رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
أخذت البرمجة اللغوية العصبية منهج "الرمزية" في فلسفتها الملحدة التي تدعو إلى التحلل من الدين و القيم و الأخلاق المنبثقة عن نظرية المثل الأفلاطونية، و تتضمن الهروب من الواقع والجنوح إلى عالم الخيال الرموز والرمزيات والإيحاءات والمجازيات و التلميحات؛ للتعبير عن المعاني و التجارب الاجتماعية و النفسية و العقلية والعاطفية. و نظرية المثل الإفلاطونية تزعم أن للإنسان عقل ظاهر واع محدود و عقل غير واع أقوى و أرحب من العقل الظاهر غير المحدود.
و كذلك "السريالية" المتأثرة بالمدرسة الفرويدية لها نصيب في فلسلفة البرمجة اللغوية العصبية باعتمادها على قوى الواقع اللاواعي الكامنة في النفس البشرية و التي يتطلب إطلاقها و تحريرها. و يقول شيخنا محمد قطب في كتابه مذاهب فكرية معاصرة موضحاً و معلقاً على تخبط السريالية و التحليل النفسي بتعلقها بالعقل الباطن: {أما السريالية فقد تتبعت التحليل النفسي الذي أنشأه فرويد و قال فيه إن حقيقة النفس الإنسانية ليست في النفس الواعية التي تتعامل مع الواقع الخارجي، إنما هي في العقل الباطن الذي لا ترتيب فيه و لا منطق!: فحاولت في نماذج أقرب إلى الخبل منها إلى العقل أن تبرز "حقيقة النفس الإنسانية"! فلم تصنع شيئاً في الحقيقة إلا بعثرة هذه النفس إلى قطع متناثرة لا دلالة لها ولا معنى ولا طعم.
و قد قُسّم العقل كما أسلفنا إلى عقل واعي و عقل باطن لاواعي، و البرمجة اللغوية العصبية ترتكز بقوة على مفهوم هذا العقل الباطن اللاواعي. فقد ذكر ميرفي في كتابه "قوة عقلك الباطن" توضيحاً لمفهوم العقل الظاهر والعقل الباطن، حيث أشار أن الأول هو الواعي الذي يكمن فيه القرار، ويتعامل مع الأمور الظاهرية والخارجية؛ فيكتسب منها الإدراك والمعرفة من خلال حواسه الخمس و وظيفة التفكير. أما الثاني الباطن اللاواعي فهو مصدر الذكاء، و يكتسب علمه ومعرفته من البيئة المحيطة به بواسطة الحدس والبديهة، وهو مركز العواطف والانفعالات ومخزن للذاكرة. و فكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول: "ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية". و فرويد هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي والذي توغل فيه التنويم المغناطيسي بشكل كبير، و أدخل فيه الأفكار و العقائد الصهيونية اليهودية الخاصة بطريقة التداعي الحر. و كما هو مُوثّق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد، ويعرف حلول كل المشاكل. وهذا العقل هو الذي يجعلك سليماً أو مريضاً، سعيداً أو تعيساً، أو غنياً أو فقيراً. و تمثل ذلك جلياً في مُسلّمات و فلسفة البرمجة اللغوية العصبية حيث زعمت، كسابقيها من الفلاسفة القدماء بالتعلق بالأسباب المادية البحتة تعلقاً صرفاً كلياً و حتمياً، أن بمقدور العقل واللغة عمل العجائب والمعجزات في حياة الإنسان، وتزعم أن العقل الباطن هو مصدر قوته.