رد : ماذا تقرأ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحيانا لا تشفي غليلينا الكتابة بقدر ما يشفيها قراءتها لشخص يستطيع أن يتوغل أعماق مشاعرنا ،
ثمة كتاب رااائع قرأته كثيراً ، يعالج الأحاسيس المنكسرة ،اسمه إدارة العقل لجيليان باتر وتوني هوب .
والكتاب الآخر المرونة العاطفية (الحقائق البسيطة للتعامل مع الأمور غير المنجزة من ماضيك) لديفيد فيسكوت مؤلفه طبيب نفسي ،وهذا ما يجعل الكتاب رائع ،فأنا وإن كنت أحب كتب التدعيم لكنها تبقى في إطار عقلية شخص ليست عنده خبرة في النفس البشرية كما هي عند الطبيب النفسي..
بعض السطور تحمل في داخلها معاني قد تكون كافية وكفيلة أن تشفي في دواخلنا،يقول الطبيب (مشاعرك المكبوتة تشوه حياتك وتستهلك طاقتك)
وفي مقدمة الكتاب يقول :" إذا عشت حياتك بصدق فسوف تداوي حياتك نفسها " وأنا أراجع ثلاثة عقود من العمل في مساعدة المرضى على التعامل مع التوتر وفهم حالات الاحباط لديهم, تبرز أمامي هذه العبارة كحقيقة متفردة. في جميع التحولات الشفائية التي شهدتها : "كان قبول الحقيقة التي سبق نكرانها سببا في بداية الشفاء"ويقول :"المشاعر القديمة حين تستثار فإنها تربكك وتبقيك في قبضتها فتتهاوى ثقتك ويصبح من الصعب عليك العمل وفقا لأولى اهتماماتك أو أن ترى خياراتك على النحو الصحيح.."
ويقول:
حين تكبح في نفسك شعورا مؤلما بدلا من التعبير عنه بعفوية
فإنك تبدأ في تشويهه
كلما طالت مدة تخزين الشعور
زاد تشوهه..
هذا الكتاب بالذات يتحدث عن الماضي وعن الانكسارات القديمة التي تحصل للإنسان والتي تكون سببا لأن يحمل في قلبه انكسارا يؤثر على حياته الباقية أو مشكلة أصابته أو جرح تعرض له في نفسيته أو أي شيء ..
بما معناه إذا لم تعرف جرحك أو تتعرف عليه أو تعترف به ..فإنك لن تستطيع أن تشفي نفسك منه سيكون بالنسبة لك كالكابوس يلاحق كل تفاصيل حياتك << هذا تعبيري ..
مثلا يقول :حين تصاب بجرح وتحتفظ بالشعور
يتحول جرحك إلى غضب
ويزداد الغضب،
ويستمر عقلك في جمع الأمثلة المشابهة للجرح حتى تبرر شعورك بالغضب
الشعور بالغضب دون معرفة السبب أمر شديد الضرر
في النهاية تتحول بغضبك تجاه نفسك وتبدأ في الشك في صلاح ذاتك..
الجميل في هذا الكتاب أنه يستخدم عبارة اسمها (الدّين العاطفي)
يقصد به الجراحات القديمة والتي ظل أثرها في أنفسنا ، ومن ثم نكرر هذه الأحزان وكأننا نستدعي هذا الدين العاطفي..