رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
Scientific Method وقفة مع المنهج العلمي
لابد من هذه الوقفة مع المنهج العلمي للنظر في تقييم الوافدات المتوشحة بلباس العلم لتكون النظرة التقويمية لها صحيحة مؤصلة.ويقصد بالمنهج العلمي( Scientific Method ) تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور ؛ لتكوين تشكيل أو تمثيل صحيح لوقائع العالم .
وحيث أن القناعات الشخصية ، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تبريرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية ، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثير عند تطوير نظرية ما .
ومن أهم ما يميز المنهج العلمي أنه دقيق ومتجانس ويمكن الاعتماد عليه إذ ليس فيه كلاماً ملقى على عواهنه .
مراحل المنهج العلمي :
المرحلة الأولى : ملاحظة وتوصيف الظاهرة أو مجموعة الظواهر ( المشاهدات أو الملاحظات ) .
المرحلة الثانية : تكوين معادلة أو تشكيل فرضية تشرح أو توضح الظاهرة أو الظواهر . وغالباً ما يستعين الإنسان بعلاقات كونت سابقاً في تشكيل الأفكار الجديدة .
المرحلة الثالثة :الاختبار والتجربة ؛ ويتحقق من خلالها :
• استخدام الفرضية لتوقع وجود ظواهر أخرى ، أو للتوقع الكمي لنتائج ظواهر جديدة .
• اجراء اختبارات وتجارب للأشياء المتوقعة ( للمخرجات المتوقعة ) بتجارب متفرقة لا تعتمد على بعضها البعض على أن تؤدى بأدق وأنسب صورة مجردة من هوى الباحث في نتائج معينة .
المرحلة الرابعة : إذا دعمت كل التجارب الفرضية بنجاح يمكن اعتمادها بعد ذلك نظرية أو قانوناً طبيعياٍ أو سنة كونية أو نموذجاً . وإن لم تدعم التجارب الفرضية فلابد من تعديل الفرضية أو رفضها .
ملاحظات على النظرية والحقيقة :
• قد لايمكن إثبات النظرية ، ولكن يمكن معارضتها بظواهر ومشاهدات حقيقية.
• كل نظرية لابد أن تكون قابلة للاختبار وإلا فإنها لا تسمى نظرية .
• ينتبه للهيورستك Heuristic ؛ هي عبارة عن منهجيات للعمل ناجحة ، لكن لا يمكن إثبات صحتها أو أولويتها ، مثال : مريض بثلاثة أمراض ، فيرتب علاجها بمنهجية معينة متعارف عليها . وليس في هذه التقنيات فرضية ولا نظرية إنما هي وصفات متعارف عليها .
• قد تعيش النظريات لفترة طويلة جداً ثم يتبين ظرفيتها كقانون نيوتن ، أي أن النظرية مع الزمن يمكن أن تصبح جزء من نظرية أكبر فتصبح الأولى حالة خاصة من النظريات الثانية الأكبر ، مثل :أن الكواكب تدور حول الأرض كانت هذه نظرية ، وهي صحيحة بنسبة ، والنظرية الأكبر منها : أن الشمس تدور حولها الكواكب . وقد تبيّن للعلماء أن أكثر النظريات ظرفية ، إلا أن كثيراً من هذه الظروف توضع كمُسلمات أو بديهيات فلا يُهتم بذكرها .مثل نظرية دوران الأجرام حول الأرض ثم نظرية دوران الكواكب التسعة حول الشمس في مدار دائري ، ثم نظرية الدوران في مدار اهليجي .
ملاحظات على التجارب :
• هناك أخطاء مردها محدودية قدرة كل أجهزة ( أدوات ) القياس . وهذا الخطأ ينتج عنه إعطاء نتائج متساوية أو متشابهة ولكنها بعيدة عن الحقيقة بقدر هذا الخطأ ، مثال : استبانة لقياس الغضب لدى الناس مكونة من ثلاثة أسئلة ، قد تعطي نتائج متشابهة أو متقاربة أو متجانسة رغم أنها بعيدة عن الحقيقة بقدر بعد الاستبانة عن أن تكون استبانة مناسبة ، لذا يراعى في الاستبانات تحقيق الصدق والثبات .
• الأخطاء الإحصائية ، وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها.أو يمكن الإحساس بمصداقية النتيجة .
• هناك أخطاء نابعة من الرغبة الشخصية ، أو تأثير النتيجة المأمولة ( وش فل ثنكنج ) Wishfull thinking و( الزلل التراجعي ) Regressive fallacy بحيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى .
• أسوأ الأخطاء هو أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية ، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها .
• من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب ( عدم وضع الفرضية تحت الاختبار ) ، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتماداً على المنطق البسيط والإحساس العام ( الانطباع ) .
• من الأخطاء : ( الانتقائية ) وهي غض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها .
المنهجية العلمية في الإسلام :
الإسلام يدعو إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر ، وقد وضع العلماء المسلمين أصول المنهج العلمي الصحيحة ومنها فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية خاصة :
• تقييد العقل وعدم الاعتداد به في غير مجاله ( الغيبيات : الألوهية بما تتضمنه من حقائق الربوبية والأسماء والصفات ، الملائكة ، الجن والشياطين ، أحداث آخر الزمان، اليوم الآخر ، الجنة والنار ، علاقة الإنسان بربه والكون ، .... )
• التمييز بين الحقائق والدعاوى .
• إذا كنت ناقلا فالصحة ( توثيق النص ) أو مدعياً فالدليل .
• إثبات التوافق بين صريح العقل وصحيح النقل ودرء التعارض بينهما .
(فوز كردي )
التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 06-01-2014 الساعة 02:40 PM