الحياة مع الله ’’’ - الصفحة 7 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مقاطع مرئية وصوتية المقاطع الدينية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-2013, 11:59 AM
  #61
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im36.***********/HQXRR.jpg[/img]


القريب
ورد اسم الله ( القريب ) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ،وهي قوله تعالى :{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة : 186]،وقوله تعالى :{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }[سبأ : 50]،وقوله تعالى :{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [هود : 61].


وقرب الله الذي تدل عليه هذه الآيات هو قرب خاص من العابدين المحبين والداعين المستجيبين ،قرب لا يدرك له حقيقة ،وإنما تُعلم آثاره من لطفه بهم ،وتوفيقه لهم ،وعنايته بهم ،ومن آثاره إجابته للداعين ،وإثابته للعابدين.
وقد ثبت في السنة أحاديث عديدة تدل على قرب الله عز و جل من عباده المؤمنين و أوليائه المتقين ،يسمع دعاءهم، ويجيب نداءهم ،ويعطيهم سؤلهم ،ففي (الصحيحين) عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ،فجعل الناس يجهرون بالتكبير ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أربعوا على أنفسكم ،إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا ،إنكم تدعون سميعا قريبا،وهو معكم ).


وفي (الصحيحين )أيضا عن أبي هريرة –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز و جل : ((من تقرَّب إليَّ شبرًا تقَّربتُ إليهِ ذراعًا ،ومن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقربتُ إليهِ باعًا،وإذا أقبلَ إليَّ يمشي أقبلتُ إليهِ أهرول )) .
رد مع اقتباس
قديم 16-09-2013, 06:30 AM
  #62
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im36.***********/C9D0F.jpg[/img]

المجيب
ورد اسم الله (المجيب) في موضع واحد من القرآن الكريم ،وهو قوله تعالى :{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [هود : 61]

واسمه تعالى (المجيب) يدل على أنه سبحانه يسمع دعاء الداعين ،ويجيب سؤال السائلين ،ولا يخيّب مؤمنًا دعاه ،ولا يرد مسلمًا ناجاه ،ويحب سبحانه أن يسأله العباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية .
وقد ورد في السنة النبوية أحاديث عديدة في الترغيب بالدعاء ،وبيان أن الله تبارك وتعالى يجيب الداعين ويعطي السائلين ،وأنه جل وعلا حيي كريم ،أكرم من أن يرد من دعاه أو يخيّب من ناجاه ،أو يمنع من سأله.
روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه –عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا).

وفي حديث النزول الإلهي يقول صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني فأغفر له ) متفق عليه.

وإن من أثر الإيمان باسم الله (المجيب) أن يقوى يقين العبد بالله ، ويعظم رجاؤه ويزيد إقباله عليه وطمعه فيما عنده ،ويذهب عنه داء القنوط من رحمته أو اليأس من روحه .
رد مع اقتباس
قديم 16-09-2013, 06:34 AM
  #63
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im32.***********/ESsME.jpg[/img]


القاهر، القهار
و قد ورد القهار في ستة مواضع من القرآن ،و ورد القاهر في موضعين من القرآن كلاهما في سورة الأنعام ،وهما قوله تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }[الأنعام : 18]،وقوله تعالى :{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً .......} [الأنعام : 61]
والقهار صيغة مبالغة من القاهر ومعناهما : الذي قهر جميع الكائنات و ذلت له جميع المخلوقات ،ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي ،فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ،وجميع الخلق فقراء إلى الله عاجزون ،لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا ولا خيرًا ولا شرًا .وكونه تبارك وتعالى قهارا مستلزما لكمال حياته وكمال عزته وكمال قدرته .
وقد أتى اسم الله (القهار )في جميع مواضع وروده مضموما إلى اسمي (الله والواحد).
وهذا يُعد شاهدًا من شواهد وحدانيته ،ودليلا من دلائل تفرده بالألوهية ،وبطلان الشرك واتخاذ الأنداد.
منها قوله تعالى :{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }[الرعد : 16].
قال ابن سعدي-رحمه الله –في تفسير هذه الآية مبينًا وجه دلالة اسم الله القاهر على بطلان الشرك : (فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده ، فالمخلوقات كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره ،ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه ،حتى ينتهي القهر للواحد القهار،فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده ،فتبين بالدليل العقلي القاهر ،أن ما يُدعى من دون الله ليس له شيء من خلق المخلوقات ،وبذلك كانت عبادته باطلة ).
وبهذا التقرير يتبين التلازم بين التوحيد والإيمان باسم الله القهار، وأن من لازم الإقرار بتفرده بالقهر أن يُفرد وحده بالعبادة ،وبه يعلم فساد الشرك؛ إذ كيف يُسوى المصنوع من التراب برب الأرباب؟!
وكيف تُسوى المخلوقات المقهورة بالله الواحد القهار ؟! تعالى الله عما يشركون وسبحان الله عما يصفون .
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2013, 08:53 AM
  #64
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im39.***********/419sv.jpg[/img]

الوارث
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع كلها بصيغة الجمع ،وهي قوله تعالى :{ وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} [الحجر : 23]،وقوله تعالى :{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }[الأنبياء : 89] ، وقوله تعالى :{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} [القصص : 58].

ومعنى ( الوارث) ،أي: الباقي بعد فناء الخلق ، فكل من سواه زائل ،وكل من عداه فانٍ،وهو جل وعلا الحي الذي لا يموت ، الباقي الذي لا يزول ،إليه المرجع والمنتهى ، وإليه المآل والمصير، يُفني المُلّاك وأملاكهم ، ويرث تبارك الخلق أجمعين ، لأنه باقٍ وهم فانون ، ودائم وهم زائلون.
فقوله: { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} أي :نرث الأرض ومن عليها ، بأن نُميت جميعهم فلا يبقى حيٌّ سوانا إذا جاء ذلك الأجل ،إذ الجميع يفنى وكلٌّ يموت ،ويبقى الله وحده الحي الذي لا يموت .
وفي هذا تنبيه لمن ألهته الدنيا وشغلته عما خُلِق لأجله و أوجد لتحقيقه ،أن الدنيا وما فيها من أولها إلى آخرها ستذهب عن أهلها ، ويذهبون عنها ، وسيرث الله عز و جل الأرض ومن عليها ، ويُرجِعهُم إليه فيُجازيهم بما عملوا فيها .
وكان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه،ثم قال : (أما بعد،فإنكم لم تُخلقوا عبثا ،ولن تُتركوا سدى ،وإنّ لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم بينكم والفصل بينكم ، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله ،وحُرِم جنة عرضها السماوات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدًا إلا من حذر هذا اليوم وخافه ،وباع نافذً بباقٍ، وقليلا بكثير ،وخوفًا بأمان ،ألا تروا أنكم من أصلاب الهالكين ، وسيكون من بعدكم الباقين حتى تُردّون إلى خير الوارثين؟!.
ثم إنكم في كل يوم تشيِّعون غاديًا ورائحًا إلى الله عز و جل، قد قضى نحبه ،وانقضى أجله ،حتى تغيِّبوه في صدع من الأرض، في بطن صدع غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب وباشر التراب، و واجه الحساب، مرتهن بعمله ،غني عمّا ترك،فقير إلى ما قدّم .
فاتقوا الله عباد الله قبل انقضاء مواثيقه ، ونزول الموت بكم ، ثم جعل طرف ردائه على وجهه، فبكى وأبكى من حوله ).رحمة الله عليه
.
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2013, 09:01 AM
  #65
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im42.***********/CJckY.jpg[/img]

المتكبر
وقد ورد هذا الاسم في موضع واحد من القرآن ، وهو قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر : 23].
و(المتكبر) اسم يدل على وصفه سبحانه بالتكبر والكبرياء ،والتاء في (المتكبر ) ليست تاء التعاطي والتكلف،وإنما هي تاء التفرد والاختصاص،فالكبرياء وصفه سبحانه الذي لا يليق إلا به.
قال قتادة : (هو الذي تكبر عن كل سوء)،وقال أيضًا : (الذي تكبر عن السيئات )،وقال أيضًا : (الذي تكبر عن كل شر)،وقال مقاتل : (المتعظِّم عن كل سوء)،وقال أبو إسحاق السبيعي: (الذي يكبر عن ظلم عباده)، وقال ميمون بن مهران : (تكبَّر عن السوء والسيئات فلا يصدر منه إلا الخيرات ).
وجماع ذلك أن هذا الاسم يدل على تعالي الله عن صفات الخلق ،وتعظُّمه سبحانه عن مماثلتهم أو أن يماثلوه ، ورفعته سبحانه عن كل نقص وعيب ،فهو المتكبر عن الشر وعن السوء وعن الظلم وعن كل نقص،وهذا متضمن ثبوت الكمال له سبحانه في أسمائه وصفاته وأفعاله .
وأما العبد المخلوق فمقامه العبودية والخضوع والذل والانكسار والركوع والسجود للكبير للمتعال العظيم ذي الجلال ،ولعل في هذا سرًا من أسرار ذكر الله بالتكبير عند الخفض للركوع والخفض للسجود،وذكر كبريائه سبحانه وعظمته حال الركوع والسجود.
وأما إذا استكبر العبد ولا سيما عن الغاية التي أوجد لأجلها وخُلِقَ لتحقيقها ، وهي عبادة الله وإفراده وحده بالذل والخضوع والانكسار؛ فإن الله يعاقبه بأعظم العقاب ،ويخزيه في الدنيا والآخرة .
وقد ذكر سبحانه في مواضع عديدة من كتابه العزيز نماذج من المستكبرين من الأشخاص والأمم ،وبيَّن ما أحلَّ بهم في الدنيا من العقاب ،وما أعدَّ لهم في الآخرة من النكال ،وذلك لتستبين سبيل المجرمين ،وليكون في ذكر حالهم عظة للمتَّعظين وعبرة للمعتبرين .
ونسأل الله سبحانه أن يرزقنا الذل لجنابه ،وأن يُعيذنا من سبيل المستكبرين ،فهو وحده تبارك وتعالى المانُّ المُعين.
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2013, 04:19 AM
  #66
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im42.***********/MGTXf.jpg[/img]

المؤمن
وقد ورد اسم الله المؤمن في آية واحدة ،هي قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر : 23]
واسم الله (المؤمن) يدل على معانٍ عظيمة وأمور جليلة ،فمن دلائل اسمه المؤمن شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد ،وهي أعظم شهادة ،من أعظم شاهد ،لأعظم مشهود به .
قال مجاهد-رحمه الله -: (المؤمن :الذي وحّد نفسه بقوله {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ .... }[آل عمران : 18].
ومنها المُصدِّق الذي يُصدِّق رسله وأنبياءه بالحجج والبيانات بأن ما قالوه وبلغوه عنه حق لا ريب فيه ، وصدق لا امتراء فيه .


وهذا معنى قول قتادة –رحمه الله -: (المؤمن أمن لقوله أنه حق).
ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد ،والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.
ومن هذا المعنى ما رواه الترمذي وابن ماجه عن الأغر أبي مسلم ، أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما – أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قال العبد :لا إله إلا الله ،والله أكبر،قال : يقول الله تبارك وتعالى :صدق عبدي ،لا إله إلا الله ،وأنا أكبر ،و إذا قال :لا إله إلا الله وحده ،قال :صدق عبدي ،لا إله إلا أنا وحدي ،و إذا قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،قال :صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي ،وإذا قال :لا إله إلا الله له الملك وله الحمد ،قال :صدق عبدي ، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد ، وإذا قال : لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ،قال : صدق عبدي ،لا إله إلا أنا و لا حول ولا قوة إلا بي ).


ومنها :أنه يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه ،قال تعالى :{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }[الأنعام : 82]
ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة ،كما قال سبحانه :{ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }[قريش : 4].

وهذا معنى قول ابن عباس – رضي الله عنهما - : (المؤمن ،أي:أمَّن خلقه من أن يظلمهم ).
فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمِّنًا له من الخوف، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه .
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2013, 04:23 AM
  #67
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

الصادق
ورد اسم الله (الصادق ) في آية واحدة من كتاب الله عز و جل ،وهي قوله تعالى :{ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ }[الأنعام : 146]
أي:الصادق في وعده ووعيده وفي كل ما يخبر به سبحانه .
فقد صدق عباده ما وعدهم من النصر والتمكين ، قال تعالى :{ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ }[الأنبياء : 9] ،وقال تعالى :{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[النور : 55]

وصدق عباده المؤمنين فيما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنات النعيم ،قال تعالى :{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }[الزمر : 74]
وهو الصادق سبحانه الذي لا يخلف الميعاد ،قال الله تعالى :{ ..... وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} [النساء : 122]
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم أن المحسن لا يخاف لديه سبحانه ظلما ولا هضما ،ولا يخاف بخسًا ولا رهقًا ،أو أن يضيع له مثقال ذرة ؛لأن الله عز و جل وعد -وهو الصادق- بتوفيته العاملين أجورهم ، وإن كان مثقال ذرة جازاه بها ولا يضيعها عليه بل يضاعف لمن يشاء ويؤتي من لدنه أجرا عظيما ،و أما المسيء فيجازيه بسيئة مثلها ،ويحطها عنه بالتوبة والندم والاستغفار والحسنات والمصائب ،قال تعالى :{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }[الأحقاف : 16]

رد مع اقتباس
قديم 19-09-2013, 04:27 AM
  #68
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im34.***********/GeJ.jpg[/img]

الديَّان
وهو اسم ثابت لله عز و جل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،روى الإمام أحمد في (المسند) والبخاري في (الأدب المفرد ) وابن أبي عاصم في (السنة) والحاكم في المستدرك وغيرهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريتُ بعيرًا ،ثم شددت عليه رحلي،فسرت إليه شهرًا حتى قدمت عليه الشّام،فإذا عبد الله بن أونيس –رضي الله عنه- فقال للبواب:قل له :جابر على الباب ،فقال :ابن عبد الله ؟ قلت :نعم ،فخرج يطأ ثوبه ،فاعتنقني واعتنقته ،فقلت :حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص ،فخشيتُ أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يُحشر الناس يوم القيامة -أو قال العباد- عراة غرلا بهما ،قال :قلنا :وما بهما ؟قال : (ليس معهم شيء،ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قرُبَ :أنا الملك أنا الديَّان ،ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقِصّه منه ،ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه ،حتى اللطمة )قال :قلنا :كيف وإنما نأتي الله عز و جل عراة غرلا بهما ؟ قال : (بالحسنات والسيئات )،زاد الحاكم : (وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } ).
والديَّان :معناه المجازي المحاسب، والله جلّ وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة عُراة ليس عليهم ثياب ، حفاة بلا نعال ، غرلًا: أي:غير مختتنين،بُهْما ليس معهم شيء من متاع الدنيا ،ثم يجازيهم ويحاسبهم على ما قدّموا في حياتهم الدنيا من أعمال ،إن خيرًا فخير ،وإن شرًا فشر .


وإذا عرف العاقل أن الرب سبحانه ديَّان ،وأن يوم القيامة يوم جزاء وحساب ،و أنه سيلقى الله ذلك اليوم لا محالة ، وأنه في ذلك اليوم سيجد أعماله كلها محضرة خيرها وشرها ، حسنها وسيِّئها ، فإنه سيحسب لذلك اليوم حسابه ويعدُّ له عدَّته .
فالكيِّس من دان نفسه وحاسبها ما دام في دار المهلة والعمل ،والعاجز من أهملها سادرة في غيِّها و أتبعها هواها إلى أن يفجأه الندم .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
أما والله إن الظُلْمَ لؤمٌ وما زال المُسيءُ هو الظلُومُ
إلى ديّان يومِ الدِّينِ نمْضي وعند الله تجتمعُ الخصومُ

قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه - : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا ، و زنوا أعمالكم قبل أن تُوزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ،و تزيّنوا للعرض الأكبر،يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية ).
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 02:28 AM
  #69
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im35.***********/Qcv3w.jpg[/img]


النور
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى :{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[النور : 35]
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله – في كلام جامع له في بيان معنى هذا الاسم ،و توضيح مدلوله : (النور من أوصافه تعالى على نوعين :
نوع حسي :وهو ما اتصف به من النور العظيم ،الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ونو جلاله ما انتهى إليه بصره من خلقه،وهذا النور لا يمكن التعبير عنه إلا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية لهذا المعنى العظيم ،وأنه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تبدّى لها ،ولولا أن أهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ،ويعينهم على ذلك لما تمكّنوا من رؤية الرب العظيم ،وجميع الأنوار في السماوات العلوية كلها من نوره،بل نور جنات النعيم التي عرضها السماوات والأرض –وسعتُها لا يعلمها إلا الله – من نوره ، فنور العرش والكرسي والجنات من نوره ،فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب.
والنوع الثاني :نوره المعنوي،وهو النور الذي نوّر قلوب أنبيائه وأصفيائه وأنبيائه وملائكته ،من أنوار معرفته وأنوار محبته ،فإن لمعرفته في قلوب أوليائه المؤمنين أنوارًا بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله،وما اعتقدوه من صفات جماله ،فكل وصف من أوصافه له تأثير في قلوبهم ،فإن معرفة المولى أعظم المعارف كلها ، والعلم به أجل العلوم ،والعلم النافع كله أنوار في القلوب ،فكيف بهذا العلم الذي هو أفضل العلوم و أجلها وأصلها وأساسها ....)

هذا ؛ولمَّا كان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا ،ورسوله نورا،وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورًا يتلألأ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ، ويجري على ألسنتهم ،ويظهر على وجوههم ،ويُتمُ تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة ،كما قال سبحانه :{ ..... نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[التحريم : 8]
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2013, 02:34 AM
  #70
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im42.***********/VWbXu.jpg[/img]
المحسن
ولم يرد هذا الاسم في القرآن اسمًا إنما ورد فعلًا كما في قوله تعالى :{ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} وقوله :{وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ }.
وجاءت السنة بإثبات هذا الاسم لله عز و جل ،منها قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا حكمتم فاعدلوا ،و إذا قتلتم فأحسنوا ،فإن الله محسن يحب المحسنين ) رواه الطبراني،وأبو نعيم بإسناد جيد.
ومعنى اسم الله (المحسن )يرجع إلى الفضل والإنعام والجود والإكرام والمن والعطاء،والإحسان وصف لازم له سبحانه ،لا يخلو موجود عن إحسانه طرفة عين بالإيجاد والإنعام والإمداد ،قال تعالى :{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ } وقال تعالى :{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }.
و أعظم الإحسان التوفيق لهذا الدين وشرح الصدر للزوم طاعة رب العالمين ،والتثبيت على الحق والهدى إلى الممات ،إلى أن يتوج ذلك بأعظم الكرامة و أجلُّ الإحسان بدخول الجنان يوم القيامة ،ورؤية الكريم الرحمن المحسن المنان ،نسأله سبحانه من فضله العظيم و إحسانه الجزيل .
ثم إن الله سبحانه يحب من عباده أن يتقربوا إليه بمقتضى معاني أسمائه ،فهو الرحمن يحب الرحماء ،وهو الكريم يحب الكرماء ،محسن يحب المحسنين ،قال تعالى :{ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.


ومن الإحسان: الإحسان إلى عباد الله برًا بالوالدين ،وصلة للأرحام ،ووفاءً بالحقوق، وإعانة لذوي الحاجات ،وكفّ الأذى عن الناس، والاجتهاد في إيصال الخير لهم ،إلى غير ذلك من الإحسان لعباد الله .
وقد وعد الله على ذلك بالثواب العظيم المعجّل والمؤجّل في آيات عديدة ،وجمع سبحانه بين هذين الثوابين للمحسنين في قوله تعالى :{ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
جعلنا الله منهم بمنِّه و كرمه .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 AM.


images