رد : كيف اتخلص من هذه العادة السيئة وكره الذات /أختي نور الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحيم الرحيم
غاليتي ان كره الذات ليس ناتج عن هذا الذنب ابداً ، بل العكس هو الصحيح تماماً
كره الذات وعدم تقبلها ونقص الثقة بالنفس يؤدون إلى الكثير جداً على سبيل المثال : التوتر والقلق ، الإدمان بأنواعه ، الخيانات وغيرها من الأفعال التي تغضب الله ، ولذلك علاج الأول يقضي على الثاني لانه ناتج عنه وهو أحد أسبابه الرئيسية كما في وضعك
(إذا تنصحيني أن ابدأ بتقوية الثقة في نفسي
وحب نفسي وتقبلها قبل كل شيء ..)
كنت سأبدء بشخصيتك وعلاقتك بوالدتك حفظها الله ومن ثم أختم بأمر العادة السرية لانها الاقل هنا بعكس تصورك عزيزتي
( لا عليك بأمر علاقتي بوالدتي .. فقد تحسنت كثيرا .. وان كنت متلهفة لحنان لم أذقه.. متعطشة جدا لهذا الشعور .. أحيانا عندما أرى احد يبكي على والدته بعد ان ماتت ويذكر كيف كانت له .. أحسده انها استطاعت ان تكون ذكرى روحانية في نفسه ..
ثم اعود واقول لا يمكن ان احلم بحياة مثالية .. فأنا حياتي مثالية لا ينغصها سوى سوء معاملة أمي ولا يعني ذلك اني الومها بل على العكس اعرف الظروف التي عاشت فيها وكونت منها هذه الشخصية .. لكن يبقى هذا الاحتياج الشديد لحضن ام محسوس ولمسة حانية وكلمة دافئة .. مرت بي أيام لا استطيع ان اسمع نشيدا عن الام لأني ابكي الام التي في مخيلتي .. ابكي تلك المرأة التي أقرأ عنها في القصص .. اعترف باني خيالية جدا لكن هذا هو كل ما احتاجه وكل ما احلم به ..
نعم لم اعد اتخاصم معها أبدا لم اعد ارفع صوتي عليها .. صرت احتملها وأطيعها..
لكن احتياجاتي لم تشبع .. احتياجي هو حضن ام وكلمة طيبة .. )
ولكن بما ان التركيز الاساسي على مشكلة اثارة نفسك فسوف ابدء به
عزيزتي أولاً يجب ان تعرفي ان هذه العادة لم تخلق ابداً للبنات ، فأنتِ تقومي كمن يطعم شخص عشب او حجارة
( نعم صدقت ِ لا اصل للإشباع أبدا .. لان احتياجي ليس إثارة جسدية فحسب أنا احتاج من يشاركني حياتي واتوسد ذراعه ويسقيني الحنان .. )
وليس معنى هذا انها مباحة لمن هم غيرهن طبعاً لا ، ولكن لان البنات خلقهن الله بخلقة تشريحية تختلف عن اي آحد آخر ، وذلك لوجود غشاء لديها ولذلك كان محرم ومن الخطر ان تقترب من هذه المنطقة وخاصة اثناء شعورها بالاثارة حتى لا يؤدى ذلك الى مالا يحمد عقباه ، فاثناء الشهوة لن تستطيع التحكم بما تفعله ، وعدم التوقف عن هذا الامر ادى ببعض الفتيات الى ايذاء انفسهن لانها اثناء الشهوة قد تفعل امور خطيرة للقضاء عليها وبعد ذلك تندم اشد الندم ، فالشهوة طاقة اينما وجهتها او تركتها والعاقل من يوجهها لما يرضي الله عز وجل ويوجب بركته وتوفيقه ، فهي يمكن السيطرة والتحكم بها
( طاقاتي متفجرة وعواطفي هائجة ثائرة لا حدود لها .. )
الامر الاخر الذي يفعلها لن يعود يتأثر بما كان يقوم به سابقا وسيطلب زيادة الجرعة كالمدمن ويصبح بحاجة لمحفزات اكبر ليصل للمتعة التي شعر سابقا فيزيد من جرعة الاشياء التي تساعده سواء بما يشاهده او بما يستخدم فإن كانت تستخدم اليد والعياذ بالله فإنها بعد مدة يتم اللجوء لامور اخرى لان اليد لم تعد تفي بالغرض ، وحتى الاشياء التي كانت تستعملها لتحفزها على اثارة نفسها لم تعد كافية وما كان يجعلها تخجل ولا تقوى على اكمال سماع قصة او مشهد في التلفزيون حياءاً وخجلا اصبح الان بعد هذا الفعل خاصة لو اقترن بالمشاهد الاباحية التي تستعملها لا تشعر بأي خجل او حياء ولم تعد تترك فيها شئ نتيجة الادمان
( نعم للشيطان خطوات لا انكر ذلك .. مرت بي فترة أتوق لسماع صوت أي ذكر .. ومرت بي فترة افكر في اقامة علاقات محرمة والعياذ بالله والحمد لله الذي نجاني ..
واستيقظت قبل فوات الأوان عندما وجدت الحاحا شديدا لمراسلة الشباب فعزمت على تغيير نفسي فلا أكون متدينة بالاسم فقط .. وغيرت في نفسي أمورا كثيرة من اهمها الخشوع في الصلاة .. وبر والدتي وغيرها ..)
فهذا الفعل من يمارسه كمن يشرب من ماء البحر ، لن يرتوي ابداً وسيضر نفسه
( نعم العادة لا تشبعني أبدا وأحتياجي عاطفي بحت )
الشئ الاخر لابد وان نعرف ان هذا الفعل والذي يسمى ( عادة ) ليس سرياً كما يسمى فلا شئ سري على الله عز وجل فالله يراك ويراقبك حينما تقومين بها ولكن البشر اسموها سرية لانهم يختفون عن بشر مثلهم ونسوا ان الله عز وجل يراقبهم ويراهم
ولذلك اتفق مع من يسميها ( عادة ) سيئة وعني اتفق اكثر وجدا مع من يسميها عادة ( محرمة ) وليست سرية فلا شئ سري عن الله عز وجل ، والأمور السرية تكون مهمة وتحتاج للمحافظة عليها لاهميتها اما هذه فلا تعود الا بالأمراض والضيق النفسي وغضب الله وقد يؤثر المسمى على فاعلها عادة سرية فتعطيها شكل مباح ولهذا مهم جدا ان تسمى الامور بمسمياتها فلا يجوز ان نطلق على علاقة الرجل بالمرأة صداقة او فضفضة او شكوى او خيانة هذه احدى صور الزنا وكذلك هذه العادة
( صحيح كلامك وقد قلت عادة سيئة كما هو العنوان .. وأنا احرص على استخدام هذا اللفظ لأني اعرف ان الله لا تخفى عليه خافية )
الامر الآخر لاحظي معي اسم عادة ، اي التعود على فعل أمر حتى يتم فعلها بدون الشعور بشهوة او استمتاع المهم انها اصبحت عادة عند الشخص
ولا بد ان تعرفي انها ليست نتيجة حالة نفسية بل هي مجرد تعود وتساهل ، والدليل تركك لها طوال الشهر الكريم اي انها مجرد عادة استمرئتيها
ومن الامور الهامة التي يجب ان تعرفيها عن اضرار هذه العادة انها لو كانت تؤدى بمتعة او انها وصلت المخيلة اثناء القيام بها بمعنى لو لم تشبعك لوحدها فإنك تلجئي هنا للتخيل فهنا الكارثة كما اثبت هذا الطب النفسي منذ زمن ، لانها ستدخل هنا في حيز المقارنة بعد الزواج بين ما كانت تقوم به بيدها وبين العلاقة الزوجية الطبيعية ، وسيؤدي لفتور قوي في العلاقة وربما انفصال في حالة مشاهدة مقاطع او افلام اثناءها وان لم تكوني تشاهدي فهذا الكلام اوجهه لاي فتاة او شاب يرى هذه الامور بغرض المتعة اثناء قيامهم بهذا الفعل المحرم ، لان الصورة الذهنية التي تشكلها هذه الافلام في مخك لن يتمكن أي إنسان ان يجاريها ولا يمكن بالنسبة للرجل ان تشبعها زوجة او اثنتان حتى لو طلق وتزوج سيستمر في نفس الطريقة لن يجد المتعة ، لان الصورة الذهنية التي تتشكل من خلال الافلام او المقاطع هي صورة تعجيزية يعجز عنها أي انسان لانها تنتمي للخيال وليس الواقع فتصبح بالنسبة له كماء البحر وهذه احدى الاسباب البسيطة جدا جدا جدا لتحريم الله عز وجل هذه الامور واحد اسباب غض البصر وتحريم هذه العادة السيئة ، حتى تتركز العلاقة بصورة طبيعية تشبع الانسان
( لا أشاهد أفلاما ولله الحمد ولكن المناظر التي في الخارج كانت تهيجني جدا جدا .. الآن لا اشعر بالمعاناة نفسها التي كانت قبل شهر لأني لم أرى شيئا ولله الحمد .. حتى الخيالات اشعر انها انتهت واحتاج لتأليف قصص جديدة مثيرة تماماً كما ذكرتِ )
وحالتك بإذن الله ستعالج لانك موقنة بأضرارها وغير مرتاحة ورافضة لها وهذه امور اساسية يجب ان تتوفر فيمن يطلب العلاج منها
( ان شاء الله تتعالج أتمنى ذلك )
وابدئي عزيزتي بشروط صارمة ضعيها لنفسك لبدء التخلص منها
اولاً يجب ان تتوقفي نهائيا عن فعلها وانتِ جالسة او مرتاحة مثلا على اريكة او سرير او امامك كمبيوتر او جوال ، اذا كنتِ تريدي فعلها لا تتخيلي اي امر يحفزك على الشهوة ابداً ابداً ، وعند اصرارك على فعلها فكري ان المكان المناسب للتخلص منها هو الحمام اكرمك الله كتخلص من وسخ او قذارة بدون اي متعة او تخيل او جلسة مريحة ، بهذه الشروط لن تكوني اصلاً مستعدة لفعلها فالحمام بيت القذارة وهذا تدريب نفسي لان الحمام لايستخدم الا للتخلص من القذارات وهذا مكانها المناسب لها وهذا كعلاج وليس كبديل او حل
( ان شاء الله لن أمارسها على السرير أبدا مهما بلغت بي الشهوة )
ثانيا استسلامك وضعفك كلما شعرتي بأنك تريدي فعلها ليس له اي مبرر ، يجب ان تكوني قوية ولا تجاري هذا الشعور ، فلو انشغلتي عنه مرة فصدقيني ستتغلبي عليه تماماً وستتخلصي منها للأبد ، مثلاً عند استيقاظك من النوم حتى تقومي بها استبدلي هذا الفعل بنصيحة رسول الله عليه الصلاة والسلام
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته
( سمعت هذا الدعاء من الشيخ الجبير حفظه الله وعزمت على تنفيذ ذلك خاصة وإنني في أوقات كثيرة افعل ذلك عندما اجاهد نفسي ان لا افعل فاستيقظ من النوم وأفعلها .. الشيطان انساني الدعاء .. ولكني ساحفظه في الملاحظات الآن لكي أقوله عندما استيقظ ان شاء الله )
فأي عز أكثر من هذا وهبه الله لك كمسلمة ، لو استيقظتي ليلاً وشعرتي بأي شعور يجعلك تلجئي لهذا الفعل المحرم اذكري هذا الدعاء ثم ادعي الله ان يخلصك منها ويتوب عليك منها وبإذن الله لو صدقتي الله سيصدقك الله
(ان شاء الله والنعم بالله )
وتدربي على فنيات التنفيس عن القلق والملل بأمور تفيدك وتنفعك وتشغل وقتك وحدثي عقلك الباطن انك جديرة بالاحترام وكل ما هو جيد ونفيس وانك غالية وجسدك غالي وانتِ تحترمي نفسك وجسدك ولا تريدي اذلاله بالأمور المحرمة
(ان شاء الله )
وصدقيني يا بنتي اني اشفقت عليك بشدة جدا جدا لما قلتي انك تذكرين جيدا اول مرة شعرتي فيها بذلك الشعور وذكرتي الستائر الوردية ، صدقا اشفقت عليك لانك كسرتي هذا الشعور من ان تشعريه بالحلال بعد ان يمن الله عليك بزوج وعلاقة طبيعية ، وتذكرين الامر مع زوجك وليس الان فربما يدخلك هذا الامر في مقارنة لن تكون في صالحك ابدا والسبب سيكون منك ، والحل ان تربطي هذه الذكرى بشئ تكرهيه وليس العكس ، كلما ذكرتيها تذكري انك قمتي بفعل محرم وادعي الله ان يعوضك بخير من هذا الاحساس بالحلال وانسيه تماما حتى تفضى مخيلتك من تذكره وتستعد لذكرى جديدة بالحلال بعد الزواج ، ولا تعودي تذكري هذه الامور التي تثير الشهوة وسيعوضك الله بما هو افضل بالحلال لو صدقتيه ، فحافظي على عذرية جسدك فلكل جزء من جسدك له عذرية خاصة به فحافظي عليها حتى تشعري بمتعة الحلال بعد ذلك
( غاب عني ذلك أنا واثقة بربي من ترك شيئا لله عوضه بخير منه .. )
وطبيعي ان ما يشغلك هو شهوتك وحتى انها تلاحقك في احلامك فقد اخبرنا العلماء ان أي شئ اكثرت من ذكره ( ملئ قلبك ) اي كان هذا الشئ ، لو اكثرتي من ذكر الزواج فسيملأ قلبك ولن تعودي تري او تحلمي او تتكلمي الا عنه ولن تري السعادة الا من خلاله ، وهكذا الشهوة ، ولو اكثرتي من ذكر الله فسيملئ الله قلبك بحبه وذكره وستتغيري 180 درجة لانسانة اخرى جديدة
( لكن يا عزيزتي والله احيانا بدون تفكير تأتي لي هذه الأحلام واشهر معها برعشات واستيقظ في نصف النوم فزعة)
وقد اتفق العلماء على ان هذه العادة ( اعتداء على الجسد ) وتأملي معي قول الله في هذه الآية ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
-زلزلتني الآيات ودمعت عيني -
وتذكري ابنتي أن من أحب قوم حشر معهم ، ستقولي ما معنى هذا ؟ سأخبرك ان عدم التوقف عن هذا الفعل سيجعل من يحب القيام بها يحشر مع القوم الذين يفعلونها ، وان قلتِ لا احبهم اذن لماذا تقلدينهم ؟
يا غاليتي انتِ فتاة مسلمة هل تعرفي معنى ذلك ؟ يعني انتِ جوهرة نفسية ثمنها غالي جدا ، كل جزء فيك يسبح الله فاتقي الله في جسدك ، كل خلية فيك تذكر الله ، كل جسدك غالي جدا عند الله فلا تهنيه
(نعم أنا مسلمة ولله الحمد ولكن لي احتياج نفسي وعاطفي وهو شديد جدا ..
والزواج تأخر رغم انه لا يعيبني شيء ولله الحمد )
وصممي كل مرة حتى لو ضعفتي انها ستكون آخر مرة واستبدلي جلد الذات والندم لخطوات عملية تفيدك على عدم العودة لها لا ان تجلدك وترجعك للخلف
( دائماً أقول انها المرة الأخيرة .. أصلا معد صرت استمتع بس كأني أأدي واجب في المرتين الأخيرة أظن انه واجب للشيطان والعياذ بالله )
هذا اول جزء في ردي ومازال الكلام عن هذه الجزئية لم ينتهي بعد
لي عودة لاكمال باقي الرد والوقوف على كل تفاصيل استشارتك بلا استثناء إن شاء الله
جزاك الله خيرا وبارك فيك وكتب أجرك استفدت جدا من هذا الحوار وسألخص استفادتي في الآتي:
1- الدعاء الذي ساحرص عليه كلما استيقظت من النوم .. ( نومي متقطع جدا على الأقل مرتين استيقظ وأعود للنوم اغلبها كوابيس او عدم ارتياح في النوم ثم انني أنام على السرير وانتقل للأرض بدون فراش ولا أي شيء بل على الأرض مباشرة ثم يؤلمني ظهري وأنام على السرير .. لا اعرف ما تفسير هذا الفعل لكن أظنه القلق .. على العموم سأحرص على الدعاء ان شاء الله )
2- سأحاول ان تكون في الحمام ان هاجت الشهوة جدا وكان لابد من عمل العادة رغم ان مجرد تفكيري في ذلك يجعلني أقول بلاشي خلاص .
3- تقوية الثقة في النفس والتخلص من كره الذات ..
ولكن لدي سؤال هل احتاج لطرف آخر يقوي ثقتي في نفسي ؟ بمعنى هل احتاج لكلام إيجابي اسمعه من الآخرين حتى تقوى ثقتي في نفسي ام ان الثقة هي انه لا يهمني ثناء الناس او ذمهم؟
حاليا عمال اقرأ في كتب تطوير الذات واسأل الله التوفيق.