أختي أعماق السكون ................. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد .
فيتضح لي من خلال تصفحي لمداخلاتك مع المشاركين مايلي ـ وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي ـ مايلي:
1ـ أنكِ تطلبين من الجميع المشورة , ولكنها مشورة مشــروطـة , مشروطة بأن تتم حسب ما تحسين به أنتي , وهي موافقتهم لكي وتشجيعك على قرارك الداخلي بعدم الزواج , ويتجلئ ذلك من خلال :
ـ قولك : ....بشرط ألاتنصحوني بالزواج منه أو نحو ذلك .....
ـ أنك قمت باتخاذ قرار متعجل بالرسالة التي بعثتيها مع أخيك ......
وعليه: إذا كنتِ قد اتخذت القرار فلا داعي لطلب المشورة .........
أقول ذلك حتى تكوني أكثر تجرد عند سماعكِ للآراء , ولكي تزنيها بميزان العقل دون العاطفة , وعلى الرغم من أن العاطفة لها الدورالأكبر في هذا القرار في العادة , ولكن ليس في مثل وضعك , أما لوسألتي لـــــــــــماذا؟!!
فأجيبك : بأن عاطفتك بوضعك الحالي غير مستقرة , وهذا واضح من كلامك بأنك لن تقبلي الزواج من أي رجل , وكذا سؤالكِ : هل يقبل الشاب زوجة بدون معاشرة ؟!!!!
وكأنك تفترضين هذا الأمر في وجدانك وإحساسك أمرا مفروغا منه , ولاجدال فيه !!
وانا هنا لست بحاجة إلى تذكيرك بردي السابق وتأمله , وكذا ردود الإخوان ـ وفقهم الله ـ
ولكني سوف أطرح رأيي بعد قليل طالبا منكِ التفكير فيه والتمعن , مع ملاحظة وضعكِ الحالي ومستقبلكِ إن بقيتي على نظرتكِ , ثم نظرة المجتمع لكِ , ووضع زميلاتكِ اللاتي ـ وأنا متأكد أنهن لاينظرن نفس نظرتكِ ـ سيتزوجن عاجلا أم آجلا .
2ـ أنك ترفضين المعاشرة الزوجية رفضا قاطعا , ولا أدري هل لهذا علاقة بموقف حصل لك أو لا؟ ولكني أنصحك بعدم جعل هذا الأمر عائقا من التفكير بالزواج بمفهومه الواسع , ولاتحصري فكرك بهذا الأمر , فالزواج علاقة مشتركة أكبر من الجوانب التي ننظر إليها وإن كانت مهمة , انظري إلى الزواج من خلال كونه الطريق الوحيد لبناء الأسرة , والحب الناشئ عنه , والذرية الناتجة عنه , الروابط الاجتماعية المنبثقة منه , والحياة الجديدة المغيرة للروتين اليومي الذي مللت منه , وهكذا ..... وسعي نظرتك للحياة , أسرحي بخيالك مع هذا الزوج القادم والذي قدم لك كل عناصر الحب والوفاء والإخلاص .....
قد تتسألي : أليس بعض ما ذكرت إنما ينتج عن العلاقة الزوجية التي أهرب منها ؟!
فأجيبك: بلى , ولكن ذلك لايمنع من التفكيربطريقة أرحب وأشمل , وهذا حل بسيط يجعل تفكيرك أكثر استجابة ووجدانك أكثر تقبلا للأمر ...
3ـ ألحظ كذلك يا أختي تسرعكِ باتخاذ القرار , ثم عدم مواجهتكِ لنتائج قراركِ , ولعل مرد ذلك عدم قناعتكِ الكاملة بصحة القرار ... ولذا تتفادين مواجهة آثاره ......
أختي وفقكِ الله , ما أريد إيصاله لكِ الآتي :
أـ صلِ صلاة الاستخارة , وإن لزم الأمر إعادتها ,وقد دل عليهاحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا هم أحدكم بأمر فليصلِّ ركعتين ثم ليقل : " اللهم إني أستخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به " )) . [ البخاري ]
وأكثري من الدعاء في كل وقت , واسألِِ الله تعالى التوفيق في الدنيا والآخرة , وخاصة ونحن في بداية العشر الآواخر من رمضان ..
ب ـ أبعدي عن ذهنكِ الأفكار القاتمة عن الزواج في نظركِ , وانظري إلى الجوانب التي ترغبينها فيه , وذلك لأني أعلم بعض الفتيات اللاتي كن يكرهن الخوض في هذا الموضوع وخاصة جانب المعاشرة , بل يرفضن الزواج لأجل ذلك , ولكن لأمور كثيرة منها : إلزام الأهل: قبلن بالوضع , وبعد ذلك تغيرت نظرتهن تجاه الموضوع تغيرا جذريا , بل ضحكن على تصوراتهن السابقة , وهذا الكلام ليس للتدليس عليكِ اختي بل هو حقيقة واقعة .....
ج ـ تذكري ان الزواج أمر فطري وأنكِ متزوجة لا محالة ـ بإذن الله تعالى ـ وعلى هذا الأساس سوف أعيد عليكِ السؤال , وأتمنى أن تجيبي عليه في داخلك فعلا , وهو :
مادمتِ ستتزوجين , فهل ترغبين برجل أحبك , وأخلص لكِ , وتمسك بك لأقصى درجة ؟! أم سترضين برجل لاتعرفينه مطلقا ...
أرجو أن تجاوبي على أن أمرالزواج أمر واقع ....
د ـ هل تعتقدين انك مختلفة إلى درجة لايشبهكِ فيها أحد على هذه الأرض ؟!
أعتقد أن جوابك : لا , ولذا لاتشذي عن ما أختاره الناس جميعا لأنفسهم , بل الأهم من ذلك هو ألا تتركِ ما اختاره خالق البشر والناس لهم , وهو الأعلم بهم وبما في نفوسهم ولا يختار لعباده إلا الأصلح .
أختي أعماق السكون اسأل الله العلي العظيم , في هذا اليوم المبارك أن يوفقكِ للخير ويدلك عليه , وأن يهديك , ويسدد رأيك , ويسعدك في حياتك وجميع المسلمين .
وصدقيني أختي أعماق السكون , أني ما كتبت لك هذا الرد وأطلت فيه إلا لرغبتي الصادقة بتجاوزك لهذه المعضلة , والتي أرى أنكِ أقوى منها, بل لعلك بعد عدة أشهر تنظرين إلى ما سجلته يداكِ في هذا المنتدى الرائع مستغربة: أأنا من كتبت تلك الكلمات؟!!! , بل سوف تضحكين ـ إن شاء الله ـ لعدم تقبلك للأمر سريعا وإتعابك للأعضاء بالرد عليك محاولين إقناعك
يدفعهم لذلك الصدق في النصح للمسلمين ومحبة الخير لهم ...
هذا مالدي وأرجو لكِ التوفيق ................................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبـــــوعبــــــدالمـــــــــــــــلك