وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل : إن طرحك للموضوع لهو دليل كبير على معرفتك وعلمك بذنبك فأنت طرحته لأنك تشعر بمرارته وتطلب يد تنتشلك من شعور جميل يخالطه عذاب أليم
ومكامن الخير بداخلك دفعتك لطلب مساندة لشيء عظيم يثقل كاهلك ومن المستحيل بالطبع أن تشكوه لقريب أو صديق
فكما قال عليه الصلاة والسلام (الإثم ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)
واعلم أخي الفاضل أن كلنا نذنب وكاذب من يقول انه لايذنب وحتى الأنبياء اخطاوا ماعدا من عصمه الله بفضله
وإن لم نذنب فكيف ستتجلى رحمة الله في التوبة عن عباده التائبين؟؟
وإن لم نذنب فكيف سنتوب؟؟ وكيف سنتستشعر بلذة التوبة بعد الألم والعذاب؟
قال صلى الله عليه وسلم
'والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.. رواه مسلم 2749
ولكن خير الناس من تاب وندم وعاد إلى الله ونسأل الله أن يجعلنا وإياك منهم
قال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.. [رواه الترمذي 3499]
فلا تيأس ولا تتألم فأنت الأن على الطريق الحق
لأنك واثق تمام الثقة أن ماتفعله لايرضي خالقك
وأنت يااخي بدأت بتتبع خطوات الشيطان ولم تردع نفسك من البداية لأن الشيطان دخل عليك من المدخل الذي ناقص عندك وهو عدم تقبلك لزوجتك
ثم زين لك غيرها ممن هي أختها وخالة ابنائك
وكان ينبغي أن توصد كل مدخل بينكما منذ البداية عندما شعرت بأنك بدأت تميل
إن كنت تشعر برغبة في غيرها فالله قد حلل لك ذلك وماشرعه الله إلا رحمة بعباده
ولكن أنت اتبعت خطوات الشيطان فأضلك ونظرت لمن لاتحل لك إلا بطلاق العفيفة أم ابنك
وهذا بالطبع لن يحدث من شخص كريم بمثل أخلاقك
قال تعالى
(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم )
واطمأن ياأخي فما أنت فيه انما هو فتنة من فتن الدنيا يختبر الله بها قوة إيمانك فالجنة غالية ومهرها غالي
قال تعالى (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))
وقال سبحانه (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور). ...
وأعلم ياأخي أن ماتشعر به نحوها ليس حباً بل هو تعلق مذموم بشيء ممنوع وكما تعلم كل ممنوع مرغوب
ولابد أن تحارب نفسك فلأنك تتبع خطوات الشيطان تمكن الهوى من قلبك ولكن كما تمكن بالتدريخ سيخف ويتلاشى مع الأيام بحسن توكلك على الله وصدق توبتك وسؤالك الله أن يزيل التفكير فيها من بالك
ولاتقلق وثق أن من يجاهد نفسه لوجه الله لن يخذله الله وسينصره وسيهديه لطريق الحق والخير ويريح باله
قال اللَّه تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن اللَّه لمع المحسنين}
وابشر ياأخي فما أرحم الله بنا فالتوبة تمحو كل ماكان
قال تعالى
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « التائب من الذنب كمن لا ذنب له » [رواه ابن ماجة والطبراني]. ...
وانصحك بالذهاب لأداء عمرة خاصة بنية أن يطهر الله قلبك وادعوا وتضرع واشرب وتضلع من ماء زمزم بنية طهارة القلب
ولاأزيد على كلام الأعضاء الكرام فقد كفوا ووفوا
انظر لزوجتك بنظرة المحبة ستجد عندها الكثير مما ليس عند اختها ولاغيرها
فكل امرأة لها جمالها وماتتميز به عن غيرها
وقد يتمنى غيرك في زوجتك مالايراه في زوجته
فبرمج نفسك على حبها وخذ بيدها بدلال ومحبة
وعلمها وثقفها شاركها الجلوس على النت
وشاركها هوايتها لتشاركك هوايتك
وإن لم تستطع أن ترتاح ومازلت تتمنى غيرها فاذهب وأبحث عن ماتريده بما أحله الله لك.
وفي الختام أوصيك بسحر عظيم وكنز غالي ثمين لم يعرف قيمته إلا من جربه
الا وهو (الإستغفار)
فوالله انه راحة للأبدان وشفاء للأسقام وذهاب للهم والغم والخذلان
قال تعالى ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه / يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى / ويؤت كل ذي فضل فضله).
وقال هود عليه السلام ( وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه /يرسل السماء عليكم مدرارا / ويزدكم قوة إلى قوتكم)
فبالإستغفار تعيش حياة سعيدة ويعطيك الله قوة لتجاوز المحن والصبر على البلاء
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم كما ملأ هذا الصباح بالنور والضياء أن يملأ قلبك بنور الإيمان ويطهر قلبك عن الحرام ويجعل زوجتك في نظرك بجمال الحور الحسان
اللهم آآآآآمين
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة (أم جمانة) ; 22-02-2011 الساعة 07:36 AM