رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
الطاقة
قانون_الجذب
المشعوذون_الجدد
ومن هذا العرض السريع ندرك أن موقف الكفار من توحيد الربوبية يتخلص فيما يلي:
أولاً: من يقر به ظاهراً أو باطناً.
وهم أكثرية الناس.
ثانياً: من يقر به باطناً ويجحد به ظاهراً.
مثل فرعون ومن على شاكلته من الدهريين والماديين من شيوعيين وغيرهم.
ثالثاً: من يقر به ويشرك فيه.
مثل المجوس الثانوية والنصارى المثلثة والقدرية النفاة وبعض مشركي العرب.
لكن الثانوية من المجوس والمثلثة من النصارى لا يقولون بالتساوي بين هذه الأرباب، فالثانوية لا يسوون الظلمة بالنور بل النور عندهم هو الأصل والظلمة حادثة وهم متفقون على أن النور خيرٌ من الظلمة وهو الإله المحمود والظلمة شريرة مذمومة.
وأصحاب التثليث من النصارى لا يثبتون للعالم ثلاثة أرباب ينفصل بعضهم عن بعض بل هم متفقون على أن صانع العالم واحد ويقولون أن الأب هو الاقنوم الأول والإله الأكبر أو يقولون أن كل واحد من الأقانيم عين الآخر فالأب عين الابن وعين روح القدس والابن عين الأب وعين روح القدس.
إذاً فالشرك في الربوبية باعتبار إثبات خالقين متماثلين في الصفات والأفعال يمتنع عند الناس كلهم وإنما يوجد شرك عند بعض الناس في بعض الربوبية كما يقوله المجوس في الظملة والقدرية في خلق أفعال الحيوان وما يزعمه بعض مشركي العرب في آلهتهم من النفع والضر، فلما كان هذا الشرك في بعض الربوبية موجوداً في الناس بيّن القرآن الكريم بطلانه في مثل قوله تعالى: ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ (المؤمنون : 91 )، وذلك لأن الإله الحق لابد أن يكون خالقاً فاعلاً فلو كان معه سبحانه إله أخر يشركه في ملكه لكان له خلق وفعل وحينئذٍ فلا يرضى تلك الشركه بل إن قدر على قهر ذلك الشريك وتفرده بالملك فعل وإن لم يقدر انفرد بخلقه وذهب به وعلى ذلك فلابد من واحد من ثلاثة أمور:
الأول: أن يعلو أحد الشريكين على الآخر.
الثاني: أو يذهب كل شريك بخلقه.
الثالث: أو يكون الجميع تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كما يشاء ولا يتصرف فيه بل يكون وحده هو الإله، وهذا هو الواقع فإن انتظام أمر العالم من أدل دليل على أن مدبره آله واحد ..