الأخت الفاضلة "
dot "
أسأل الله أن يعينك على تمرين به ... واسأل الله أن يعينك ويثبتك وزوجك الفاضل ...
أختاه ... إني أرى للموضوع خمسة أطراف وعناصر ... وإن لي وجهة نظر في التعامل مع كل طرف على حدة ، واسمحي لي بشيء من التفصيل البسيط ... وأسأل الله أن ينفع بما نقول :
في البداية إني أرى الموضوع يحمل عناصر عدة ، وإن لكل عنصر طريقة تعامل خاصة ... والعناصر على النحو التالي :
1 ـ زوجكِ .
2 ـ أنتِ ( الزوجة )
3 ـ الدكتور .
4 ـ الدراسة الجامعية .
5 ـ الناس .
1 ـ زوجكِ :
نظرة عامة :
المرأة الواعية المثقفة المتعلمة ، تعي تماماً مكانة الزوج التي وهبها الله عز وجل إياه .. وهذا لا يعني أن يتسلط الزوج على زوجته أو يهينها أو يحقرها ، وأنتِ ماشاء الله عليكِ من خيرة من يعلم بهذا ولا تحتاجين إلى تعليم . ولكن ما أود أن أناشدك فيه .. هو التنازل والتواضع من بعد التماس العذر .
زوجكِ أختاه لا يتحمل نسبة خطأ كبيرة حيال ما قام به كما تفضل به الغالبية من الأعضاء الكرام ، فأنت تعلمين غيرة الرجل الشرقي على محارمه وبالأخص الزوجة . ولعلنا نقل أن زوجكِ قد بالغ بتلك الغيرة ، ولكنه ليس من حقنا أن نرميه بالغباء أو النعت جزافاً دون الرجوع ومعرفة أسباب تلك الزيادة الغير طبيعية من الغيرة .
المعاملة والحل :
- التماس العذر له .
- تذكر المواقف الجميلة منه طوال العشرة الماضية .
- الانتظار لحين هدوئه و من ثم العودة إلى المنزل .
- الارتماء بين أحضانه بالبكاء ، وهذا جمال المرأة ولا يدل بحال لدى العقلاء على أنه ضعف .
- بعد أن يخفف عنكِ وتبيني له وحشته لكِ وحزنك ببعده وفراقه ، تُبيَّن الحقائق وتوضع النقاط على
الحروف ، وما أجمل كلام الاستعطاف هنا المليء بالرحمة واللين وإعطاء الرجل قدره ومكانته .
2 ـ أنتِ :
المعاملة والحل :
- اليقين بداخلك أن غيرته تلك من دافع محبة ، وهي لا تعني بحال من الأحوال توجيهه التهمة لكِ .
- تهدئة نفسك .. بالإكثار من ذكر الله عز وجل ، والعلم بأن هذا إما ابتلاء من الله عز وجل أو تكفير
سيئات ... وإن المؤمن أمره كله خير كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث عن صهيب الرومي
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، و ليس ذلك لأحد إلا
للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له، و إن
أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 3980
- تذكر الأيام الخوالي ... وتذكر إيجابيات الزوج ومعاملته الحسنة .... أختاه أليست تلك تغفر له سيئته .
- سد أبواب الشيطان . بمصارحته ولكن عن طريق الكلمة الطيبة والنفس الهادئة ، مع وجود التلميح
أو التصريح بأن ما فعله قد جرح مشاعركِ ...
3 ـ الدكتور :
المعاملة والحل :
- أعجبني كثيراً أنكِ لم تهتمي لأمر الدكتور كثيراً .
- اقتراح ( بإيصال رسالة إلى الدكتور تطلبين فيها الاعتذار من زوجك كون عدم علمه بالأمر ) ولتكن
تلك الرسالة موجهة من فاعل خير يخبره بأن المشاكل بين الزوجين قد تكبر وهو السبب ، وإن كان
من أهل التقوى والخوف من الله فلن يتأخر دقيقة واحدة ، ولكن مع ضمان وعي زوجك وعدم
التهجم عليه وإلا فهو مجرد اقتراح أنتِ أدرى بنفعه لزوجك من عدمه ، ولكن لو تقبل زوجك الأمر
أتوقع أن يكون هذا هو حل المشكلة برمتها ، والله تعالى أعلم .
- شخصياً لا تعيري الدكتور أي اهتمام .. ولا تحاولي الوصول له بطريقة مباشرة أبداً .
4 ـ الدراسة الجامعية :
المعاملة والحل :
- هي هامة ولا شك في ذلك البتة ، ولا يوجد عاقل يمنعكِ إياها سيما أن فيها ميزتين : تمسكك الشديد
بها ، ثم قرب التخرج فهي السنة الأخيرة ، ولكن بالرفق وبالكلمة الطيبة إن شاء الله كل الأمور تحل .
- يجب التنازل لسنة أو فصل دراسي واحد ( طالما أن ذلك لا يضر ) في سبيل التبيين والتبيين فقط
للزوج بأنه لا شيء أهم منه ، ولكن !! ولكن !! ولكن !! دون أن تجعليه يفهم أنه توقف كامل لا
رجعة فيه ، وليكن ذلك بطريقة غير مباشرة يظهر فيه ترك الجامعة أو البعد عن الدكتور بالدرجة
الأولى . كقولك له ( حبيبي أود التوقف عن الدراسة حالياً عشان ابغى أبسطك ونطلع ونغير جو ) أو
( أنا أريد تغيير الجامعة فلم يعد لي خلق بهذه ولا أريد مقابلة من فيها ) أو ما شاببه من خبراتكم
وعلمكم .
5 ـ الناس :
نظرة عامة :
- هذه أهم نقطة وأهم عنصر في جميع عناصر الموضوع .
- بهؤلاء .. وعدم معرفة التعامل الصحيح معهم ، قد يقضى على الحياة برمتها ( لا سمح الله ) .
- إن كلام الناس كالسيوف على الرقاب ... وإنه لا يرحم .
- الوعي سيد الموقف في هذا الجانب بالتحديد .
المعاملة والحل :
- عدم الإصغاء لكلامهم وعدم التفاعل معه مهما كانت صلتهم وقرابتهم ، وليتحول الاهتمام بما يقولون
إلى نقطة إيجابية بالنسبة لكما وهي تكمن في اكتشاف من يحبكما ومن لا يحبكما ، لا للمعاملة بالمثل
وإنما بمعرفة المعادن ... ففي مثل هذه الظروف يظهر الرجال والأناس المخلصون .. فمن يعرف
نزاهتكِ وطهركِ وعفافكِ فسوف يقف معكِ هذا من النساء ... والرجال سوف يذهبون إلى الزوج
ويوقظونه ، بل وقد يسمعونه كلاماً قاسياً إن أحسوا أنه فعليا يفكر بتوجيه أي تهمة لك . والعكس
بالعكس من الناس ، فهناك من يريد إشعال الفتيل .... من أجل الإفساد لا أكثر .. وألئك أعوان
الشيطان قصدوا أو لم يقصدوا ... فلا يوجد خير ينص البتة على التفريق بين الزوجين وجعل الكرامة
أعلى واسمى من التواضع والتنازل والمحبة بين الزوجين ... واسمحي لي بوجهة النظر تلك .. قد
تخالفينني بها .. ولكنني أتمسك بها تمسك الخائف من الغرق بيد من سينجده .
- حاولي توضيح هذا المعنى من الآن وأنتِ في بيتِ أهلك عبر رسالة حانية ترسليها لزوجكِ ..
وارجوك ِهذه النقطة هامة جدا جدا جدا ... ما ضعنا ، ولا تفرق من تفرق ، ولا ترك من ترك غلا من
كلام الناس وضغوط الناس ... وحال الغالب من المجتمع العربي بأكمله يحكي هذا ... وإنني لأعني ما
أقول تماماً .
أخيراً نصيحة أهمس بها في أذنك بعد اعتذاري على الإطالة ... سامحيني بارك الله بكِ .
أختاه ... برغم كل ما حصل كوني قوية واقفة إلى جانب زوجكِ مهما حصل منه ، ولا يدل ذلك إن فعلته إلا على أنك امرأة ليست ككل النساء ...
لا تجعلي حب النفس أو حب الانتقام والهوى يتحكمون بكِ ، اجعلي عقلك المتصرف الوحيد تجاه ما حصل ...
ولا تنسي الانطراح بين يدي الله عز وجل في الثلث الأخير ودعائه بما يخالج نفسكِ .. من بعد الثناء عليه سبحانه ، فإنه الله الذي لا أكرم منه ، ولا أجزل منه .. سبحانه جل في علاه .
دعواتنا لكِ بالتوفيق إن شاء الله ... ولا تحملي هماً .. كما يقولون ( مشكلة عابرة وتعدي إن شاء الله )
تحياتي .. واعتذاري مرة أخرى