11- التفكير في الزواج ليس فيه أي عيب من المرأة أو من الرجل , وكذلك الحديث عنه ليس فيه أي عيب (حتى ولو قال المجتمع للمرأة : عيب عليك أن تتحدثي عن زواجكِ) , لكن يشرط أن لا يكون هذا الحديث طويلا وأن يكون بين الحين والحين فقط وأن لا يكون على حساب أمور أخرى أهم.أما مع عدم توفر هذه الشروط فإن هذا الحديث يصبح لغوا لا طائل من ورائه.
12- يجوز للمرأة – شرعا- أن تطلب من رجل- اطمأنت لدينه وخلقه- أن يخطبها (ولو كان ذلك مخالفا لعادات الناس وتقاليدهم ) إذا غلب على ظنها أنه لن يشك فيها. هذا أمر جائز, لكن قال العلماء بأن هذا الجواز مشروط بأن تكون المرأة معروفة بإيمانها وتقواها , حتى لا تُتَّهَم وحتى لا يطمعَ فيها طامع وحتى لا تتَّبِع هواها بإذن الله . وبطبيعة الحال إذا تقدم الرجل لخطبتها فإن العقد الشرعي لا يتم إلا
بوليها , لأن المرأة لا يجوز لها أن تزوِّج نفسَها بنفسِها.
13- ادعي الله أن يرزقكِ في المستقبل بزوج صالح يعينكِ على أمر دينكِ ودنياكِ ويُسعدكِ وتسعدينهُ. لكن لأن الزواج قضاء وقدر فلا تكثري – أختي أو ابنتي- من التفكير فيه لأنك ستتزوجين حتما متى شاء الله وبالذي قدره الله وفي الأجل الذي قضاه الله , فلا تعجلي في أمر سبقت فيه كلمة الله ,واصرفي فكركِ وطاقتكِ إلى الدراسة أو العمل والدعوة إلى الله . وفقكِ الله لكل خير – آمين-
14- الزواج تحمل ومسؤولية وقيام على شؤون الأسرة والبيت والزوج والأولاد , لذا فإن عليكِ أن تهيئي نفسكِ لذلك قبل الزواج , فإذا أنِست من نفسكِ قدرة على ذلك وتقدم يطلب يدكِ من ترضين دينه وخلقه فاقبلي ولا ترفضي ,إلا تفعلي تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .
وأظن – والله أعلم بالصواب – أن المرأة تخطئ كثيرا عندما تعتذر عن رفضها للزواج بأعذار واهية في الغالب مثل : "ما زلتُ صغيرة" , "أريد أن أكمل دراستي الجامعية أو ما بعد هذه الدراسة"," أعملُ لسنوات قبل أن أتزوج ",.. إن الزواجَ خيرٌ وبركةٌ , والفرصة التي تتاح اليوم للزواج قد لا تتاح غدا , خاصة ونحن نعلم أن عدد النساء أكبر من عدد الرجال وأن المرأة مخطوبة والرجل خاطب وأن
فرصة الزواج متاحةٌ من هذه الناحية للرجال أكثر مما هي متاحة للنساء .
15- دور كل من المرأة والرجل كبير في استقرار الحياة الزوجية , وليعلم الزوجان أن الحياة الزوجية يجب أن تقوم على التفاهم والتعاون لا على الخصومة والمشاكسة والكيد.
16- على المرأة أن تُعوِّد نفسَها على الاندفاع من تلقاء نفسها من أجل خدمة زوجها والإحسان إليه من غير انتظار للأوامر والنواهي من هذا الزوج.
17- وعليها أن تبتسم في وجه زوجها باستمرار , وأن تزيل عنه- عند رجوعه للبيت- البعض من متاعبه بالكلام الطيب وبالود الصادق , وأن لا تستقبله بالشكاوى سواء المتعلقة بنفسها أو بالبيت أو بالأولاد.
18- وعلى المرأة أن تعتني كثيرا بالنظافة : نظافة البيت والأولاد ونظافتها هي في بدنها أو لباسها و.. وعليها بخصال الفطرة من سواك وتقليم أظافر ونتف إبط وحلق عانة .
19- وعلى المرأة أن لا تقاطع زوجها وهو يتحدث , وأن لا ترفع صوتها في وجهه , مهما كانت الأسباب . وإذا ما فعلت عليها أن تسارع بالاعتذار .
20- على المرأة ألا ترهق زوجها بالمطالب المادية التي لا يقدرُ على تنفيذها , ولتعلم بأن ذلك حرام عليها. وعليها أن تكون حكيمة فيما تطلب, وأن تحسن اختيار الوقت الذي تُقدم فيه رغباتها أو تبث فيه همومها, أقول هذا وأنبه مع ذلك إلى أنه من أعظم سيئات المرأة مع زوجها سواء عند الله أو عند زوجها هي تكليفها له بما لا يطيق . لتعلم كل زوجة أنه حرام ثم حرام عليها أن تطلب من زوجها ما لا يقدر عليه ماديا – خاصة فيما يتعلق بما ليس ضروريا , والضرورة يقدرها الزوج لا الزوجة لأنه هو المكلف بالإنفاق وهو الساعي بصفة عامة على رزق الأسرة - مهما قال المجتمع خلاف هذا ومهما كانت نية الزوجة طيبة . وعلى الزوجة أن تعلم إذا كان لها نصيب من الخوف من الله أن مدخول الأسرة هو الذي يحدد مستواها المعيشي , لا العكس.
21- مما يجب أن يكون معلوما عند الزوجين – كوسيلة من وسائل استقرار حياتهما الزوجية – أن عليهما أن ينظرا إلى مدخول العائلة المادي أولا ثم أن يبنيا على أساسه المستوى المادي للمعيشة التي على الأسرة أن تعيشه , ولا بأس على الزوجين أن يطلبا باستمرار تحسين المدخول بالحلال , وليعلما أن الطموح محمودٌ.
أما العكس فلا يمت إلى الحكمة بصلة , أي أن يضعَ الزوجان(خاصة الزوجة) في البداية مستوى للمعيشة معينا يريدان أن يعيشاه مع الأولاد , ثم بعد ذلك يعملان الممكن والمستحيل والحلال والحرام من أجل أن يوفرا المدخولَ الذي يساعدهما على أن تعيش العائلة كما يحبَّان.إن هذا ليس طموحا,ولكنه طمعٌ والطمع مذمومٌ دوما.
22- على كل من الزوجين أن لا يتحدث عن الآخر بسوء خاصة أمام أقارب هذا الآخر , عليهما كذلك أن يتجنبا السخرية من بعضهما البعض ,لأن ذلك سيفقدهما الاحترام والتقدير بينهما , وقد يؤدي إلى إثارة الشحناء والبغضاء بينهما .
23- ليكن شعارُ الزوجين مع بعضهما البعض قول الرسول-صلى الله عليه وسلم -
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
24- تعاملا مع بعضكما-أيها الزوجان- تعاملا مبنيا على تقدير ظروف الآخر , وقبول العذر منه , وحسن الظن به .
25- إذا رأى أحدُكما الآخر غاضبا , فعليه أن يرضيهُ , وإن كان الشرع قد طلب من المرأة أن ترضيَ زوجها أكثر مما طلب من الرجل أن يرضي زوجتَه.
26- على الزوجين أن يعامل كلٌّ منهما الآخرَ معاملة طيبة , وليعلم كل منهما أنه من الصعب أن يجتمع في قلبِ شخص واحد حبُّه لآخر وصبرٌ على أذى هذا الآخر له .
27- الصبر والوفاء من أعظم أخلاق الزوجة الصالحة :الصبر على أخلاق الزوج وتقلبات الدهر , والوفاء للزوج في حال الرخاء والشدة والغنى والفقر والقوة والضعف والصحة والمرض .
28- لا تبخلي على زوجك بمال إن احتاجَ هو واستغنيتِ أنتِ,ولا تضني عليه بعون بلا منّ ولا أذى.
29- لو جهّزت الفتاة قلبها لله عز وجل من صغرها بالتقوى وحفظ القرآن خصوصا سورة النور, وبالابتعاد عن الأغاني الخليعة,وبعدم اختلاطها بالرجال وبقرارها في بيتها (إلا إذا كانت مضطرة ) وبتوكلها على فاطرها, وبالدعاء في السجود ليرزقها الله بزوج صالح يعفها ويحفظ عليها دينها وينفق عليها.لو جهّزت بذلك قلبّها لربها لتزوجت بإذن الله قبل أن تجهِّز لنفسها عوض ذلك أثاثَ بيتها من صغرِها .( أليس الله بكاف عبده ؟) . اللهم بلى .
30- إن لوالديكِ عليكِ –أختي أو ابنتي- حقا , وإن لزوجك عليك حقا, فأعط كلَّ ذي حق حقه قبل الزواج وبعده. واعلمي أن السلطة عليكِ قبل الزواج هي لوالديك أو لإخوتكِ ، أما بعد الزواج فإنها لزوجكِ قبل والديكِ .