ولا يجب أن يظن المرء أن الصحة والجاه والمال، نعمة، بل هي بلوى وامتحان، لينظر الله ما يعمل فيها، ولا ما يقع على بعض الناس من مصائب وآفات، ان ذلك نقمة، بل قد تكون نعمة يؤجر عليها، بعدما امتحن الله إيمانه، وبرزت من ذلك خصال نفسه في حسن التحمل، وكيفية التعامل مع المصائب: من رضا وقناعة ودعاء مع الله وضراعه، وصبر وحسن تحمل.
يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: البلايا على مقادير الرجال، فكثير من الناس، تراهم ساكتين، راضين بما عندهم، من دين ودنيا، وأولئك قوم، لم يرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو أن الله سبحانه علم ضعفهم عن مقاومة البلاء، فلطف بهم.
وقصة عروة بن الزبير رحمه الله في صبره، وقوة تحمله، عندما حلت به مصائب عديدة، وهو في الشام عند الوليد بن عبدالملك: فقد رفست فرس ابنه محمداً ومات، وأصابته الآكلة في رجله، فرأى الأطباء قطعها، حتى لا تنتقل إلى سائر جسده، وعندما جاؤوا لقطعها، قالوا له: نسقيك المرقد أي البنج فقال: انما امتحنني ربي ليعرف مقدار صبري واحتسابي، قالوا: اذاً فإنا نسقيك الخمر، حتى لا تشعر، قال: لا أستعين بمعصية الله على طاعة الله، قالوا: اذاً نأتي برجال ليشدوك، حتى لا تتحرك,, قال: يقول سبحانه: واستعينوا بالصبر والصلاة .
ثم قال: إذا سجدت فسوف أمدها لكم وشأنكم بها، فقطعوها وهو ساجد، لم يتحرك,, ولما سأله الوليد؟ قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً,.
وقد جاء للوليد بن عبدالملك شيخ من عبس كفيف البصر، ولما جلس عنده في عشية أحد أيام، سأله الوليد عن حاله؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لقد بت في ليلة من الليالي، وما في عبس رجل أكثر مني مالاً، وخيلاً وإبلاً، وولداً، ولا أعزهم نفراً، وأكثرهم جاهاً.
فطرقنا سيل جذب، وذهب بالأهل والولد، والمال وجميع الممتلكات، ولم يبق من ظعننا إلا: غلام ولد حديثاً، وبكر شرود وهو ولد الناقة الصغير,, فاتجهت للصبي وحملته، ثم لحقت بالبكر الذي ند، ولما عجزت عن اللحاق به، وضعت الصبي في الأرض، وسرت وراء البكر، فسمعت صراخ الصبي، ولما رجعت إليه وجدت الذئب قد أكله، فلحقت بالبعير، ولما أمسكت به، رمحني برجله على وجهي، فذهب بصري، والقاني على قفاي,, ولما أفقت اذا بي في المساء من أصحاب الثروة والمال والحلال، والولد والجاه، والمكانة بين القبائل، قد أصبحت في الغداة، صفر اليدين: لا بصر في عينيّ، ولا ولد ولا أهل ولا مال ولا غيره,, فحمدت الله على ذلك، فقال الوليد: اذهبوا به إلى عروة بن الزبير، ليعلم أن في الدنيا من هو أكثر منه بلاء، وأشد تحملا وصبراً.
ولابن القيم رحمه الله في كتابه: شفاء العليل، باختصار الدليل وابن الجوزي في مواعظه المجموعة في كتابه صيد الخاطر وغيرها من المهتمين بالرقائق، ما يعالج قسوة القلوب، ويعين على الصبر والتحمل، عندما تنزل البلوى، واحتساب العمل معها قربة عند الله، تخف به المصيبة، ويعظم معه الأجر.
المهدي وفصّ الخاتم:
جاء في كتاب المسالك والممالك لابن فرداذبّه: أن المهدي اشترى فصاً لخاتمه بمائة ألف درهم، وسبعين ألف درهم، وكان هذا الفص يعرف بالجبك وعمل عليه خاتما، فرأى يوما ولده هارون يكرر النظر اليه، فوهبه إياه، فلما توفي المهدي عهد الى ولده موسى الهادي، فقيل له: إن والدك كان له خاتم صفته كذا، وقد وهبه لأخيك هارون، ولا يصلح إلا أن يكون في يدك، لأنك أنت الخليفة وهو أمير.
فوجّه في طلبه منه، وكان الرسول إليه يحيى بن خالد، فامتنع الرشيد من دفعه، وألحّ عليه أخوه الهادي في انتزاعه، فلما عاد اليه يحيى بن خالد في طلبه، وأعلمه أن أخاه تغيّر عليه بسببه، فأخذه هارون وركب مع يحيى بن خالد، يريد قصر أخيه الهادي، فلما توسط الجسر، انتزعه من يده، وقال: يا أبا الفضل انظر الى الخاتم، هل تعرفه؟!
قال: نعم هو المقصود والمطلوب، فرمى به في نهر دجلة، ورجع في طريقه,, وقال للرسول: أعلمه بما رأيت, فمضى يحيى بن خالد وأعلم الهادي بذلك، فغضب ثم أمر بالغوّاصين، وأهل البحر، فغاصوا عليه، واجتهدوا في إخراجه، فلم يقدروا عليه، ولا وجدوه.
فأقام الهادي خليفة أربع سنين واشهرا، ومات بعدما عهد الى أخيه هارون الرشيد, وتولى بعده، ثم مرّ يوما من الأيام بالجسر، ومعه يحيى بن خالد، فقال: يا أبا الفضل، أتذكر اليوم الذي ألقيت فيه الخاتم في هذا المكان؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال الرشيد: والله، لم أنس، وقد قذفته هكذا، ثم نزع خاتما كان في يده من فضة قيمته أربعة دنانير، فقذف به في ذلك المكان بعينه, ثم قال لأحد غلمانه: انزل إليه، لعلك تجده يعني الخاتم الفضة الذي رماه .
فنزل الغلام، وغطس، فطلع بالخاتم الأول، والثاني,, وكان ذلك أمراً عجباً ص116 .
وقيل إن سفيان الثوري دخل على المهدي، فكلمه بكلام فيه غلظة، فقال له عيسى بن موسى: تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام، وإنما أنت رجل من ثور, فقال سفيان: إن من أطاع الله من ثور خير ممن عصى الله من قومك.
---------
وانصحك يا مجروووووحه ان تشغلي نفسك با البيت
او تشوفين لك دورة با تحفيظ القران الكريم وهناك تجلسين مع النساء وتسولفين معهم و نصحك ايضا ان تدخلين دورة كمبيوتر تشغلي وقتك عن الفراغ الذي يسبب لك افكار المضرة والسوداء
من المعروف ان الانسان الفارغ تهجم عليه الافكار والقلق و الوسواس
لو انتي يا مجروووحة شاغلة نفسك ماكان طحتي على الفراش ولكن واضح عندك فراغ كبير وهذا الفراغ هو السبب يدخل منه الشيطان ووساوس النفس وغيرها
والله يعينك ويعين المسلمين .