الحمد لله رب العالمين
قطعناً شوطاً مهماً .. وبقي لنا أشواط أخرى
فقد اتفقنا على مايلي :
1- أن التشخيص الدقيق للمشكلة يكمن في خشيتك ورعبك من فقد هذا الزوج .. أي الطلاق .. ولاشيء سوى ذلك
2- أنك أنت صاحبة المشكلة .. وبالتالي أنت التي يجب أن تعالجين منها .. وليس زوجك .. ولا أي أحد آخر
وبقي لنا :
1- تحديد وتحليل الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة
2- إزالة هذه الأسباب .. أو التقليل منها قدر الإمكان .. وقدر الجهد
3- إيجاد كل الأساليب الممكنة لدعم الشخص صاحب المشكلة وهو أنت ياأختاه.. وتقويتك وتعزيزك في مواجهتها
4- معالجة النفس لصاحب المشكلة .. وهو أنت ياأختاه ... ومحاولة إبراءك تماماً مما علق بك من أحزان بسبب المشكلة .. لتستعيدي عافيتك وشفائك.. وهذه المرحلة يجب أن تكون على التوازي مع كل المراحل السابقة .
وسأبدأ الآن في تحليل وتحديد الأسباب التي أدت إلى المشكلة ... وتذكري دائماً وأبداً أن المشكلة هي خوفك الشديد من الإنفصال أي الطلاق ولا شيء سوى ذلك أبداً .
فماهي أسباب هذا الخوف الشديد ؟
أستطيع أن أقسم هذه الأسباب إلى أقسام ثلاثة
أولاً : أسباب خاصة بأفعال وتصرفات زوجك وهي :
1- تركه لك في بيت أهلك دون سؤال من جانبه .. وعدم تجاوبه كما ينبغي مع إتصالاتك أنت المتكررة .
2- عدم تفضيله للبقاء الطويل معك في بيتكما .. وبقاءه مع أهله بشكل أكبر مما يبقى معك .
3- عدم رومانسيته .. وعدم إغداقه عليك بالمشاعر الفياضة والحب والحنان .
4- كونه صاحب تجربة سابقة في الطلاق .. مما يجعلك تظنين أنك قد يكون مصيرك مثل مصير زوجته الأولى .
5- رغبته في عدم الإنجاب .. مما يجعلك تطنين أن هذا يرجع إلى عدم ثقته إن كان سيواصل معك أم لا .
6- عدم رغبته في نقلك إلى بيت مستقل بعيداً عن أهله .. مما يجعلك تظنين أن هذا مظهر من مظاهر عدم تأكده من إستمرار هذا الزواج .
7- موقفه القديم عندما تركك في بيت أهلك .. ثم بدون مقدمات مفهومة .. ألمح إلى رغبته في الإنفصال .
ثانياً : أسباب خاصة بك أنت شخصياً تجعل أفكارك تنحصر دائماً في التفكير الدائم في هذه المشكلة برعب
1- كونك في فراغ قاتل .. ليس عندك مايشغلك سوى زوجك وأفكارك الخائفة .
ولو كان عندك مايشغلك يا أختاه .. مثل عمل أو نشاط كثيف أو مصدر للتسلية المباحة أو غيره .. فسوف يقل كثيراً تفكيرك في هذه المشكلة .. وبالتالي سوف تتصاغر هذه المشكلة بشكل كبير .
2- قد تكوني تظنين أنك لو وقع الطلاق فسوف تفقدين فرصة مثلاً للحياة المريحة .. كأن لا يكون أمر إقامتك لدى أهلك فيما لو وقع الطلاق ميسراً أو طيباً .. أو أن تكوني ستفقدين مثلاً مصدر مالي تحصلين عليه من الزوج .. ولا يتوافر بديل عنه .
ولو كنت على ثقة أن أمر إقامتك وأمر حالتك المادية لن تسوء كثيراً بوقوع الطلاق .. فلا شك أن الرعب الذي يمثله لك هذا الطلاق سيقل كثيراً .
3- عدم ثقتك الكافية بنفسك .. وإنكارك على نفسك أن تكون لك حقوق لا تتنازلين عنها أبداً .. فأنت ياأختاه كما فهمت من كتاباتك المتعددة ( وأرجو أن لاتغضبي مني .. فقد إتفقنا على الصراحة المطلقة ) .. تفهمين الزواج على أن المرأة يجب أن تكون مضحية دائماً فإن تفضل عليها الرجل فأنعم بهذا .. وإن بخل أو إمتنع فلابد من الصبر إلى مالانهاية ... وأن هذا الصبر إذا نفذ .. فإن كل ماهو ممكن هو الإكتئاب والحزن .. و ( مد البوز .. ) فقط ولاشيء سوى ذلك .
ولو كانت ثقتك بنفسك قوية .. ولو كنت تؤمنين فعلاً بأن الزواج هو أخذ وعطاء .. وأنه كما أن عليك واجبات لا تقصرين فيها .. فإن لك حقوق لا يجب أن تتنازلي أبداً عنها ... وأن الزوج الذي لا يعطيك حقوقك يجب أن لاتخافي كل هذا الخوف من فقدانه ... أقول لو كان هذا صحيحاً .. فإن خوفك من الطلاق سيقل كثيراً جداً أيضاً .
4- وأعتقد أنك ربما تظنين ( وآسف مرة أخرى على الصراحة ) أن زوجك أفضل منك .. وأنه قام ببعض التنازلات عندما ارتبط بك .
وأعتذر بشدة عن كلامي السابق .. ولكن هذا ما أظنه .. فإن كان صحيحاً فلابد أن تعترفي به لنفسك على الأقل لينجح العلاج .. أو أن تصححي لي أفكاري .. وتقولي مثلاً هذا السبب غير صحيح .. أو صحته كذا .. وكذا ..
أرجوك هذا هام للغاية .. لكي يكون كل شيء واضحاً جلياً .. فننجح معاً للوصول للحل الأمثل للمشكلة .. وإياك .. إياك من المغالطة مع النفس .
5- حاجتك النفسية الشديدة لمن يشبع عاطفتك .. ويغدق عليك الحب والعطف والحنان .. وأنت لا ترين مصدراً ممكناً لذلك .. إلا زوجك .. وبرغم أنه لا يفعل حالياً .. إلا أن أملك لا ينقطع أن يفعل ذلك يوماً ما .... ولو كان لديك مصدر بديل لهذه العواطف التي أظن نفسك لا تستقيم إلا بها .. فسوف يقل إلى حد كبير هذا الخوف الضخم من الإنفصال والطلاق .. حتى ولو كان هذا المصدر مؤقتاً ... وحتى ولو أشبع هذا المصدر البديل عاطفتك مؤقتاً .. إلى أن يفعل ذلك زوجك لو كان سيفعله ... وعليه فأنا أظن أن لا أحد من أهلك يقوم بإشباع هذه العواطف لديك وآمل أن أكون مخطئاً .
ثالثاً : أسباب ترجع إلى المجتمع الذي تعيشين فيه .. ونظرته القاسية إلى المطلقة
ولن أفيض في تعداد هذه الأسباب التي ترجع إلى المجتمع ونظرته المتخلفة إلى المطلقة .. فكلنا يعرفها ... وهي للأسف تزيد في خوفك من هذا الطلاق .. وربما تحملين هم كلام الناس .. وكثرة أسئلتهم .. وما إلى ذلك من مظاهر إجتماعية تجعلك مع غيرك من النساء تحملن هماً إضافياً لفكرة الطلاق .
================================================== ==============
هذه يا أختي هي الأسباب التي أظنها أدت إلى هذه المشكلة .. وهي خوفك الشديد من الطلاق وسيطرة هذه الفكرة عليك .. وكما قرأتي فقد قسمتها إلى ثلاثة أقسام .. وما أريده منك هو :
1- إما أن تؤيديني في هذه الأسباب كما كتبتها
2- وإما أن تزيدي عليها ما شئت من أسباب إضافية .. قد أكون قد غفلت عنها
3- وإما أن تنقصي أو تحذفي منها ما تشاءين .. والذي أنت متأكدة أنه لم يكن أبداً أحد أسباب المشكلة
ومن المهم جداً هنا .. هو الصراحة والقناعة الشخصية الكاملة .. لأننا بعد أن نتفق تماماً على الأسباب التي أدت إلى المشكلة .. فسوف نبدأ بهدوء وروية في إزالتها سبباً سبباً .. أو على الأقل تقليل قيمة ما لانستطيع إزالته تماماً ..
والعملية هذه ستكون سبباً رئيسياً إن شاء الله في نجاحنا في حل المشكلة ... فأرجو أن تقرأي من فضلك بهدوء .. وتحللي الأسباب التي ذكرتها أنا في عقلك وقلبك .. وتنظري هل هي صحيحة تماماً أم تحتاج إضافة .. أم تحتاج حذف .
في إنتظار ردك لنكمل .. وتقبلي إحترامي