( اللهم إنا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء،
وخير النجاح، وخير العمل،
وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات..
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه،
وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والدرجات العلا من الجنة..
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا،
وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا،
واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير،
والموت راحة لنا من كل شر،
واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا،
وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا ).
(التقوى)
لا تقوم إلا على ساق العلم بالتنزيل،
وهذا لا يتأتى إلا بتأمل آيات كتاب الله.
فمثلا:
عندما تقرأ قوله -تعالى-
(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)..ينجذب قلبك،
كما قال ابن القيم:
" فتجذب قلبه وروحه آيات المحبة والوداد،
والآيات التي تعرف بها إلى عباده بآلائه،
وإنعامه عليهم، وإحسانه إليهم،
وتحسن له السير آيات الرجاء والرحمة وسعة البر والمغفرة،
فتكون له بمنزلة الحادي الذي يطيب السير ويهونه".
( أويس القرني )
كان من كبار التابعين..أدرك عمر بن الخطاب..
قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( خير التابعين أويس ) [الجامع الصحيح].
كان أويس القرني يقول كل ليلة:
" اللهم إني أعتذر إليك عن كل كبد جائعة، فإنك تعلم أني لا أملك إلا ما في بطني..
وأعتذر إليك عن كل ظهر عارية، فإنك تعلم أني لا أملك إلا ما على ظهري ".
من منا اليوم يستطيع أن يعتذر لله في هذه الأيام عن المسلمين الذين يموتون من الجوع؟
هل يستطيع أحدنا أن يعتذر ويقول:
" اللهم إني أعتذر إليك عن كل مسلم جائع؛ لأني لا أملك إلا ما في بطني "؟!
أن رجلا من السلف قال لتلميذه:
ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟
قال: أجاهده.
قال: فإن عاد؟
قال: أجاهده.
قال: هذا يطول!
ثم قال له: أرأيت إن مررت بغنم، فنبحك كلبها، أو منعك من العبور، ماذا تصنع؟
قال: أكابده وأرده جهدي.
قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك.
* لا شيء أشد عصمة لك من الشيطان من الله،
فالتجئ إليه ليقيك وساوسه،
وبالأخص هذه الأيام؛ حتى لا يثبط عزيمتك عن التوبة والطاعات.
آيتان من كتاب الله، من تأملهما بكى حرقة وخوفا وشوقا ورجاء !
هما قول الله -تعالى-:
* ( إنما يتقبل الله من المتقين ).
* ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ).
" القبول " أقلق قلوب العابدين؛ لأن الله خص به المتقين..
و "رحمة الله " العامة وسعت خلقه أجمعين،
لكنه -جل جلاله- كتب رحمته الخاصة لعباده المتقين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها
لازال التعجب يملأ القلب من إصرار بعض الصائمين والصائمات هداهم الله على متابعة قنوات الفساد في شهر رمضان . أين قدسية رمضان ؟
أين مراقبة الرحمن ؟
أين قوة الإيمان ؟