لا يوجد كلمة في اللغة العربية حسب علمي معتمدة كمصطلح واضح و دقيق
تعبر عن من يحاولون انكار وجود الرب سبحانه و تعالى ..
حتى كلمة الإلحاد : تعني الميل عن الحق و الصواب ..
و لا تعني انكار وجود الخالق سبحانه و تعالى .
و لعل من الجميل هنا أن نذكر أن ضد كلمة الالحاد
كلمة الحنيفية : و هي الميل عن الباطل .. أي : البعد عن الباطل .
و هي كما هو معلوم ملة أبينا ابراهيم عليه الصلاة و السلام .
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
أننا نؤمن بالرب سبحانه و تعالى و ندرك عظيم حاجتنا إليه
مع عظيم استغنائه عز وجل عنا .
و هذا ما يجعلنا نتعلق بالله سبحانه و نتخذه إلاه لنا
و معنى الإلاه : أي الذي نتعلق به و نحبه و نشتاق له .
فالتعلق و المحبة و الإشتياق تقتضي طلب رضاه
و طلب الرضا لا يتحقق إلا بفعل ما يحبه و يرضاه و ترك ما يبغضه و ينهى عنه .
بمعنى أن طلب الرضا يكون بعبادته .
و هذا معنى قولنا : لا إله إلا الله
أي : لا معبود بحق إلا الله
أو لا مستحق للعبادة إلا الله
و العبودية لله وحده هي أشرف و أعلى مرتبة يرتقي لها الإنسان .
فقد وصف الله سبحانه و تعالى صفوة خلقه الأنبياء و المرسلين و الصالحين بصفة العبودية
قال تعالى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ )
النجم : 10
و قوله : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ
وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
البقرة : 23
و معنى العبادة : هو التذلل و الخضوع والانقياد و الاستسلام لله .
و القرآن الكريم يؤكد أن من لا يختار في الدنيا عبادة الله
سيجبر على ذلك في الآخرة .. الجميع من انس وجن ..
قال تعالى : ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )
مريم : 93
و حينها في يوم القيامة يندم على سوء اختياره في الدنيا و ظلمه لنفسه
قال تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا )
الفرقان : 27
و هذا أعظم ظلم و أعظم ندم يشعر به الإنسان في يوم القيامة فلا عودة للدنيا أبداً
و لا عذر له أمام الله سبحانه و تعالى وقد ركب في فطرته معرفة ربه عز وجل ..
و كذلك أرسل له الرسل عليهم الصلاة و السلام .
و الله اعلم
مازال للحديث بقية بإذن الله
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
هذه هي حقيقية الإنسان ماهو إلا مخلوق ضعيف
خلقه الله تعالى لأداء أمانة العبادة على وجه الأرض ..
فنحن مجرد عبيد أو عباد لله مطلوب منا أن نؤدي الدور الذي خلقنا
سيدنا و مالكنا سبحانه و تعالى له ..
ما نحن إلا كجنود أو عسكر جئنا للدنيا بمهمة خاصة
يجب علينا أن نؤديها على وجهها الصحيح دون التفات و انشغال عنها
فالجندي حينما لا يطبق أوامر القيادة تنزل بحقه أقسى عقوبة
دون اعتبار لسبب عصيانه هذه الأوامر ..
فنحن في مهمة اختبار في الدنيا لنُـؤهل إلى الآخرة التي فيها الحياة الأبدية .
لكن مع الأسف و لا أبرئ نفسي
أننا ننشغل كثير و نعبث كثيرا و ننسى و نغفل عن حقيقتنا و حقيقة ما خلقنا الله لأجله .
لنقرب المعنى دعونا نشبه الاختبار الدنيوي الإلاهي
باختباراتنا المدرسية التي مررنا بها عندما كنا في صفوف الدراسة :
كم كانت الجدية و الترقب و الخوف من الإخفاق مسيطرة على مشاعرنا
و مشاعر من حولنا من أهلنا أو معلمينا
كيف كان حالنا كطلاب أو طالبات في قاعات الامتحان
مقبلين بجدية على أوراقنا نحاول الحل الصحيح لنضمن النجاح الدراسي
و ليس من المعقول أن نرى أحداً يلعب أو يغني أو يعبث أو يرقص أو ينام
في قاعة الامتحان .. و إن حصل ورأيت من يفعل ذلك ستتهمه بالجنون
و ستتسائل كيف يفعل هذا بنفسه ؟ أليس يهمه النجاح ؟!
رغم أنه مجرد اختبار بسيط جدا ..
لا وجه و لا مجال أبداً لمقارنته باختبارنا الذي عاقبته الخلود
إما في الجنة أو جهنم ...!
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هند (أمة الله) ; 26-01-2016 الساعة 03:59 AM
الحياة الحقيقية في هذه الدنيا هي :
العيش وفق دين ( منهج و طريق ) الله سبحانه و تعالى مع الأخذ بعين الاعتبار
أننا معرضون للخطأ البشري .. و لو أرادنا الله تعالى بلا أخطاء لخلقنا ملائكة ..
و المطلوب منا المسارعة للتوبة و الاستغفار و الاكثار منهما
و الشعور بالذنب و الندم على أخطائنا و عقد العهد على عدم تكرار الذنب نفسه .
فالذي يعصي الله و لا تتحرك فيه شعره و لا يتألم قلبه فهو انسان ميت
لأن الألم الحسي أو المعنوي أدلة على حياة الإنسان
فالأموات لا يحسون ..
كقول المتنبي :
من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام .
فالانسان الخطاء الذي يتألم و يبكي على ذنبه هو المستفيد و المقبل على دين الله .
قال تعالى :
( لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ )
يس : 70
فمن اعتاد الذنب أو لم يشعر به حتى و لم يستحضر اطلاع الله سبحانه و تعالى عليه
فلا حياة في قلبه ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال تعالى :{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى :
{ يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء :
يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام
فأنى يستجاب له ؟. رواه مسلم
في الحديث الشريف مثال على معصية اكل الحرام
انسان غارق في الحرام من رأسه حتى أخمص قدميه للدرجة التي جعلته
يعتاد على الحرام فلا يشعر بأنه يعصي الله أصلاً و هان أمر الله عنده ..
رغم أنه يعترف بحاجته لله و يدعو و يريد استجابة الله له
لكن ذنبه حاجز و مانع أمامه .. و إن تاب لانتهى و تحطم هذا الحاجز
الذي بناه هذا الانسان بمعصيته .
راجعوا أنفسكم يا أحبة
قلبوا أوراقكم القديمة و انظروا إن بقي لكم ذنوب لم تتوبوا منها
فسارعوا بالتوبة ..
فكثير من ذنوبنا نراها صغيرة في أعيننا ..
لكن عظمتها جرأتنا على الله و الاستهانة باطلاعه علينا ..
و كم من الناس قد يعمل حساب لطفل صغير جالس معه فلا يمارس المعصية
في حضور هذا الطفل .. لكنه يستسهلها مع اطلاع الله عليه و علمه به
و مع وجود الملائكة الكرام الكاتبين الذين يسجلون عمله ..
مازال للحديث بقية إن شاء الله
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
أخرجه أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم
إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
كم منا اليوم محروم من السعادة و راحة البال بذنب اقترفه و لم يتب منه
و كم منا اليوم محروم من النجاح و التوفيق في حياته بذنب اقترفه و لم يتب بعد منه
و كم منا اليوم مقيد بذنوبه محروم حتى من الخشوع في صلاته ..
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ،
قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال إذا ظهرت المعازف والقينات)
[رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
ظاهرة الخسف
اليوم صارت منتشرة في العالم شرقاً و غربا
احتارت فيها عقول علمائهم و عامتهم ..
لكن ماذا عنا نحن المسلون و نحن نعلم أن الخسف عقوبة للعصاه و المتكبرين و عباد الدنيا
أ ليس الواجب علينا أن نخاف على أنفسنا من شديد عقوبة الله العزيز المنتقم
سبحانه و تعالى ؟!
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
إن مما يؤسف له في زماننا هذا
أنه قد بلغ بالناس من الاستهانة بالله سبحانه و تعالى لدرجة أننا نرى
من يتجرأ و يسب الله تعالى و يسب رسوله صلى الله عليه وسلم و يسب و يطعن في الدين .
بينما لما حصلت حادثة مشابهة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
و استهزأ احد الرجال بقراء القرآن الكريم
أنزل الله سبحانه و تعالى قوله :
( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)
سورة التوبة .
فالاستهزاء بالدين و لو كان على سبيل المزاح و اللعب ليس فيه تساهل
فهو كفر بعد الايمان ..
و هذا هو حكم الله سبحانه في المستهزأ و قد خلده في القرآن الكريم إلى يوم القيامة ..
يقول الأستاذ ابراهيم السكران :
هؤلاء لم يخطر في بالهم أن الموضوع قد يصل إلى الكفر
لأن القضية عندهم كانت مزاحاً و طرفة
ولكن مقاييس القرآن تختلف كثيراً عن أوهامنا .
و مازال للحديث بقية
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هند (أمة الله) ; 04-02-2016 الساعة 09:31 AM
إن من أعجب العجب الذي نراه اليوم
أن كثيرا من المسلمين صاروا يتعاملون مع الله سبحانه و تعالى
رغبة في تحقيق مصالحهم الدنيوية
يظن المسلم أنه بمجرد أن يدعو الله و يطلب منه طلب فإن الله تعالى سيستجيب له
و يعطيه طلبه .. لدرجة أن الكثيرين يعترضون على الله تعالى و يقولون دعونا الله
و لم يُستجب لنا ..
فإن كان أحدنا لا يقيم وزنا لأمر الله و نهيه .. إن كانت همومنا كلها دنيوية
إن كنا لم نقدر الله حق قدره .. إن صرنا نركز على رحمة الله و ننسى غضبه
إن كنا نُغلّب جانب الرجاء و ننسى الخوف من الله ..
.
.
.
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هداية الله ; 04-02-2016 الساعة 04:35 PM
السبب: تغيير كلمة خادم
إن الذي يستشعر لغة القرآن
يجدها لغة قوية مخيفة .. التهديد و الوعيد في القرآن يقرع القلوب ..
و انظر للتهديد في قوله تعالى :
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
الكهف : 29
و من البلايا التي ابتلينا بها في زماننا
أن يتعمد البعض اجتزاء النصوص القرآنية
و يأخذ بجزء من الآية الكريمة : ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )
و يُغفل بقية الآية .. ليقنعنا أن الإيمان و الكفر متساويان عند الله
تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً ..
و ينسى الكثير من الايات القرآنية التي تأمر بالإيمان و تنهى عن الكفر
و التي توضح عظيم أجر المؤمنين و شديد عقوبة الكافرين ..
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
أختي هداية الله
جزاك الله خيرا على التعديل
و هذا يدل على حرصك
بارك الله فيكِ .
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .