سوف أكمل من حيث توقفت
عندما فتشت هاتفه وعرفت كل شيء وأنه مواعدها تلك الليلة حيث كتب لها جهزي نفسك الليلة للقاء ، وكان يخبرها ما يريد منها وهي ترد بالموافقة وفديت قلبك حبيبي وفديت عمرك ومن هذا الكلام
حينها أصبت بالانهيار وبصدمة عنيفة أفقدتني شعوري لفترة وكنت أشعر بدوار فأخذت أمسك رأسي بيدي
وحين خرج من الحمام تفاجأ وسألني ماذا جرى ماذا بكِ ولم أستطع الكلام من الألم والقهر إنما دموعي تنسكب وأنا صامتة
هو خاف أن يكون حدث أمر ما فكرر سؤاله فانفجرت في وجهه دون تفكير فيما أريد قوله وقلت له بصوت منفعل وجاد لأني عرفت اليوم أنك على علاقة مع إمرأة ومواعدها الليلة
لم يستطع الرد ولم يتفوه بكلمة ولم يتحرك من مكانه كان مذهولا وكأنه مشلول ولسانه مربوط من هول المفاجأة والصدمة وعلامات الاستغراب والتوتر ترتسم على وجهه وهو يرى عالمه السري قد انكشف
أردفت قائلة : أنا من زمان وأنا أشعر أنك تخونني ولكن كنت أكذب إحساسي لم أستطع أن أصدق أنك تخون
أكون بجانبك وأن تراسل النساء وتواعدهن وحتى أنك لم تراعي مشاعري ولم تحترم وجودي
لماذا فعلت ذلك لماذا تخون ماذا ينقصني لتذهب لغيري
فرد بصوت منخفض مرتجف بعد أن انهارت صورته الجميلة في عيني وقلبي: وكيف عرفتِ ؟
قلت قرأت كل رسائلك وخاب ظني فيك وخرجت إلى غرفة أخرى وقفلت على نفسي الباب
كم رأيته ضعيفا منكسرا خائفا في تلك اللحظات لأول مرة في حياتي أراه بذلك المنظر المزري وهو يخجل من سواد الوجه الذي كشفته
أين هيبتك ورجولتك أين قوة شخصيتك وعزة نفسك يا زوجي العزيز
عجبا يا لضعف الإنسان وأقل شأنه في مثل هذه المواقف
جلست في غرفتي لعدة أيام لم أستطع رؤيته وهو من شدة خجله واحباطه وتوتره أيضا لم يحاول أن يكلمني إلا بعد عدة أيام اعتذر وطلب مني أن أعود إلى غرفتي وكانت نفسيتي قد هدأت قليلا
فسامحته من أجل أولادي وأسرتي وتماسكها لأنهم ان انفصلنا بالطلاق فسيكونون الخاسر الأكبر وهم يستحقون فعلا أن أصبر وأضحي من أجلهم واحتسبت أجري عند الله سبحانه وتعالى
في تلك الأيام أولادي استغربوا الوضع فقلت لهم بأنننا متزاعلان قليلا في أمور شخصية ولكن ولدي الكبير أصر أن أخبره الحقيقة ولأنه شخص واعي وعاقل أخبرته وطلبت منه أن يكون الأمر سر بيننا وقد كان له أثر طيب في تفهمه لحالتي وأنا أحسست بشئ من الراحة وكأني أزحت بعض الضيق والهم عن نفسي
وعزمت أن أستر عليه ولا أفضحه سواء عند أولاده أو أهله أو أي مخلوق وأن أحافظ على صورته واحترامه أمام الجميع فمهما حدث هو زوجي وأبو أبنائي وبيننا عشرة عمر طويلة وذكريات جميلة وله أفضال كثيره علي
ولكن لم أستطع أن أنسى وعشت في عذاب نفسي شديد فكان قلبي يتأجج من القهر وأنا أكتم غيضي وأكبت قهري وكلمة حق أقول أن زوجي كان يحتويني ويراضيني ويداريني كثيرا لشعوره الشديد بخطأه ومحاولة التكفير عنه وكان يحضر لي الهدايا وياخذني كثير للفسحة والتنزه ولكن لم يكن شيء من ذلك يفرحني إنما أتظاهر بالفرح والسعادة من أجل أن تمشي الحياة وتستمر وفي داخلي بركان يغلي لم استطع إخماده
ولعصبيته الشديدة التي أعرفها كنت أغالب نفسي كثيرا حتى لا أنفجر ولكن عند أي فرصة خلال حديثنا أو مشاهدتنا للتلفزيون فعند أي موقف يذكرني بالخيانة لا أستطيع أن أمسك نفسي من التعليق بطريقة التلميح لا التصريح بشكل موعضة او نصيحة مثلا عن الحلال والحرام وعقوبة المعصية والزنا وما إلى ذلك من أمور وهو يفهم جيدا بأني أقصده ولكنه يحتويني ولا يرد علي وكان لا يخرج من البيت إلا نادرا أو بصحبتي وبين وقت وآخر كنت أفتش هاتفه فلم أرى رقم الساقطة سواء في اتصال او رسائل الا رسالة واحدة كانت تعاتبه فيها لابتعاده عنها ونسيانها ولم يرد عليها والظاهر أنه كان في اتصال مسبق بينهما ورسالتها كانها رد لما قرره معها
في تلك الدوامة وقمة الألم قبل أن أسامحه فكرت في الطلاق لأني لم أكن أتخيل بأني سأستطيع أن أعيش معه بعد صدمة خيانته فقد اسودت الدنيا بعيني وحتى كل أمر كان يسعدني لم أعد أشعر بطعمه ولم أعد أشعر إلا بالقهر والألم وشعور داخلي كم كنت ساذجة وغبية وحتى النوم لا أهنأ به فتنتابني الكوابيس فأصحو وأنا أئن وأبكي من غير صوت وأتمنى أن الذي حدث كان كابوس وصحوت منه
ولكن جلست مع نفسي وفكرت بعمق بمنطق وعقلانية وهدوء بعيد عن العواطف والألم والقهر فوجدت بأني وأولادي سنخسر الكثير لو تطلقنا فالطلاق ليس أمراً هيناً فهو من أبغض الحلال عند الله عز وجل لما يترتب عليه من آثار سلبية في خراب البيوت العامرة وتفكك الأسرة وتشتتها وآثاره السلبية على الأولاد وتماسك الأسرة
فألغيت فكرة الطلاق من رأسي
بعد تقريبا أسبوعين أو ثلاثة كان يناقشني في أمر وهو معصب وغاضب مني وينتقدني بشدة على أمور أراها تافهة هنا انفجرت في وجهه وغلطت عليه بالكلام وأخرجت كل ما في قلبي وقلت له نسيت نفسك وانت تخونني مع الساقطات لسنوات وكلام كثير فقد أخرجت كل ماكان يعتمل في صدري ويدور في بالي دفعة واحدة بشدة وانفعال نتيجة كبت المشاعر وحرقة قلبي
تركني ولم يقاطعني حتى انتهيت من كلامي ثم قال لم أكن أتخيل أن قلبك مليان حقد علي ظهرتي على حقيقتك وهذا نهاية ما بيني وبينك
ندمت كثيرا على تسرعي وانفعالي واعتذرت له ولكن لم يقبل اعتذاري وفي الصباح طلقني وقال أنتي لا تصلحين لي زوجة بعد اليوم سأتزوج إمرأة غيرك
انتكست حالتي النفسية من جديد وعدت لحالة الصفر ولم يدر أحد بطلاقنا غير ولدي الكبير الذي أخبرته وكان له الأثر الطيب في مساندتي والتخفيف عني فزوجي لم يعلن الطلاق لأحد وانا ايضا وجلست في بيتنا لأني في العدة
يتبع إن شاء الله للتكملة
__________________
ღ مهما كانت اقدار الله مؤلمه ثقوا بإن في طياتها رحمة كبيرة ღ
ღ جملوا أوجاعكم بالصبر تزدادو بها في الجنة ღ