موسوعة السعاده... تفضلوا شرفونا - الصفحة 7 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2005, 03:24 AM
  #61
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
كيف ترفع رصيدك من الحب ..؟



أيها الزوجان حتى ترفعا من رصيد الحب بينكما ...

* حقق أمنيتها / وحققي أمنيته !!
- يرخي كتفيه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لتلتصق به وتنظر إلى لعب الحبشة ! !
وكأني به صلى الله عليه وسلم يرخي كتفيه لها وهو يرنو لأبعد من أن تنظر للإحباش في لعبهم . .. كأني به - بأبي هو وأمي - يرخي لها كتفيه ليشعر ببردها وتشعر ببرده في منظر زوجي بديع لطيف .
- كان إذا هوت شيئاً تابعها عليه !
عَنْ جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللّهِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا، فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ ، أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ. فحاضت فلم تستطع أن تعتمر ، فلما قضت قالت يارسول الله يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج ؟؟
قَالَ جابر : وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ رَجُلاً سَهْلاً. إِذَا هَوِيَتِ الشَّيْءِ تَابَعَهَا عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَـنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ بِعُمْرِةٍ، مِنَ التَّنْعِيمِ.

وأذكر مرة أنّي كنت في مركز للتموين وكان أمامي عند المحاسب رجل وزوجته - فيما يبدو - ولمّأ انتهى من حساب أغراضه مدّت إليه زوجته بقطعة ( شيكولاته ) تريدها ... فرأيته ينظر إليها نظر المستزري لاختيارها فأخذها من يدها بقوة ووضعها في كيس الأغراض بشكل انفعالي مما أحرج زوجته أمام الناس !!
ترى يا كرام في تلك اللحظة كم تكسّر من معاني الحب في نفسها !!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا كيف نتابع زوجاتنا على ما يهوون - طالما أنه بالإمكان - بطريقة تشعرهم بالحب لهم .
إنه بناء الحب ورسول الحب ورسالة الحب !!

- اترك لزوجتك فرصة للترفيه !!
عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: «كنتُ ألعَبُ بالبنات عندَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صَواحبُ يَلعبنَ معي، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبهنَّ إليَّ فيلعَبْنَ معي». وفي رواية : " يأتي بصواحبي يلعبن معي "
ما بال بعض الأزواج اليوم يحرم زوجته هذه الروح التي جبلت عليها من حب الترفّه والمتعة بالمباح ؟؟!
ألم ينظر كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عطّل مسير جيش بأكمله مع فقدهم الماء لأجل الحبيبة عائشة رضي الله عنها ؟!
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: «خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارهِ، حتى إذا كنا بالبَيداءِ أو بذاتِ الجيش انقطعَ عقدٌ لي، فأقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على التماسِهِ. وأقام الناسُ معه، وليسوا على ماءٍ وليس معَهم ماء. فأتى الناسُ إلى أبي بكرٍ الصدِّيق فقالوا: ألا تَرى ما صنَعَت عائشة؟ أقامتْ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبالناس، وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماء. فجاء أبو بكرٍ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ رأسَهُ على فخذي قد نام، فقال: حَبستِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والناسَ وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٍ. قالت عائشةُ: فعاتبني أبوبكر وقالَ ما شاءَ اللَّه أن يقولَ، وجعلَ يَطْعُنُني بيدهِ في خاصِرَتي، فلا يَمنعُني من التحرُّكِ إِلاّ مكانُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخِذي، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ أصبحَ على غيرِ ماءٍ، فأَنزَلَ اللَّهُ آيةَ التيمُّم، فتيمَّموا. فقال أُسَيْدُ بنُ الحُضَيرِ: ما هيَ بأَوَّلِ برَكَتِكمْ يا آلَ أبي بكرٍ. قالت: فَبَعَثْنا البَعيرَ الذي كنتُ عليهِ، فأَصَبْنا العِقْدَ تحتَه.

* فعّل جانب التشويق ( بالبعد الجسدي ... - تأخر قليلاً عن البيت . .- سفر ، زيارة ، . . - )
كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى غزوة أقرع بين زوجاته فأيّهم طلع سهمها أخذها معه .
إنه باستطاعته صلى الله عليه وسلم أن يصحبهن كلهنّ معه في سفره ، لكنه يعلمنا هنا أموراً منها : كيف نفعّل روح التشويق عند الزوجة .
إن تأخر الزوج عن زوجته أو غيابه عنها - باقتصاد - أمرٌ ينمّي روح التشويق والشوق سيما وإن تخلل ذلك رسالة شوق عبر جوال أو غير ذلك على أن هذا الأمر ينبغي أن يُعمل بحذر من غير إفراط ولا تفريط ، إنما حدّه أن يكون جانب تشويق لا تفريق وتفريط !!

* جدد . . غيّر !
في التعبير عن حبك . . .
في جذب زوجتك إليك . . .

التجديد والتغيير ..
ينفض الرتابة ..
ويجدد العواطف . .
ويُذكي المشاعر . .
- غيّر عطرك . . . نوع ثوبك . . نوع ( شماغك ) !!
- سجل مقطوعة بصوتك على شريط تسجيل واهده لزوجتك أو فاجئها به أثناء سفركم على طريق طويل بالاستماع إليه في مسجل السيارة !!
- أخرج مع زوجك في نزهة .. في سفر ..
- غيّر في أثاث بيتك . . غرفتك . . من غير إسراف ولا مخيلة واجعل لزوجتك حظاً في اختيار المناسب للبيت .!

* تعلّم كيف تصنع الباقات من الأزمات . .
ليست هناك حياة زوجية تخلو من أزمة . . أو مشكلة . . .
وهذه المشاكل والأزمات ربما أنها بسوء التصرف تهدم بنيان عمر طويل !!
إن بعض الأزواج ربما يفرض سلطانه على زوجته من خلال ( كبريائه وسلطانه ) !!
فلربما قبلت منه زوجته ذلك .. لا حباً فيه ..
إنما خوفاً من مستقبل ( كئيب ) لها ولأبنائها ..
ولذلك من كان هذا حاله فله نصيب من وصف الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله : " إن من شرار الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه " !!!
ولذلك فإن الحصيف اللبيب من يجيّر هذه المشاكل والأزمات ليصنع منها . . .
باقات من الحب العاطر . . .
وصناعة الباقات من الأزمات مهارة في حدّ ذاتها لها فنونها ووسائلها وطرقها ربما يطول الحديث بذكرها ..
لكن من أهم ما يحافظ على الحب أثناء الأزمات هو :

1 - المقايسة والموازنة بين الثابت والمتحرك .
بين القليل والكثير . . .
بين آثار الحب وآثار البغض . . .
يقول صلى الله عليه وسلم " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " !!

2 - السعي الجاد للحل ، وليس السعي للإقتناص والتربص .
من الأزواج أو الزوجات من يتربص بخطأ الآخر ليسجّلها سابقة له تحفظ عليه في أرشيف ( المثالب ) حتى إذا حانت لحظة اتقاد النار أفرزت الملفات وأبديت العورات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف أن المشكلة أمر طبعي يقع بين الزوجين ، لكن الأدب في ذلك هو أن يسعى الزوج والزوجة إلى إيجاد الحل لا السعي إلى تعميق المشكلة .
مرة يختلف صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها فيطلب منها أن يحتكما إلى عمر رضي الله عنه فتأبى ، فيقترح عليها أن يحتكما إلى أبي بكر رضي الله عنه فتوافق ، فلمّا وقف أبو بكر رضي الله عنه موقف الحكم بينمها ، قال لها صلى الله عليه وسلم : أأتكلم أم تتكلمين ؟
فتقول بل تكلّم أنت !!
فما هي إلا أن تتامت لها هذه الكلمات حتى لطمها أبوها ...
فوقف صلى الله عليه وسلم بينه وبين حبيبته الراضية المرضية وهو يقول ما دعوناك لهذا !!!

3 - غض الطرف ..
فما كل خطأ يتحمل العتاب ....
فبعض الأخطاء إنما حلها بإغضاء الطرف عنها . . .
أنس بن مالك رضي الله عنه يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ويقول : ما قال لي لشيء فعلته لِمَ فعلت هذا ، ولا لشيء لم أفعله لِمَ لم تفعل هذا !!
هذا وهو غلام صغير مظنة الخطأ والتقصير وعاش معه عشر سنوات فقط . . .
فما بالكم بزوجاته صلى الله عليه وسلم الذين عاش معهم حتى توفي عنهن رضي الله عنهن ، لكن ما نقلت لنا كتب السنة أو السيرة زخماً من المشكلات في بيت النبوة إلا حوادث يسيرة .
الأمر الذي يدلنا على أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يعاتب على كل خطأ ( زوجي ) . .
بل كان يغض الطرف عن ذلك .. ضماناً لهذا الحب الذي زرعه في قلوب زوجاته رضي الله عنهن .
تلك .. .
إشارات في همسات . .
في سبيل تعميق الحب بين الزوجين ، وطرد حالة الفتور التي قد تصيب الحياة الزوجية في ظل الرتابة التي نفرضها على أنفسنا من غير مبرر منطقي معقول .

= = = = = = = = = = = = == = = =

الآن. . . وقد عرفت كيف ترفع من رصيد الحب ...
فكيف تكون بارعاً في الاتصال ؟!

براعة الاتصال . . . ثانياً

ها .. وقد عرفت كيف ترفع من رصيد الحب بينك وبين زوجك . .
فكيف

ثانياً : براعة الإتصال ( الزوجي ) !

لفت انتباهي مشكلة
كتبتها إحدى الزوجات متزوجة لأكثر من عشر سنوات ولها ثلاثة أطفال لكنها تقول : أنها تشعر إن لحظة التقائها بزوجها أصعب عليها من لحظات حملها وولادتها !!
الأمر الذي يسبب لها نفوراً عن زوجها حين يطلبها أو يريدها !!!
وأعجب من هذا شكوى تلك الزوجة التي استهلت شكواها بطلقة تقول فيها : ( الرجل ألا تلحقه اللعنة ؟ !! )
تقول : كلّما شكينا أزواجنا إلى العلماء والمختصين أوصونا بالصبر عليهم !!!
وكلّما شكانا أزواجنا إليهم جاءتنا الصرخات التي تقول أننا ملعونات إن لم نجب أزواجنا إلى وطرهم ؟!
فإن كانت المرأة تريد الرجل والرجل ينفر عنها ولا يأتيها ألا تلحقه اللعنة ؟!!
وبغض النظر عن صياغة الشكوى ..! إلى النظر في أبعادها . .
الأمر الذي يعطينا مؤشراً خطيراً في تحوّل الحياة بين الزوجين من الألفة إلى النفور ..!
والنفور الجسدي يؤثر - حتماً - على التوافق النفسي والروحي بين الزوجين ، ولذلك هما أمران متعلقان مرتبطان ببعضيهما . .
التمازج النفسي والتمازج الجسدي !
إن براعة الإتصال . .
من أعظم وسائل صناعة الحب . .
تنمية الحب . .
بقاء الحب . .
إنه . .
رواء هذا الحب !!
__________________
قديم 11-04-2005, 03:25 AM
  #62
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
* أَنَّى شِئْتُمْ . . !
يقول الله جل وتعالى : " نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ "
ذلكم هو أدب القرآن . .
وتوجيه الوحي . .
ومنهج الوحي والنور
والهداية والسرور . .
" أَنَّى شِئْتُمْ . . " !
وهو التوجيه المؤدب اللطيف الذي يفتح للزوجين آفاقاً أبعد من الأداء الروتيني للقاء بينهما . . .
إنه توجيه يراعي فطرة البشر التي تحب التغيير والتجديد والتطور . . .
وهي الفطرة التي جعلت بعض الصحابة رضوان الله عليهم يسلك هذا التغيير حتى خاف من كونه أحدث أو أذنب . .
فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّثه عن ذلك ، فمرة جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله هلكت، قال ما الذي أهلكك ؟ قال: حولت رحلي البارحة، قال، فلم يرد عليه شيئاً. قال: فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } «أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة»
الأمر الذي يدلّنا على أن الفطرة البشرية تحب هذا التجديد والتغيير دون البقاء على رتابة واحدة ، وأن هذا التغيير لمّا كان هو داعي الفطرة من أجل لقاء ماتع جاءت الشريعة لتؤكد على هذا . .
إن المرء حين يقف عاجزاً عن التغيير فإنه ولا شك يفتر وينفر وينفّر !!
وهكذا حتى في أدق أمور الحياة الزوجية وأشدها حساسية وشفافية يأتي توجيه القرآن ليقي هذه الحياة من التصدع . .
بفتح هذا الباب ( المهاري ) في العلاقة الزوجية - أو قل : في اللقاء الزوجي - !!

إن علاقة الاتصال الزوجي كعملية فطرية بين الرجل وزوجته قضية لم يتركها الوحي هملاً ليرتع فيها من شاء بما شاء . .
وإنك - اليوم - ربما تصاب بالغثيان النفسي وانت تقرأ بعض الكتابات السامجة التي تعرض لهذه العلاقة في إغراق سامج يخالف الذوق والأدب . .
وذلك حين خالفوا أدب الوحي في عرض هذه القضايا . ..

براعة الاتصال . .
إنما هي تنبيهات وتذكير لبعض المهارات التي ربما تغيب عن بعض الأزواج إمّا جهلاً أو عجزاً أو كسلاً ...

فحتى لا يكون اللقاء رتيباً ..
مملاً ..
منفّراً . .

إليكما هذه الملامح في مهارة التغيير وبراعة الاتصال الزوجي :

- وليكن بينكما رسول !!
سبق في الأثر : " لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول " قيل : وما الرسول يا رسول الله ؟ قال : " القبلة والكلام ."
وعند الديلمي "ثلاثة من العجز"، وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها . . "
وهذا الرسول ( القبلة والكلام ) قد بيّنا أثره حين يكون رسولاً دائماً في الحياة الزوجية ، واثره في نماء الحب بين الزوجين وبقائه وتجدده .
وأيضاً هذا الرسول ( القبلة والكلام ) له أثره أيضاً عند اللقاء . .
وفي ذلك مهارات يعرفها الإنسان بطبعه وفطرته . . .
فمن ذلك حسن التجمّل والتطيب والتزين من كلا الزوجين . .
كان ابن عباس رضي الله عنهما يُدني المكحلة فيمشط رأسه ويكتحل ثم يقول : إني أحب أن يرى أهلي منّي مثل ما أحب أن أرى منهم !!
إلى غير ذلك من الأمور التي هي مقدمات للقاء ( مشوقات له ) !!
المقصود هو التنبيه على أهمية هذا الرسول بين الزوجين ورعايته بينهما .

- حوّل رحلك !!
" أَنَّى شِئْتُمْ " جاء في اللسان لابن منظور أن كلمة ( أنّى ) تأتي لمعانٍ ثلاثة "
- كيف .. ومنه قوله تعالى : " قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ"
- أين .. ومنه قوله تعالى : " وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ "
- متى . . ومن ذلك : سافر أنّى شئت !
وحين نقرأ قوله " ِنسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " مل
في التفسير يقول المفسرون : " أني شئتم أي : كيف شئتم غير ان ذلك في صمام واحد !
وحين نتأمل براعة التعبير القرآني بالإتيان بكلمة " أنّى " نجد أن كلمة ( أنّى ) هنا تصلح أن تنزّل عليها المعاني الثلاثة :
- كيف ( للهيئة ) !
- أين ( للمكان ) !
- متى ( للزمان ) !
وهو معنى عظيم لطيف بديع في الآية . .

كما أن كلمة ( أنّى ) في الاستخدام تأتي لثلاثة استخدامات :
1 - الاستفهام .
2 - الاستبعاد .
3 - التنويع أو التخيير .
و( أنّى ) هنا في اية البقرة إنما هي في باب التنويع والتخيير ..
فتأمل عظمة هذا المنهج وأدبه الذي اختزل هذه المعاني بتفاصيلها في كلمة واحدة !!

فأيها الزوج المبارك . .

حوّل رحلك . .. :
1- الهيئة .
كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن شئت مجبية وغير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد "
" واتقوا الحيضة والدبر " !!
إنه ليس من هدي القرآن ولا من أدب النبوة الإغراق في تفاصيل كيفية اللقاء والاتصال بين الزوجين بقدر ما هو أدب يفتح الباب للزوجين في أن يستمتع كل واحد منهما بالآخر كيف شاء إلا في حدود معينة .

حوّل رحلك . . . :
2 - المكان .
والمكان هنا لا يحتمل إلا المكان المعد للقاء . وليس هو محل التقاء الختانين لأن هذاالمحل لا يحتمل التغيير لورود النهي عن ذلك .
لكن يحتمل المحلّ المعدّ للقاء ( غرفة كانت أو غيرها ) .
فمن باب التغيير وتحويل الرحل غير المكان . . يوماً هنا وليلة هناك . فليس شرطاً أن يكون اللقاء في ( غرفة النوم ) بل خارج غرفة النوم المعتادة كليّا، بحسب ما يسمح به تصميم البيت وظروفه.

حوّل رحلك في . . . :
3 - الزمان .
غيّر موعد اللقاء ، فليس ضروريا أن يكون التلاقي في ساعة متأخرة من الليل، بل قد يكون في الصباح أو بعد العصر .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين إلى أن الجماع وقت النهار من أفضل الأوقات لأن النهار محل انتشار الحركات ، والليل وقت تبرد فيه الحواس وتطلب حظّها من السكون قال تعالى : " وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه "
المقصود أن تحويل الرحل في الهيئة والمكان والزمان مما يبدد النفور ويبعث على الحبور والسرور بين الزوجين .

- الحوار الممتع . . . !
إن الزوج المثالي حقاً هو الذي يحافظ على لذّة الإمتاع قبل وأثناء وبعد اللقاء . . !!
ولذلك كان من أهم الأمور أهمية في مهارة الاتصال الزوجي بين الزوجين . .
أن لا ينقطع الوصال بعد الاتصال . .
بل يبقى من خلال الحوار . . !!
الحوار الزوجي في مثل هذه الخصوصيات والدقائق الزوجية من أهم ما يبدد النفور بين الزوجين : !
هل سألت زوجتك عما يمتعها؟
عما يثيرها؟
عما تريد أن تفعله من أجلها؟
هل تحاورها بذلك قبل اللقاء ؟؟!
أثناء اللقاء ؟؟!
ها سألتها عن بلوغها وطرها ؟!
هل أكملت حوارك معها بعد انقضاء الوطر ؟؟
في ما هي أكثر المواقف قد أمتعها اليوم؟
وهل سألتها عن مشاعرها؟
وماذا وكيف و . . . . ؟
إن بعض الأزواج يؤدي هذه العملية كعملية ( باردة ) روتينية في هدوء ( تام ) وكأنما هي مهمة حان وقتها وانقضت !!
إن الزوجة تخاف أن تعبر عن رغبتها في وضع معين أو معرفتها بصورة معينة من الممارسة أو الإثارة خوفًا أن تثير شكوك زوجها.. في مصدرها للمعرفة.. أو للممارسة السابقة لمثل هذا الأمر فتفضل أن تسكت وهي لا تحصل على متعتها وقد تظل كذلك طول عمرها.. وربما لا تدرك ما معنى الوصول للذروة أو لو علمت فإنها تخجل أن تطلب من زوجها أن يفعل ما يوصلها لها.. أو أن يصبر عليها حتى تصل لذروتها لأن بعض النساء يتأخرن عن الرجال..
وبسبب هذا الخجل من جانب وعدم وعي الزوج بأهمية هذا الحوار الزوجي في هذه اللحظة من لحظات حياتهم - من جانب آخر - يصبح عند الزوجة نفوراً من زوجها ، وربما تطلّعت إلى غيره . . !!
فإن عفّت وكتمت أثّر ذلك عليها في أعراض جسمية مثل الصداع أو الآلام المتنقلة في الجسم والتي تحتار ويحتار معها الأطباء في التشخيص، وهي ببساطة لا تستمتع أثناء لقائها مع زوجها الذي تحبه ، وربما أثّر ذلك عليها نفسياً فصارت عصبية كثيرة السخط والجزع !!
يا أيها الأزواج ما رسوا الحوار الممتع مع زوجاتكم
وأفضوا إليهن . . .
إن هذا الحوار الزوجي الماتع . . .
هو أحد اسرار التعبير القرآني في قول الله تعالى : " وقد أفضى بعضكم إلى بعض " !!

إن اللقاء الرتيب ( الصامت ) ينتهي كما بدأ بصمت ...
صمت في المشاعر ..
صمت في العواطف . .
صمت في كل شيء !!
بل الغريب - والخطير - أن يسرح خيال كل منهما في غير الآخر حال اللقاء !!!
إن تمام اللذة والمتعة الزوجية في هذا اللقاء لا تكون حتى يأخذ كل عضو حظه من اللذة . .
النظر ...
السمع ..
الفم ..
.........!
ولله درّ ابن القيم رحمه الله حين وصف ذلك بقوله :
. . . . فإن صادف ذلك وجهاً حسناً وخلقاً دمثاً وعشقا وافراً ورغبة تامة واحتساباً للثواب فذلك اللذة التي لا يعادلها شيء ولا سيما إذا وافقت كمالها فإنها لا تكمُل حتى يأخذ كل جزء من البدن بقسطه من اللذّة ، فتلتذّ العين بالنظر إلى المحبوب ، والأذن بسماع كلامه والأنف بشم رائحته والفم بتقبيله واليد بلمسه وتعتكف كل جارحة على ما تطلبه من لذّتها وتقابله من المحبوب فإن فقد من ذلك شيءٌ لم تزل النفس متطلّعة إليه متقاضية له فلا تسكن كل السكون !! ( روضة المحبين ص 143 )

- لا تنزع حتى تُمْتِع !
عند أبي يعلى في مسنده : " "إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها".
وفي الأثر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " وفي بضع أحدكم صدقة " !
ومعلوم أن الصدقة شأنها عظيم عند الله ، ويعظُم أجر الصدقة بقدر ما تقع الصدقة موقعها ومحلها ..
ولمّا كان " في بضع أحدكم صدقة " كانت هذه الصدقة تعظم عند الله كلّما وقعت هذه الصدقة موقعاً وافياً تامّاً . . !!
إن بعض الأزواج يعيش حالة من الأنانية الذاتية . .
إذ ما يكاد يُنهي وطره وحاجته حتى قلب لزوجته ظهر المجنّ وهي بعد لمّأ تقضي وتأنس به كما أنس بها . .
والله تعالى يقول : " ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف " ..
يقول ابن القيم رحمه الله عند هذه الآية . .
وعليه أن يشبعها وطئاً إذا أمكنه ذلك كما عليه أن يشبعها قوتاً ...
ففي هذا :
* كمال اللذة
* وكمال الإحسان إلى الحبيبة .
* وحصول الأجر وثواب الصدقة .
* وفرح النفس .
* وذهاب أفكارها الرديئة عنها .
* وخفّة الروح وذهاب كثافتها وغِلَظِها .
* وخفة الجسم .
* واعتدال المزاج .
* وجلب الصحة ودفع المواد الرديئة .
فيا أيها الزوج تخلّ عن أنانيتك . .
ولا تنزع حتى تُمتِع !!

- لا تأت أهلك إلا إذا وجدت الرغبة .
لا تزال بعض الدعايات تطالعنا من خلال ( دوريات ) أو ( منتديات ) متخصصة وغير متخصصة ، ببعض العقاقير ( المقويّة ) للباءة !
والعجيب في الأمر أن مثل هذه العقاقير إنما وُصفت كحالة علاجية - في حال مرض معين - !!
لكن تجد أكثر اللاهثين وراءها أولئك الذين يبحثون عن الامتاع الجسدي !!
حتى يصير الواحد منهم إنما هو آلة تصدير . . !!
فتبرد متعة اللقاء . . وتصير عملية اعتيادية ممجوجة حتى تصل إلى مرحلة تكون فيها هذه العملية لـ ( فك الاحتقان ) فقط !!
وبغض النظر عن الآثار الصحية على الأصحاء الذين يلهثون وراء هذه ( المقويّأت ) إلى النظر في الأبعاد النفسية وأثرها على سلوك الزوجين من حيث حصول المودة والرحمة ورغبة كلٍّ بالآخر ، وعدم النفور منه !!

إن الإدمان على على الجماع إدماناً بغير حاجة - طبيعية له - له آثاره الصحية والنفسية سواء على الزوج أو الزوجة .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن مداومة الجماع مما يعجّل بالضعف والوهن والهرم !!
و من أجل أن يكون اللقاء ماتعاً . .
لا تأتِ أهلك إلا حين تشعر بالرغبة الطبيعية . أنت / أو هي !

العجيب . .. .
أن التوجيهات النبوية والنصوص والآثار التي سيقت في تحسين الإداء والتجديد في الاتصال بين الزوجين ؛ جاءت لتخاطب الرجل !
امّا النصوص التي جاءت فيها مخاطبة الزوجة في هذا الباب إنما جاءت في سياق ( الكم ) بمعنى أن عليها تلبية طلب الرجل كلّما أرادها ..
لكن الرجل عليه أن يجدد ويحسّن في الأداء ..
ليتم بذلك ( الكم والكيف ) !!
__________________
قديم 11-04-2005, 03:26 AM
  #63
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
جملة من النصائح لعلاقة زوجية أفضل


حطين


1/2

أيتها الزوجة المسلمة يا من تنشدين السعادة في حياتك هاكي جملة من النصائح جمعتها لكِ ..
نفعك الله بها ..

1/ لا تكرري عبارات الأمر ( افعل ... ) على زوجك ..
لأن ذلك يولد لديه شعوراً بالتحدي فتنتج عنه ردة فعل عكسية تنفره من أي شيء ..

2/ تنازلي عن رأيكـِ ولو كان صواباً في بعض الأحيان ..

3/ تعرفي على طريقته المختلفة في حل المشكلة..
فالرجال يميلون إلى الإنجاز والمبادرة بينما تحب النساء الاستنتاج والبحث والتدقيق ..

4/ لا تظهري له أن رأيك هو الصواب في كل مرة لأنك بذلك تجرحينه وتؤذين مشاعره ..

5/ إياكـِ أن تزيدي من ثورته أثناء غضبه بالتحدي أو السخرية أو مقارنته بالآخرين أو عدم المبالاة بما يقول ..

6/ تفادي مناقشته في حالات انزعاجه أو مرضه أو عند راحته أو عند تعرضه لضغوط العمل ..

7/ كوني له مصدراً للحنان والحب ..

8/ دعيه يعبر عن مخاوفه وما يزعجه ولا تكوني سلبية في ردة فعلك تجاه ذلك وإلا فقدتِ ثقته ..

9/ لا تظني أنه يقرأ أفكارك بل صارحيه بما في نفسك فهذا أفضل علاج للأوهام ..

10 / اجلسي معه جلسة استرخاء لتشرحا لبعضكما أي سوء تفاهم أو مخاوف مستقبلية ..

11/ تقربي من أمه وأبيه وأهله وأكرميهم فبهذا تنالين رضاه .. ورضاه من رضا الله تعالى ..

12 / لا تنافسي أمه على قلبه ..
ولا تدخلي معها في صراع لأجل الاستفراد به فهي أمه على كل حال ولن تقدمي له ما قدمت ..
وتخيلي نفسكِ للحظة مكانها فكيف تحبين أن تعاملك زوجة ابنك ؟!

13/ اجتهدي في استقباله كما يحب ..

14/ علمي أبناءك الأسلوب الأمثل في التعامل مع والدهم ..
تأكدي أن أبناءك سيعاملون أباهم كما تعاملينه ..
فهم لن يرفعوا صوتهم عليه يوماً حيث لم يروا أمهم تفعل ذلك .

15/ ارفقي به
ولا تكثري من الطلبات غير الضرورية، واقتصدي فيما يعطيك من مصروف ..

16/ لا تفشي له سراً ولا تهتكي له ستراً ولا تظهري له عيباً ..

17/ لا تنسي فطاعة الله وتقواه هي مفتاح السعادة .. وكذا الدعاء فأثره عظيم ..
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} 74سورة الفرقان


--------------------------------------------------------------------------------

2/2


الحياة الزوجية كأي دولة فيها وزارتان :
الداخلية ممثلة في الزوجة ، والخارجية ويمثلها الزوج ..
وعمل كلٍ منهما مكمل للآخر وبينهما تنسيق تام ..
وكم من اضطراب داخلي سببه تخبط خارجي ولذا كان لزاماً علي استكمال الموضوع
والذي بدأته بتوجيهات للزوجات العزيزات

وذلك بالإشارة إلى ما ينبغي للزوج الكريم مراعاته إذا كان ينشد الحياة السعيدة والمستقرة
وحتى لا أطيل عليكم - معاشر الرجال - أترككم مع ما ترجوه نصفكم الآخر منكم :

1/ رتب حياتك من خلال أربع مناطق :
* منطقة ضروري وطارئ
*منطقة ضروري وغير طارئ
*منطقة طارئ وغير ضروري
*منطقة غير ضروري وغير طارئ

2/ بح لزوجتك بحبك فلن ينقص قدرك ولن تهدر رجولتك فقد قالها أعظم رجل عرفته البشرية صلى الله عليه وسلم ..

3/ قدّر غيرتها عليك وكثرة سؤالها عنك وملاحقتها إياك فهذا ولا شك عنوان محبتها لك ، كل ما عليك فقط هو تهذيب هذه الغيرة ووضعها في إطارها الشرعي حتى لا تنزلق إلى الشك والتلصص والتجسس .

4/ احترم رأيها ولا تسفهه وإن صادم رأيك ..

5/ تفهم نفسيتها خاصة وهي تمر بظروف فسيولوجية تؤثر على عقليتها ومشاعرها واتزانها فتكون أقرب للمرض منها للعافية ..
وتأمل أيها الرجل الكريم كيف كان صلى الله عليه وسلم يشرب من ذات الإناء الذي شربت منه عائشة بل ويتتبع مواضع شفتها رضي الله عنها وهي حائض !

6/ اقنعها بما تريد بالمفتاح الذي يناسبها ، ومع ذلك ضع في اعتبارك أنها كيان مستقل وليست تابعة لك ..

7/ استمع ( ولا أقول اسمع ) لها عندما تتحدث إليك خاصة عندما تكون في أزمة ..
وكن صديقاً حميماً لها ، و تأكد أنها تريد دعماً عاطفياً وتفهماً أكثر من كونها تبحث عن مخرج لمشكلتها ..

8/ غض طرفك عن أخطائها وتقصيرها فهي أم أولادك ومدبرة بيتك والقائمة بشؤونك ، فكم من بيوت صلُحت بالتغاضي !!

9/ بعد سنوات من الزواج لا تعتمد على رصيد الحب الأول ونشوة الامتلاك إذ لابد من إثارة اهتمامها بك ..

10/ لا تكن أنانياً ، ففي الوقت الذي تُطالبها بأن تراعيك وتقوم بحقك تُفرّط أنت في حقوقها ..

11/ لاتدخل معها في مساومة لتترك عملها فربما لا تقدر - هي - العواقب وتصر على موقفها ..
فقط حاول - بالنقاش الهادئ - أن تعرف أسباب بقائها في عملٍ تسبب في تقصيرها في واجباتها الكبرى ومن ثم ستصل ولا شك للحل الأمثل ..

12/ ابتعد عن مقارنتها بأمك أو غيرها من النساء فهي لا تفهم من هذا إلا أنك لا تحبها ..

13/ لا تخلط حقوق أمك بحقوق زوجتك واعط كل ذي حق حقه ..

14/ اخرج عن صمتك البيتي واكسر قيد الاغلاق على حياتك ..

15/ لا تحتقر أي شرارة للمشاكل فتتركها للوقت ..
بل بادر بمحاصرتها واستئصالها قبل الاستفحال ثم العجز عن العلاج ..

16/ لا تجعل ما منّ الله به عليك وجعله بيدك من القوامة والطلاق سيفاً مصلتاً على رقبة رفيقة دربك..

17/ تجنب كثرة اللوم والنقد الجارح .

18/ لا تجعل من حقك في الزواج من أخرى سلاحاً تشهره في وجه زوجتك كلما عنّ لك ذلك فليس هذا من أخلاق الرجال ، وتأكد أنه لم توجد بعد المرأة التي ترضى بزواج زوجها عليها ..

19/ تجنب النقاش بحضرة الأولاد فأنتما محط أعينهم وموضع احترامهم وما يدور بينكما ينعكس سلباً أو إيجاباً على حاضرهم ومستقبلهم ..

20/ تفقد حاجتها للمال ولا تجعلها تمد يدها لأهلها أو الجيران ..

21/ لا تفشي لها سراً ولا تهتك لها ستراً ولا تظهر لها عيباً ..

22/ إياك وأمرها بمعصية الله تعالى أو التهاون معها في المخالفات الشرعية أو إدخال ما يفسدها إلى البيت ، فهي وديعة عندك ..

23/ فكر وتأمل أرجوك في قوله تعالى :
( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... )
والحظ كيف لم يقل : ليسكن معها .. ؟!!!

24/ لا تنس أن تقوى الله بوابة السعادة وكم من نشوز وعصيان وتمرد كان سببه
تقصير في حق الله ..

25/ أكثر من الدعاء فهو مفتاح لكل خير
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} 74 الفرقان

وبعد ..
فكلا الموضوعين ( سواءً ما يتعلق بالأزواج أو الزوجات ) هو محاولة اجتهادية للوصول بالبيت المسلم لشاطئ السلام فإن أصبت ففضل الله أحمده عليه وأسأله المزيد ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، ولستُ بغنية عن تصويبكم وآرائكم خاصة وفيكم أصحاب تجارب وخبرات ..
__________________
قديم 11-04-2005, 03:28 AM
  #64
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
بيت العُـمر


أ. عبدالله بن دهيّم


أخي الفاضل .. أختي الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما ترغب في بناء بيت لك، فما الذي تبحث عنه بالمقام الأول وتحرص على أن يكون من ضمن أولوياتك ؟
ماذا تفعل قبل / أثناء / بعد ، عملية البناء ؟
كيف تتعامل مع هذا البناء قبل / أثناء / بعد عملية التشييد ؟

هل بدأت الأفكار تدور في رأسك الآن وبدأت تقدم بعضها وتؤخر الآخر وتفاضل ما بين هذه وتلك ؟
جميل جداً ..
لتلقي الآن نظرة من زاوية أعلى و أوسع ..

أخي .. أختي ..
إن بناء زواج ناجح وقوي تشبه إلى حد كبير عملية بناء بيت العمر.
المسألة تتعلق بالإعداد والأساسات ، فكلما كان عملك متقناً منذ البداية، كلما كان البيت أفضل.
البناء مهما كبرت مساحته واتسعت وترامت أطرافه فإن له أربع قواعد أساسية ..
أما البقية فهي إمّا مساعدة أو فرعية .

من هذا المنطلق سنبحر معاً لنستعرض المحطات أو القواعد الأربع الرئيسية لبناء بيت العمر.

الركن الأول : اتصال المحبة ( متعة الاتصال ) :
عندما يدرك الزوجان أن ما يبدو سهلاً وممتعاً قبل الزواج ; يحتاج جهود متقنة ومتناغمة بعد حفل الزفاف ; فإنهما يكونان قد وضعا حجر الأساس لخلق اتصال الحب بينهما ومن ثم الاستمتاع بهذا الاتصال .
من هنا تتضح لنا أهمية وضع الزوجان خطة لسير زواجهما ، كمن يضع من يبني بيتاً خطة لسير عملية البناء ، وإلاَّ فلن يكون البيت كما يرغبه في نهاية المطاف .

* أحب زوجتك وأبناءك كما هم ..
انظر لهم ككيان مستقل .. واقبل بهم كذلك ، ومن ثم أحبهم كما هم بكيانهم المستقل..
ومن ثم تأتي مرحلة التعاون ما بين المستقلين لتكوين اتحاد أسري مفعم بالقوة والألفة.

* المحادثات اليومية، النزهة الأسبوعية، تطوير مهارة الاستماع .
أمور كلها ينبغي الاهتمام بها ، واستعمالها منذ الأيام الأولى للزواج ، وعدم إغفالها أو التقليل من شأنها
ومن شأن أثرها في الحياة الزوجية.

* الاعتقاد بأن اتصال المحبة يأتي عفوياً ; هو أمرٌ أقرب للخرافة منه للحقيقة ، إذ لا بد من السير خلال
استراتيجية محددة المعالم حتى نصل لهذه المحصلة النهائية .

لذلك .. بدءً من الآن قم بوضع أساسيات الاتصال الفعّال مع زوجتك / زوجك والذي سيؤدي إلى مثيله مع الأبناء بإذن الله تعالى .

الركن الثاني: التوافـق الـروحي :
إن كل ما يمكن تصنيفه ضمن الأولويات أو الضرورات القصوى في الحياة ; فإنه يدخل تحت مظلة
الروحيات ; فهي قيم وأخلاقيات .
فمن غير المنطقي أن يتوقع الزوج أو الزوجة أن بمقدورهما بناء زواج مرضي، ثابت، صلب، من دون
ينهل كلاهما من نفس النبع الروحي العذب .
ويقف خلف هذا كله مدى ثقة الزوجين في خالقهما وقوة إيمانهما به ، ثم قوة معتقدهم تجاه هذا الرابط
" الزواج " .

تذكـّر:
إن الممارسات الحالية تعطي صورة واضحة عمّا سيكون عليه الحال مستقبلاً ، فنحن نجني حصاد ما زرعناه ولو بعد حين ..

لا تكن من بين الأزواج الذين يقولون لأنفسهم:
"إن زوجي/ زوجتي ، سيَـرى / ستـَرى ، النور متى استقرت الأمور" .

فلماذا الانتظار والتسويف ؟!!

ابدأ الآن واجعل الطرف الآخر يرى النور بوضوح من خلالك أنت .

الركن الثالث : الإلـتزام المـالي :
إن عادات وتقاليد ومظاهر ومفاخر أو بتعبير آخر "قشور ; " تجعل البداية في عملية بناء بيت العمر ضعيفة من الناحية المادية ، وتغرق الطرفين في بحر قدلا يجيدا السباحة فيه للعودة إلى بر الأمان.

إن وضع خطة مالية مدروسة من أهم ضرورات الزواج قبل التفكير في الإقدام عليه، لأن الالتزامات المالية الكثيرة تضعف اتصال الزوجين ببعضهما البعض بسبب ما تفرضه عليهما من ضغوط نفسية.
وربما تؤدي إلى تدهور أساس البناء فيبقى مجرد شكل أو ربما ينهار تماماً.

ابدأ حياتك الزوجية بخطة مالية " ميزانية " ..
وإليك هذه الخطة المقتبسة من خطط كرة القدم:

في كرة القدم يقولون اللعب بـ 4 3 3 أو 5 3 2 أو 3 5 2 ..
وهذا يعني توزيع اللاعبين العشرة بين الهجوم والوسط والدفاع ، وخطتنا قريبة من هذه في التسمية
والفكرة والتوزيع أيضاً ،الخطة هي:
10 - 10 70 - 10 - .

* تصدق بـ 10% من دخلك الشهري لوجه الله تعالى وشكراً لفضله عليك .

( انظر أبواب الصدقة ولا تجعلها في باب واحد فقط ) .

* ادخر 10% من دخلك الشهري كإدخار لا تعود له إلا بعد انقضاء الفترة المحددة للادخار حسب خطتك المالية .

* ادخر 10% من دخلك الشهري للطوارئ تعود إليها في أي طارئ يحصل لك وإن لم تحصل طوارئ لهذا الشهر ترحلها للشهر الذي بعدها وهكذا المهم هذا المبلغ لا يصرف منه إلا في الطوارئ فقط.

* ضع خطة واضحة حسب احتياجات الأسرة والتزاماتها لصرف الـ 70% .
وتمسك بهذه الخطة ونفذها كما هي قدر الإمكان والتزم بها ، وأي مصاريف دخيلة على الخطة لم يسبق وضعها فيها لا تقبلها إلا في الحالات القصوى جداً إذا أمكن وضعها تحت الحالات الطارئة. وإلا فألغها أو أجلها حتى وقت مراجعة الخطة.

الركن الرابع : أخذ العلاقة الجنسية على محمل الجد:
إن العلاقة الجنسية هي حجر الزاوية لأي زواج ، وتلعب دوراً رئيساً جداً في نجاحه وفشله. ولنجاحها
عاملين مهمين هما:

الأول:
البقاء عفيفاً حتى الزواج (وهذا ولله الحمد متوفر لدينا إلا أننا نركز عليه ونشدد عليه .
العلاقة الجنسية هي اتصال مباح بين الرجل والمرأة من خلال الزواج والزواج فقط ، أمّا خارج إطار الزواج فهي علاقة مُهلكة وهدّامة .

الثاني:
أن ندرك أن العملية الجنسية أمر حسن، فهي حاجة خلقها الله فينا فينبغي أن ننظر إليها من هذا الباب ، لا
كما يفعل البعض من الذين يرونها نجس أو أمر غير نظيف وغير محبب ; ويرون أنها قضاء حاجة لا
أكثر، ويتقززون منها متى ما قضوا حاجتهم .
إن الوصول إلى مرحلة الرضا المتبادل في العلاقة الزوجية ; يأتي بعد أن يصل كل من الزوجين إلى مرحلة الرضا الجنسي من الآخر وبعد تصحيح النظرة العامة لديهما حول هذه العلاقة الفطرية .
فإن كان أحد الزوجين أو كلاهما يشعر أو يعتقد أن الجنس أمر مقرف أو قذر أو تصرف غير حسن، فإن المتعة الزوجية ستتضاءل وتضمحل بمقدار الاعتقاد المتواجد بداخل الزوجين أو أحدهما .
كلما زاد فهمنا ووعينا بهذه العلاقة زاد استماعنا بالحياة الزوجية وبما وهبنا الله وأحلّه لنا وكتب لنا فيه الأجر والثواب.

أهمية الاستشارات الزوجية : -
ابن زواج ناجح باستخدامك للأدوات الملائمة.
لقد أقامت الهيئة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة للعلاقات الأسرية ; فوجدت أن حالات الزواج التي يتبع فيها الزوجين استشارات أسرية قبل وبعد الزواج هي زيجات أقرب للاستقرار، وأكثر ثباتاً مع المتغيرات والطوارئ من غيرها.
طبعاً مثل هذه الدراسات قد تحتاج لسنوات لنقوم بها هنا في هذا الجزء من العالم.

الاستشارات الأسرية تفيد وتخدم كثيراً في حل الخلافات وتقريب وجهات النظر وفهم الطرف الآخر بشكل أكبر ، وبالتالي جعل العلاقة الزوجية أكثر استقراراً وثباتا .
فإذا كنت متزوج أو مقبل على الزواج ; فأدرج عملية الاستشارات الأسرية في جدولك (خطتك)، فهناك أناس مؤهلون لمثل هذه الاستشارات وأغلب من يقدمها هنا في مجتمعنا يقدمها بالمجان.
وهم يسلطون الأضواء على زوايا مهمة نغفلها نحن أولا ننتبه لأهميتها، فبالانتباه لها نجعل السير في طريق الزواج أمر سهل ومتوقع ما قد يصادفنا فيه ، إضافة إلى الاستعداد بعون الله للتعامل معه التعامل الأمثل .

عند التفكير في الزواج مرة أخرى (خصوصاً في وجود الأطفال لدى الطرفين أو أحدهما) فكر ملياً في إيجاد مستشار اجتماعي يحمل خبرة كافية في العلاقات الزوجية للمرة الثانية – إن صح التعبير - ، فكل وضع له استشارة تخصه ، وجميعنا يعلم أنه :
ما خاب من استشار

ختاماً :

للاستمتاع بزواج ناجح تدوم متعته وتتنامى مع السنوات ; احرص على بناء أساس متين يتحمل إضافات البناء ، ويقف أمام العواصف والأمطار والمتغيرات بكل ثبات ومرونة .
__________________
قديم 11-04-2005, 03:30 AM
  #65
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
( 3 ) ثلاثيات البيت السعيد ( 3 )

مهذب أبو أحمد


ثلاثيات البيت السعيد . .
محاولة لقراءة جوانب السعادة في البيت المسلم . .
وذلك من خلال وقفات تأملية مع توجيهات النبوة ..

ثلاثيات البيت السعيد ....

الأسرة هي الحصن والمعقل الأخير للمجتمع المسلم إن لم تكن هي الحصن الأول والأخير - بله - !
فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وصناعته وصياغته ، وبقدر ما تكون الأسرة مستقرة في أفرادها وما يحيط بها بقدر ما تكون حصنا منيعاً ، ومدرسة دفّاقة بالأمل والعمل .
إن من أهم مطالب الأسرة مطلب السعادة !
والحق أن السعادة ليست مطلب الأسرة فحسب ؛ بل السعادة مطلب كل مخلوق خلقه الله تعالى على وجه الأرض من الكائنات الحية !
فتجد كل يغدو في سبيل إسعاد نفسه وإسعاد من يعز عليه وتقر به عينه .
ومن هنا كانت هذه المحاولة للقراءة في بعض نصوص الوحي التي أشارت إلى عناوين ورسمت خطوطا في سبيل تحصيل السعادة وخاصة السعادة الأسرية . كتبتها على هيئة ثلاثيات ....
أخرج الحاكم في مستدركه عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء وأربع من الشقاوة الجار السوء والمرأة السوء والمسكن الضيق والمركب السوء ) .
وإنما اعتبرت فيها الجار من لوازم المسكن ، حيث يتأثر المسكن بالجار سلباً وإيجاباً فصار من المناسب جمعهما في قالب واحد .

وعلى هذا فتكون
ثلاثية البيت تتكون من :
1 - الأفراد .
2 - المسكن .
3 - المركب .

أولاً ثلاثية الأفراد :
1 - الزوج .
2 - الزوجة .
3 - الأبناء .


--------------------------------------------------------------------------------

الزوج
ثلاثية الزوج :
1 - الدين .
2 - الخلق .
3 - القوامة .

* الدين
ثبت في الحديث الصحيح ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ) فجعل الدين من أهم صفات الزوج السعيد .
والمتأمل يجد أن اشتراط الدين إنما حصل في نصوص الوحي من جهة الزوج ، أما من جهة الزوجة فإن الشريعة قد أباحت الزواج من الكتابيات ولا يجوز للمرأة أن تتزوج من غير مسلم مؤمن بالله . والحكمة في ذلك - والله أعلم - أن الزوج في الغالب الأعم هو الذي له القوامة والأمر والنهي وأن الزوجة تتأثر بزوجها سلباً وإيجابا في العموم الأغلب ومن هنا شُرع للرجال المسلمين الزواج من كتابيات لا العكس .
وسر السعادة في اختيار صاحب الدين : أن الحياة الزوجية قائمة على المشاركة والبذل والتفاني من هنا فإن الزوج صاحب الدين سوف يبذل ويتفانى في أن يكون وزوجته على استقامة مرضية في الدين ، والسعي إلى إكمال بعضهما الآخر ، كما أن صاحب الدين يلتزم أمر الله ونهيه في زوجته على أي حال في الرضا والغضب ، وفي اليسر والعسر . في الفرح والحزن ... وهكذا .
أضف إلى أن صاحب الدين ستنعكس تربيته لأبناءه على أساس هذا الدين لا على أي وجهة أخرى . ثم إن الشريعة لم تكتف باشتراط اتصاف الزوج بالدين حتى يضم إلى ذلك حسن الخلق :

* الخلق .
سبق في الحديث ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) وفي بعض الروايات ( إذا أتاكم من ترضون أمانته ) والأمانة خُلق أخص من جملة الأخلاق ، وإنما ذكرت الأمانة دون غيرها في هذا الموطن : لأن الزوجة إنما هي أمانة عند زوجها ، فمن عُرف عنه صيانته للأمانة فإنه سيصون هذه الأمانة ويحفظها .
وأهم ما ينبغي أن يكون عليه الزوج من خلق مع زوجته أن يرعى فيها ثلاثة أمور :
مراعاة طبيعة تكوينها من الضعف والنقص :
فيصبر على ذلك فقد ثبت في الحديث الصحيح عند الشيخين : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ) ( استوصوا بالنساء خيراً ) .
- حفظها ورعايتها ، والعشرة بالمعروف .
على حدّ قول الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .
- أن يحقق فيها ( المودة والرحمة )
إن أحبها ودّها وقرّبها وحنا عليها ، وأظهر حبه لها مستغلاً في ذلك كل وسيلة وطريقة لبث روح الحب والمودة وإن كرهها رحمها ولم يهنها أويكفر عشرتها .
قال الله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }(21)
فإن الرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ومن هنا فإن مطلب الخلق إلى جنب الدين مطلب ملح ومهم في سبيل تحقيق السعادة الأسرية ، ولا ينفك أحدهما عن الآخر . ( إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) فتنة تقع على الأفراد بالضياع وتبذّل الأخلاق .
وفساد بانتشار الفتن وتفكك البيوت والأسر وضياع الأبناء .
كل ذلك حين يتخلف أحد هذين الوصفين أوكليهما ( الدين والخلق )

· القوامة .
اختص الله جل وتعالى الرجل بخصيصة القوامة دون المرأة فقال جل وتعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) القوامة التي معناها الأمارة والرئاسة والتأديب .
ولازمها النفقة بالمعروف والذب عن الزوجة وحفظها .؛ وتأمل التعبير بقوله ( قوّامون ) على صيغة المبالغة التي تدل على الأمر بالاجتهاد قي حفظ الزوجة ورعايتها وحسن تأديبها ومعاشرتها . وبذل المستطاع في سبيل حماية الأسرة .
والمتأمل البصير يجد أن القوامة ليست تشريف بقدر ما هي أمر وتكليف ، وحين يتخلى الرجل عن صفة القوامة لتبرز في الزوجة فإن الأسرة هنا يختل وضعها وأمرها ، لاختلال هذه الصفة في الرجل .
فالبيت السعيد هو البيت الذي تشعر فيه الزوجة بقوامة زوجها عليها وعلى أبناءها وبذله واجتهاده في ذلك . إذ فائدة القوامة راجعة إليها وإلى أبناءها ...
لكن حين تبقى قوامة البيت في يد المرأة فإنه ( لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ) هذا على نطاق الأسرة وينجر ذلك على المجتمع والجماعات .!
ومن هنا كانت القوامة من أهم صفات الزوج الذي تكتمل به سعادة الأسرة باكتمال تحقيق أفرادها سبل السعادة .

رابط مهم :
http://www.naseh.net/vb/showthread.p...threadid=14462


--------------------------------------------------------------------------------

الزوجة
ثلاثية الزوجة
1- الصلاح .
2 - الجمال .
3 - اليسر .

· الصلاح .
وهو المطلب الأول في اختيار الزوجة التي تكون بها السعادة ؛ مطلب الصلاح .
وأهم ما يراد ويطلب في صلاح المرأة هو: صلاح دينها ، الأمر الذي ورد النص بالظفر به فقد اخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند بن ماجة يرفعه :لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن - أي يهلكهن - ولا تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة سوداء ذات دين أفضل .
والله جل وتعالى قد جبل المرأة على الضعف والنقص وطبيعة الخَلْق من ضلع أعوج يحتّم على من يطلب السعادة الأسرية أن يبحث عن ذات الدين التي يمنعها دينها ويحجزها من أن تنجر على ضعفها وعوجها فلا ترعى حق الله في نفسها وزوجها وابناءها .
ومن جهة أخرى فإن صاحبة الدين تسعى لأن تبلغ وزوجها المرتبة العليا في باب الدين والتدين والصلة بالله .
والمشاهد أن المرأة أشد عاطفة في التدين والعبادة من الرجل، وهذا أمر نراه ملموسا في الواقع مما يعني أن اختيار صاحبة الدين الصحيح ايسر في سياستها ومعاشرتها من غيرها التي لا يردعها دين ولا خلق .

ولسائل أن يسأل : ما حكمة التنصيص على حسن الخلق في الرجل إلى جنب الدين،والسكوت عنه في المرأة والاقتصار على طلب ذات الدين ؟!
لعل الحكمة - والله أعلم - في ذلك تظهر في أمور:
- أنه لمّا كانت القوامة بيد الرجل وأنه صاحب الأمر والنهي في البيت والأسرة كان اشتراط حسن الخلق فيه آكد حتى لا ينتهي الأمر إلى سفيه أو مجترئ على حق ضعيفة حرّج على حقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم ) . فصاحب الخلق اقرب لأن يرعى هذه القوامة بحقها .
- أنه لمّا كانت المرأة خُلقت من ضلع أعوج وأنها جُبلت على النقص والضعف كان التنصيص على طلب صاحبة الخُلق فيه مشقّة للجبلة التي جُبلت عليه . ومن جهة أخرى فإن نصوص الوحي التي جاءت تأمر المرأة بحفظ زوجها وحسن التبعّل له أكثر من تلك النصوص التي وردت في حقوق في جانب الرجال ، فكانت هذه التوجيهات والنصوص بمثابة التهذيب لخلق المرأة على عوجها ونقصها - والله أعلم - .

· الجمال .
والمراد بالجمال هنا جمال المظهر والمخبر .
فجمال المخبر بجمال الروح وشفافيتها ..
جمال العفة والطهر والحياء .. وهذا المقصود الأعظم من طلب الجمال في المرأة .
أن تكون طاهرة السريرة نقيّة عفيفة حيية ، تشكر على المعروف ،وتحسّن التبعل بالمعروف ، تقيم فرضها وتحفظ بيتها وترعى أبناءها ؛ جاء عند ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت ) فهذا النص النبوي قد أبان أصول جمال الروح عند المرأة :
- المحافظة على الفرائض .
- تحصين الفرج ( فيه كناية عن الطهر والعفاف ) .
- طاعة الزوج . ( حسن التبعّل له وعشرته بالمعروف ) .

ثم يأتي بعد جمال المخبر جمال المظهر ، وهو مقصد تكميلي لدوام العشرة والسعادة بين الزوجين .
فإن النفوس جُبلت على حب الجميل الذي تأنس به العين ويسكن إليه الفؤاد ، وفي هذا تغنّى الشعراء وتاه الأدباء - إلا من رحم ربك- والجمال من هذه الجهة في اصله لا يستطيع العبد أن يتصرّف فيه ، لكن الله تعالى أباح للمرأة أموراً تتجمل وتتزين بها لبعلها مما يزيد في حسن تبعلها ودوام الألفة بينها وبين زوجها .
وجمالها من هذه الجهة يكون في :
- أن تكون بكراً غير ثيّب .
فإن البكر أدعى للألفة والمحبة لما يكون منها من شدة الاهتمام والعناية بالتجمّل والزينة ، ولذلك جاءت السنة بالندب للتزوج من الأبكار : من حديث جابر رضي الله عنه ( فهلاّ بكرا تلاعبها وتلاعبك ) ( وتضاحكها وتضاحكك ) !
وقال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالأبكار فإنهن اسخن اقبالاً وأنتق أرحاما وأرضى باليسير من العمل ) !
__________________
قديم 11-04-2005, 03:32 AM
  #66
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
- حسن التجمل والزينة في الهيئة .
ثم مع هذا - أي مع كونها بكراً - فإن على المرأة أن تعنى بهذا الجانب عناية خاصة من حسن التجمّل والزينة للزوج ، فإن المرأة بتكميلها لهذين الجمالين ( المخبر والمظهر ) تكون كنزا من كنوز الدنيا ، جاء في الحديث ( ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء : المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته ) .
فتأمل الوصف : ( إذا نظر إليها سرته ) ببشاشة وجهها وطلاقته ، وحسن هيئتها وجمالها ... هذا بمجرد نظره إليها تُسرّ نفسه وتأنس عينه فما بالك بما بقي !!!
وهاهنا ينبغي على الزوجة أن تعنى بجمالها وحسن هيئتها سيما في زمن أصبحت فيه بضاعة الشهوة والجنس الرخيص سائبة ، فإن المؤمن يحتاج في بيته ما يكفّ به بصره عن الحرام ، ويقنعه من أن يمدّ عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا !!
كما ينبغي على المرأة أن تحذر في هذا الباب من أن تنجر وراء لهاث الموضة والصرعة الأخيرة !!
فتكلّف نفسها أن تتزين بما حرم الله تعالى من تغيير خلق الله وتبديله بالنمص أو الوشم أو الفلج أو الوصل وغير ذلك من أمور التجميل التي يعود أثرها بالضرر المتحقق على الإنسان .

· اليسر ..
ثبت عند ابن حبان عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيرهن أيسرهن صداقا ) ، وفي المستدرك عند الحاكم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا ) والبركة تعني زيادة الخير ونماءه .
فالزوجة المتيسر أمرها وحالها أكثر وأعظم بركة ممن غلا صداقها وفحش .
وإنك ترى اليوم كيف يقضي الزوج حياته في تعاسة وشقاء بعد الزواج من جرّاء الديون المتكاثرة ..
إيجار في شقة فاخرة ..
وتقسيط لأكثر من سيارة..
وقرض من هيئات ومشاريع خيرية ..
كل ذلك ليستكمل المهر وليقيم حفلة زفاف تليق ( بالمحروسة ) ..
فأي سعادة هذه السعادة التي يجدها من يعيش همّ الدين بالليل وذلّه بالنهار ؟!!!
بل أي سعادة يجدها الزوج مع زوجة يشعر أنها هي سبب شقاءه وبلاءه ومصائبه !
وقد حصل لي وأن أطلعت على حادثة غريبة من نوعها ،حيث وجدت شابا مهر عروسه ( مبلغ خيالي ) !!!!
سألته : كيف تجد نفسك ؟!
فقال : والله لأخرجن هذه الآلآف من عيونها - يعني زوجته - !!
يقول هذا الكلام وهو بعد لم يتم زفافه ... فبالله عليكم ما حجم السعادة التي يحياها مثل هذا مع زوجة يرى أنها استنزفته حتى أفقرته !!!
وكم سمعت عن حالات طلاق تمّت بعد الزواج بأسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين ، ثم جلسات وجلسات في أروقة المحاكم لاستخلاص الحقوق والأموال الطائلة التي صرفت في زواج هذه المطلقة !!
ألا فليتق الله الآباء في مهور بناتهم ، فإن اشرف نساء العالمين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن لم يكن مهر إحداهن يبلغ عشر مهر بناتنا في هذه الأيام ! بل كان صلى الله عليه وسلم يزوّج بالقرآن .
ومن هنا فمن أراد دوام السعادة الزوجية فعليه أن يبحث عن اليسيرة الميسّرة لتحلّ في بيته البركة التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم .
على أن صفة اليسر صفة نسبية تختلف من فئة لأخرى ، لكن تبقى صفة اليسر صفة يحسّها الزوج في زواجه وعشرته .

فالمرأة اليسيرة :
- يسيرة المهر والصداق .
- يسيرة الجَهاز والزفاف .
- يسيرة العشرة والألفة .
- يسيرة الطلبات والرغبات فلا تكلّف زوجها ما لا يطيق ، بل هي تعيش حياته متكيّفة مع حال زوجها قنوعة صبورة شاكرة حامدة .


--------------------------------------------------------------------------------

الأبناء . .
ثلاثية الأبناء
1 - الصلاح .
2 - البر .
3 - الصحة .

· الصلاح .
صلاح الأبناء من أعظم مقاصد الشريعة في تكوين الأسرة المسلمة .
إذ الأبناء هم الجيل الذين تعوّل عليهم الأمة في صناعة مجدها وصياغة عزّها على نور من الوحي وهدى . وكما أن صلاحهم مطلب شرعي ، فهو أيضا قرة عين لآبائهم فالابن الصالح ثمرة خير وبركة على البيت المسلم .. آثاره في الواقع بيّنة بل ويمتد اثر صلاحه حتى بعد وفاة أبويه :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فتأمل بركة صلاح الابن كيف تصل إلى أبويه حتى بعد موتهما وليس ذلك إلا للولد الصالح .
من هنا كان صلاح الأبناء من أعظم مطالب السعادة في الأسرة السعيدة .
ولذلك جاءت نصوص الشريعة متوافرة بالأمر برعاية الأبناء وحسن تربيتهم وتأديبهم .
قال الله تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) ؛ والولد مشغلة وفتنة كما قال الله : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) وثبت في الحديث ( الولد مجبنة مبخلة ) ولهذا عطف الله تعالى بقوله ( والباقيات الصالحات خير ) قال غير ما واحد من السلف أن الباقيات الصالحات هي : كل عمل صالح يقرب إلى الجنة .
وسر هذا العطف أنه لما كان الولد فتنة والإقبال عليه والتفرغ له والشفقة عليه والجمع له قد تشغل العبد عن المقصود الأعظم من حصول الأبناء نبه الله تعالى إلى الاشتغال بتربيتهم تربية صالحة وادخارهم للآخرة خير من تسمين عقولهم وخواء قلوبهم ... ولذلك يسمى الولد الصالح ( عملا صالحا ) قال الله تعالى في حق ابن نوح عليه السلام ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) !!
وبما أن الصلاح والهداية أمر بيد الله تعالى - ( إنك لا تهدي من أحببت ) - جعلت الشريعة بعض التدابير الوقائية التي تعين الوالدين على أن يسلك أبناؤهم طريق الهداية والصلاح ، فمن ذلك :

- حسن الاختيار .
أعني حسن اختيار الزوجة أو الزوج على ضوء الوصية النبوية التي جعلت أساس معيار الاختيار في أمرين ( الدين والخلق ) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأبناء يتأثرون بدين آباءهم فعن أبي هريرة رضي الله أنه كان يحدث قال : النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية .

- الذكر عند اللقاء . .
فعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا )
قا ل ابن حجر رحمه الله : كثير ممن يعلم هذا الفضل العظيم يذهل عنه عند المواقعة والقليل الذي يستحضره . الفتح 9 / 229

-- الأذان في أذن المولود عند الولادة .. .
فعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
فإن المولود عند خروجه يمسّه الشيطان فيستهل صارخاً لحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا إلا مريم ابنة عمران وابنها إن شئتم اقرؤوا إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) .
من هنا ندرك حكمة الأذان في أذن المولود عند ولادته ، إذ من حكم ذلك تحصينه من الشيطان الرجيم ، لأن الشيطان إذا سمع الأذان ( ولّى وله ضراط ) !

- تربية الأبناء على الفرائض والآداب الشرعية في أحوالهم وحياتهم ... .
وإن من أهم ما ينبغي أن يغرسه الآباء في نفوس أبناءهم وأطفالهم :
- حب الله تعالى .
- حب الرسول صلى الله عليه وسلم .
- حب القرآن .
- أدب المعاملة مع الآخرين : ( الوالدين - الإخوان - الأقارب والأرحام - الناس على اختلاف طبقاتهم - الحيوان ) .

وقد جاءت الشريعة بوسائل تلك التربية فمن ذلك :
- ( مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) .
فتأمل كيف جعل سن السابعة سن الترغيب في الصلاة والتشجيع عليها ، فانظر لو أن طفلا بدأ يصلي من عمر السابعة في اليوم يصلي خمس صلوات ، وفي الأسبوع ( 35 ) صلاة ، وفي الشهر ( 140 ) صلاة وفي العام ( 1680 ) صلاة وفي ثلاثة أعوام ( 5040 ) مرة يصلي فيها فهل ترى من نشأ على ذلك يترك الصلاة حين يبلغ سن العاشرة ؟!!
- إظهار شعيرة الصلاة في البيت تعليماً لأهل البيت وشحذا للهمم . .
فالطفل بطبعه يحب أن يقلّد الكبار في أفعالهم ، من هنا جاء التوجيه النبوي الكريم ( صلوا في بيوتكم ) الأمر الذي يتحقق به تحصين البيت من الشيطان الرجيم ويحصل به تعليم أهل البيت وتربيتهم على ذلك.
- اصطحاب الأبناء للمسجد ومواطن العبادة .

الأمر الذي له بالغ الأثر في نفس الطفل حين يرى جموع المصلين تكبر مع الإمام وتصلي معه وتؤمن لتأمينه .
ومثل هذا ينبغي على الوالدين العناية به ،كما ينبغي على المجتمع أن يحترم ويقدّر هذا الطفل بالتشجيع والثناء وعدم زجره وتأنيبه لو أخطأ في مشاغبة أو نحوها في المسجد فإن الطفل من طبعه الحركة وكثرتها ، ولذلك ينبغي على الآباء والمجتمع أن ينمّو هذه الظاهرة بالتوجيه والتشجيع لا بالتأنيب والتقريع والتوبيخ .
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينزل من على منبره ليحمل الحسن أو الحسين وكان الحسن أو الحسين يرتحله وهو ساجد فيطيل السجود .
الأمر الذي يدلنا على المنهج النبوي في تعويد الأطفال على طبيعة المسجد وما يكون فيه من الصلاة والعبادة .
ومن ذلك صحبة الطفل في حج أو عمرة أو إلى المسجد الحرام أو أي موطن للعبادة مما يولّد عند الطفل حبا وارتباطاً بمثل هذه المواطن وما يكون فيها من الشعائر .

- تعويدهم على الآداب الشرعية في أحوالهم وحياتهم ..
كاحترام الوالدين ، وإكرام الضيف ، وتربيتهم على الصدق وبغض الكذب ، وتعويدهم على الأذكار كأذكار الطعام والشراب والنوم والاستيقاظ والخروج من المنزل والدخول ....وتعليمهم على الشعور بالآخرين والعطف على الضعفاء والمساكين ... إلى غير ذلك من الآداب الشرعية التي يجدر بكل والد ووالدة مراعاتها في حال تربية الأبناء ، فإن البناء أمانة والوالدين قدوة !
فيالله كم هي سعادة المرء حين يكون أسعد الناس به من حوله من أهله وابنائه ...
وليت شعري كم هو شقي كل الشقاء من كان أشقى الناس به اقربهم إليه !!

- الدعاء . ..
فإن دعاء الوالدين لأبنائهم من أقرب الأدعية إجابة عند الله ، وذلك لما يقوم في نفس الوالدين أو أحدهما حال الدعاء من شدة الحرص والإشفاق وصدق اللجأ والطلب .
ومن هنا ينبغي أن نرعى ألسنتنا عند الدعاء فلا ندعوا على أبناءنا إلا بخير وعافية ، فرب دعوة توافق استجابة تكون بها سعادة الدنيا والآخرة .. ورب دعوة تحبط العمل وتعود على صاحبها بالحسرة والندامة .
وبعد هذا يبقى اثر القدوة والإقتداء في أن يسلك الأبناء حذو والديهم :
مشى الطاووس يوما باختيال : :: فقلّد نحو مشيته بنوه !!

· البر . .
وخلق البر خُلق أخصّ .
وإنما أفردته لالتصاق هذا الخلق بالأبناء ، ولأن البر من غايات طلب الولد .
فإن الوالدين إنما يطلبون الولد بغية البر بهما .
وعلى هذا الخلق ينبغي أن نربي أبناءنا وفلذات أكبادنا .. وتربيتهم على هذا الخلق يبدأ من ذواتنا نحن ، ومن خلال برنا نحن بآبائنا وأمهاتنا ؛ فكم سمعنا ونسمع عن حوادث العقوق المتسلسلة في عقود أحداثها المتشابهة في فصولها ، الأمر الذي يحتّم على كل والدين أن يبدؤوا بخاصة أنفسهم بالبر بآبائهم وأمهاتهم .
والمؤسف حقاً أن يتزوج الرجل وتتزوج المرأة ثم إنهم يغفلان عن البر بآبائهم ظنّاً منهم أنهم قد شبوا عن الطوق ولم يعد متعلق في ذمتهم البر بآبائهم بعد الزواج !
وهكذا تبقى سلسلة العقوق متصلة في العقب والذرية - نسأل الله الحماية - ولا يزال البيت يتجرّع مرارة الشقاء بسبب عقوق الآباء . وقد جاء في اثر : بروا آباءكم تبركم أبناءكم !!!
__________________
قديم 11-04-2005, 03:33 AM
  #67
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
وفي سبيل تحصيل السعادة ببر الأبناء فهاكم أيها الآباء بعض الأمور المعينة على ذلك :
- العقيقة عن المولود ...
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ولد له منكم مولود فأحب أن ينسك عنه فليفعل عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة ) الحاكم في المستدرك . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ) .
فالعقيقة عن المولود وسيلة من وسائل تحقيق بر الأبناء وتجنيبهم العقوق .


- اختيار الاسم الحسن للمولود ....
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن ويعجبه الفال الحسن .
ثم إن الاسم له اثر على شخصية حامله ، وبقدر ما يكون اسم الولد حسناً بقدر ما يجد اثر ذلك في بر الأبناء. فإن الابن قبيح الاسم يكبر وتكبر معه أحقاده على من تخيّر له اسم يُعيّر به وهذا أمر واقع - نسأل الله الحماية - .
وفي تربيتك لأبنك وطفلك :
- عوّد طفلك على احترام أبويه . فلا يرفع أحدكما صوته على الآخر أمام الأطفال الأمر الذي يُسقط قيمة الاحترام عند الطفل لأبويه أو أحدهما .كما لا تتعارض توجيهاتكما للطفل تعارضا يسقط هيبة أحدكما عند الطفل .
- كافئ طفلك على حسن بره ومساعدته لأبويه وسماعه للتوجيهات . فقد يقوم الطفل بمساعدة والدته في بعض شئون المنزل .. لا تجعلي هذا الموقف يمرّ دون مكافأة أو إشادة وحسن توجيه .
- لا تتغاضى عن خطأ الطفل في حق والديه ، فالطفل قد يسب والديه أو قد يرفع يده ليضرب أو يصفع !! لا تتجاهل هذا الخطأ ولا تجعله يمر عابرا كما لم يكن عابراً في بدايته !!
- أيها الوالدان أشعرا أبناءكم بالحب والقرب منهما ، فبقدر ما تنمى عاطفة الحب عند الطفل بقدر ما يستقيم على طريق البر والإحسان .
وحين يتحقق بر الأبناء بوالديهم فإن السعادة تغمر البيت كما لو كانت جنة من جنان الدنيا .
استشعر معي سعادة ذلك الإنسان الذي كان يغبق لوالديه اللبن ، وفي يوم تأخر عليهما بالغبوق فأدركهما وقد ناما فوقف على رأسهما حتى يستيقظا ليعطيهما غبوقهما وأطفاله من حوله يتضاغون كتضاغي صغار الطير من شدة الجوع وهو يؤثر أن لا يطعم الغبوق أحد قبل والديه !!
فيالله ما أجمل نغمات التضاغي .. ..
ويالله ما أعذب وأهنئ وامرئ الغبوق بعد شِبع الوالدين ....
وتأمل أثر هذا البر في واقع الحياة وكيف أنه بسبب ذلك فرّج الله عن هذا البار كربة من كرب الدنيا !!!
كم هي سعيدة تلك الأسرة التي تعيش بر أبناءها .

· الصحة ..
فإن من أعظم ما يدخل السرور والسعادة في البيت أن يكون الابن أو البنت في صحة وعافية .
فكم يكون البيت سعيداً حين ما يكون البناء في صحة وعافية .
الأمر الذي يعرف شأنه بقياسه بالضد ...
فكم يكون البيت كئيباً عند مرض الأطفال ...
فلا الليل ليل ولا النهار نهار !! يحس بهذا كل أب مشفق وأم حانية .
وقد ذُكر عن بعض السلف أنهم كانوا يهنئون من وُلد له ولد بسلامة المولود وأنه لم يكن معاقا أو معتوها ! بل كان بعضهم أول ما يسأل عنه عند ولادة المرأة : السؤال عن حال الطفل وصحته .
ومن هنا نجد أن بعض التوجيهات النبوية في حق المولود تشير من ضمن ما تشير إليه إلى أهمية حفظ الصحة للأطفال ؛ فمن ذلك :
- الندب إلى الأذان في أذن المولود .. الأمر الذي يكون له أثر نفسي على المولود بعد أن مسّه الشيطان عند خروجه
- إماطة الأذى عن رأس الطفل بحلق رأسه في يوم السابع ثبت عند الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه )
وقد كان أهل الجاهلية يضعون الدم على راس الطفل يوم سابعه فأمر صلى الله عليه وسلم بإبطال هذه العادة وأن يوضع على رأس الطفل الخلوق ، وهو نوع من أنواع الطيب .
- تحنيك الطفل له اثر إيجابي في رفع سقف الفم ( الحنك ) مما ييسر على الطفل سهولة رضاعة لبن الأم والاستفادة منه .
- تحصين الأطفال وتعويذهم بالأذكار والرقية الشرعية . ومن هذا : ما جاء من الأمر بكفّ الصبيان عند المساء فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ) وعند البخاري : ( فإن للجن انتشارا وخطفة ) !
- الأمر بالختان فبالإضافة إلى أنه من شعائر الإسلام فهو أيضا له آثار صحية أثبتتها بحوث ودراسات وفحوصات طبية بيّنت أن الطفل المختون أحسن صحة من الطفل غير المختون .
- الرضاعة الطبيعية . فإن الله جعل من حق المولود أن ترضعه أمه حولين كامل ، ومن نافلة القول الإشارة إلى فوائد حليب الأم للطفل فقد أكدت الأبحاث أن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يكون أقل عرضة
للأمراض حتى وإن كان معرضا لمرض وراثي مثل السكر فالرضاعة الطبيعية تؤخر إصابته بنفس المرض. وقد استحدثت اليابان إجراءات تتبع في المدارس عند توزيع الأطفال في الفصول حيث خصصت فصولا للأطفال الذين تمت رضاعتهم طبيعياً باعتبار أنهم أكثر ذكاء. !
فلبن الثدي يتمتع بقيمة غذائية عالية ويسهل هضمه في أمعاء الطفل بالإضافة إلى أنه معقم طبيعياً وهو دائماً في درجة حرارة مناسبة للطفل صيفاً وشتاءً. كما أنه يحتوي على ما يسمى علمياًبالأجسام المضادة التي تساهم في زيادة مقاومة الطفل.
أضف إلى أن للرضاعة أثرا ايجابيا على صحة الأم نفسها وذلك من عظيم فضل الله ومنّته .

خلاصة القول : أن صحة الطفل واعتدال مزاجه مما يضفي على الأسرة سعادة تستذوق طعمها وتستعذبها كالماء العذب على الظمأ

وهنا ينتهي الكلام حول ما يتعلق بأولى ثلاثيات البيت السعيد . . ألا وهي ثلاثية الأفراد . . .


--------------------------------------------------------------------------------

المسكن
ثلاثية المسكن . . !
1 - الواسع .
2 - البيت المحصن بالأذكار .
3 – الجار الصالح .

السكن هو ثاني أركان البيت السعيد .
ولقد امتن الله تعالى على عباده بنعمة السكن فقال : ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها واشعارها أثاثا ومتاعاً إلى حين ) .
فالسكن نعمة من نعم الله العظيمة التي نغفل - حقاً - عن قدرها وشكرها حق الشكر . بل إن البعض استخدم هذه النعمة فيما يبغض الله تعالى بأن أدخل فيها ما يفسد أخلاق أهلها ودينهم وعقيدتهم ، ومن المسلمين من جعل بيته قبراً ، ومنهم من جعلها بيتاً للجن والشياطين ، ومنهم من تطاول بها فخرا وكبرياءً ..وهكذا نلمس في الواقع عظيم جهلنا بنعمة السكن وغفلتنا عن الشكر الحقيقي لهذه النعمة الجليلة .
وتأمل عظيم هذه النعمة - نعمة البيت والمسكن - في أنها:
- تستر العورات .
- وتحمي من هوام الأرض ومطر السماء .
- الشعور بالأمن والاطمئنان فيها .
- حرز من السرّاق والقطّاع .
- نقضي بها معايشنا .
- نأمن فيها على أعراضنا وأطفالنا وأثاثنا ومتاعنا .

إلى غير ذلك من فوائد ( السكن ) التي لا يشعر بها ولا يجد لذتها إلا من فقدها .
وتأمل العجب في وصف الله تعالى له بـ ( السكن ) قال تعالى ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ) تسكن إليه أبدانكم ونفوسكم وتأنس بها ! فالسكون فيه معنى الهدوء والراحة والاطمئنان وقرة العين . ففرق بين البيت وبين السكن ، فمن البيوت مالا تكون سكناً بل تكون بيوت جحيم وشقاء وفزع وخوف - أجارنا الله وإياكم - فتأمل هذا واستشعر عظيم منّة الله عليك بهذا السكن .
وحتى يكون بيت الأسرة سكناً ( سعيداً ) وليكتمل به عقد السعادة الأسرية فإنه لابد أن يتميّز في ثلاث :
· المسكن الواسع .
ثبت في حديث سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه – السابق - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من السعادة ) وذكر منها : ( المسكن الواسع ) فالسعة والوسع والتوسع أمر مباح في الشريعة دون مجاوزة به الحدّ .
والوسع في السكن أمر نسبي !
بمعنى أنه يختلف باختلاف الناس في نفوسهم وطبائعهم وأنماط حياتهم .
لكن تبقى صفة السعة صفة محمودة تجلب السعادة لأهلها ، وبقدر ما يوجد الوسع بقدر ما تزيد السعادة . والنفس مفطورة على حب السعة والتوسع ، فمن جوانب السعادة في المسكن الواسع أنه :

- ضرورة تربوية .
ففي المنزل الواسع بإمكان الوالدين أن يحققوا الأمر بالتفريق في المضاجع بين الأبناء .- على سبيل المثال -
ثم إن المسكن الواسع يساعد على تهذيب وتشكيل نفسية الأطفال تربويا كعامل مساعد :
لاحظ معي ذلك الطفل ذي الأربع السنوات كيف تكثر حركته بالمنزل !
فالطفل في هذه المرحلة العمرية بحاجة أن يبدد هذه الطاقة بكثرة الحركة واللعب ...لاحظ حين يكون المنزل واسعاً فسيجد الطفل الجو المناسب لتبديد هذه الطاقة ، كما أن والديه لن يحتاجا كثيراً إلى كثرة متابعته وتأنيبه على التكسير
وستختفي التربية السلبية نوعاً ما .. التربية التي تقوم على مبدأ ( لا ) !!
وفي المقابل لاحظ كيف يتغير أسلوب تربيتنا للطفل حين يكون المنزل ضيقاً :
اجلس لا تكسر ..
انتبه قد يقع عليك ..!
ألم اقل لك لا تلعب ؟!!!
كلها توجيهات سلبية قد تؤثر سلباً على تشكيل نفسية الطفل وخاصة في مثل هذه المرحلة من العمر والتي يسميها أصحاب علم نمو النفس ( مرحلة التمركز حول الذات ) !
الأمر الذي يجعل السعة في المسكن سر من أسرار السعادة .

- أضف إلى أن الوسع في المنزل مطلب جمالي . والله جل وتعالى ( جميل يحب الجمال ) .
ويبقى الجمال في السعة رونقا للسعادة حين لا يتعدى فيصل إلى غمط الناس والتفاخر والتعالي عليهم .
- ومع زيادة متطلبات الحياة . وتغير نمط الروتين في الحياة ؛ وتوسع دائرة المعارف والأحبة والأصحاب يجعل المسكن الواسع مطلب ملح وعلامة من علامات السعادة . .
غرفة للأطفال ، وغرفة للضيوف ، ومكتبة للكتب ، وصالة للطعام ، وغرفة للنوم ، ومخزن ..... وهكذا
على أنه ينبغي أن نلاحظ أن السعادة الأسرية لا تكتمل بالمسكن الواسع ، وإنما تكتمل باجتماع أسباب السعادة في جميع أركان الأسرة الثلاثة ( الأفراد - المسكن - المركب ) . على تفاوت في اعتبار أن بعضها أهم من بعض !
وإلا فكم من شقي في الدنيا وهو يسكن القصور ...
وكم من سعيد فيها وهو يسكن الدويرة والدور ..!!

· الحرز والتحصين من الشيطان الرجيم . .
الحرز والتحصين من الشيطان الرجيم أحد أسباب السعادة في المسكن .
لمّا كانت الأسرة هي نواة المجتمع ولبّه وأصل تكوينه حرص الشيطان أشد الحرص على إفساد هذه الأسرة وتفريقها وفك أواصرها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؛ فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ) قال : ( ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ) !!!
قال : ( فيدنيه منه ويقول نعم أنت ) قال : قال ( فيلتزمه )
من هنا عُلم أن من أهم أهداف إبليس : إفساد البيت المسلم وتصدّعه وتفرق أفراده .
فإن لم يستطع إلى ذلك سلك سبلاً أخرى في الإغواء وإفساد الأسرة بمحق بركتها وتزيين الرذيلة والفاحشة ، ليبقى كيان الأسرة هش البنيان فيعزل الأسرة عن أن تؤدي دورها الفاعل في المجتمع .
ولأجل ذلك ندبت الشريعة إلى مدافعة هذا العدو ومحاربته بالتحصن والحرز منه . فمن ذلك :
- قراءة سورة البقرة في البيت .
فعن عبد الله قال ( اقرؤوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة ) قال الحاكم :هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
فسورة البقرة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)
قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة .
وإن من أشد الأزمات التي تعاني منها بيوت المسلمين اليوم معاناة السحرة وما يقومون به من إفساد البيوت ، ومن هنا كان هذا التوجيه النبوي الكريم حماية وسياجاً وحرصاً على سعادة البيت المسلم في ظل الوحي .
__________________
قديم 11-04-2005, 03:35 AM
  #68
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
- الصلاة في البيت وقراءة القرآن .
فعن بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) .
والمقصود تعاهد النوافل بأدائها في البيت ، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال : حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين ) .
ومن مثل ذلك : ركعات الضحى ، وقيام الليل .وغيرها .
وصلاة النوافل بالبيت لها من الفوائد الجمّة سواء على البيت وعلى أفراده :
فهي حصن وحرز للبيت من الشيطان الرجيم .
كما أن من فوائدها تربية أهل البيت على إقامة الصلاة والمحافظة عليها .
وهذه إحدى السنن المهجورة التي غفلنا عنها ألا وهي سنة إقامة نوافل العبادات في البيت .

- إخراج كل ما يمنع دخول الملائكة من كلب أو صورة .
فعن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ) .
وبقدر ما يخلو البيت من المنكرات والملاهي المحرمة بقدر ما يبعد عنها الشيطان ولا يكون له فيها من حظ أو نصيب .
واليوم اشتد البلاء بدخول أطباق الفساد والفجور من غير حسيب ولا رقيب ،الأمر الذي يقطف المجتمع اليوم جناه حنظلاً مرّاً !!

- الذكر عند دخول المنزل .
فالشيطان حريص على أن يشارك أهل البيت في معاشهم ليمحق البركة وتقع الفتنة فعن جابر بن عبد الله رضي الهل عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله ثم طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء )

- قفل الأبواب عند المساء .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا مصابيحكم )

· الجار الصالح ..
وهو حقا عامل مهم في إيجاد البيت السعيد .، جاء في الأثر أربع من السعادة ومنها ( .. الجار الصالح ) .. ومن قبل القائل : الجار قبل الدار !!
وصلاح الجار أمر ليس بيد أي أحد .. لكن بمقدور الإنسان أن يختار الجار الصالح بالسؤال عن الجار قبل السكنى .
ولأهمية الجار الصالح فقد ندبت الشريعة إلى حسن اختيار الجار ، جاء في بعض الآثار ( شؤم الدار سوء الجار ) وجاء عند ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادي يتحول )
الأمر الذي يدعونا إلى حسن الجوار وحسن اختيار الجوار .
ولنتأمل هذه القصة العجيبة لنرى كيف أن للجار أثرا على جاره في سلوكه أو سلوك زوجته وابناءه .
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " .. كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بنى أمية بن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني ! فقالت : ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل !!
فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فقالت : نعم !
فقلت : أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل ؟!
قالت : نعم ! قلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة..)
فتأمل كيف أن الزوجة تأثرت بسلوك جاراتها حتى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي يجعل الجار الصالح عاملا مهما من عوامل السعادة في البيت والأسرة .

أثر صلاح الجار على سعادة الأسرة .
وتبرز جوانب السعادة الأسرية في جانب الجار الصالح :
- أن الجار الصالح يحفظ العورة ويستر العيبة .
فالبيوت أسرار ، والجار من أقرب الناس للأسرة ، بل ربما قد يعيش أحداث جاره سرورا وفرحاً من خلال علاقته بجاره أو علاقة الزوجة بزوجة الجار أو علاقة الأبناء بعضهم ببعض .
فهذا ولاشك يجعل من الأسرة والجار بيتاً واحداً في معرفة ما يدور فيه ، سيما أن كثيرا من النساء اعتدن عند الزيارات أن تتحدث كل امرأة عن واقع بيتها سلباً وإيجاباً ولا أدل على ذلك من قصة حديث أم زرع حين اجتمعت إحدى عشر امرأة عند عائشة رضي الله عنها وصارت كل واحدة منهن تذكر شأنها وزوجها !
فحين يكون الجار صالحاً فإنه سيحفظ الغيبة ويستر العيبة .
ولكم أن تتخيلو حياة اسرة بجوار جار لا يستر العيبة ولا يحفظ الغيبة .. هل ترون أنها أسرة سعيدة ؟؟!
حتى لو كان أفرادها على قلب واحد ؟؟!!

- أن صلاح الجار يعين على نشوء الأبناء في بيئة صالحة .
فإن الأطفال يتأثرون بغيرهم ممن هم في سنّهم ومرحلتهم ، والأمر يتضح بالضد حين يكون الجار جار سوء وله أبناء سوء فانظر كيف يظهر أثر سوءهم في أخلاق الأبناء وسلوكهم . فإن الأطفال مطبوع فيهم حب التقليد لغيرهم .
ومن جهة أخرى فإنه من عادة الأطفال فيما بينهم الشجار والخصومة ، فحين يكون الجار جار سوء فإنه قد يعكّر عليك صفو حياتك بسبب ما يحدث بين الأطفال .

- الجار الصالح يعين على نوائب الدهر .
فقد تمر الأسرة بفاقة أو حاجة فيكون الجار خير معين بعد الله ، وقد جاء في الحديث الصحيح الترغيب في هذا الأمر :
قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن جارة لجارتها ولوفر سن شاة ) .

- الجار الصالح يعين على طلب العلم والدعوة .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " .. كان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك .."
وهكذا يتبن لنا دور الجار الصالح في تكميل السعادة واستقرارها على البيت المسلم . وفي سبيل رعاية هذا السعادة وحمايتها فإن الشريعة قد جاءت بالتحذير من كل ما من شأنه يؤثر على ذلك ، فمن ذلك :

- النهي عن إيذاء الجار .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) .وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) .

- الأمر بالتوسيع على الجيران .
فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا طبخت قدرا فكثر مرقتها فإنه أوسع للأهل والجيران ) .
فتأمل كيف جاءت توجيهات النبوة بالكفّ عن أذى الجيران والأمر إليهم بالإحسان كل ذلك حماية وسياجاً لإفشاء السعادة بين الناس وخاصة سعادة البيت المسلم .


المركب
ثلاثية المركب
1 - الهنيء .
2 - المتواضع .
3 - حصول المنفعة به .

1 - الهنيء .
الهنيء هو الوصف الذي ذكر في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ( أربع من السعادة : .. المركب الهنيء ) .
و( الهنيء ) صفة تطلق على الصلاح والعطاء واليسر والسهولة .
وهي صفات من فات السعادة ومداخلها .
فـ ( الهنيء ) هو الذي يأتيك بلا مشقة .
مشقة أي مشقة ..
فهو مركب حصل بغير مشقة في قيمته في البحث عنه ، ولم يكن باب مشقة في حفظه والعناية به ، والمقصود مشقة مرهقة أو مهلكة .
فكم تجد اليوم من يبذل نفيس ماله وحرّ رزقه في مركب فارهٍ مجهّز بأفضل التقنيات رغبة في شهرة أو أمر آخر .
فانظر مشقة هذا المركب في حصوله ، ثم انظر المشقة الحاصلة بحفظه والعناية به فسبحان الله كيف أن من الناس من يصيبه العناء والتعب والشقاء في مركب يبذل فيه نفسه ونفيسه ثم هو يشقى به ولا يسعد !!
ومن هنا فرفاهية المركب وفخامته ليس بالضرورة آية سعادة وهناء .
بل ربما كان صاحب هذا المركب من أشقى الناس بمركبه .
ثم انظر في مركب هذا شأنه كيف يحجز صاحبه من أن ينفع به وأن يعطي به العطاء الكثير خوفاً من تلفه أو نحو ذلك .
فكان المركب الهنيء هو المركب الذي يأتي بلا مشقة في حصوله ولا مشقة في حفظه وانشغال القلب به .. ثم هو مركب ( هنيء ) يحصل به العطاء الكثير لصاحبه ولغيره .

- 2 - المتواضع ..
لمّا كان المركب مما يُتخذ للتجمل كما قال الله تعالى : ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) وقال والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) فإنه صار من المتعين على المرء أن يعلم أن هذه نعمة من الله وفضل . وواجبه فيها الشكر لا الكبر . ولك أن تتأمل عظيم منّة الله تعالى على عباده بهذه النعمة في قوله : ( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون )
فتأمل كيف أن الله جعل المركب مسخّر للعبد لا أن العبد مسخر له ، ولذلك تعجب أشد العجب ممن تجده سخّر نفسه للمركب عناية وتلميعا والشقاء في سبيل ذلك .
وتأمل أيضا قوله ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) فيه تذكير وتنبيه إلى أن العبد منقلب إلى الله وراجع إليه فعلام الكبر والبطر ؟!
وحين كان جمال المركب مظنة التفاخر والتكبر ، فقد نهى صلى الله عليه وسلم من اتخاذ مركب الشهرة .جاء في مسند الروياني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ركب مركبا ذا شهرة أعرض الله عنه وإن كان عليه كريما )
وأي شقاء يكون للعبد حين يعرض الرب الرحيم الكريم عنه ؟!
وكم هي سعادة المرء حين يكون الله في معيته .
والإنسان يحتاج إلى معية الله تعالى وحفظه له ، فإننا اليوم نعيش ثورة حضارية جعلت المركب اليوم يختلف عما كان عليه من قبل ؛ فقد صارت مراكب اليوم مراكب سريعة وبأشكال وموديلات ومميزات تختلف عن ما يكون الحال في بعير أو فرس !
فإنك تقضي اليوم المسافة من مدينة إلى أخرى بأسرع وقت وبأقل تكاليف من المشقة والتعب ، ولمّا كانت هذه الوسائل الحديثة فيها مظنة الهلاك في حادث أو نحوه فإن العبد هنا يحتاج أن يتواضع في مركبه ليكون الله في معيته .
هذا جانب من جوانب السعادة في باب التواضع في المركب .
ونقرأ في السيرة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب مرة( برذوناً ) فأنكر نفسه فنزل من عليه وقال : إنما يركب هذا من لا خلاق له !! وذلك لما أحس في نفسه من التغيير ورؤية النفس !!

3 - حصول المنفعة به .( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ).
قال الله تعالى الله الذي جعلكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون . ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون )
فإن من غايات المركب أن تحصل به المنفعة من حمل الأثقال والتنقل كما قال الله تعالى : ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم ،والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة )
ومن أعظم المنافع التي تُحصّل بما سخره الله تعالى لعبده من المركب : استخدامه في الطاعة والمعروف :
- إغاثة ملهوف .
- المشي به في سبيل الله جهادا في طلب علم أو ضرب في الأسواق للرزق ..وهكذا..
ولذلك أثر عن بعض السلف أن من شقاء المركب أن لا يستخدم في جهاد أو طاعة!!
وتأمل عظيم فضل الله كيف أن حصول المنفعة من المركب تعطي البيت سعادة ورخاء من جهة حصول منافع أهل البيت بهذا المركب
وخصوصا في مثل زماننا الذي صار المركب فيه وسيلة من وسائل إدخال السرور والسعادة على البيت المسلم . سيما والحاجة إليه ملحّة بسبب تباعد الأوطان ، وتعدد الحاجيات واختلافها .
فبه يسافرون في أمن ورخاء ..
وبه يتنقلون من مكان لآخر في يسر وستر .
وبه يُنقذ مريضا - بإذن الله - ... وهكذا..
__________________
قديم 11-04-2005, 03:36 AM
  #69
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
البيت السعيد


صالح بن عبدالله بن حميد


مقدمة

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أهله وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيرا؛ دعا إلى الحق وهدى إلى الخير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون وعظموا أمر ربكم واحفظوا دينكم وأماناتكم، وقوموا بمسئولياتكم
أتقوا الله في أنفسكم وأهليكم وأصلحوا ذات بينكم.
فكثير من النالس يطلب السعادة ويتلمس الراحة وينشد الاستقرار وهدوء النفس والبال، كما يسعى في البعد عن أسباب الشقاء والاضطراب ومثيرات القلق ولا سيما في البيوتات والأسر. وليعلم أن كل ذلك لا يتحقق إلا بالإيمان بالله وحده، والتوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، مع الأخذ بما وضعه من سنن وشرعه من أسباب.

أهمية بناء الأسرة والألفة في بيت الزوجية:
وإن من أعظم ما يؤثر في ذلك على الفرد وعلى الجماعة بناء الأسرة واستقامتها على الحق؟ فالله سبحانه بحكمته جعلها المأوى الكريم الذي هيأه للبشر من ذكر وأنثى... يستقر فيه ويسكن إليه، يقول جل جلاله وتقدست أسماؤه ممتتا على عباده:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
نعم ليسكن إليها ولم يقل ليسكن معها، مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدؤ في الشعور، ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها، فكل من الزوجين يجد في صاحبه الهدوء عند القلق، والبشاشة عند الضيق.
إن أساس العلاقة الزوجية الصحبة والإقتران القائمان على الود والأنس والتآلف، إن هذه العلاقة عميقة الجذور بعيدة الآماد، إنها أشبه ماتكون صلة للمرء بنفسه بينها كتاب ربنا بقوله:{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } (187) سورة البقرة
فضلا عما تهيئه هذه العلاقة من تربية البنين والبنات وكفالة النشء... التي لا تكون إلا في ظل أمومة حانية وأبوة كادحة... وأي بيئة أزكى من هذا الجو الأسري الكريم.

دعائم بناء الأسرة المسلمة

أيها القارئ الكريم:
هناك أموركثيرة يقوم عليها بناء الأسرة المسلمة وتتوطد فيها العلاقة الزوجية، وتبتعد فيها عن رياح التفكك وأعاصير الانفصام والتصرم.
(1) الايمان بالله وتقواه:
وأول هذه الأمور وأهمها: التمسك بعروة الإيمان الوثقى... الإيمان بالله واليوم الآخر، والخوف من المطلع على ما تكنه الضمائر ولزوم التقوى والمراقبة، والبعد عن الظلم والتعسف في طلب الحق.
{ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق، الآية: 2- 3].
ويقوي هذا الإيمان.. الإجتهاد في الطاعة والعبادة والحرص عليها والتواصى بها بين الزوجين، تأملوا قوله- صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها- يعني رش عليها الماء رشاً رفيقا- ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء).
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية ولا شهوانية بهيمية، إنها علاقة روحية كريمة، وحينما تصح هذه العلاقة وتصدق هذه الصلة فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } [سورة الرعد، الآية 23].
(2) المعاشرة بالمعروف:
إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها... المعاشرة بالمعروف، ولايتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه، وإن نشدان الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر، والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري.

* دور الزوج في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف:
ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات والغض عن بعض المنغصات، والرجل وهو رب الأسرة مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة، وقد علم أنها ضعيفة في خلقها، وخلقها إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء، والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقها، يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم-: "واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا" فالاعوجاج في المرأة من أصل الخلقة فلابد من مسايرته والصبر عليه.
فعلى الرجل ألا يسترسل مع ما قد يظهر من مشاعر الضيق من أهله وليصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهم، وعليه أن يتذكر لجوانب الخير فيهم وإنه لواجد في ذلك شيئا كثيرا.
وفي مثل هذا يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم(- لا يفرك مؤمن مؤمنة- أي لايبغض ولا يكره- إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، وليتأن في ذلك كثيراً فلئن رأى بعض ما يكره فهو لا يدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح.
يقول عز من قائل: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [سورة النساء، الآية: 19]
وكيف تكون الراحة؟ وأين السكن والمودة؟ إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة ضيق الأفق، يغلبه حمق، ويعميه تعجل، بطيء في الرضا، سريع في الغضب، إذا دخل فكثير المن، وإذا خرج فسيء الظن، وقد علم أن حسن العشرة وأسباب السعادة لا تكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام التي لا أساس لها، إن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظن... يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات، مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح.
{ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ } [سورة الطلاق، الآية: 6]. كيف وقد قال،صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ".

* دور الزوجة في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف:
أما المرأة المسلمة: فلتعلم أن السعادة والمودة والرحمة لا تتم إلا حين تكون ذات عفة ودين تعرف ما لها فلا تتجاوزه ولا تتعداه، تستجيب لزوجها فهو الذي له القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها، فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله، تتقن عملها وتقوم به وتعتني بنفسها وبيتها، فهي زوجة صالحة وأم شفيقة، راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، تعترف بجميل زوجها ولا تتنكر للفضل والعشرة الحسنة، يحذر النبي- صلى الله عليه وسلم- من هذا التنكر ويقول: "أُريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: لا. يكفرن العشير، لو أحسنت لإحداهن الدهر ثم رأت منذ شيئا قالت؟ ما رأيت منك خيرا قط ".
فلابد من دمح (غفران) الزلات والغض عن الهفوات... لا تسيء إليه إذا حضر ولا تخونه إذا غاب.
بهذا يحصل التراضي وتدوم العشرة ويسود الإلف والمودة والرحمة. و"أيما امرأة ماتت زوجها عنها راض دخلت الجنة" .
فاتقوا الله يا أمة الإسلام- واعلموا أنه بحصول الوئام تتوفر السعادة، ويتهيأ الجو الصالح للتربية، وتنشأ الناشئة في بيت كريم مليء بالمودة عامر بالتفاهم... بين حنان الأمومة، وحدب الأبوة... بعيداً عن صخب المنازعات والاختلاف وتطاول كل واحد على الآخر، فلا شقاق ولا نزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد.
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [سورة الفرقان، الآية: 74].

خاتمة

وختاماً- أخي المسلم، أختي المسلمة- وفقكما الله:
إن صلاح الأسرة طريق أمان الجماعة كلها، وهيهات أن يصلح مجتع وهت فيه حبال الأسرة. كيف وقد امتن الله سبحانه بهذه النعمة... نعمة اجتماع الأسرة وتآلفها وترابطها فقال سبحانه: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}[سورة النحل، الآية: 72].
إن الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة، وإن الوالدين وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات يمثلان حاضر أمة ومستقبلهما، ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط أسرة فهو لا يهدم بيتا واحدا ولا يحدث شرا محدودا، وإنما يوقع الأمة جمعاء في أذى مستعر وشر مستطير والواقع المعاصر خير شاهد.
فرحم الله رجلاً محمود السيرة، طيب السريرة، سهلاً رفيقا، لينا رؤوفا، رحيما بأهله حازما في أمره، لايكلف شططا ولا يرهق عسرا، ولا يهمل في مسئولية.
ورحم الله امرأة لا تطلب غلطا ولا تكثر لغطا صالحة قانتة حافظة للغيب بما حفظ الله.
فاتقوا الله أيها الأزواج واتقوا الله أيها المسلمون فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا.
وصلى الله وسلم على خير خلقه نبينا محمد، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الغر الميامين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلأ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
__________________
قديم 11-04-2005, 03:37 AM
  #70
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
لا يسخر أحد الزوجين من هوايات الآخر


أبو عبد الله الذهبي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

لاشك أن كل إنسان له طريقة في تسلية نفسه ، وفي قضاء أوقات فراغه واستراحته .. فهناك من يهوى الشعر .. وهناك من يهوى الرياضة .. وآخر من يهوى القراءة .. الخ . وللناس فيما يعشقون مذاهب .. ومن حكمة الله سبحانه وتعالى هذا التنوع والاختلاف ، حتى يثري الجميع الحياة ، ويعمروا الكون ..

وفي يوم كنت أتصفح في كتاب بعنوان ( أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات وطرق علاجها ) للكاتب المبدع الأستاذ : عادل فتحي عبد الله .. فاستوقفتني فقرة تحمل عنوان ( السخرية من هوايات الزوج ) قرأتها فوجدتها فقرة ممتازة ، لكن المؤلف أهمل ذكرها في كتابه الآخر ، و الذي يحمل عنوان ( أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج وطرق علاجها ) ، ولو أنصفنا فإن للزوجة أيضاً حق في ممارسة هواياتها الخاصة بشرط أن لا تكون على حساب الزوج والبيت والأولاد ..

وبعد الاستعانة بالله قمت بإعادة صياغة ما كتبه الأستاذ بأسلوبي الخاص ، مع إضافات أخرى تناسب كلا الجانبين ( الزوج والزوجة ) والله الموفق ..

قلت : ومن الأخطاء الجسيمة والغير ملتفت إليها ؛ أن يسخر أي إنسان من آخر ، فقط لأنه يعمل عملاً لا يروق له .. أو يمارس هواية لا تستهويه أو لا يحبذها أو يستهين بها .. وهذه السخرية مما يبعث على الكراهية لأي شخص ، فما بالك بالزوجين اللذين يسخر كل منهما من هوايات الآخر أو اهتماماته ؟! مهما تكن هذه الاهتمامات تافهة بالنسبة للآخر ..

فلا ينبغي لأحدهما أن يتحدث عنها للآخر بطريقة تضايقه ، هذا إن أرادا أن يكسب كل منهما قلب صاحبه ..

يقول صاحب كتاب ( كيف تكسب الأصدقاء ) : أول ما ينبغي أن تتعلمه في فن معاملة الناس ، هو ألا تعترض الطريق التي يستمدون منها السعادة .

ولاشك أن الحياة اليوم متشعبة ومعقدة بدرجة كبيرة ، والرجل بخلاف المرأة .. يعمل ويكد ويجتهد ، ويذهب هنا وهناك ، ويكون مثقلاً بالهموم والمشاكل ..

والمرأة أيضاً بخلاف الرجل .. تعمل وتجتهد في المنزل .. تنظف البيت وتطبخ الطعام و تعتني بالأولاد وتقوم بالكثير من الأعباء المنزلية .. فتكون مثقلاً متعبة وجهدة أيضاً ..

وحين يخلو كل منهما بنفسه .. ويحب أن يمارس الشيء الذي يسعدة من الهوايات ( قراءة .. رياضة .. رسم .. سماع الأشرطة النافعة .. الخ ) وطالما أن هذا الشيء في حدود ما أحل الله .. ودون أن يكون على حساب الآخرين .. فيجب أن يترك كل منهما الآخر لحاله – هذا إن كانت الهوايات مختلفة ، أما إن كانت الهوايات مشتركة ، وهذا غالباً ما يحدث بعد الزواج ؛ لأن الزوجة بطبيعة الحال تحرص على أن تسعد زوجها فتحاول أن تتأقلم مع اهتماماته وما يسعده ، ومع مرور الوقت لا تشعر الزوجة إلا وقد اندمجت مع هوايات الزوج واهتماماته - يفعل ما يشاء في حدود الشرع ، وأما إن كان في ذلك إثم أو كان أحد الزوجين يرتكب ما حرم الله ، فإنه على أحدهما أن ينصح الآخر لله ، وينهاه عما يفعل بأسلوب حسن ، ويدعو الله له ، ولا يقره على هذه المعصية أبداً .. فإنه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، والطاعة فيما أحل الله فقط بالمعروف ، أما الحرام فلا ، ولا يجوز لأحدهما بحال أن يرغم الآخر على الحرام – وغالباً ما يكون هذا الإرغام من قبل الزوج – وإن وصل الأمر للطلاق ..

والله أعلم
__________________
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 AM.


images