رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
مضمون سؤالي هو أن بعض الناس اول ما يكتشف الغرب اكتشافا جديد ،،، يقولون قد ذكر عندنا في القران والسنه ويستدلون بآيات واحاديث ؟!
الجواب :
الناس أمام الاكتشافات العلمية التجريبية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قِسْم يأخذ بِكل ما يرد من الغرب ، ويُحاول إثبات أنه ورد في الإسلام ، ولو كان ذلك بِتكلّف !
وقِسْم يَرُدُّه جُملة وتفصيلا ! ولو كانت دلالة الإسلام عليه واضحة بيّنة .
وقسم توسّط بين الفريقين ، فأخذ ما دلّ عليه القرآن أو السنة – أو هما معا – من غير تكلّف ولا تعسّف ، مع مُراعاة قواعد الشريعة ، ومراعاة تفسير السلف ، وعدم إهمال أقوال أهل العلم .
والوسط هو المطلوب ؛ لأن من شأن القسم الأول أن يُعرّض القرآن للتكذيب ، خاصة وأن بعض ما يُسمّى " حقائق علمية " لا ثبات لها ! فما كان يُسمّى " حقائق علمية " في زمن مضى ربما أصبح الآن وهْمًا من الأوهام !
ومن شأن القسم الثاني أن لا ينتفع بِما دلّ عليه العِلْم التجريبي في إثبات ذلك في القرآن أو في السنة ، أو فيهما معا .
وفي بعض ذلك دعوة لغير المسلمين .
وكثيرة هي المواقف التي ذكرها أمثال الشيخ عبد المجيد الزنداني في إسلام بعض علماء الشرق أو الغرب حينما توصّلوا إلى أشياء دقيقة في العِلْم التجريبي ، ثم علِموا أن الإسلام جاء بها قبل أكثر من 1400 سَنَة .
ومن أمثال ذلك :
مراحل خَلق الجنين ، كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) .
ظُلمات البحار . (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) .
كون الإحساس في منطقة الجلد ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) .
وغير ذلك مما لا يكون فيه مُخالفة لتفاسير السلف ، وهي مما يُستأنس بها .
ومما يَزِلّ به بعض المتحدّثين بالإعجاز العلمي التجريبي التعويل على أقوال لا ثبوت لها ! ، والتعويل على ما ليس بِمُعوّل عليه ! مثل ما يتعلّق بالأرقام والأعداد ، والتكلّف في إثبات كل الدراسات أو " الحقائق العلمية " ، وأنها جاءت في الكتاب وفي السنة .
ويزداد الأمر سوءا إذا ما أتوا بِتفاسير غريبة للآيات أو للأحاديث مع ردّ أقوال السلف ، أو طرحها !
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 23-12-2013 الساعة 08:23 PM