنتِ تقدرين حرصه وخوفه على ابنتكما إلا أنه لا يجوز أن يجعل ذلك مبرراً للتقليل من احترامكِ أمام الآخرين.
فقط احرصي على أن تكوني هادئة خلال النقاش.