وقف اطلاق النار من جانب الاحتلال و انتصار المقاومة - الصفحة 6 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

أخبار الاعضاء أخبار أعضاء المنتدى

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-2009, 10:04 PM
  #51
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
بيسان : رأيت الملائكة تنتزع مني"خصلة الشر" ولفوني بستار ابيض كبير

غزة – فلسطين الآن – أفرزت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مئات القصص المؤلمة والتي تثير الاستغراب والدهشة، فعندما يتصل بك صديق يطلب منك مساعدة طفلة جريحة بحالة حرجة بتحقيق حلمها رؤية رئيس الوزراء إسماعيل هنيه يبدو ذلك أمراً غير عادي.

بيسان السلاق، طفلة فلسطينية أصيبت بحالة حرجة في قصف إسرائيلي لمنزل أسرتها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وترقد في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وكل ما تتمناه وما تطلبه وتبكي من أجله هو أن يزورها رئيس الوزراء اسماعيل هنية وأن يودعها قبل السفر للعلاج في الخارج، وأن تبلغه بما رأت لحظة إصابتها.

وخلفت الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي واستمرت على مدار ثلاثة أسابيع آلاف الشهداء والجرحى مئات منهم في حالة الخطر الشديد، كما أحدثت آلة الحرب الإسرائيلية دماراً كبيراً يفوق التصور.

كان هم بيسان (10 أعوام) بعد خروجها من غرفة العمليات أن تكتب رسالة بخط يدها على ما تبقى من دفترها الصغير لـ"عمو أبو العبد"، متمنية أن تصل له وان يستجيب لطلبها بزيارتها قبل السفر للعلاج.

لم يمر الوقت طويلا ولم تخضع رسالة الطفلة لإجراءات البيروقراطية الحكومية المتبعة في مختلف الحكومات في العالم، فتسلم وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يوسف المنسي رسالة الطفلة، فقرر إيفاد ممثلين عن مجلس الوزراء ووكلاء وزارتين بالحكومة لزيارة الطفلة ووداعها في سفرها للعلاج في جمهورية مصر العربية، وان يبلغوها بأن رسالتها قد وصلت لـ"أبو العبد".

وتوجه الوفد مباشرة إلى مستشفى الشفاء، متنقلا بين جنباته باحثاً عن الطفلة التي استطاعت أن تهز من مشاعر الكثيرين، فإذا بجسم نحيف ضعيف ذو بشرة قمحية وشعر ناعم وصوت خافت يجلس على سرير أكبر منه حجماً والابتسامة التي تعاني لترتسم على شفاهها الصغيرة.

كم هي القوة التي تمتعت بها يداها الصغيرتين عندما أمسكت بيدي أمها، لما أبلغتها بأن وفداً حكومي جاء لزيارتها نيابة عن رئيس الوزراء، تلك القبضة القوية على يدي أمها لم تمنع من أن ترتسم ابتسامة الفرح بتحقيق ما كان مستحيلاً بالنسبة لها رغم إصرارها على طلبها بلقاء رئيس الوزراء.

ولم يكن هذا الشعور لدى بيسان وحدها بل عند كل من كان برفقتها من العائلة والأصدقاء داخل الغرفة، وما أن دخل الوفد حتى قالت لامها بهدوء "هيهم أجو شفتي" وانتقلت بعدها بيسان لتستقبل أيادي الوفد المصافحة والمسلمة مع وقع القبلات الدافئة على يديها الصغيرتين، ليتبادل الجميع بعدها أطراف الحديث، ولتبدأ بيسان تتحدث إلى الوفد بما ترغب بقوله لرئيس الوزراء ليرسلونه إليه عند لقائهم به.

بيسان قالت للوفد: "أنا بحب عمو أبو العبد، وأنا كنت بشوفو لما كان بيجي على مكتبو لأنوا أحنا ساكنين جنب مجلس الوزراء، أنا بحبو لأنو يحب الأطفال ويدافع عن الشعب الفلسطيني، ويحارب اليهود، وبدي أحكيلوا إيش شفت لما أصبت من الصاروخ".

ماذا يمكن لأي طفل مصاب في حالة بيسان أن يتحدث إلي رئيس وزراء في أي دولة في هذا العالم؟ لقد تخطى ما قالته بيسان كل التوقعات أو حتى الإجابة على سؤالنا.

بكل شجاعة وتماسك تحدثت الطفلة بيسان للوفد :" كنا هاربين أنا وأهلي من البيت لأن القصف كان جنب البيت، وإحنا بالشارع أجا علينا صاروخ، أجت شظية ودخلت في بطني، لما دخلت شفت ملائكة لونهم أبيض دخلوا جوه بطني وشالوا خصلة الشر مني زي ما شالوها من صدر الرسول عليه الصلاة والسلام، ولفوني بستار ابيض كبير من حولي وبعدها راحوا".

ما إن انتهت من قصتها وإذ بأعضاء الوفد يكسرون حاجز الصمت الرهيب والدموع المنهمرة من عيني أمها وأحبتها، ليخرجوا من جيوبهم أجهزة الهاتف الجوال ويطلبوا من بيسان أن تعيد ما قالته ليسجل ذلك بالصوت والصورة ليصل إلي رئيس الوزراء وإذ بها بكل تماسك وثقة تكرر ما قالت.

وقبل وداع الوفد لها قالت بيسان للوفد :" راح أجيب معي من مصر هديه لعمو أبو العبد، ابلغوه مني السلام"، وعلى ذات اليد الضعيفة الصغيرة انهالت القبلات والمصافحة، مودعاً الوفد الفتاة وأهلها وتمنى لها السلامة حتى حجب الباب عن أعيننا رؤية بيسان.
__________________
قديم 27-01-2009, 11:57 PM
  #52
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
منقول

جنود الرحمن تقاتل مع القسام في معركة الفرقان

يكن ما تداوله الناس من حديث عن كرامات ومنح سوى جزء يسير مما لحظه ورآه وعاينه المجاهدون والمحاصرون في مناطق الاحتكاك والمواجهة ، فبعد هرج ومرج وتداول للعديد من القصص والروايات بدأ المجاهدون الذين عادوا من ميادين المعارك الضارية يروون حكايات عجيبة غريبة تجتمع كلها على أن الملائكة والحيوانات والغيوم قاتلت مع القسام ورجاله وساعدتهم في الميدان .



وحديث الجنود الصهاينة وقادة العملية عما رأوه من أشباح ترتدي االلباس الأبيض وتركب الخيول أكدته رواية أحد المجاهدين حيث يروي قصة يقول فيها " يوجد منزل لعائلة دردونة عند مفترق جبل الكاشف مع جبل الريس في شارع القرم , ارتقى الجنود المنزل وأجلسوا العائلة كلها في غرفة واحدة واصطحبوا أحد شباب العائلة معهم للتحقيق وأخذوا يسألونه ماذا يلبس مقاتلو القسام فأجاب أنهم يلبسون زياً أسوداً



وأضاف الراوي"حينها ثارت ثائرة الجنود وانهالوا عليه بالضرب حتى أغشي عليه , وفي اليوم التالي أتى به الجنود وسألوه نفس السؤال ليعاود هو الإجابة نفسها بأن جنود ومقاتلي القسام يرتدون الزي الأسود ليقوموا مرة أخرى وبغضب وحنق شديد بضربه حتى أغشي عليه , وفي اليوم الثالث عاود الجنود إحضار الشاب وسألوه نفس السؤال فأجابهم ذات الإجابة فأخذ أحدهم يسبه ويشتمه ليقول له " يا كذاب إنهم يلبسون زياً أبيض "



ومن الدلائل التي استدل بها المجاهدون وطمأنت قلوبهم وأشعرتهم بمدد الله لهم ونصرته أنه في جبل الريس وقبل انطلاق أي صاروخ من العدو الصهيوني تجاه المجاهدين كان الحمام يطير في الجو محدثاً صوتاً يلفت الانتباه مما جعل المجاهدون في كل مرة يأخذون حذرهم ويؤمنون أنفسهم مما حماهم من الإصابة في أكثر من موقع كما أفاد أحد المجاهدين المقاتلين في تلك المنطقة .



لقد علم رجال القسام أن الله يقول للشيء كن فيكون , فهو الذي اذهب خاصية الحرق من النار وخاصية الذبح من السكين , لذلك فهو القادر أن يسكت الكلب المسعور ويجعله كلباً أليفاً مستأنساً رغم أنه مدرب على التهام العدو والتنكيل فيه فهذه إحدى المجموعات القسامية كانت ترابط في نقطة متقدمة وفي منتصف ليلتهم تلك إذ ظهر فجأة كلب صهيوني مدرب من نوع " دوبر مان " وهو كلب صهيوني مدرب يساعد الجنود الصهاينة في العثور على السلاح وعلى المقاومين فأخذ هذا الكلب الضخم يقترب متوحشاً من المجاهدين



ويضيف الراوي فإذا بأحد المجاهدين يقول له " نحن مجاهدون في سبيل الله ومأمورون أن نكون في هذا المكان فابتعد عنا ولا تصيبنا بأي ضرر " فيقول المجاهد مكملاً سرد الحكاية فإذا بالكلب يجلس ويمد قدميه ويهدأ فقام أحد المجاهدين بإطعامه تمرات كانت معه فأكلها هادئاً ثم انصرف .


هذه القصص العجيبة الغريبة التي تعيدنا سريعاً إلى أحداث حدثت في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , تعيدنا إلى بدر الكبرى والخندق , تعيدنا إلى ماضي المسلمين الأوائل أولئك التقاة المجاهدون الذين طلقوا الدنيا وارتضوا الجهاد لتقول الأيام العابرة على غزة الشامخة بأن فجر الإسلام بدأ يشرق وأن الجند الجدد من خلف النبي محمد قادمون بالقرآن والبندقية ليحيلوا الأرض من تحت الصهاينة براكيناً تتحرك وتثور .
__________________
قديم 28-01-2009, 06:02 PM
  #53
الحسناء الحالمه
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 65
الحسناء الحالمه غير متصل  
اللهم انصر اهلنا بغزه و اجرهم يا الله
__________________
اخصائية تغذيه
قديم 28-01-2009, 07:27 PM
  #54
حرم المعلم
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,830
حرم المعلم غير متصل  
اللهم فك الحصار عن أخواننا يارب
__________________

من القلب كل الشكر لك بكر الشايب والله يرزقك ماتتمنين
قديم 30-01-2009, 02:09 PM
  #55
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
مقابلات و تقارير / عمليات إعدام جماعية يرويها ناجون من الحرب على غزة ::

30 / 01 / 2009 - 10:18 صباحاً تاريخ الإضافة :


فلسطين اليوم - غزة

شهادات الناجين من الحرب الإسرائيلية تثبت أن جيش الاحتلال أعدم عائلات بأكملها من بينهم أطفال ونساء وشيوخ في الحرب التي استمرت 23 يوماً على قطاع غزة، مخلفة أكثر من 1300 شهيد وخمسة آلاف جريح، لا سيما عائلة السموني التي شهدت عمليات إعدام جماعية.



فلم تتوقف مأساة آل السموني بعد دفن جثث الشهداء والدمار الذي حل بمنطقتهم، فأفراد هذه العائلة أضحوا كالتائهين في الأرض، يفتقدون عدداً ممن كانوا في عزبتهم ولم يعودوا إليها بعد انتهاء الحرب، وفى نفس الوقت لم يُسَجلوا ضمن الشهداء أو الجرحى الذين تم العثور عليهم.



ويبلغ عذاب من تبقى من هذه العائلة ذروته باختفاء أبناء الشهيد حمدي السموني والذي لم تجده الفرق الإغاثية التي ذهبت إلى المنطقة لعدم وجود اسمه لديهم رغم أن شهود عيان أكدوا استشهاده، ولم يعرف مصير أبنائه وزوجته حتى اللحظة.



المواطن نائل السموني أحد الناجين من المجزرة الذي شهد قتل (حمدي) أكد في "أنه رأى بأم عينه جنود الاحتلال وهم يلاحقونه"، متحدثاً عن مشاهد مرعبة للتمثيل بجثته ومعه عدة شهداء.



مُغيب وأسرته مجهولة



وقال الشاهد: "رأيت الجنود حين أطلقوا الرصاص عليه واستشهد ونقلوا جثته بالجرافات من مكان إلى مكان، وأخذوا يدفنون الجثث ثم ينبشونها بين السواتر ثم يدفنونها مجدداً ".



وما يثير استغراب وتساؤل أهالي العزبة أن طفلًي حمدي وزوجته مجهولا المصير حتى اللحظة، ويضيف: "لا ندري إن كانوا شهدوا المجزرة أم لا، فعدد المواطنين الذين تم تجميعهم كبير، لكنهم أيضاً ليسوا بين الشهداء ولم يعودوا إلى العزبة حتى الآن".



ويقول: "جاءت هنا مؤسسات الإغاثة ووزعوا مساعدات وطعام على الأهالي ونادوا على أهالي الشهداء والجرحى، لكن لم يذكر اسم حمدي رغم أنه شهيد، وأنا راجعت أحد المسئولين فقال لي أن اسمه غير موجود لديهم".



إعدام وتمثيل بالجثث



صور إعدام أخرى أدلى بها المواطن السموني الذي وصفها بالمقززة، وقال :"بعض الجرحى الذين أصيبوا خارج المنزل الذي تم فيه إعدام المواطنين أخذوا يزحفون حينما أطلق الجنود عليهم النار، ولاحقهم الجيش وقام بتعذيبهم".



وأضاف: "قتلوا عائلة الشهيد وليد السموني، أمه ووالده وإخوته الأربعة، وحينما أراد أن ينجو لاحقوه وقاموا بإطلاق النار ولم يكتفوا بهذا، بل نزل بعض الجنود من الآليات العسكرية وربطوه وهجموا عليه بآلات تقزز البدن".



وبعد وقف إطلاق النار عثر على وليد ابن السادسة عشر من عمره مدفوناً في الأرض، ويقول المواطن نائل:" وجدناه كما هو لأن جسده في الرمل، لكن لما أخرجناه كان مربوطاً بإحكام وكل جسده ممزق وعليه علامات تعذيب مخيفة".



ويفيد شهود عيان أن جيش الاحتلال مثل بجثة المواطن إياد عزات السموني الذي زحف لمسافة طويلة وهو مصاب، وحينما رأوه يناشد أحد معارفه أن يأتي له بإسعاف عبر الجوال قاموا بإطلاق النار عليه بشكل كبير، وقد عثر الصليب الأحمر عليه مكبل الأيدي إلى الخلف وقدماه مقطوعتان وقد ضاعت أجزاء من أعضائه.
__________________
قديم 30-01-2009, 02:16 PM
  #56
sa33
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية sa33
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 2,588
sa33 غير متصل  
اللهم لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
اللهم دمر اليهود والصهاينه وزلزلهم وانتقم منهم يا جبار
قديم 31-01-2009, 08:29 PM
  #57
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
جباليا : تفاصيل مثيرة لمعركة خاضها مقاتلو القسام خلال معركة الفرقان
نشرت صحيفة "دي اندبندنت" البريطانية مقالا لمراسلها دونالد ماكنتاير بعث به من جباليا في قطاع غزة تحدث فيه عن اشتعال المعركة في غزة وإجبار القوات الإسرائيلية احد سكان مدينة غزة على المخاطرة بحياته بينما كانت تسعى لاقتناص ثلاثة من مقاتلي "حماس".

ويقول ماكنتاير انه "بعد معركة أخرى عنيفة استمرت أكثر من 45 دقيقة، أمرت القوات الإسرائيلية مجدي عبد ربه أن يدخل بيته المدمر عبر فسحة في الجدار ليهبط ببطء على الدرج نحو الطابق الأول في المبنى الذي تهدم بجانب منزله، لم يكن يعرف ما إذا كان الرجال هناك أحياء أم أمواتا، فصاح للمرة الثانية "أنا مجدي. لا تخافوا".

كانوا ثلاثة رجال يحملون بنادق "كلاشنيكوف إيه كيه 47" ويرتدون ملابس التمويه وقبعات على رؤوسهم تظهر عليها علامة "كتائب عز الدين القسام"، كانوا لا يزالون أحياء وان كان واحد منهم قد أصيب بجروح بالغة، واقنع عبد ربه أن يشد الرباط حول ذراعه الأيمن. كان أصغرهم – ربما 21 سنة – يحتمي وراء قطعة من المبنى المهدم، حيث يمكنه أن يشاهد القوات الإسرائيلية التي أرسلت الزائر.

قال لهم عبد ربه بصوت متهدج "أرسلوني مرة ثانية إليكم لكي آخذ منكم أسلحتكم، قالوا لي إنكم أموات". رد عليه الأصغر سنا بتحد واضح: "قل للضابط، إذا كنت رجلا فتقدم إلى هنا".

أربع جولات
عندما وصل الجنود في العاشرة صباحا، لم تكن لدى عبد ربه (40 سنة) أي فكرة انه خلال الـ24 ساعة المقبلة سيقوم بأربع جولات تصيب المرء لهولها بنوبة قلبية، جيئة وذهابا عبر طريق خطر للغاية بين القوات الإسرائيلية والرجال الثلاثة المحاصرين من مقاتلي "حماس" المصممين على إكمال مهمتهم.

وهو إذ يستعيد كل التفاصيل المتعلقة بتلك الفترة التي تشبه في روايتها أكثر أفلام الحرب الميلودرامية، لكنها كلها كانت حقيقة واقعة بالنسبة إلى رجل فقد في النهاية منزله واعتقد (خطأ) أن زوجته وأطفاله قد استشهدوا. كما انه شاهد عن قرب شديد آخر موقف لرجال كتائب القسام في وجه الهجمات البرية الإسرائيلية وقذائف مروحيات "اباتشي" التي لا تتوقف.

في هذه المرحلة من الهجوم لم يقتل مدنيون، مع أن الكثيرين فقدوا حياتهم خلال عملية "الرصاص المسكوب"، لكن المرحلة تعرض لمحة نادرة وتفصيلية لاشتباك واقعي بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي "حماس". وفيما تساعد في تعزيز القناعة الإسرائيلية بان نشطاء "حماس" يعملون من داخل مناطق مدنية، فإنها تدل على أن قادة (إسرائيل) مستعدون لاستخدام المدنيين كدروع بشرية لحماية القوات الإسرائيلية.

إنها رواية رجل واحد لما حدث بطبيعة الحال، غير انه تبين للجنود بعد تحقيقات أجروها في وقت لاحق أن عبد ربه كان عضوا في مخابرات "فتح" وانه لا يزال يقبض راتبه من السلطة الفلسطينية في رام الله، وفي رأيه انه لا يحق لمقاتلي "حماس" أن يمارسوا عملهم من المنزل المجاور لمنزله، لكنه يعارض بقوة أيضا استخدام الجيش الإسرائيلي له ويقول: "كنت معرضا للقتل".

بداية المعركة
وصل الجنود في الخامس من كانون الثاني (يناير) وهو اليوم الثاني للهجوم البري الإسرائيلي، برفقة فلسطيني لا يعرفه إلا باسم عائلته "الضاهر"، وبعد أن طلب منه الجنود أن يخلع قميصه وسرواله للتأكد من انه لا يحمل سلاحا، أمروه أن يطلب من زوجته وجدان (39 سنة) وأفراد العائلة الخروج.

وبعد ذلك أشهر ثلاثة جنود السلاح في وجه عبد ربه بينما عائلته لا تزال في الباحة، وقام الجنود بتفتيش منزله من أسفله إلى أعلاه، ثم سأله الجندي الذي يتحدث العربية عن المنزل المجاور لمنزله، قال لهم انه يعتقد أن لا احد في ذلك المنزل.

ثم وصل احد الضباط واصدر أوامره بتفتيش المنزل المجاور، حينها سار الضابط في المقدمة بحذر على الدرج وبندقيته "إم16" موجهة إلى الأسفل، بعده سار عبد ربه وكان الجنود ما زالوا يشهرون السلاح خلفه، وفجأة بدأ الضابط يصيح في جنوده.

قال عبد ربه: "عدنا أدراجنا على السلالم، وقد سحبني الجنود ووقعت مرتين، ذهبنا إلى منزلي". وأصبح ما شاهده الضابط واضحا عندما تعرض الجنود فجأة وهم على أهبة الاستعداد القصوى خارج ساحة منزل عبد ربه لإطلاق النار عليهم، نقل عبد ربه إلى مسجد قريب كان مليئا بالجنود ووضع القيد على يديه وطلب منه أن يجلس هناك.
سنطلق عليك النار
بعد 15 دقيقة من الصمت أطلق مقاتلو "حماس" النار مرة أخرى، وواصل عبد ربه رواية حكايته قائلاً: "اتخذ الجنود مواقع لهم عند نوافذ المسجد وبدؤوا في الرد على النار، وبدأت أصيح موجها كلامي للجندي الذي يتحدث العربية: زوجتي وأبنائي في خطر هناك". فقيل له "اصمت وإلا سنطلق عليك النار". يضيف عبد ربه: "انهرت وبدأت في البكاء، وخشيت أن تكون عائلتي قد قضت نحبها".

بقي عبد ربه محتجزا لدى القوات الإسرائيلية لمدة يومين، وكان مقيدا لبعض الوقت، وظل مصاحبا لتلك الوحدة الإسرائيلية في تحركها في المنطقة، وفي أحيان كثيرة تحت وابل كثيف من النيران، وفي إحدى المرات طلب منه أن يفتح أبواب سيارتين في منزل آخر للتحقق منهما، قبل النداء على الساكنة في الطابق الأرضي. بعد ذلك أمره الجنود في فترة بعد الظهر أن يتوجه لتفحص المبنى المدمر الذي كان مقاتلو "حماس" يقبعون فيه. "قلت إنني لن اذهب. قد يقتلونني. ولدي زوجه وأطفال".

قتلناهم بـ10 صواريخ
غير أن الضابط الإسرائيلي قال لي انه "أطلق 10 صواريخ وقتلهم"، وطلب من عبد ربه أن يذهب إلى المنزل ويحضر الأسلحة بعد أن تلقى ضربة من عقب بندقية وركلة لتنفيذ الأمر، "ذهبت إلى منزلي ورأيت أن عائلتي ليست هناك. بحثت عن آثار دماء، فلم أجد شيئا. كان خاليا. وعندما نزلت على الدرج كنت أصيح قائلا "أنا مجدي" كي لا تذهب بهم الظنون ويعتقدوا أنني إسرائيلي ويطلقون النار علي".

ما أن اقترب من باب الشقة حتى شاهد احد المقاتلين وبندقيته مشهورة يقف لحراسة القاعة وخلفه اثنان آخران، بقي عبد ربه في الممر، وقال لهم إن الإسرائيليين يعتقدون أنهم أموات. "سألوني أين موقع الجنود وقلت لهم إنهم منتشرون في كل مكان. فطلبوا مني أن أغادر المكان".
طلب منه الجنود المختبئين خلف حائط منزل على بعد 100 متر، أن يتعرى للتأكد من انه لا يخفي أي سلاح بعد مغادرته المنزل، بعد ذلك طلب منه أن يقوم برحلة ثالثة إلى موقع المقاتلين، ويقول عبد ربه إن الضابط الإسرائيلي شتمه وركله بعد أن استمع إلى تقريره. بعد وقت قصير قامت مروحية "أباتشي" بإطلاق ثلاثة صواريخ يقول إنها "دمرت" المنزل الذي كان فيه المقاتلون.

لا زالوا أحياء
هبط الظلام عندما أمرته القوات الإسرائيلية بالذهاب إلى ذلك المنزل مرة أخرى، إلا أن عبد ربه أقنعهم أن المشي عبر الركام من منزله أمر مستحيل في الظلام. "واصلت السؤال عن عائلتي، وكان ردهم باستمرار أنهم لم يصابوا بأذى". ومن عجب أن المقاتلين كانوا لا يزالون أحياء، وأطلقوا النار مرة أخرى. ثم اخذ السيد عبد ربه إلى منزل آخر وأمر بالبقاء هناك مكبل اليدين في البرد و"قلقاً على عائلتي وبيتي".
وحضر الجنود الإسرائيليون لأخذه مرةً أخرى في السادسة والنصف صباحاً مؤكدين له "لقد قتلناهم الليلة الماضية" وأمروه بالذهاب ليرى. وشرح السيد عبد ربه: "قلت: كيف يمكن أن اذهب؟ سقف بيتي مدمر، الأمر خطير جداً".

ولكنه استطاع، بعد أن لم يتركوا له خياراً، الوصول إلى الدرج والنزول بحذر وهو ينادي كما فعل مرتين من قبل. وقال: "رأيت كل شيء مدمراً. كانوا جميعهم جرحى ولكن الشخص الذي كان ينزف كان الأسوأ حالاً. كان يرفع أصبعه ويقول: لا اله إلا الله.

لن نستسلم أبداً
ويضيف "كان احددهم ممدداً تحت الأنقاض لكنه كان ما يزال حيَاً. قال الشخص الأفضل حالاً إنهم لا يمكن أن يستسلموا أبدا وأنهم سيصبحون شهداء. وذكر لي احدهم اسمه طالباً مني أن أوصل رسالةً إلى عائلته".

وقال السيد عبد ربه إن الإسرائيليين بدؤوا بإطلاق النار بينما كان هناك وانه ركض هارباً. وأوضح: "عدت إلى الجيش وكذبت عليهم. قلت: قالوا لي أنهم سيقتلونني إذا عدت".

ثم استخدم الجنود الإسرائيليون مكبراً للصوت ليخاطبوا المسلحين بالعربية: "لكم عائلات. اخرجوا وسنأخذكم إلى المستشفى ونعتني بكم. المنطقة مليئة بالقوات الخاصة. قادة حماس كلهم مختبئون تحت الأرض".

قال عبد ربه: "بينما كانوا يتحدثون كذلك، أطلقت النار (من جانب رجال حماس) مرة أخرى، ودفعني الضابط إلى الجدار وقال: أنت تكذب علي. يوجد أكثر من ثلاثة هناك".

آخر مهلة..15 دقيقة
ثم أمر الجنود اثنين آخرين من السكان بأخذ كاميرا إلى المنزل لتصويره وتصوير مقاتلي "حماس". وبعدئذ أرسل الجيش كلباً عاد مجروحاً وسرعان ما توفي بعد ذلك. ثم قيل للمسلحين: "أمامكم 15 دقيقة للخروج من دون ملابس ورافعين أيديكم. إذا لم تفعلوا، فسنهدم البيت عليكم".
وبعد 15 دقيقة، حسبما قال السيد عبد ربه، تحركت جرافة بين المنازل والجامع، ودمرت أجزاء كبيرة من بيته قبل أن تقوم بهدم منهجي للبيت الذي كان المسلحون بداخله. وكان يوم الثلاثاء قد بلغ منتصفه عندئذ.

رأى السيد عبد ربه قبل أخذه بعيداً منزله المدمر رؤية واضحة، كما رأى المنزل المهدوم بجانبه وجثث مسلحي "حماس" الثلاثة ممدة على الأنقاض
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM.


images