خطورة التدليل الزائد للابنــــــــــــاء
إذ تتم موافقة الطفل في كل رغباته والتساهل معه في ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة سواء دينياً أو خلقياً أو اجتماعياً..
عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلاً إلى منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه أو تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم أو يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا ...
وقد يتجه الوالدان أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين أكثر من بنت أو العكس، أو لأن الأب قاسٍ فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتحاول أن تعوضه عما فقده، أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما ..
ودائماً خير الأمور الوسط لا إفراط ولا تفريط فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ غير معتمدٍ على نفسه غير قادرٍ على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم،كما يتعود على دوام الأخذ لا العطاء وأن على الآخرين أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء .
وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية (المجتمع)، فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه، فيثور ويغضب عندما ينتقد أحدهم سلوكًا له، ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وأنه منزه عن الخطأ، وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسئوليات دون أدنى مشاركة منه، ويكون مستهترًا نتيجة غمره بالحب دون توجيه.
وهناك آثار سلبية تنتج عن المبالغة في التدليل وإعطاء الطفل كل ما يريد، ومنها:
تضعف إرادة الطفل وتولد لديه الكسل واللامبالاة.
تغرس عنده التعالي والغرور وادعاء الحق دائمًا.
يصبح حاد المزاج سريع التأثر، يتوقع من الآخرين الإعجاب الدائم والتنازلات المستمرة.
وسبب الخطأ هنا أنه يعوِّد الطفل على طلب كل شيء والبكاء عند عدم تلبية ما يريده، فينطبع في نفسه أن الصراخ والتمرد هما الوسيلة للوصول إلى كل ما يريد، والعلاج يكمن في عدم الاستجابة لطلباته حتى يعرف أن البكاء والتمرد لا يفيدانه.