10 - نصر الله رسوله بريح الصبا:
445 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب، فقالت: مري حتى ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت الشمال: إن الحرة لا تسري بالليل، فكانت الريح التي نصر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبا" (1).
446 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور) (2).
11 - تحول ميزان القوة بعد معركة الأحزاب:
447 - من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول حين جلى الأحزاب عنه: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم) (3).
448 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعًا كثيرة فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يغزوكم بعدها أبدًا ولكن نغزوهم) (4).
12 - وضع النبي صلى الله عليه وسلم السلاح بعد رحيل المشركين:
449 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من طلب الأحزاب، فنزل المدينة وضع لامته، واغتسل، واستجمر (5) ".
13 - من استشهد من المسلمين يوم الخندق:
450 - من حديث ابن شهاب الزهريّ قال: "استشهد يوم الخندق من الأنصار أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو، ومن الأنصار ثم من بني سلمة: ثعلبة بن عثمة" (6).
الفصل السابع غزوة بني قريظة وما بعدها من أحداث حتى الحديبية
المبحث الأول: غزوة بني قريظة
1 - أمر جبريل النبي عليهما السلام بالخروج إلى بني قريظة:
451 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، ووضع السلاح، واغتسل أتاه جبريل - عليه السلام -، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعناه، فاخرج إليهم، قال: (فإلي أين؟) قال: ها هنا، وأشار إلى قريظة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم" (7).
452 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب رجع، فوضع لامته، واستجمر "زاد دحيم في حديثه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فنزل جبريل - عليه السلام - فقال: عذيرك من محارب، ألا أراك قد وضعت اللأمة، وما وضعناها بعد)، فوثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فلبسوا السلاح، وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس، واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم: صلوا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرد أن تتركوا الصلاة، وقال بعضهم: عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بني قريظة، وإنما نحن في عزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فليس علينا إثم، فصلت طائفة العصر إيمانًا واحنسابًا، وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها إيمانًا واحتسابًا، فلم يعنف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدة من الطائفتين" (8).
2 - مشاركة جبريل - عليه السلام - في محاربة بني قريظة:
453 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غنم، موكب جبريل حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة" (9).
3 - حث النبي الصحابة على المسير إلى بني قريظة:
454 - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتينهم، وقال بعضهم: بل نصلي، فلم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يعنف أحدًا منهم" (10).
4 - سبب الغزوة:
455 - من حديث سعيد بن المسيب رضي الله عنه "في سياق قصة الأحزاب": فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان، كان موادعًا لهما، فقال: إني كنت عند عيينة (بن حصن) وأبي سفيان إذ جاءهم رسول بني قريظة: أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم ... ، إلى أن قال: ... فناداهم: (يا إخوة القردة والخنازير!) فقالوا: يا أبا القاسم! ما كنت فاحشًا ... " وذكر الحديث (11).
فسبب غزوهم إذن هو نقضهم للعهد الذي كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -، في أحلك الظروف وأصعبها على المسلمين، في أثناء حصار الأحزاب للمدينة، وهذا السبب قد ثبت بطرق قابلة بمجموعها للاحتجاج بها، وقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل الزبير بن العوام لاستطلاع خبرهم كما جاء ذلك في الصحيح (12).
5 - حامل راية المسلمين يوم بني قريظة:
456 - من حديث عروة قال: "وبعث عليًّا على المقدمة، ودفع إليه اللواء، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إثره" (13).
6 - مدة الحصار وكم استمرت:
457 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: في حديث طويل سبق ذكر جزء منه في إصابة سعد بن معاذ " .... قالت: فلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته (14)، وأذن في الناس بالرحيل أي يخرجوا، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمر على بني غنم، وهي جيران المسجد حوله فقال: من مر بكم؟ فقالوا: مر بنا دحية الكلبي، وكان دحية الكلبي تشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل - عليه السلام -، فقالت: فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة ... " (15).
7 - قصة أبي لبابة:
458 - من حديث عائشة السابق قولها: " ... فحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم، واشتد البلاء، قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر، فأشار إليهم أنه الذبح" (16).
8 - حكم سعد بن معاذ في بني قريظة:
459 - من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد، فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: (قوموا إلى سيدكم -أو خيركم- فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك)، فقال: تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم قال: (قضيت بحكم الله، وربما قال: بحكم الملك" (17).
460 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخندق، وضع السلاح، واغتسل، فأتاه جبريل - عليه السلام -، وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعته، اخرج إليهم، قال النبي: (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد.
قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب، فافجرها، واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبته، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار -إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دمًا، فمات منها رضي الله عنه" (18).
461 - من حديث عائشة قالت: في الحديث الطويل الذي اجتزأنا منه أجزاء سابقة " ... قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنزلوا على حكم سعد بن معاذ)، فنزلوا، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ، فأتى به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه، فقالوا: يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية، ومن قد علمت قالت: وأني (19) لا يرجع إليهم شيئًا، ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد أنى (20) لي أن لا أبالي في الله لومة لائم.
قال: قال أبو سعيد: فلما طلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (قوموا إلى سيدكم فأنزلوه) فقال عمر: سيدنا الله عَزَّ وَجَلَّ، قال: (أنزلوه)، فأنزلوه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (احكم فيهم) فقال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتقسم أموالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لقد حكمت فيهم بحكم الله عَزَّ وَجَلَّ وحكم رسوله ...) (21).
وقد جاءت قصة نزول بني قريظة على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه من حديث جابر بن عبد الله، وسيأتي بلفظه في بيان عدد المقتولين من بني قريظة فانظر تخريجه هناك.
.................................................. ..........
(1) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 1349 - 140: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، كشف الأستار: 1811 وقال البزار: رواه جماعة عن داود عن عكرمة مرسلًا، ولا نعلم أحدًا وصله إلا حفص ورجل من أهل البصرة وكان ثقة يقال له: خلف بن عمرو.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - نصرت بالصبا حديث رقم: 1035، مسلم في كتاب صلاة الاستسقاء باب في ريح الصبا والدبور حديث رقم: 900، وقد جاء من حديث أنس عند الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات كما قال الهيثمي: 6/ 65.
(3) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق رقم: 4109، 4110، وأحمد: 4/ 262.
(4) كشف الأستار: 1810، وقال الهيثمي: 6/ 139: رواه البزار ورجاله ثقات، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: 7/ 405 إسناده حسن.
(5) المطالب العالية رقم: 4328، ونسبه لإسحاق بن راهويه، وقال ابن حجر: هذا إسناد حسن، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 140: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات".
(6) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 142، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قلت: وهو من مرسلات ابن شهاب الزهريّ رحمه الله تعالى.
(7) أخرجه البخاري في المغازي، باب مرجع النبي من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة رقم: 4117، مسلم في الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد حديث رقم: 1769، أحمد في المسند: 6/ 56، 131، 141، 280 البيهقي في الدلائل: 4/ 5 وابن سعد في الطبقات: 2/ 76.
(8) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 140: رواه الطبراني: 19/ 79 - 80 رقم: 160، ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل، وهو ثقة.
(9) أخرجه البخارى في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب حديث رقم: 4118.
(10) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب حديث رقم: 4119، مسلم في الجهاد والسير باب المبادرة بالغزو حديث رقم: 1770، وعبد الرزاق في المصنف: 5/ 369 - 370، وابن سعد في الطبقات: 2/ 74، والبيهقي في الدلائل: 4/ 6 - 7.
وقد جاء من حديث عائشة رضي الله عنها عند الحاكم في المستدرك: 3/ 34 - 35، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العمري في الشواهد، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
(11) انظر مصنف عبد الرزاق رقم: 9737, 5/ 368، من مرسل سعيد بن المسيب، مراسيله أصح المراسيل، والرواية صالحة للاحتجاج بها مع المتابعة، وأبو نعيم من مراسيل سعيد دلائل النبوة: 2/ 504 - 505، وقد ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة سبب نقضهم بدون إسناد فانظره في سيرة ابن هشام: 3/ 325، وقد جاء من حديث عائشة، وأخرجه البيهقي في الدلائل: 4/ 1008، والحاكم في المستدرك: 3/ 34 - 35، وقال صحيح على شرط الشيخين فإنهما قد احتجا بعبد الله بن عمر العمرى في الشواهد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وقال ابن كثير في البداية: 4/ 8 - 10، ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها، وبهذا يكون الحديث حسنًا.
(12) انظر حديث رقم: 434، وتخريجه هناك من حديث عبد الله بن الزبير.
(13) البيهقي في الدلائل: 3/ 14 ونسبه الحافظ في الفتح: 7/ 413 إلى الحاكم والبيهقي، وقال الدكتور أكرم العمري في المجتمع المدني ص: 154: وقد وردت آثار مرسلة تتقوى ببعضها إلى رتبة الحسن لغيره تفيد أنه بعث علي على المقدمة برايته.
(14) لامته: آلة الحرب من السلاح.
(15) سبق تخريجه حديث رقم: 440.
(16) انظر تخريج الحديث السابق.
(17) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب، ومخرجه إلى بني قريظة حديث رقم: 4121، وقد جاء بأرقام عدة عنده: 3043، 3804، 6262، ومسلم في الجهاد والسير باب الحكم فيمن حارب ونقض العهد رقم: 1768 , أبو داود في الأدب باب ما جاء في القيام: 5215، 5216، وأبو يعلى: 1188، أحمد في المسند: 3/ 22، 71 والبيهقي في الدلائل: 4/ 18، وابن سعد في الطبقات: 2/ 75، وأبو نعيم في الحلية: 3/ 171، الطبراني في الكبير رقم: 5323.
(18) أخرجه البخاري في المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة الأحزاب رقم: 4122، وقد جاء بأرقام عدة: 463، 3901، 4117، مسلم في الجهاد باب جواز قتال من نقض العهد رقم: 1769، الترمذي في السير باب ما جاء في النزول على الحكم رقم: 1582 وجاء مختصرًا عند أحمد: 6/ 56، أبو داود في الجنائز باب في العياده مرارًا رقم: 3101، النسائي: 2/ 45، في المساجد، باب ضرب الخباء في المساجد.
(19) وأنى: أبطأ في الجواب وسكت عنهم، فلم يرد عليهم.
(20) أنى: آن لي أن لا أبالي فيهم.
(21) انظر تخريج الحديث رقم: 440، فإن هذا الحديث جزء منه.