تحيه للأخ الفاضل جمال الروح على المجهود الطيب والتفاعل المتحضر مع الردود ,, ما تكرمت به علي من طيب الكلام أكثر بكثير مم أستحق . .ما أنا هنا إلا للاستزاده من المعرفه ليس إلا ,, فيقيني بأهليتك في إيجاد الحلول المثلى لا يختلف عليه إثنان ممن حظوا كما حظيت بشرف تصفح هذا الطرح المتحضر ,, فما سأورده مجرد خواطر واجتهادات متواضعة للبحث عن حلول قد يعتبرها البعض ضربا من خيال ,,,
فجوزيت كل الخير ورفع الله قدرك .
فيم يخص الأسباب التي هي بمثابة مشكلات ينبغي تحديدها ومن ثم البدء بتسلسل حلها , فلو أقنعنا أنفسنا بسهولة حلها من خلال التنظير و الإرشاد التوعوي ,, لأدركنا في بعض الزوايا استفحال بل واستحالة إيجاد الحلول ,, لماذا؟؟
لأننا لازلنا نحبو في مضمار التطبيق ,, إفتراض مثالية الحلول كثير ولكن لا بد أن نعترف ولو لوهلة بأن البحث لازال مستمرا عنها,, ولم يتمخض عنها سوى بعض الجرأه في سبر أمور من هذا النوع ,, وكذلك توفر بعض الجمعيات الاجتماعية التي أخذت على عاتقها منهجية الحل على كافة الأصعدة والمحاور ,, ولكن يا ترى كم هو عدد روادها ؟؟ومن هم أولئك الذين صُبغوا بالجرأة لارتيادها بحثا عن مكامن السعاده !!!
كثيرة هي العقبات التي سنواجهها فيم يتعلق بسلبية بعض موروثاتنا الإجتماعيه مثلا , والتي هي بعيدة كل البعد عن إرثا العبق الزاخر بأسمى معاني المودة والرحمة وأرقى سمات اللبنة الصالحة للزواج الصحيح ونفائس العلاقة الزوجية الهانئة..
تلك التي سطرها حبيبنا صلى الله عليه وسلم,, وضرب بها أروع الأمثله المتمثلة بأدق تفاصيل أي علاقة زوجية تتغلغل فيها نسمات المشاعر المرهفه ولحظات الهيام وتبادل أعذب الكلمات بين الزوجين كما الماء العذب الفرات الذي ما أن يرتشف المرء منه رشفة حتى يتلذذ بكل ما يصبو له من سبل السعادة ,
هنا عندما نسأل كيف ؟؟ تكون الإجابة بالآتي : ما أن تحملك الذكريات إلى سلبية مطلقة في موروثك الاجتماعي ,, اسعى جاهدا للحيلولة دون تكرارها في علاقتك الزوجية الحالية .. فإنك مثلا لو استنسخت طبع والدك الحاد مع والدتك فحتما لن تعيش نموذج كودو ولو للحظه ,, وأنت ِكذلك لو كنتِ مرآة لوالدتكِ التي وصمت بالتسلط وحب التملك وفرض الشخصية المطلقة على والدكِ ,, فابشري بتعاسة لا توصف .
إذا الحل يكمن في أخذ العظة من الأخطاء الواردة في البيئة المحيطة لتحويل المعاناة إلا إبداع في الرقي والتحضر في التعامل مع الآخر .
وكذلك الأمر بالنسبة إلى نوعية الجرعات التي سنربي عليها أبناءنا كي يهنئوا بحياة زوجية طيبه , نجزم جميعا بأن من العار استيراد سلبيات الغرب وتطبيقها كنوع من التقليد الأعمى في كثير من زوايا حياتنا تحت شعار التطور والتحضر ..لكن لماذا لا نستفيد من إيجابياتهم في بعض ما يعنينا!! علما بأن قاعدتنا وينبوعنا الذي لا ينضب ,, هو ديننا الحنيف الذي حرص على الرفق في التعامل مع المرأه ,, لا أتحدث بهذا الصدد عن الانحلال في الغرب والفساد وما للمرأة وما عليها وما هي أحط سلبياتهم هذا مفروغ منه ,, فلسنا هنا بصدد استرسال التحدث عنه فلكل مقام مقال ,, أتحدث فقط عن بعض اللفتات اللطيفه التي يربى عليها الطفل هناك ,,
ففي فرنسا مثلا وهي الأشهر في الرومانسيه قاطبة ,, يربى الطفل على أن المرأه مخلوق لطيف ,, كالبلور الرقيق وهي مصدر الدعة والهدوء النفسي ,, هذه صفات والدتك أيها الطفل لذلك يجب أن ترق في معاملة المرأه فهي من ستجلب لك السعادة و الهدوء والراحة , لذلك احرص على ألا تنادي زوجتك باسمها في المستقبل بل نادها بما تستحقه من كلمات لطيفة تبهج قلبها وتعبر من خلالها عن إحساسك أنت مثلا : عصفورتي ,, جميلتي ,, زهرتي . ولنا في حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي سبقهم أشواطا في عذب الكلام النابع من القلب والذي يصل إلى القلب مع زوجاته رضوان الله تعالى عليهن جميعا وتدليلهن ,, بإطلاق المصغر من الأسماء أو الألقاب المحببة ..
ولكن هيهات !! ذكرني أحدهم بطرفة تؤكد غياب الكلمه الطيبه بين كثير من الأزواج قالها يوما : تنصحوني بأن أطلق عليها عصفورتي !!؟؟ بل قولوا غرابي أو بومي وخافوا علي من أنفلونزا الطيور !!!!!!!!!
فها نحن أمام حل آخر وهو تحريرقيود الجمود المربك للسان وعدم الترفع عن توظيفه في إطلاق الكلمة الطيبة مع اليقين من تأثيرها الساحر .
كل ذلك يوجب كلى الزوجين العمل على ترويض مواطن الجفاف فيها حتى تطيب وتلين.
حل آخر يكمن في مواجهة مسببات الجمود والرتابه بين الزوجين والجرأه في توجيهها بلطيف الكلام من جهة وتقبل الملاحظات من الطرف الآخر من جهة أخرى ,
فعلى سبيل المثال ينبغي للزوج أن يكون في منزله بحلة جاذبة ينبعث منها الطيب , ويزينها الابتسام ,, توحي بالراحة والاسترخاء لا أن يكون أشعث أغبر بهيئة منفره تحت شعار أنا الآن في بيتي !! ضاربا تلك الكائن القابع أمامه بمظهره هذا عرض الحائط وكأنها مجردة من الحواس !!
كذلك الأمر بالنسبة للزوجة التي تسعى جاهده لاقتناء كل ما هو مميز وثمين والحرص على أدق التفاصيل كي تكون بأبهى حلة تراها بها صديقاتها للقاء لن يدوم إلا سويعات,, بينما هي في بيتها ليست إلا متمردة , , كارهة ,, متذمرة,, متثاقلة الخطى ,, دائمة الشكوى والعصيان بذلك الصوت الصاخب البعيد كل البعد عن معاني الأنوثة ,, قد أقالت أدوات زينتها وأحالتهم إلى تقاعد مبكر , ,, وكأن ذلك الزوج الذي عاد لتوه من يوم شاق قد تجرد هو الآخر من حواسه الخمس وهو لا يساوي في مفهومها أكثر من شر لا بد منه !!! والمسكين ينظر إليها بعين الباحث عن تلك المخلوقة اللطيفة التي كان يراها أجمل النساء عند زيارته لها ما قبل الزواج ويسأل أين اضمحلت واختفت؟ ؟متنهدا متمتما بما معناه,, اشتقت لكِ يا حواسي الخمس !!!
والسؤال المثير للعجب هنا كيف لأحد الزوجين أن يسيء للآخر في النهار ويطلب الوصال في الليل ؟؟ غافلا عن آخر مشهد له خزنته ذاكرة الطرف الآخر صوتا وصورة !!!
قد نكون من الجيل الذي حالفه الحظ في العمل ولو بشيء يسير في تغيير بعض المفاهيم سواء في أنفسنا أو لغيرنا إن مُكِنا من ذلك , والبحث عن مفاتيح السعادة ومحاولة إيصالها لمن حولنا ,, حيث قد سبقتنا عينات من أجيال ممن لم يرتشفوا طعم السعادة ولو للحظات كانوا ضحايا العيب ,, والانصياع لسلبية الموروثات ,, فلابد أن آهات قبعت خلف الأسوار الشاهقه وكم من دموع ذرفت دون أن تجد سبيلا لإيقافها ,, فمنهم من استيقظ من غفلته وتداركها ومنهم من أورثها أبناءه !!
فما هو دورنا حيال الأجيال القادمه ؟؟ نعم لدينا دور هام في تثقيف ما أمكننا منها بحيث يولد جيل يتذوق السعادة ,,
ويهنأ بها في بيته فهي المحرك الرئيس لانتزاع طاقاته وسلامة عطاءه وأنتاجه وصلاحه لمجتمعه والأهم مصالحته مع ذاته . كما هو الحال في التثقيف السياحي الذي يُعلِم الأفراد كيف هي مهارات رسم الابتسامة في وجه أي زائر أو سائح .
هذا غيض من فيض .. يقيني بأن الحل الأوحد يكمن في إذابة الجبال الجليلدية التي حالت دون المواجهة التي هي بداية إيجاد بقايا الحلول كالموضوعية ,, واللباقة في جرأة الحوار ,, والتنازل ,, والإيثار ,, وتقبل الرأي الآخر بالأخذ بالملاحظات على محمل الجد والعمل على تغيير السلبي منها,
وعدم اليأس من محاولة البحث عن صغائر الإيجابيات المتناثره هناك وهناك في الطرف الآخر وعدم جحودها ونكرانها.
لو أوجزنا الحلول السريعه سنقول :
لسلبية بعض الموروثات الإجتماعيه :
الإستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها وتجنب عيوبها .
كيفية الحوار :
استهلال الحوار دائما بالثناء على الطرف الآخر وإبراز إيجابياته ومواقفه المشرفه وصفاته الطيبه قبل الخوض في أي موضوع ,, كذلك تأهيل الذات وتدريبها على العطاء ,, ونبذ الشح في إظهار المشاعر ما يضطر الطرف الآخر لاستجداء الحنان وكأنه متسول .
سرعة القذف .
الاعتراف بها كحاله لا تمس الفحوله ولا تعيقها أولا ومن ثم البحث عن نجاعة طرق علاجها ,, أهمية عنصر الصبر لدى الزوجه ويقينها بأن مع العسر يسرا ,, والحذر الحذر من إظهار الامتعاض .
المعاملة بنديّة :
يكمن حلها بالإيثار والتنازل وترويض الطرف الآخر بعقلانية مطلقه ما دام هناك بقايا رصيد من الحب .
العوامل الاقتصادية :
وان للإنسان إلا ما سعى ,, قد يصعب حلها ولكن بالصبر والمثابره والاجتهاد لتحسين ظروفه القاسيه بحيث يتمكن يوما ما من أن يحظى بشيء من الخصوصيه .
أعتذر عن الإطاله .
دمتم ودام الجميع بسعاده .
أختكم عزة الإسلام .
__________________
ألا بذكر الله تطمئن القلوب