[img]http://im34.***********/w4Uhi.jpg[/img]
الغالب _النصير
وقد ورد اسم الله (الغالب) في موضع واحد من القرآن ،وهو قول الله تعالى:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }،و ورد اسمه (النصير) في أربع مواضع وهي:قوله تعالى :{فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ،وقوله تعالى :{ وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً }، وقوله:{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }،وقوله:{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }.
و (الغالب) معناه:الذي يفعل ما يشاء ،لا يغلبه شيء،ولا يرد حكمه رادّ،ولا يملك أحد رد ما قضاه أو منع ما أمضاه.
قال القرطبي-رحمه الله-: ( فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الغالب على الإطلاق،فمن تمسّك به فهو الغالب ،ولو أن جميع من في الأرض طالب ،قال تعالى :{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ومن أعرض عن الله تعالى وتمسك بغيره كان مغلوبا وفي حبائل الشيطان مقلوبا ).
و(النصير) معناه : الذي تولى نصر عباده ،وتكفل بتأييد أوليائه والدفاع عنهم ،والنصر لا يكون إلا منه ،ولا يتحقق إلا بمنه ،فالمنصور من نصره الله ،إذ لا ناصر للعباد سواه ،ولا حافظ لهم إلا هو ،قال تعالى :{ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ،وقال تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ } .
وقد ذكر الله سبحانه في مواضع عديدة من القرآن الكريم منته على أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد، قال تعالى :{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وهو خطاب للمؤمنين الذين قاموا بحقائق الإيمان الظاهرة والباطنة بأنهم هم المنصورون ،وأن العاقبة الحميدة لهم في الدنيا والآخرة .
ولهذا فإن المؤمنين ما لم يجاهدوا أنفسهم على تحقيق الإيمان والإتيان بمقومات النصر على الأعداء لا يتحقق لهم نصر،بل يتسلط عليهم أعداؤهم بسبب ذنوبهم وتقصيرهم .
ولا بد أيضا من حسن الالتجاء إلى من بيده النصر والله عز و جل حافظ من لجأ إليه ،وكاف من اعتصم به ،فنعم المولى ونعم النصير .