رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
•السحر •الشعوذة • الشعبذة
السحرتعريفه،حكمه في الإسلام.!
السحر في اللغة: هو كل ما خفي ولطف سببه ( 2 ) . أما في الاصطلاح فإن للسحر إطلاقان :
1- السحر الحقيقي: وقد عرفه ابن قدامه رحمه الله بأنه : « عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه ، ليعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغضه أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين » ( 3 ) .
2- السحر المجازي: وهو ما يسميه بعضهم الشعوذة أو الشعبذة . قال في القاموس المحيط : « الشعوذة خِفّـة في اليد، وأخذ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين » ( 4 ) وهو عبارة عن حيل وتمويهات وخداع يشبه خارق العادة وليس كذلك على الحقيقة ، ويكون بالاعتماد على الخواص الطبيعية لبعض المواد ( التي يجهلها عامة الناس) ويسمى السحر التمويهي ، أو على خفة اليد والخدع البصرية ويسمى السحر الرياضي .
أما القسم الأول ( السحر الحقيقي ) فقد ذهب جمهور العلماء إلى كفر فاعله سواء أتى بمكفر أو لم يأت ، حيث اعتبروا مجرد فعله للسحر كفر مخرج من الملة ( 5 ) لقوله تبارك وتعالى : [ وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ] إلى قوله : [ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ] (6)، وهو من أكبر الكبائر والموبقات بإجماع الأمة .
وأما القسم الثاني فقد تتابعت أقوال المتقدمين والمعاصرين على منعه ، لما فيه من التلبيس والخداع واستمراء الناس لما يشبه خوارق العادات ، حتى أنه لو عرض عليهم السحر الحقيقي لقبلوه ولم يجد عندهم نكيرا (7). قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في معرض الحديث عن هذا النوع : « .. ولا يجوز للمسلم أن يحضر هذا الدجل و الشعوذة أو يصدق بها ، بل يجـب إنكار ذلك ويجب على ولاة المسلمين منعه و التنكيل بمن يفعله و لو سمي لعبا و فنّاً فالأسماء لا تغير الحقائق و لا تبيح الحرام » (8) .
فحكم الشرع ظاهر في تحريم السحر بجميع أنواعه ، ولم يلتفت الشارع إلى نية الساحر أو المسحور له في تقرير الحكم ، إذ السحر كله خبيث ، ولا وجود للسحر الطيب في المنظور الإسلامي . ولكن هذه الثوابت - التي تربى عليها أبناء هذه البلاد منذ نعومة أظفارهم - أخذت تتزعزع مع الهجوم الإعلامي الشرس المصبوغ بصبغة « العصر الجديد».
من مقال :
تأملات في الآثار
العقدية للإعلام الغربي : السحر
كتبته : د. هيفاء بنت ناصر الرشيد