صحيح السيرة النبوية - الصفحة 5 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-2019, 09:21 PM
  #41
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

ن - أسرى بني عبد المطلب وخروجهم كرهًا:
274 - من حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (إن استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرهًا) (1).
س - إقامة الرسول - عليه السلام - في بدر ثلاثًا:
وقد ثبت في الصحيح أنه مكث ثلاثة أيام في بدر.
من حديث أنس رقم: 272، وهو في الصحيح" أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال .. ".
275 - ومن حديث أبي طلحة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثًا" (2).
ع - عدد القتلى من المشركين والشهداء من المسلمين:
276 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرًا وسبعين قتيلًا، قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال" (3).
277 - من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة، فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم اطلاعة فقال: يا عبادي ماذا تشتهون؟، فقالوا: يا ربنا هل فوق هذا شيء؟ قال: فيقول: عبادي ماذا تشتهون؟، فيقولون في الرابعة: ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا" (4).
المبحث الرابع: أحداث ما بعد المعركة
1 - الغنائم:
278 - من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس فهزم الله تبارك وتعالى العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، فأكبت طائفة على المعسكر يحوونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نفينا العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به فنزلت {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا وأصلحوا ذات بينكم} فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وفاق بين المسلمين" (5).
279 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أتى مكان كذا وكذا فله كذا وكذا، أو فعل كذا وكذا فله كذا وكذا)، فتسارع إليه الشبان وبقي الشيوخ عند الرايات فلما فتح الله عليهم، جاءوا يطلبون ما جعل لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا فأنزل الله تعالى {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} (6).
280 - ومن حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قد شفى صدري من المشركين أو نحو هذا، هب لي هذا السيف فقال: (هذا ليس لي ولا لك)، فقلت: عسى أن يعطى هذا من لم يبلي بلائي، فجاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (إنك سألتنى وليس لي، وإنه قد صار لي وهو لك) قال: فنزلت {يسألونك عن الأنفال} الآية (7).
281 - ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بدر تعجل الناس إلى الغنائم فأصابوها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الغنيمة لا تحل لأحد سود الرؤوس غيركم) وكان النبي وأصحابه إذا غنموا غنيمة جمعوها ونزلت نار فأكلتها، فأنزل الله هذه الآية {لولا كتاب من الله سبق} إلى آخر الآيتين" (8).
2 - الاختلاف في الأسرى:
282 - من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما قال:
فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين قال أبو زميل: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا بكر وعلي وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى؟
فقال أبو بكر: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام.
فقال رسول الله: ما ترى يا ابن الخطاب؟
قال: لا والله، يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًّا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيبًا لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها.
فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت. فلما كان من الغد جئت فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر قاعدان يبكيان.
قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما".
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) - شجرة قريبة من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عزَّ وجلَّ {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله: {فكلوا مما غنمتم حلالًا طيبًا} فأحل الله الغنيمة لهم" (9).
283 - ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأسارى أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك فخل سبيلهم، فاستشار عمر فقال: اقتلهم، قال: ففداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عزَّ وجلَّ {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله: {فكلوا مما غنمتم حلالًا طيبًا}، قال: فلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر قال: (كاد أن يصيبنا بلاء في خلافك) (10).
284 - وقد جاء من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح ببعض زيادة في وصف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما الذي وصفهما به رسول الله فمن أحب الزيادة فلينظر الحديث في مكانه (11).
3 - زيد يحمل بشارة النصر إلى المدينة المنورة:
285 - من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم – خلف عثمان بن عفان، وأسامة بن زيد على بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء زيد بن حارثة على العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبشارة قال أسامة: فسمعت الهيعة، فخرجت فهذا زيد قد جاء بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى وضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان سهمه" (12).
286 - ومن حديث عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة رضي الله عنهما: قال: "قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة، وسودة بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يضرب الحجاب.
قالت سودة: فوالله إني لعندهم إذ أتينا، فقيل هؤلاء الأسارى قد أتى بهم، فرجعت إلى بيتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ويداه مجموعتان إلى عنقه بحبل، فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت: "أبا يزيد أعطيتم بأيدكم ألا مِتم كرامًا".
فما انتبهت إلا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت: (يا سودة على الله وعلى رسوله)، فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت" (13).
4 - قتل عقبة بن أبي معيط في الطريق إلى المدينة:
287 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فأدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسارى بدر، وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف، وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرًا، قال: من للصبية يا رسول الله؟ قال: (النار) (14).
288 - وعن مسروق أنه قال: -لابن أبي معيط- حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان غير كذاب: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بعنق أبيك أن تضرب صبرًا، ثم مر به فقال: من للصبية بعدي؟ قال: (لهم النار)، حسبك ما رضي لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (15).
.................................................. .....................
(1) تقدم تخريجه رقم: 248.
(2) أخرجه الترمذي في السير باب في البيات والغارات وقال حسن صحيح رقم: 1551.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه في المغازي باب: حديث رقم: 3986.
(4) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 90، رواه الطبراني ورجاله ثقات، وانظر الطبراني في الكبير: 10466.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 5/ 324، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 92 رجاله ثقات، وفي: 7/ 26، قال رجال الطريقين ثقات وابن حبان رقم: 1693، موارد، وابن جرير في التفسير: 9/ 172، والحاكم: 2/ 326،136،135، وقال على شرط مسلم وأقره الذهبي في الموضعين، والبيهقي في السنن: 6/ 292، وهذا لفظ أحمد. وقال الساعاتي: 14/ 73، قال الترمذي هذا حديث صحيح، ثم قال: وأورده الهيثمي وقال رجال أحمد ثقات، ورواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.
(6) أخرجه أبو داود في السنن الجهاد باب في النفل رقم: 2737، وابن حبان في الموارد رقم: 1743، والحاكم في المستدرك: 2/ 132، 221، 326، وصححه في المواضع الثلاث ووافقه الذهبي، وابن جرير: 13/ 367،368، وصححه أحمد شاكر في تحقيقه الكتاب، والبيهقي: 6/ 315 وابن كثير في التفسير: 2/ 284، وزاد نسبته إلى النسائي وابن مردويه.
(7) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب الأنفال رقم: 1748، وأبو داود الطيالسي في مسنده: 1/ 238 - 239 رقم: 2066، والحاكم: 2/ 132، وصححه ووافقه الذهبي، وأحمد في المسند: 1/ 181، 186، وأبو نعيم: 8/ 312، والبيهقي: 6/ 229.
(8) أخرجه الترمذي في التفسير تفسير سورة الأنفال رقم: 3085، وقال حديث حسن صحيح غريب، وأبو داود الطيالسي في مسنده: 2/ 19، وابن حبان في الموارد:1668، والبيهقي: 6/ 290 وهو كما قال الترمذي.
(9) أخرجه مسلم في الصحيح كتاب الجهاد والسيرة باب الإمداد بالملائكة حديث رقم: 1763، أحمد في المسند: 1/ 30 - 31، والطبري في التفسير: 10/ 44.
(10) أخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 329، وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي قلت: على شرط مسلم.
(11) أخرجه الترمذي في سننه كتاب الجهاد باب في المسؤرة: 4/ 213، وفي تفسير سورة الأنفال رقم: 3084، 5/ 271، وفي مسند أحمد: 1/ 383، والحاكم في المستدرك: 3/ 22، وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر في الإصابة: 2/ 91 معلقًا عليه: رواه الطبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، وسبب إرساله أن ابا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وقال شاكر بإسناده منقطع: 5/ 229، حديث رقم: 3634.
(12) أخرجه البيهقي: 9/ 174، بسند صحيح، والحاكم في المستدرك: 3/ 217، 218، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي، والبيهقي في الدلائل: 3/ 130 - 131، والطبري في التاريخ: 2/ 458، وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف: 14/ 368، مرسلًا عن عروة، والحاكم: 3/ 48، عن الزهري مرسلًا، وانظر السيرة النبوية لابن هشام: 1/ 642.
* الهيعة: الصوت الذي تفرع منه وتخاف.
(13) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 22، وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وابن جرير في التاريخ: 2/ 460، وابن هشام في السيرة: 1/ 645، وسنده صحيح.
(14) أخرجه الهيثمي في المجمع: 6/ 89 وقال رواه الطبراني في الكبير: 12152 ورجاله رجال الصحيح وانظر عبد الرزاق في المصنف: 9394.
(15) أخرجه أبو داود في سنة الجهاد باب في قبل الأسير صبرًا رقم: 2686، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 59 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وسند أبي داود حسن.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 25-01-2019, 10:15 AM
  #42
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

5 - كيف تلقت قريش نبأ الهزيمة:
289 - وقال ابن إسحاق رحمه الله قال:
وكان أول من قدم بمكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعي فقالوا له: ما وراءك؟
قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية ابن خلف، وزمعة بن الأسود، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وأبو البحتري بن هشام، فلما جعل يعدد أشراف قريش قال صفوان بن أمية: والله إن يعقل هذا فسلوه علي؟
فقالوا: ما فعل صفوان بن أمية؟
قال: هو ذاك جالس في الحجر، قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا" (1).
6 - عمير يريد قتل الرسول فيكشف الرسول سرّه فيسلم:
290 - من حديث عروة بن الزبير مرسلًا قال: "جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحجر، بعد مصاب أهل بدر بيسير وكان عمير ابن وهب شيطانًا من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ويلقون منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: "والله ما في العيش بعدهم خير".
قال له عمير: صدقت، أما والله لولا دَيْنٌ علي ليس عندي قضاؤه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي فيهم علة, ابني أسير في أيديهم.
قال: فاغتنمها صفوان بن أمية فقال:
عليَّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم، فقال له عمير: فاكتم علي شأني وشأنك.
قال: سأفعل.
قال: ثم أمر عمير سيفه، فشُحذ وسم، ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، وما أراهم في عدوهم، إذ نظر عمر إلى عمير بن وهب وقد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحًا سيفه، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، ما جاء إلا لشرّ وهو الذي حرش بيننا، وحزرنا للقوم يوم بدر.
ثم دخل عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحًا سيفه.
قال: فأدخله علي، قال: فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها، وقال لمن كان معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون.
ثم دخل به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال: (أرسله يا عمر، ادن يا عمير).
فدنا ثم قال: انعموا صباحًا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله (قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة).
فقال: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد.
قال: (فما جاء بك يا عمير؟) قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه.
قال: (فما بال السيف في عنقك؟) قال: قبحها الله من سيوف! وهل أغنت عنا شيئًا؟
قال: (اصدقني، ما الذي جئت له؟) قال: ما جئت إلا لذلك.
قال: (بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين عليَّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك).
قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فقهوا أخاكم في دينه، وعلموه القرآن، وأطلقوا أسيره ففعلوا).
ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهدًا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله -عزَّ وجلَّ-، وأنا أحب أن تأذن لي، فأقدم مكة، فأدعوهم إلى الله، وإلى رسوله، وإلى الإِسلام، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم. قال: فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحق بمكة.
وكان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب، يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام، تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدًا، ولا ينفعه بنفع أبدًا" (2).
7 - عمليات الافتداء للأسرى:
291 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسارى بدر، وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف" (3).
292 - من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "كانت قريش ناحت قتلاها ثم ندمت، وقالوا: لا تنوحوا عليهم، فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان في الأسرى أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا تَاجِرًا ذَا مَالٍ، وَكَأَنَّكُمْ بِهِ قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِ فِدَاءِ أَبِيهِ. فَلَمَّا قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا بِفِدَاءِ أَسْرَاكُمْ، لَا يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ. قَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ - وَهُوَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَى -: صَدَقْتُمْ، لَا تَعْجَلُوا وَانْسَلَّ مِنَ اللَّيْلِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَخَذَ أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَانْطَلَقَ بِهِ.» (4)
8 - أبو العاص بن الربيع وعفو الرسول عنه وإطلاقه:
293 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قال: فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رق لها رقة شديدة وقال: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا)، فقالوا: "نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها".
وهذا لفظ أحمد وفي رواية أبي داود زيادة نوردها فيما يلي:
"وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ عليه، أو وعده، أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة ورجلًا من الأنصار فقال: (كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها) (5).
9 - تكليف من لا يجد فداء بتعليم أبناء المسلمين:
294 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، قال: فجاء يومًا غلام يبكي إلى أبيه فقال: ما شأنك؟
قال: ضربني معلمي".
قال: الخبيث يطلب بذحل بدر والله لا تأتيه أبدًا" (6). ذحل = ثأر
10 - حفظ النبي لجوار المطعم بن عدي في الأسرى:
295 - من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأسارى بدر: (لو كان مطعم بن عدي حيًّا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له) (7).
11 - العباس وقصته في الفداء:
296 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إنَّ رجالًا من الأنصار استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه، قال: (والله لا تذرون منه درهما) (8).
297 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال العباس: فيَّ نزلت: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامي، وسألته أن يحاسبني بالعشرين الأوقية التي أخذت معي، فأعطاني بها عشرين عبدًا كلهم قد تاجر بمال في يده، مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى" (9).
.................................................. .........................
(1) إن كان أخرجه ابن إسحاق بسنده الصحيح الوارد في بداية غزوة بدر فالحادثة صحيحة والله أعلم وإلا فالحادثة بلا سند انظر سنده (ابن هشام في السيرة: 1/ 606).
(2) ابن هشام في السيرة: 1/ 661 - 663 عن ابن إسحاق بسند صحيح مرسلًا، وقال ابن حجر في الإصابة: 3/ 36 قال موسي بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب مرسلًا وذكر قصة عمير، وقد أخرجه ابن منده من وجه آخر موصولًا، من طريق أبي الأزهر عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أنس أو غيره وإسناد ابن مندة ظاهره أنه حسن.
(3) مجمع الزوائد: 6/ 90، وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(4) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 90، رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(5) أخرجه أحمد في المسند: 6/ 376، وأبو داود في الجهاد باب في فداء الأسير بالمال: 2692، الحاكم في المستدرك: 3/ 336، وسكت عليه الحاكم والذهبي، وابن هشام في السيرة: 1/ 653 وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وابن إسحاق صرح بالتحديث، وقال الساعاتي في الفتح الرباني: 14/ 100، أخرجه ابن إسحاق في سيرته وإسناده جيد.
(6) أخرجه أحمد في المسند: 4/ 47، تحقيق أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح وقال البناني الفتح الرباني: لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده علي بن عاصم فيه كلام لكن وثقه الإمام أحمد، ذحل بدر: ثأر بدر.
(7) أخرجه أبو داود في الجهاد باب المن على الأسير رقم: 2689، وإسناده صحيح البخاري في المغازي باب: 12 حديث رقم: 4024.
(8) أخرجه البخاري في المغازي باب 12، حديث رقم: 4018.
(9) المطالب العالية: 4300 وقال ابن حجر: هذا إسناد صحيح، رواه ابن مردويه في التفسير والمسند، عن أحمد بن الحسن عن عبد الله بن محمد عن ابن إسحاق هكذا، وأخرجه الطبراني من حديث يزيد بن هارون عن ابن إسحاق، وقال البوصيري: رواه ابن راهويه بسند صحح، وابن مردويه في تفسيره، والطبراني" قلت: وأخرجه ابن جرير الطبري في التفسير: 14/ 73، تحقيق أحمد شاكر، وإسناد هذا الحديث صحيح، وقال الهيثمي في المجمع: 7/ 28، رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 27-01-2019, 08:33 PM
  #43
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

12 - منزلة من شهد بدرًا من الصحابة رضوان الله عليهم:
298 - من حديث رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: "جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: (من أفضل المسلمين) -وكلمة نحوها- قال: (وكذلك ما شهد بدرًا من الملائكة) (1).
299 - من حديث علي بن أبي طالب الطويل في قصة حاطب بن بلتعة قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفرت لكم) فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم" (2).
300 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لن يدخل النار رجل شهد بدرًا أو الحديبية) (3).
13 - أسماء من شهد بدرًا من الصحابة:
قال الحافظ في الفتح: قلت فجملة من ذكر من أهل بدر هنا أربعة وأربعون رجلًا، وقد سبق البخاري إلى ترتيب أهل بدر على حروف المعجم وهو أضبط لاستيعاب أسمائهم، ولكنه اقتصر على ما وقع عنده منهم، واستوعبهم الحافظ ضياء الدين المقدسي في (كتاب الأحكام)، وبين اختلاف أهل السير في بعضهم اختلاف غير فاحش، وأورد ابن سيد الناس أسماءهم في (عيون الأثر)، لكن على القبائل كما صنع ابن إسحاق وغيره، واستوعب ما وقع له من ذلك فزادوا -على ثلاثمائة وثلاثة عشر- خمسين رجلًا قال: وسبب الزيادة الاختلاف في بعض الأسماء. قلت: ولولا خشية التطويل لسردت أسماءَهُم مفصلًا مبينا للراجح، لكن في هذه الإشارة كفاية والله المستعان" (4).
قلت: وانظر أيضًا سيرة ابن كثير رحمه الله فقد أورد أسماءهم هناك (5).
وذكرهم الهيثمي أيضًا في مجمع الزوائد: (6/ 93 - 106) وبين مواضع ذكرهم وأسانيده في ذلك مرتبًا لتلك الأسانيد من صفحة: (93 - 97) بإسناد واحد إلى ابن شهاب الزهري ورجاله رجال الصحيح.
الفصل الثالث الأحداث ما بين بدر واحد
المبحث الأول: زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفصه بنت عمر
301 - من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوفي في المدينة، فقال عمر "أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة بنت عمر، قال: فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالٍ، ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا.
قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر رضي الله عنه فلم يرجع إليَّ شيئًا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان.
فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قال عمر: نعم، قال: فإنه لم يمنعنى أن أرجع إليك فيما عرضت علي، إلا أني كنت علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو تركها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلتها" (6).
المبحث الثاني: زواج علي وفاطمة رضوان الله عليهما
302 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -، واعدت رجلًا صواغًا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر، فأردت أن أبيعه وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعت، فهذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذت من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر قلت: من فعل هذا. قالوا: حمزة بن عبد المطلب ... " فذكر الحديث (7).
303 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال: (خطبت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به! فقالت: إنك إن جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجك.
قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أن قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما جاء بك؟ ألك حاجة؟) فسكت، فقال: (لعلك جئت تخطب فاطمة؟) فقلت: نعم، فقال: (وهل عندك من شيء تستحلها به؟) فقلت: لا والله يا رسول الله. فقال: (ما فعلت درع سلحتكها)؟.
فوالذي نفس على بيده إنها لحطمية ما قيمتها أربعة دراهم، فقلت: عندي. فقال: (قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها بها) فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (8).
جهاز فاطمة عليها رضوان الله عليها
304 - من حديث علي رضي الله عنه قال: "جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها إذخر" (9).
وقد روى البيهقي عن ابن منده في كتاب المعرفة "أن عليا تزوج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت لعلي الحسن، والحسن، ومحسنًا، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى (10).
وعلق على ذلك ابن كثير رحمه الله فقال: "قلت: فعلى هذا يكون دخوله بها في أوائل السنة الثالثة من الهجرة، فظاهر سياقه حديث الشارفين يقتضي أن ذلك عقب وقعة بدر بيسير، فيكون ذلك كما ذكرناه في آخر السنة الثانية والله أعلم" (11).
المبحث الثالث: إجلاء بني قينقاع
305 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان من حديث بني قينقاع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قال: يا معشر يهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.
ثم قال ابن عباس: فأنزل هؤلاء الآيات إلا فيهم {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} (12) (13).
المبحث الرابع: موقف عبد الله بن أبي زعيم المنافقين من أوليائه اليهود
من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: "أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاربوا فيما بين بدر وأحد، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلوا على حكمه، فقام عبد الله بن أبي ابن سلول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمكنه الله تعالى منهم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي) فأعرض عنه، فأدخل يده في حبيب درع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أرسلني) وغضب حتى رؤي لوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظلال، فقال له: (ويحك أرسلني). فقال: والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، أي والله إني لامرؤ أخشى الدوائر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هم لك) (14).
306 - ومن طريق ابن إسحاق أيضًا قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: "لما حاربت بنو قينقاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي، وقام دونهم، فمشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أحد بني عوف بن الخزرج لهم من حلفهم مثل الذي لهم من حلف عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتبرأ إلى الله وإلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حلفهم، فقال: "يا رسول الله أتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم.
ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} -إلى قوله- {فترى الذين في قلوبهم مرض} يعني عبد الله بن أبي لقوله: إني أخشى الدوائر، {يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} -حتى بلغ قوله- {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} لقول عبادة: أتولى الله ورسوله والذين آمنوا وتبريه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم إلى قوله {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} " (15).
.................................................. .....................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب شهود الملائكة بدرًا رقم: 3992.
(2) أخرجه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا رقم: 3983.
(3) أخرجه الترمذي في المناقب حديث: 3864، 5/ 697، وقال حسن صحيح، ومسلم في فضائل الصحابة، باب أهل الشجرة رقم: 2496، وابن ماجه رقم: 4281.
(4) فتح الباري: 7/ 328 - 329 في التعليق على الباب الثالث عشر من المغازي باب تسمية من سمى من أهل بدر.
(5) سيرة ابن كثير 2/ 489.
(6) أخرجه البخاري في النكاح باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير الحديث: 5122، فتح الباري: 9/ 175 - 176، النسائي: 2/ 75 - 76 - 77، وأحمد في المسند رقم: 74، تحقيق أحمد شاكر.
(7) أخرجه البخاري في المغازي باب 12 حديث رقم: 4003، مسلم في أول كتاب الأشربة حديث رقم: 1979، والفتح الرباني: 31/ 45 - 47.
* الشارف: الناقة.
(8) أخرجه البيهقي في الدلائل: 3/ 160، وإسناده حسن وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، سيرة ابن كثير: 2/ 544.
(9) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 14، ابن ماجه في السنن والزهد باب ضجاع آل محمد رقم: 4152، البيهقي في الدلائل: 3/ 161، والحديث إسناده صحيح.
* خميل: القطيفة: الأدم: الجلد. الأذخر: خشيشة رطبة طيبة الرائحة.
(10) أخرجه البيهقي في الدلائل: 3/ 162.
(11) السيرة النبوية ابن كثير: 2/ 545.
(12) آل عمران آية: 12 - 13.
(13) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة رقم: 3001، وابن هشام في السيرة: 2/ 47، بسند ابن إسحاق، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 7/ 332.
(14) السيرة النبوية ابن هشام: 2/ 48 وإسناده صحيح وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث ولكنه مرسل، ودلائل البيهقي: 3/ 174، الطبري في التاريخ: 2/ 480.
(15) السيرة النبوية ابن هشام: 2/ 49 - 50، وإسناده صحيح وقد صرح بالتحديث وهو مرسل، ودلائل البيهقي: 3/ 174 - 175، الآيات من: 51 - 56، سورة المائدة.

__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 29-01-2019, 08:30 PM
  #44
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الخامس: مقتل كعب بن الأشرف
307 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله). فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: (نعم). قال: فأذن لي رسول الله أن أقول شيئًا. قال: (قل). فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وإنه قد عنَّانا، وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: وأيضًا والله لتملنه.
قال: إنا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا وسقًا أو وسقين –{وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر (وسقا أو وسقين) فقلت له: فيه (وسقًا أو وسقين)، فقال: أرى فيه (وسقًا أو وسقين) }- فقال: نعم أرهنوني، قالوا: أي شيء تريد؟ قال: أرهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: أرهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللامة .. قال سفيان: يعني السلاح.
فواعده أن يأتيه فجاءه ليلًا ومعه أبو نائلة -وهو أخو كعب من الرضاعة- فدعاهم إلى الحصن، فنزل إليهم فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة. وقال غير عمرو: قالت أسمع صوتًا كأنه يقطر منه الدم. قال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لودعي إلى طعنة بليل لأجاب.
قال: ويُدخل محمد بن مسلمة معه رجلين -قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم قال عمرو: جاء معه برجلين وقال غير عمرو: أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس، وعباد بن بشر- قال عمرو جاء معه برجلين.
فقال: إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، قال مرة: ثم أشِمُّكم، فنزل إليهم متوشحًا وهو ينفخ منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحًا -أي أطيب - وقال غير عمرو قال: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. قال عمرو فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك قال: نعم فشمه، ثم أشم أصحابه ثم قال: أتأذن لي؟ قال: نعم فلما استمكن منه قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه" (1).
تشييع النبي للصحابة الذين ذهبوا لقتل كعب بن الأشرف:
308 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى معهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم فقال: (انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم) (2).
وذكر في بقية الحديث كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
سبب قتله: إيذاء كعب بن الأشرف للمسلمين بهجائه لهم في شعره:
309 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه، قال: "إن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرًا وكان يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان، ومنهم اليهود، وهم أهل الحلقة والحصون، وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم، وكان الرجل يكون مسلمًا وأبوه مشرك، والرجل يكون مسلمًا وأخوه مشرك.
وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤذون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أشد الأذى، فأمر الله تعالى رسوله والمسلمن بالصبر على ذلك، والعفو عنهم، ففيهم أنزل الله جل ثناؤه {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} (3).
وفيهم أنزل الله {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} (4).
فلما أبي كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأذى المسلمين. وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ أن يبعث رهطًا ليقتلوه، فبعث إليه سعد ...).
وذكر نحوًا من حديث جابر (5).
وهكذا طويت صفحة من صفحات الغدر، ممثلة في هذا اليهودي الخبيث، وارتاح المسلمون من عدو من ألد أعدائهم، وأشدهم تحريضًا على الإِسلام وأهله.
الفصل الرابع غزوة أُحد
المبحث الأول: أحداث ما قبل المعركة
1 - تاريخ الغزوة:
310 - من طريق محمَّد بن إسحاق قال: (وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة حين صلى الجمعة، فأصبح بالشعب من أحد، فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال" (6).
2 - مشاورة النبي للصحابة للخروج وإخبارهم عن رؤياه:
311 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت بقرًا منحرة، فأولت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر هو والله خير) قال: فقال لأصحابه: (لو أنا أقمنا بالمدينة فإن دخلوا علينا فيها قاتلناهم؟ فقالوا: يا رسول الله، والله ما دخل علينا فيها في الجاهلية، فكيف يدخل علينا فيها في الإِسلام؟
قال عفان في حديثه: فقال: (شأنكم إذًا)، قال: فلبس لأمته قال: فقالت الأنصار رددنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءوا فقالوا: يا نبي الله شأنك إذًا فقال: (إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل) (7).
312 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "تنفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، فقال: (رأيت في سيفي ذي الفقار فلًا، فأولته فلًا يكون فيكم "أي انهزامًا" ورأيت أني مردف كبشًا، فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة، فأولتها المدينة، ورأيت بقرًا تذبح، فَبَقرٌ والله خير، فَبَقرٌ والله خير) فكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (8).
313 - ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيت في رؤياي أني هززت سيفًا فانقطع صدره، فهذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرًا والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد) (9).
3 - مظاهرة النبي بين درعين وأخذه بالأسباب:
314 - من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أخذ درعين كأنه ظاهر بينهما" (10).
315 - ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض ... وذكر الحديث" (11).
316 - وقد جاء أيضًا من طريق رجل من بني تيم يقال له معاذ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر يوم أحد بين درعين" (12).
4 - رجوع المنافقين وانخذالهم من أول الطريق:
317 - من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة أحد رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرقتين، فرقة تقول نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم. فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} وقال: (إنها طيْبَةٌ تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبث الفضة) (13).
318 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "نزلت هذه الآية فينا {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} (14) بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} " (15).
319 - وقد جاء من طريق ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة، وحصين بن عبد الرحمن ... فذكر حديث الرؤيا حتى قال: "حتى خرج في ألف من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، انخذل عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال: أطاعهم وعصاني، ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس! فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام يقول:
"يا قوم، أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عند من حضر من عدوهم، فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال، قال: فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف:
قال: أبعدكم الله، أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه" (16).
.................................................. .............................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل كعب بن الأشرف رقم: 4037، فتح الباري: 7/ 336 - 337 مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب قتل كعب بن الأشرف حديث رقم: 1801، ص: 1425 - 1426 وأبو داود في سننه كتاب الجهاد باب في العدو يؤخذ على حين غرة حديث رقم: 2768 والبيهقي في الدلائل: 3/ 195 - 196. ابن هشام في السيرة: 2/ 51 - 58، وابن كثير: 3/ 9 - 17، ابن سعد: 2/ 31 - 34.
(2) المطالب العالية: 4312، وقال أخرجه إسحاق بن راهوية وإسناده حسن متصل، وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: 21/ 49، البزار كما في كشف الأستار: 2/ 330 - 331، والطبراني في الكبير: 11/ 221 برقم: 11554، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 196، رواه أحمد والبزار، والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات، قلت: وحسن إسناده أيضًا الحافظ ابن حجر في الفتح: 7/ 338، وقال: وعند ابن إسحاق بسند حسن، وابن هشام في السيرة: 2/ 55 - 56، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث فزال التدليس.
(3) الآية الكريمة: 186 من سورة آل عمران.
(4) الآية الكريمة: 109 من سورة البقرة.
(5) أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء (3000)، والهيثمي في المجمع: 6/ 195 - 196، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، فتح الباري: 7/ 337، وعزاه إلى أبي داود والترمذي.
(6) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 124، رواه الطبراني ورجاله ثقات.
* البقر المذبوحة: يعني استشهاد أصحابه - صلى الله عليه وسلم -.
(7) أخرجه أحمد في المسند: 3/ 351، الدارمي: 2/ 129 - 130، وعلق البخاري بعضه فتح الباري: 13/ 284، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 107، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وقد جاء من مرسل عروة عند عبد الرزاق في المصنف:5/ 364 ومن مرسل الزهري وموسى بن عقبة في دلائل النبوة للبيهقي: 3/ 208.
* ذا الفقار: سمي بذلك لأنه كانت فيه حفر حسان صغار، والسيف المفقر الذي فيه حزوز مطمئنة عن متنه.
الفل: الثلم في السيف.
(8) أخرجه الترمذي كتاب السير في النفل ضمن حديث رقم: 1561، وقال حديث حسن غريب، وابن ماجه في الجهاد باب السلاح رقم: 2808، وأحمد في المسند: 1/ 271، والحاكم: 28/ 128 - 221 وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي كما في البداية والنهاية: 4/ 11، بسند حسن، وقال الساعاتي في الفتح الرباني: 17/ 221: وسنده صحيح.
(9) أخرجه البخاري في المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد حديث رقم: 4081، ومسلم في كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث رقم: 2272، وابن ماجه في سننه كتاب تعبير الرؤيا باب تعبير الرؤيا حديث رقم: 3921، وقد أورده البخاري مقطعًا أيضًا: في كتاب المناقب -باب علامات النبوة، والتعبير باب إذا رأى بقرًا تنحر، وأخرجه الدارمي: 2/ 129، كتاب الرؤيا باب رؤية الرب، والبيهقي في الدلائل: 3/ 203.
* ظاهر: لبسهما فوق بعضهما.
(10) أخرجه أبو داود في الجهاد باب لبس الدرع رقم: 2590، وابن ماجه في الجهاد باب في السلاح رقم: 2806 وقال البوصيري في الزوائد وإسناده صحيح على شرط البخاري، قلت: ورجال ابن ماجه كلهم ثقات.
(11) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 25، وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في سننه: 9/ 46.
(12) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 108، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
(13) أخرجه البخاري في المغازى باب غزوة أحد رقم: 4050، ومسلم في صحيحه كتاب صفات
(14) سورة آل عمران: 22.
(15) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم: 4051، مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل الأنصار رقم: 2505.
(16) ابن هشام: 2/ 60 - 64 وسنده حسن وهو مرسل
.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 01-02-2019, 02:19 PM
  #45
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

5 - إعادة الكتيبة اليهودية التي خرجت لمساعدة المسلمين:
320 - من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حتى إذا خلف ثنية الوداع نظر وراءه فإذا كتيبة خشناء (1) (قال: من هذا؟ قال: هو عبد الله بن أبي بن سلول في مواليه من اليهود من بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام فقال: أوقد أسلموا؟ فقال: إنهم على دينهم قال: قل لهم فليرجعوا، فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) (2).
6 - التنافس في الخروج بين صغار الشباب:
استعرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - الشباب يوم خروجه إلى أحد، فرد من استصغره منهم مثل ابن عمر والبراء وغيرهما، وأجاز من رآه مطيقًا منهم مثل رافع بن خديج وسمرة ابن جندب، وقيل إنما أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجاز لإطاقته، ورد من رد لعدم إطاقته، والصحيح أنه أجاز من أجاز لبلوغه بالسن خمس عشرة سنة، ورد من رد لصغره عن سن البلوغ.
321 - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرضني يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنة فأجازني" (3).
7 - وضع الرماة على الجبل:
322 - من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشًا من الرماة، وأمر عليهم عبد الله وقال: (لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا)، فلما لقينا هربوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة فقال: عبد الله عهد إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا، فأبوا، فلما أبوا صرف وجوههم ... فذكر الحديث" وسيأتي بقيته في مواطن أخرى يشار إليها هناك.
وقد جاء في لفظ أبي داود عنه "جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جبير قال: ووضعهم موضعًا، وقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) (4).
8 - من يأخذ هذا السيف بحقه:
323 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحد، فقال: (من يأخذ مني هذا السيف بحقه؟) فبسطوا أيديهم كل إنسان فيهم يقول: أنا أنا، فقال: (من يأخذه بحقه؟) فأحجم القوم فقال له سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال فأخذه ففلق به هام المشركين" (5).
324 - وقد جاء من حديث الزبير رضي الله عنه قال: عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفًا يوم أحد فقال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله فأعرض عني ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه؟ قال: (ألا تقتل به مسلمًا ولا تغربه عن كافر)، قال: فدفعه إليه وكان إذا أراد القتال أعلمَ بعصابة، قال: "لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع، قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق ... ونبسط النمارق
إن تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها، فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة، ثم لم تضربها، قال: أي والله أكرمت سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقتل به امرأة" (6).
المبحث الثاني: مشاهد من المعركة
1 - هزيمة المشركين في بداية المعركة:
325 - من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من خلفنا، وصرخ صارخ ألا إن محمَّد قتل، فانكفأنا، وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء، حتى ما يدنوا منه أحد من القوم" (7).
وقد جاء بزيادة في رواية إسحاق بن راهوية عن الزبير فقال: "والله إني لأنظر يومئذ إلى خدم النساء مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئًا، وإن لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد، ولقد أصيب أصحاب اللواء، وصبروا عنده حتى صار إلى عبد لهم حبشي يقال له (صواب)، ثم قتل صواب، فطرح اللواء فلم يقربه أحد من خلق الله، حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لهم، وثاب إليه الناس، قال: الزبير: فوالله إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل فحطمتنا، وكر الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدًا قد قتل. فأعظم الناس وركب بعضهم بعضًا فصاروا أثلاثًا: ثلثًا جريحًا، وثلثًا مقتولًا، وثلثًا منهزمًا، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة: روا الناس وقعوا في الغنائم، وقد هزم الله المشركين وأخذ المسلمون الغنائم، فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أوله، فتنازعوا في ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين" (8).
2 - استشهاد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله:
326 - من حديث وحشي بن حرب الذي رواه عنه: جعفر بن عمرو بن أمية الضمْري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، وكان وحشي يسكن حمص، قال: فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت.
قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير، فسلمنا، فرد السلام، قال: وعبيد الله معتجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله، إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة فكنت أسترضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك، قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟
قال: نعم؟ إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار، فقال لي مولاي جبير ابن مطعم، إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين -وعينين جبل بحيال أحد- وبينه وبينه واد -خرجت مع الناس إلى القتال. فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب.
قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإِسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسلًا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآني قال: (أنت وحشي)، قلت: نعم، قال: (أنت قتلت حمزة؟) قلت: قد كان من الأمر ما بلغك. قال: (فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟).
قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس،فكان من أمره ما كان، قال: فهذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته" (9).
قال: قال عبد الله بن الفضل، فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: "فقالت جارية على ظهر بيت، أمير المؤمنين قتله العبد الأسود".
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::
خشناء كثيرة السلاح خشنة.
1-المطالب العالية: 4319، وعزاء الحافظ ابن حجر لإسحاق بن راهويه وحسن إسناده، وقال البوصيري: رواه إسحاق بإسناد حسن.
2-أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق رقم: 4097، مسلم في الإمارة باب بيان سن البلوغ رقم: 1868، أبو داود في سننه رقم: 2957، 4406، الترمذي رقم: 1711، 1361، ابن ماجه رقم: 2543، النسائي: 6/ 155 - 156، أحمد في المسند: 2/ 17، الطحاوي في شرح معاني الآثار: 2/ 125.
3-أخرجه البخاري في المغازي غزوة أحد رقم: 4043، أحمد: 4/ 293 - 294، وأبو داود في الجهاد في الكمناء رقم: 2662، والبيهقي في الدلائل: 2293 - 230 وقد جاء نحوه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند أحمد: 1/ 287 - 288، والحاكم: 2/ 296، 297، وصححه ووافقه الذهبي.
4-أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أبي دجانة حديث رقم: 2470، أحمد في المسند: 3/ 123 والحاكم في المستدرك: 3/ 230، وابن سعد في الطبقات: 3/ 556، والبيهقي في الدلائل: 3/ 232 - 233.
5-أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 3/ 233، والبزار انظر كشف الأستار رقم: 1787، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 109 رواه البزار، ورجاله ثقات.
6-أخرجه ابن إسحاق بإسناد صحيح انظر سيرة ابن هشام: 2/ 77، والبيهقي في الدلائل: 3/ 228، والطبري في تاريخه: 2/ 513 عن طريق ابن إسحاق به.
7-* خدم: الخلاخيل روا: فعل أمر من رأى أي انظروا.
8-أخرجه إسحاق بن راهويه كما في المطالب العالية رقم: 4313، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله هذا إسناد صحيح له شاهد من حديث البراء في الصحيح.
9-أخرجه البخاري في المغازي باب قتل حمزة بن عبد المطلب رقم: 4072، وأحمد في المسند: 3/ 501، ودلائل النبوة للبيهقي: 3/ 241 أو الطبري في تاريخه مختصرًا: 2/ 516 - 517.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!



التعديل الأخير تم بواسطة صاحب فكرة ; 01-02-2019 الساعة 02:24 PM
رد مع اقتباس
قديم 07-02-2019, 09:31 PM
  #46
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

سؤال النبي عمن رأى مقتل حمزة:
327 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: (من رأى مقتل حمزة؟) فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال: (فانطلق فأرناه) فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على حمزة، فرآه وقد شق بطنه، وقد مثل به، فقال: يا رسول الله، مثل به والله، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى فقال: (أنا شهيد على هؤلاء، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآنًا فاجعلوه في اللحد) (1).
تألم النبي - صلى الله عليه وسلم - لمقتل حمزة:
328 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "لما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق" (2).
تكفين حمزة رضي الله عنه:
329 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قتل حمزة يوم أحد وقتل رجل من الأنصار، فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة، فلم يكن للأنصاري كفن فأسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الثوبين، ثم كفن كل واحد منهما في ثوب" (3).
330 - من حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: "أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبر حمزة بن عبد المطلب، فجعلوا يجرون النمرة (4) على وجهه فينكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر) قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر على لأوائها (5) وشدتها أحد إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة) (6).
صبر صفية:
331 - من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "إنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى، قال فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم فقال: المرأة المرأة.
قال الزبير فتوسمت أنها صفية قال: فخرجت أسعى إليها، قال فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى. قال: فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك عني لا أرض لك، فقلت، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك.
قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله، فكفنوه فيهما قال فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وخنى أن يكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له" (7).
332 - من حديث ابن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهم قالا: "لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهن يبكين فقال: (يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين، ولا يبكين على هالك بعد اليوم) (8).
333 - من حديث وحشي قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: (وحشي) قلت: نعم، قال: (قتلت حمزة؟)، قلت: نعم، والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده، فقالت له قريش: أتحبه وهو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة وقال: (وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله) (9).
3 - أنس بن النضر وشجاعته:
334 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " عمي الذي سميت به (10) لم يشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرًا. قال: فشق عليه. قال: أول مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُيبت عنه، وإن أراني الله مشهدًا، فيما بعد، مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليراني الله ما أصنع، قال: فهاب أن يقول غيرها (11).
قال: فشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد قال: فاستقبل سعد بن معاذ فقال له: يا أبا عمرو أين؟ واهًا لريح الجنة أجده دون أحد. فقاتلهم حتى قتل. قال: فوجد في جسمه بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، قال: فقالت أخته عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه، ونزلت هذه الآية {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (12).
فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه" وهذا لفظ مسلم (13).
وفي لفظ البخاري زيادة أذكرها للفائدة: "فلقي يوم أحد فهزم الناس فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به المشركون -فتقدم بسيفه، فلقي سعد بن معاذ فقال: أين يا سعد؟ إني أجد ريح الجنة دون أحد فمضى فقتل، فما عرف حتى عرفته أخته بشامة -أو ببنانه- وبه بضع وثمانون: من طعنة وضربة ورمية بسهم".
335 - ومن طريق ابن إسحاق قال: وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار: "قال انتهى أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله، في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قتل) (14).
4 - أبو عامر الفاسق وتحريضه على المسلمين يوم أحد:
336 - من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن قتادة: "أن أبا عامر، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان، أحد بني ضبيعة، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، معه خمسون غلامًا من الأوس، وبعض الناس كان يقول: كانوا خمسة عشرة رجلًا، وكان يعد قريشًا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان، فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة، فنادى: يا معشر الأوس أنا أبو عامر، قالوا: فلا أنعم الله بك عينًا يا فاسق -وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية: الراهب، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الفاسق- فلما سمع ردهم عليه، قال: لقد أصاب قومي بعدي شر، ثم قاتلهم قتالًا شديدًا، ثم راضخهم بالحجارة (15).
5 - رجل يستطيل حياته:
337 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل يوم أحد: يا رسول الله إن قتلت فأين أنا؟ قال: (في الجنة)، فألقى ثمرات في يده وقاتل حتى قتل (16).
قال الحافظ في الفتح "وزعم ابن بشكوال أنه عمير بن الحمام، وسبقه إلى ذلك الخطيب، واحتج بما أخرجه مسلم من حديث أنس (أن عمير بن الحمام أخرج ثمرات فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم قاتل حتى قتل.
قلت: لكن وقع التصريح في حديث أنس أن ذلك كان يوم بدر، والقصة التي في الباب وقع التصريح في حديث جابر أنها كانت يوم أحد، فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم، وفيه (الحديث) ما كان عليه الصحابة من حب نصر الإِسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة الله" (17).
6 - كافر تصيبه دعوته:
338 - من حديث بريدة رضي الله عنه قال: "أن رجلًا قال يوم أحد اللهم إن كان محمدًا على الحق فاخسف بي قال فخسف به" (18).
7 - حنظلة الغسيل:
339 - من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند قتل حنظلة بن أبي عامر بعد أن التقى هو وأبو سفيان حين علاه شداد بن الأسود بالسيف فقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن صاحبكم تغسله الملائكة فسألوا صاحبته) فقالت: إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لذلك غسلته الملائكة) (19).
340 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أصيب حمزة بن عبد المطلب، وحنظلة بن الراهب، وهما جنب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت الملائكة تغسلهما) (20).
.................................................. ..............................................
(1) المطالب العالية رقم: 4325، ونسبه إلى أبي بكر من أبي شيبة، وقال البوصيري فيه: رواته ثقات كما في التعليق عليه، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 119، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح - ومقطع الحديث (أنا شهيد على هؤلاء) أخرجه البخاري في المغازي باب من قتل من المسلمين بأحد: 4079 وأبو داود في الجنائز باب في الشهيد يغسل: 3138 الترمذي في الجنائز باب ترك الصلاة على الشهيد: 1036، والنسائي في الجنائز باب ترك الصلاة عليهم: 3/ 62، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء: 1514، من حديث جابر به.
(2) كشف الأستار: 1794، وقال الهيثمي: 6/ 118، رواه البزار وفيه عبد الله بن محمَّد ابن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه.
(3) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 120، رواه الطبراني ورجاله ثقات، انظر الطبراني في المعجم الكبير: 12152.
* النمرة الثوب المخطط من مآزر الأعراب.
(4) لدمت: ضربت ودفعت.
(5) لأوائها: شدتها وضيق المعيشة فيها.
(6) المطالب العالية رقم: 4322، وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شيبة وسكت عنه البوصيري وقال في المجمع: 6/ 119 رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(7) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 165، والبزار كما في كشف الأستار رقم: 1797 وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 118: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق" وأخرجه البيهقي في السنن: 4/ 401 - 402، وفي الدلائل: 3/ 290 وأبو يعلى الموصلي رقم: 686، وإسناد هذا الحديث حسن فابن أبي الزناد قال ابن معين فيه: أثبت الناس في هشام بن عروة، وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فصحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. تهذيب التهذيب: 6/ 171 - 172.
(8) أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في البكاء على الميت: 1591، وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: 7/ 106 - 107 وقال الساعاتي سنده جيد قال الهيثمي في المجمع: 6/ 120 رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح قلت: وإسناد ابن ماجه على شرط مسلم.
(9) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 121: رواه الطبراني وإسناده حسن، انظر الطبراني في الكبير: 22/ 139 رقم: 370.
(10) عمي الذي سميت به: أي بإسمه وهو أنس بن النضر.
(11) مخافة أن يقول شيئًا يعجز عن فعله.
(12) الأحزاب آية: 23.
(13) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4048، مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: 1903، الترمذي رقم: 3198، 3199، وقال حسن صحيح، وأحمد في المسند: 3/ 194، 201، 253، والطيالسي: 2/ 22، وأبو نعيم في الحلية: 1/ 121، ابن جرير الطبري في التفسير: 21/ 147، وابن كثير في التفسير: 3/ 475.
(14) أخرجه ابن هشام في السيرة: 2/ 83، وصرح ابن إسحاق بالتحديث، والقاسم بن عبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 13، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأخرجه الطبري في تاريخه: 2/ 517 والبيهقي في الدلائل: 3/ 245 من طريق ابن إسحاق به.
(15) أخرجه ابن هشام: 2/ 67 والطبري في تاريخه: 2/ 512 وسنده حسن ورجاله ثقات، وصرح ابن إسحاق بالتحديث والحديث مرسل.
(16) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4046، مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: 1899، النسائي في الجهاد باب ثواب من قتل في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ: 6/ 33، أحمد في المسند: 3/ 308، الحميدي برقم: 1249، دلائل النبوة للبيهقي: 3/ 243.
(17) فتح الباري: 7/ 354.
(18) كشف الأستار عن زوائد البزار رقم: 1799، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 122، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(19) أخرجه الحاكم: 3/ 204 - 205 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي: 4/ 15 من حديث ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده وسنده صحيح ورواه الطبراني في الكبير وفي لفظه اختلاف انظر مجمع الزوائد: 3/ 23، وقال الهيثمي: وإسناده حسن، وله شاهد من حديث ابن عباس يأتي بعد.
(20) قال الهيثمي في المجمع: 3/ 23، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 12-02-2019, 08:56 PM
  #47
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

8 - جرح الرسول عليه الصلاة والسلام يوم أحد:
341 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيهم -يشير إلى رباعيته-، اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (1).
342 - من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "حين سئل عن جرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد -جرح وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكسرت رباعيته،وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير فأحرقته حتى صار رمادًا ثم ألصقته بالجرح، فاستمسك الدم" اللفظ لمسلم (2).
343 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه ويقول: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله) فأنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- (ليس لك من الأمر شيء) (3) (4).
وقد جاء أيضًا من حديث ابن عباس عند البخاري رقم: (4074، 4076)، وابن عمر رحمهما الله تعالى عند البخاري رقم: (4069، 4070).
حال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو يمسح الدم
344 - من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) (5).
9 - شهيد لم يصل لله ركعة:
345 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن عمرو بن أقيش كان له رِباً في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمي؟ قالوا: بأحد قال: أين فلان قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته وركب فرسه، ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحًا، فجاء سعد بن معاذ، فقال لأخته: سليه حمية لقومك، أو غضبًا لهم، أم غضبًا لله، قال: بل غضبًا لله -عَزَّ وَجَلَّ- ورسوله، فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة" (6).
10 - مقتل اليمان والد حذيفة على يد المسلمين خطأ:
346 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما كان يوم أحد هزم المسلمون، فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله، أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: أي عباد الله أبي أبي. قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم، قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله" (7).
وقد جاء زيادة عند ابن هشام عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد فقال حذيفة: (قتلتم أبي! قتلتم أبي! قالوا: والله ما عرفناه وصدقوا، فقال حذيفة: يغفر الله لكم فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يديه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا) (8).
11 - عبد الله بن جحش وسعد ودعوتان مستجابتان:
347 - من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد ألا تدعو الله، فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو، فلقيني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال: اللهم ارزقني رجلًا شديدًا حرده، شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا، قلت: من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت: قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط (9).
12 - عمرو بن الجموح ورجاؤه أن يطأ في الجنة بعرجته:
348 - من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: (أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم)، فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة) فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد" (10).
وقد جاء بلفظ آخر من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة: أن عمرو بن الجموح كان رجلًا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قد عذرك، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أنت فقد عذرك الله؛ فلا جهاد عليك) وقال لبنيه: (ما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة) فخرج معه فقتل يوم أحد" (11).
13 - سعد بن الربيع ووصيته:
349 - من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: (إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف تجدك؟) قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته، وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم فقلت له: يا سعد! إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليك السلام، قل له: يا رسول الله أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيكم شفر (12) يطرف، قال: وفاضت نفسه رحمه الله" (13).
14 - سعد بن أبي وقاص ودفاعه عن النبي يوم أحد:
350 - من حديث أبي عثمان النهدي قال: "لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الأيام التي كان يقاتل بها رسول الله غير طلحة وسعد عن حديثهما"( أي انهما حدثاه بذلك ) (14).
351 - من حديث علي رضي الله عنه: قال: "ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يقول يوم أحد: (يا سعد ارم فداك أبي وأمي) (15).
352 - من حديث سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "نثل لي النبي - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد فقال: (ارم فداك أبي وأمي) (16).
353 - من حديث سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: "جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أبويه كليهما -يريد حين قال: (فداك أبي وأمي) - وهو يقاتل" (17).
.................................................. .............................
(1) أخرجه البخاري في المغازي باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد رقم: 4073، مسلم في الجهاد والسير باب اشتداد غضب الله تعالي على من قتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقم: 1793، وأحمد في المسند: 2/ 255.
(2) أخرجه البخاري في المغازي باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد رقم: 4075، مسلم في الجهاد والسيرة غزوة أحد رقم: 1790، وأحمد في المسند: 5/ 330، 534، ابن ماجه في سننه كتاب الطب باب دواء الجراحة رقم: 3464.
(3) آل عمران: 128.
(4) أخرجه البخاري في المغازي باب ليس لك من الأمر شيء في ترجمة الباب معلقًا فتح الباري: 7/ 365، مسلم في الجهاد والسير باب غزوة أحد رقم: 1791، والترمذي في كتاب التفسير باب ومن سورة آل عمران رقم: 3001، 3002 وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه برقم: 4027، وأحمد في المسند: 3/ 99، 178، 201، 206، 253، 288.
(5) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب 54، باب حديث بينما امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب رقم: 3477، مسلم في الجهاد باب غزوة أحد رقم: 1792، ابن ماجه في الفتن باب الصبر على البلاء رقم: 4025.
(6) أخرجه أبو داود في الجهاد باب فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ رقم: 2537، وأحمد في المسند 5/ 428 - 429 والبيهقي في الدلائل: 3/ 247 - 248وابن هشام: 2/ 90، وسنده حسن، وقد رواه أحمد وابن هشام بسند آخر عن أبي هريرة عن ابن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى أبي أحمد عن أبي هريرة هذا السند رجاله ثقات، وقال الحافظ في الإصابة: 2/ 519: هذا إسناد حسن.
(7) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم: 4065، وفي المناقب الأنصار باب ذكر حذيفة بن اليمان رقم: 3724، ابن سعد: 2/ 45، والحاكم في المستدرك: 3/ 379: والبيهقي في الدلائل: 3/ 230 - 231.
(8) أخرجه ابن هشام: 2/ 87 - 88 والطبري في تاريخه: 2/ 530 من طريق ابن إسحاق، وسنده حسن رجاله ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث فسنده متصل.
(9) أخرجه الحاكم: 3/ 199 - 2، وقال صحيح على شرطهما لولا إرساله، ووافقه الذهبي وقال: صحيح مرسل وابن سعد: 3/ 63، وقال الهيثمي في المجمع: 9/ 301 - 302: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وله شواهد متصلة من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص كما في الإصابة ترجمة رقم: 4583، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/ 307 - 308 موصولًا من حديث إسحاق بن سعد.
(10) أخرجه أحمد في المسند: 5/ 299 وحسن إسناده الحافظ في الفتح، وقال الهيثمي في المجمع: 9/ 315: رجاله رجال الصحبح غير يحيي بن نصر الأنصاري وهو ثقة.
(11) أخرجه ابن هشام في السيرة: 2/ 90 - 19 والبيهقي في الدلائل: 3/ 246، وسنده حسن إن كان الأشياخ من الصحابة وإلا فهو مرسل ورجاله ثقات.
(12) شفر: العين.
(13) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 201، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي من غير طريق ابن إسحاق، وقد جاء في سيرة ابن هشام: 2/ 94 - 15 والطبري في تاريخه: 2/ 528 والبيهقي في الدلائل:3/ 248، من طريق ابن إسحاق وقال حدثني محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني أخو بني النجار والإسناد صحيح إلا أنه مرسل، وقد جاء في المطالب العالية رقم: 4317، عن عمرو بن يحيى المازني وعزاه لإسحاق بن راهويه وصحح إسناده البوصيري إلا أنه مرسل وجاء أيضًا من مرسل يحيى بن سعيد أخرجه مالك في الجهاد وباب الترغيب في الجهاد: 2/ 21 بهامش تنوير الحوالك، ومن طريقه أخرجه ابن سعد في الطبقات: 3/ 523 وبهذه الطرق يكون الحديث صحيحًا.
(14) أخرجه البخاري في الفضائل: 3723، وفي المغازي باب غزوة أحد رقم: 4060، 4061، ومسلم في الفضائل رقم: 2414.
(15) أخرجه البخاري رقم: 2905، وفي المغازي إذ همت طائقان منكم أن تفشلا أرقام: 4058، 4059، وجاء أيضًا برقم: 6184، مسلم في الفضائل رقم: 2411، الترمذي: 3756، وابن ماجه رقم: 129، المقدمة، وأحمد في المسند: 1/ 29، 124، 136، 137.
(16) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم: 4055.
نثل: استخرج ما فيها من السهام.
الكنانة: جعبة السهام.
(17) أخرجه البخاري في الفضائل رقم: 3725، وفي المغازي إذ همت طائفان منكم أن تفشلا رقم: 4055، 4056، 4057، ومسلم في الفضائل رقم: 2412، الترمذي: 3755، وابن ماجه رقم: 130 في المقدمة، وأحمد في المسند: 1/ 174 - 180.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 14-02-2019, 10:41 AM
  #48
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

15 - طلحة بن عبيد الله ودفاعه عن رسول الله يوم أحد:
354 - من حديث قيس قال: (رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي يوم أحد شلاء" (1).
355 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد، وولى الناس، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية في اثنى عشر رجلًا منهم طلحة، فأدركهم المشركون فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من للقوم؟) قال: طلحة: أنا، قال: (كما أنت)، فقال رجل: أنا، قال: (أنت)، فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: (من لهم؟) قال طلحة: أنا، قال: (كما أنت)، فقال رجل من الأنصار: أنا، قال: (أنت) فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، فقال: (من للقوم؟) قال: طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه، فقال: حس، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو قلت باسم الله، لرفعتك الملائكة والناس ينظرون) ثم رد الله المشركين (2).
356 - من حديث الزبير رضي الله عنه قال: "كان على النبي يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة، قال الزبير فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أوجب طلحة) (3).
16 - أبو طلحة الأنصاري ودفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
357 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد انهزم ناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو طلحة بين يديه مجوب عليه بحجفة، وكان راميًا شديد النزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: (إنثرها لأبي طلحة). قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، ، نحري دون نحرك" (4).
17 - مصعب بن عمير رضي الله عنه وعدم توفر كفن لدفنه:
358 - من حديث خباب رضي الله عنه قال: "هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبتغي وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مضى بسبيله لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الأذخر)، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها" (5).
359 - من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه "أتى بطعام، وكان صائمًا، فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، كفن في بردة، إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا -وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام" (6).
360 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه، فوقف عليه، ودعا له، ثم قرأ هذه الآية {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (7). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه" (8).
18 - عبد الله بن عمرو بن حرام وإظلال الملائكة له:
361 - من حديث جابر بن عبد الله قال: "لما قتل أبي يوم أحد، جعلت أكشف عن وجهه وأبكي، وجعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهوني وهو لا ينهاني وجعلت عمتي تبكيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تبكيه، أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه" (9).
استخراجه وإعادة دفنه بعد ستة أشهر:
362 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال أبي: (أرجو أن أكون في أول من يصاب غدًا، فأوصيك ببناتي خيرًا، فأصيب، فدفنته مع آخر، فلم تدعني نفسي حتى استخرجته ودفنته وحده بعد ستة أشهر، فإذا الأرض لم تأكل منه شيئًا إلا بعض شحمة أذنه" (10).
تكليم الله تعالى لعبد الله بن حرام كفاحًا:
363 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبدي! سلني أعطك، قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيًا، فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب! فأبلغ من ورائي، فأنزل الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (11) (12).
19 - الأنصار السبعة الذين ضحوا بأنفسهم لحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم:
364 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه (13)، قال: (من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة)، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا، فقال: (من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة) فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك، حتى قتل السبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه: (ما أنصفنا أصحابنا)) (14).
20 - بطل إلى النار:
365 - من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم -وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه- فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما إنه من أهل النار)، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال فخرج معه كلما وقف، وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك؟).
قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا من أهل النار فأعظم الناس ذلك. فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) (15).
وقد جاء عند ابن هشام في سيرته التصريح بأن هذا الرجل هو قزمان، وأنه قتل نفسه يوم أحد، كما ورد من طريق ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة والإسناد حسن ورجاله ثقات، إلا أنه مرسل وهو يعتد به كشاهد للمتابعة والله أعلم (16).
وقال الحافظ في الفتح (جزم ابن الجوزي في مشكلة بأن القصة التي حكاها سهل بن سعد وقعت بأحد، قال: واسم الرجل قزمان الظفري، وكان قد تخلف عن المسلمين يوم أحد فعيره النساء، فخرج حتى صار في الصف الأول، فكان أول من رمى بسهم، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، فمر به قتادة بن النعمان فقال له: هنيئا لك الشهادة، قال: والله إني ما قاتلت على دين، وإنما قاتلت على حسب قومي، ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه".
وعقب الحافظ على ذلك بقوله: "قلت وهذا الذي نقله أخذه من مغازي الواقدي، وهو لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف" (17).
قلت: وقد سبق من طريق ابن إسحاق عند ابن هشام التصريح بأنه قزمان وبأنه قتل نفسه يوم أحد، وقول الحافظ لا يعارض ذلك المروي خاصة وأنه مرسل وإسناده ثقات، فالظاهر هو كما قال ابن الجوزي وابن إسحاق إمام أهل السير والله أعلم".
.................................................. ................................
(1) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب مناقب طلحة رقم: 3724، وفي المغازي باب إذ همت طائفان رقم: 4063، وابن ماجه في المقدمة رقم: 128، وأحمد في المسند: 1/ 161.
(2) أخرجه النسائي: 6/ 29 - 30 في الجهاد باب ما يقول من يطعنه العدو، ورجاله ثقات كما قال الذهبي وأخرج الحاكم معنا: 3/ 369.
(3) أخرجه الترمذي في الجهاد باب ما جاء في الدرع: 1692، وفي المناقب باب مناقب طلحة رقم: 3739، وقال حسن غريب، وأحمد: 1/ 165، وصححه الحاكم: 3/ 374، ووافقه الذهبي وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية أحمد، فزالت شبهته تدليسه فالحديث بذلك صحيح والله أعلم.
(4) أخرجه البخاري في فضائل الأنصار باب مناقب أبي طلحة رقم: 3811، وفي المغازي باب إذ همت طائفتان أن تفشلا رقم: 4064، مسلم في الجهاد والسير باب غزوة النساء مع الرجال رقم: 1811، وأحمد في المسند: 3/ 105، 256، 286 وعنده قوله أبو طلحة للنبي "إني جلد".
(5) أخرجه البخاري في الجنائز باب إذا لم يجد كفنًا إلا ما يوارى رأسه أو قدميه رقم: 1286، في مناقب الأنصار باب هجرة النبي: 3897، 3914، وفي المغازي باب غزوة أحد: 4047، باب من قتل من المسلمين يوم أحد رقم: 4082، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا رقم: 6432، باب فضل الفقر: 6448، مسلم في الجنائز باب كفن الميت رقم: 940، أبو داود: 3155، في الجنائز الترمذي في المناقب: 3852، والنسائي في الجنائز، باب القميص من الكفن: 4/ 28، أحمد في المسند: 5/ 112.
(6) أخرجه البخاري في الجنائز باب الكفن من جميع المال رقم: 1274، 1275، وفي المغازي باب غزوة أحد رقم: 4045.
(7) الأحزاب: 23.
(8) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 200، وقال هذا حيث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(9) أخرجه البخاري في الجنائز باب الدخول على الميت بعد الموت رقم: 1244، وفي المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد رقم: 4080، مسلم في الفضائل باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام رقم: 2471، والنسائي في الجنائز باب في البكاء على الميت: 4/ 13، وأحمد في المسند: 3/ 298، 307.
(10) أخرجه البخاري في الجنائز باب هل يخرج الميت من القبر وللحد لعلة رقم: 1351، 1352، الحاكم في المستدرك: 3/ 203، وصححه ووافقه الذهبي، وابن سعد: 3/ 2 / 106.
(11) آل عمران: 169.
(12) أخرجه الترمذي في التفسير باب ومن سورة آل عمران رقم: 3013، وقال حديث حسن، وابن ماجه في المقدمة باب ما أنكرت الجهمية رقم: 190، وفي الجهاد باب فضل الشهادة في سبيل الله رقم: 2800، والحاكم في المستدرك: 3/ 204 وصححه ووافقه الذهبي وابن جرير بسند صحيح في التفسير: 4/ 173، وفي التاريخ: 3/ 36.
(13) رهقوه: نمشوه وقربوا منه.
(14) أخرجه مسلم في صحيحه الجهاد والسير باب غزوة أحد رقم: 1789، وقد جاء من حديث جابر رضي الله عنه في قتال طلحة بن عبد الله برقم: 355، فانظره هناك.
رهقوه: غشوه وقربوا منه وأدركوه.
(15) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة خيبر رقم: 4202، ومسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه رقم: 112 - وفي رواية عند مسلم وقع أن الغزوة "حنين" وفي رواية أخرى أبهمت، وأخرجه أحمد في المسند: 4/ 135، وفيه أن الغزوة هي خيبر.
(16) ابن هشام في السيرة: 2/ 88.
(17) فتح الباري: 7/ 473، في التعليق على حديثه سهل السابق.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 17-02-2019, 08:49 PM
  #49
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

21 - تصحيح الشعارات حتى في أحلك المواطن:
366 - من حديث عقبة مولى جابر بن عتيك الأنصاري رضي الله عنه قال: "شهدت أحدًا مع مولاي، فضربت رجلًا من المشركين، فلما قتلته، قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي، فبلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ألا قال: خذها وأنا الرجل الأنصاري، فإن مولى القوم من أنفسهم) " (1).
22 - قتال الملائكة دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
367 - من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "رأيت رجلين عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويساره يوم أحد عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد" (2).
23 - تغشية النعاس المسلمين يوم أحد:
368 - من حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: "غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد، حدَّث أنه فيمن غشيه النعاس يومئذ قال: فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي فآخذه، والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم أجبن قوم وأرعبه، وأخذله للحق" وهذا اللفظ للترمذي (3).
وفي لفظ آخر لأبي طلحة قال: "رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميل تحت حجفته من النعاس، فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} (4) ".
369 - من حديث الزبير رضي الله عنه قال: "لقد رأيتني مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد حين اشتد علينا الخوف، وأرسل علينا النوم، فما منا أحد إلا وذقنه -أو قال- ذقنه في صدره، فوالله إني لأسمع كالحلم قول معتب بن قشير "لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا" فحفظتها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا}، إلى قوله: {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} لقول معتب بن قشير، قال: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (5) ".
24 - الحرب خدعة:
370 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فأشار إلى بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته، ولبس لأمتي، فلقد ضربت حتى جرحت عشرين جراحة أو قال بضعة وعشرين جرحًا كل من يضربني يحسبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (6).
25 - ظن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رفع:
371 - من حديث علي رضي الله عنه قال: "لما انجلى الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد نظرت إلى القتلى فلم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم، فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فما فيَّ خير من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملته على القوم فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم" (7).
26 - فخر أبي سفيان بعد المعركة:
372 - من حديث البراء رضي الله عنه قال: "جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلًا -عبد الله بن جبير قال: ووضعهم موضعًا، وقال: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، إن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم)، قال: فهزموهم.
قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل وقد بدت سوقهن وخلاخلهن- رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة، أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنظرون؟
قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك الذي يدعوهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلًا، فأصابوا منا سبعين رجلًا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة، سبعين أسيرًا، وسبعين قتيلًا.
فقال أبو سفيان: أفي القوم محمَّد؟ أفي القوم محمَّد؟ أفي القوم محمَّد؟ ثلاثًا، فنهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل على أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم، فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها، ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز: أعل هبل. أعل هبل.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تجيبونه؟) قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: (قولوا الله أعلى وأجل)، قال: أن العزى لنا ولا عزى لكم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تجيبونه؟) قالوا: يا رسول الله وما نقول؟ قال: (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم) (8) ".
27 - رواية ابن عباس في أحد:
373 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر في يوم أحد فقال (ابن عتبة) فأنكرنا ذلك، فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى، إن الله -عَزَّ وَجَلَّ- يقول في يوم أحد: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}، يقول ابن عباس والحس القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} -إلى قوله- {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، عني بهذا الرماة، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع ثم قال: (احموا ظهورنا فإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا).
فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعًا، فدخلوا العسكر ينتهبون، وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم كذا وشبك بين أصابع يديه والتبسوا، فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضًا والتبسوا، وقتل من المسلمين ناس كثير.
وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل، ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، وإنما كانوا تحت المهراس (9) وصاح الشيطان: قتل محمَّد فلم يشك فيه أنه حق، فما زلنا كذلك نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين (10) نعرفه بتكفئه إذا مشى، قالوا: ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا.
قال: فرقى نحونا وهو يقول: (اشتد غضب الله على قوم دمّوا وجه رسوله)، قال ويقول مرة أخرى: (اللهم أنه ليس لهم أن يعلونا) حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فهذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: اعل هبل مرتين يعني آلهته، أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟
فقال عمر: يا رسول الله ألا أجيبه؟ قال: بلى، قال: فلما قال: اعل هبل، قال عمر: الله أعلى وأجل، قال: فقال أبو سفيان يا ابن الخطاب إنه قد أنعمت عينها فعاد عنها أو فعال عنها، فقال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أبو بكر، وهذا أنا عمر.
قال: فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول وإن الحرب سجال (11) قال: فقال عمر: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذا وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مثلًا (12) ولم يكن ذاك عن رأي سراتنا (13) قال: ثم أدركته حمية الجاهلية قال: فقال: أما إنه قد كان ذاك ولم نكرهه" (14).
.................................................. .........
(1) أخرجه أحمد في المسند: 5/ 295، أبو داود في الأدب: 5123، باب في العصبية، وابن ماجه في الجهاد باب النية في القتال: 2784، وإسناده حسن وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 115، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات، وانظر المطالب العالية رقم: 4324.
(2) أخرجه البخاري في اللباس باب الثياب البيض رقم: 5826، وفي المغازي باب قوله تعالى {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ} رقم: 4054، مسلم في الفضائل باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد رقم: 2306، وأحمد في المسند: 1/ 171، 177.
(3) أخرجه البخاري في المغازي باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم نعاسًا رقم: 4068، والترمذي في سننه كتاب تفسير سورة آل عمران رقم: 3008، وقال حديث حسن صحيح وأحمد في المسند: 4/ 29.
(4) أخرجه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن تفسير آل عمران رقم: 3007، وقال حديث حسن صحيح.
(5) المطالب العالية رقم: 4315، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه وسكت عليه البوصيري وإسناده جيد، وقال الترمذي معلقًا على إسناده في تخريج الحديث السابق: 3007 وجاء في حديث الزبير وقال حديث حسن صحيح.
(6) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 112، رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط ثقات، ورواه أبو نعيم في الدلائل: 2/ 482 من طريق ابن إسحاق وقد صرح عنده بالسماع وسنده متصل، فالحديث صحيح.
* لامته: درعه.
(7) المطالب العالية: 4323، قال البوصيري رواه أبو يعلى برقم: 546، بإسناد حسن، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 6/ 112 فيه محمَّد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره" وإسناده حسن كما قال البوصيري والله أعلم.
(8) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4043، وأبو داود في الجهاد باب في الكمناء رقم: 2662، وأحمد في المسند: 4/ 293، أبو داود الطيالسي رقم: 2345، 2/ 98 - 99.
(9) المهراس: ماء بجبل أحد دفن بجواره حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(10) السعدين: مكانان في ذاك الموضع والله أعلم.
(11) سجال: أي مرة لنا ومرة علينا.
(12) مثل: أنكل بالقتل بجدع الأنف أو قطع الأذن.
(13) السراة: الأشراف والكبراء.
(14) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 287، 288، 463، والحاكم في المستدرك: 2/ 296، 297 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
قديم 19-02-2019, 09:09 PM
  #50
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

28 - دور المسلمات في أحد:
وقد سبق من حديث أنس في دفاع أبي طلحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانظره هناك وقد جاء أيضًا:
374 - من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال ثعلبة بن أبي مالك: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطًا بين نساء من نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد، فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين: "أعط هذا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي عندك -يريدون أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق منها، وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد" (1). تزفر : تخيط
29 - ثناء النبي على ربه ودعاؤه بعد انتهاء المعركة:
375 - من حديث عبيد الله بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفًا فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مبعد لما قربت،اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم الغلبة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم زجرك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتو الكتاب، إله الحق) (2).
376 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم أحد (اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض) " (3).
30 - ردوا القتلى إلى مضاجعهم:
377 - من حديث جابر رضي الله عنه قال: "إن قتلى أحد حملوا من مكانهم فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن ردوا القتلى إلى مضاجعها) (4) ".
378 - وقد جاء عنه بلفظ آخر فقال: "استشهد أبي بأحد، فأرسلتني أخواتي إليه بناضح (5) لهن، فقلن: اذهب فاحتمل أباك على هذا الجمل فادفنه في مقبرة بني سلمة، قال: فجئته وأعوان لي، فبلغ ذلك نبي الله وهو جالس بأحد فدعاني وقال: (والذي نفسي بيده لا يدفن إلا مع إخوته فدفن مع أصحابه بأحد) (6) ".
31 - صلاة النبي على شهداء أحد:
379 - من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: (إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها)، قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (7).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (والخلاف في الصلاة على قتيل معركة الكفار مشهور، قال الترمذي: (قال بعضهم يصلى على الشهيد وهو قول الكوفيين وإسحق، وقال بعضهم لا يصلى عليه وهو قول المدنيين والشافعي وأحمد، وقال الشافعي في الأم: (جاءت الأخبار كأنها عيان من وجوه متواترة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على قتلى أحد، وما روي أنه صلى عليهم وكبر على حمزة سبعين تكبيرة لا يصح، وقد كان ينبغي لمن عارض بذلك هذه الأحاديث الصحيحة أن يستحي على نفسه" انتهى، ثم إن الخلاف في ذلك في منع الصلاة عليهم على الأصح عند الشافعية، وفي وجه أن الخلاف في الاستحباب وهو المنقول عن الحنابلة.
قال الماوردي عن أحمد: الصلاة على الشهيد أجود، وإن لم يصلوا عليه أجزأ، وقال الطحاوي: "معنى صلاته - صلى الله عليه وسلم - عليهم لا يخلو من ثلاثة معان: إما أن يكون ناسخًا لما تقدم من ترك الصلاة عليهم، أو يكون من سنتهم أن لا يصلي عليهم إلا بعد هذه المدة المذكورة، أو تكون الصلاة عليهم جائزة بخلاف غيرهم فإنها واجبة، وأيها كان فقد ثبت بصلاته عليهم الصلاة على الشهداء، ثم كان الكلام بين المختلفين في عصرنا، إنما هو في الصلاة عليهم قبل دفنهم، وإذا ثبتت الصلاة عليهم بعد الدفن كانت قبل الدفن أولى" انتهى (8).
وقد وردت الأحاديث والسنن الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدل على الصلاة على الشهداء، أورد بعضها هنا:
380 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمزة بن عبد المطلب وقد جدع ومثل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى تأكله العافية (9)، حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع، فكفنه في نمرة، وكانت إذا خمرت رأسه بدت رجلاه، وإذا خمرت رجلاه بدا رأسه، فخمر رأسه، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره" (10).
381 - من حديث عبد الله بن الزبير قال: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم أحد بحمزة فسجي ببردة، ثم صلى عليه، فكبر تسع تكبيرات، ثم أتى بالقتلى يصفون، ويصلي عليهم، وعليه معهم" (11).
وقد جاء من حديث ابن عباس (12) وغيره انظرها في التعليق، ولا يعارض هذان الحديثان وشواهدهما بحديث جابر بأنه لم يصل على شهداء أحد لأنه ناف، والمثبت مقدم على النافي، نفي هذين الحديثين وشواهدهما ثبتت مشروعية الصلاة على الشهداء لا على سبيل الإيجاب؛ لأن كثيرًا من الصحابة استشهدوا يوم بدر، ولم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عليهم، ولو فعل ذلك لنقل إلينا، فدل ذلك على أن الصلاة عليهم غير واجبة، ولذلك قال ابن القيم: "والصواب في المسألة أنه مخير بين الصلاة عليهم وتركها، لمجيء الآثار بكل واحد من الأمرين، وهذا إحدى الروايات عن الإِمام أحمد، وهو الأليق بأصوله ومذهبه" (13).
32 - طريقة دفن الشهداء في أحد وتقديم الأحفظ للقرآن:
382 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: (أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟) فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة) وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم ولم يغسلوا" (14).
383 - حديث هشام بن عامر رضي الله عنه قال: "شكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجراحات يوم أحد فقال: (احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآنًا) فمات أبي فقدم بين رجلين" (15).
384 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: " ... وكثرت القتلى وقلت الثياب، قال: وكان يجمع الثلاثة والاثنين في قبر واحد، ويسأل أيهم أكثر قرآنًا فيقدم في اللحد، وكفن الرجلين والثلاثة في الثوب الواحد" (16).
.................................................. .................................................. ......
(1)أخرجه البخاري في المغازي باب ذكر أم سليط رقم: 4071.
(2) أخرجه أحمد في المسند: 3/ 414، والحاكم في المستدرك: 1/ 507، 3/ 23، 24، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وقد وافق الذهبي الحاكم في موطن على التصحيح، وقال في موطن آخر: والحديث مع نظافة إسناده منكر -والحديث صحيح فقط فيه عبيد بن رفاعة لم يخرج له الشيخان، وليس لقول الذهبي في تعليله وجه.
وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 121، 122 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب استجاب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو رقم: 1743.
(4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 308، أبو داود في الجنائز باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض: 3165، والنسائي في الجنائز باب أين يدفن الشهيد: 4/ 79، والترمذي في الجهاد باب ما جاء في دفن الشهداء: 1717، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم: 1516، وقال الترمذي حسن صحيح وصححه ابن حبان: 196، وسنده صحيح.
(5) الناضح: البعير الذي يحمل الماء يسقي الزرع.
(6) انظر التخريج في الحديث السابق، وقال الشيخ الساعاتي: 8/ 150 أخرجه الأربعة وغيرهم وصححه الترمذي.
(7) أخرجه البخاري في الجنائز باب الصلاة على الشهيد رقم: 1344، وفي المغازي باب غزوة أحد رقم: 4042، وله أطراف أرقام: 3596، 4085، 6426، 6590، مسلم في صحيحه في الفضائل باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - رقم: 2296، وأبو داود رقم: 3223، 3224، والنسائي: 4/ 61، 62 أحمد: 4/ 149، 153، 154، البيهقي: 4/ 14.
(8) فتح الباري على صحيح البخاري: 3/ 210 - 211، في التعليق على حديث عقبة بن عامر المذكور آنفًا، وانظر قول الطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 504.
(9) العافية: السباع والطير التي تقع على الجيف فتأكلها.
(10) أخرجه أبو داود حديث رقم: 3137، وأحمد في المسند: 3/ 128، والبيهقي في السنن: 4/ 10، 11، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 502 - 503، والحاكم في المستدرك: 1/ 365، وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ورواه ابن أبي شيبة في المصنف: 14/ 391، 392، وقال النووي في المجموع: 5/ 265، وعزاه لأبي داود وحده وقال: إسناده حسن أو صحيح.
(11) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 503، وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
(12) أخرجه الحاكم: 3/ 198، والحديث حسن الإسناد، وابن ماجه في الجنائز. باب ما جاء في الصلاة على الشهيد رقم: 1513، وهناك شواهد من حديث ابن مسعود، أخرجه أحمد في المسند: 1/ 463، وسنده حسن، ومن حديث شداد بن الهاد وأخرجه النسائي: 4/ 506 والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/ 506 البيهقي: 4/ 15، 16، وسنده صحيح الحاكم: 3/ 595 - 596، وصححه ووافقه الذهبي.
(13) تهذيب السنن: 4/ 295.
(14) أخرجه البخاري في الجنائز باب الصلاة علي الشهداء رقم: 1343، وفي المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد رقم: 4079 وجاء بأرقام: 1347،1346،1345، 1348، 1353، الترمذي في الجنائز باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد: 1036، وأبو داود في الجنائز في الشهيد يغسل: 3138 والنسائي في الجنائز باب ترك الصلاة عليهم: 4/ 62، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في الصلاة على الشهيد: 1514، وأحمد في المسند: 5/ 431.
(15) أخرجه الترمذي في الجهاد باب دفن الشهيد رقم: 1713 وقال حديث حسن صحيح وأبو داود في الجنائز باب تعميق القبر: 3215، والنسائي في الجنائز باب ما يستحب في توسيع القبر: 4/ 18، وابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في حفر القبر: 1560 والحديث إسناده صحيح.
(16) سبق تخريجه حديث رقم: 389.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 AM.


images