هل نعاقب الرجل فقط أم الطرفين معاً في العلاقات الهاتفية المحرمة؟!
•جاء الإسلام بتشريع كامل متكامل صالح للبشرية جمعاء. وأتى بحفظ الضروريات الخمس وهي: الدين، والمال، والعرض، والعقل، والنفس.
•وفي جانب العرض نستشعر ونفهم أنّ الله عزوجل قد ركّب الغيرة الفطرية في نفوس الرجال من أجل حماية أعراضهم وعوراتهم؛ حيث أن الشرف لا يُقدّر بثمنٍ أبداً. بل إنّ البعض من الرجال يجعل الروح سلعة ويقدّمها على طبق رخيص من أجل العرض.
•في وقتنا الحالي نجد أنّ العلاقة المحرمة التي تنشأ بين الرجل والمرأة تأخذ صوراً عديدة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؛ فأصبحنا نرى ونسمع العلاقة بين أعزب وعزباء، وبين أعزب ومتزوجة أو أرملة أو مطلقة، وبين المتزوج والمتزوجة، والأمر صحيح صحيح على الجانب الآخر توجد هذه العلاقة بين العزباء والمتزوج، والمتزوجة أو المطلقة أو الأرملة مع الأعزب... الخ.
•هذه العلاقات المحرمة برزت على السطح إعلامياً في الآونة الأخيرة بشكل كبير جداً بحكم تسليط الأضواء عليها ناهيك عن أسباب أخرى خفيّة؛ فلا نكاد نتجاوز صحيفة يومية إلا وهي محمّلة بكمية متفاوتة من هذه الأخبار المؤلمة المفجعة المقرفة في آنٍ واحد. وإني والله أشعر بالضيق والكدر والألم من هذه الأخبار التي تثير النفس، وترفع الضغط، وتوجع القلب، وأصبحت أتجنّب قراءتها ما استطعت.
•ومما يزعجني في هذه القضايا هي مسألة الكيل بمكيالين في العقوبة النهائية أو الجزاء النهائي أي أنّ من يأكل الصفعة والضربة الأخيرة لوحده هو الرجل المخطيء، أما المرأة فإنها تخرج منها كما تخرج الشعرة من الجنين.
•ولا يعني قولي هذا أنني أقف في صفِّ قومٍ دون قوم أو أتحيّز لفئة دون أخرى.. كلا ولكننا نأسف أشد الأسف عندما نسمع أنّ شاباً حُكم عليه بثلاث سنين أو أربع أو خمس سنين يقضيها في سجنه إضافة لسابقة تُسجّل كنقطة سوداء في ملفّه الشخصي -كما يُسمّى- فتتأثر بذلك حياته وسمعته الاجتماعية ومستقبله الوظيفي في كثير من الأحيان، واسألوا المحاكم المختصة عن أحكام هذه القضايا.. بينما تخرج الفتاةُ منها سالمةً غانمةً لم يُصبها أذى سوى كفالة أو تعهّد خطّي عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتعود لتنام في بيتها قريرة العين. أو ربما لم يُصبها شيءٌ البتّة حيث تكون قاعدة في بيتها أمام التلفاز فلا يُكلّفها الأمر سوى اتصال هاتفي فيذهب الفتى إلى ما وراء الشمس، وتعيش حياتها هي بكلّ بساطة بالرغم من أنها هي من سمحت بهذه العلاقة أن تأخذ مجراها في الغالب.. ولو أردت سرد بعض القصص لقمتُ بسردها بيْدَ أنّ المقام سيطول بنا طويلاً.
•علاوة على ذلك أجد نفسي أسترجع قليلاً وأعلم شدّة ووطأة وخطورة مسألة سمعة الفتاة ليس على نفسها فحسب بل على أهلها وذويها وقبيلتها ومجتمعها، وأنّ واجب الستر عليها أوجب وأولى..
نعم! أقدّر وأتفهّم تماماً وجهة النظر القوية هذه، وأقف معها بعض الشيء.. لكنّني أرى بعدم وجود مانعٍ يمنعنا من أن نجد طريقة معينة مضبوطةً دينياً واجتماعياً نجعل الفتاة من خلالها تنال عقوبتها أو –على الأقل- تنال شيئاً من العقوبة من باب الردع والتأديب والزجر. هذه العقوبة وتقديرها هي من مسؤولية الجهات المعنيّة بمثل هذه الحالات.
•ختاماً: أوجه تحذيري الشديد للشباب من خطورة مسألة (الابتزاز).. وأذكّرهم جميعاً بأنّ لديهم أعراضاً ومحارماً يجب أن تُصان.. وأن يتّقي الله ولا يخون عرض أخيه المسلم.. وأن يهرب من الانزلاق في هذه الأمور فيشوه سمعته، ويحطّم مستقبله بسبب فتاة لعوب..
وفي الجانب الآخر أحذر الفتاة بشكل أقوى من اللعب مع الشباب العابث، وأن تقوم بصون كرامتها وقيمها وأنوثتها وعرض والدها وإخوانها من الدّنس؛ لتكون حرة أصيلة شهمة عفيفة تقية نقية.
•دعاء:
اللهم احفظنا بحفظك.. واكلأنا برعايتك.. وأعذنا من الزنا والخنا والفجور.. واستر عوراتنا يا ستّار.. وآمن روعاتنا.. واستر عيوبنا.. واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا ومن تحتنا.. اللهم احفظ أولادنا وبناتنا وزوجاتنا وأعراضنا وديننا وإيماننا.
:::
-ملاحظة:
لا أسمح بنقل هذا الموضوع أو جزء منه لأي منتدى أو مكان آخر، وأجعل هذا في نحر وذمة من يفعلها إلى يوم القيامة فهذه أمانة.
:::
كتب هذا أخوكم في الله/ البليغ "حاتم بن أحمد"
الثلاثاء 30/11/1433 هـ
التعديل الأخير تم بواسطة البليغ ; 16-10-2012 الساعة 08:51 AM