عظمت عناية السلف الصالح بتلاوة القرآن في رمضان وحق لهم،
لكن بعض أهل زماننا أضحوا يهذون القرآن هذا لتغلب ختمات زيد ختمات عمرو
والأمر أجل من ذلك،
وكل الشأن ما أثر القرآن في القلب وما حال المؤمن عند تلاوته، على المؤمن أن يستصحب أن هذا القرآن صدق في أخباره، وعدل في أوامره ونواهيه،
فيقبل ما جاء فيه من وعد ووعيد وأخبار السابقين وأنباء الغابرين
ويأتي ما أمر الله به وينتهي عما نهى الله عنه مع وجل في القلب ودمعة في العين،
فإن صاحب ذلك إن اقشعر جلده وخشع فؤاده فهذا المؤمن حقا.
(صالح المغامسي)
في هذا التأكيد القرآني على نزول القرآن في شهر رمضان ، في هذه الآية ،
وفي تحديد ليلة القدر في سورتي الدخان والقدر = إيحاءٌ بأنَّ عظمة هذا الشهر
مستمدة من مناسبة نزول القرآن فيه.
[COLOR="Indigo"]{إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }..استئناف بياني لوجه تخصيص صلاة الصبح باسم القرآن بأن صلاة الفجر مشهودة ، أي محضورة .
وفُسِّر ذلك بأنها تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار ، كما ورد في الحديث
: « وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح » ؛
وذلك زيادة في فضلها وبركتها.
ابن عاشور[/COLOR]
{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} ..
ناشئة الليل:ما ينشأ منه بعد العشاء.
أشد وطأ: أي أجهد للبدن.
وأقوم قيلا: أي أثبت في الخير كما قال مجاهد.
قال ابن رجب:
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً ؛
فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر
في ذكره – تعالى – هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام ؛
إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ،
روى عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة،
فكان عبدالله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
ابن كثير.