أخي الفاضل ...
أنت لا زلت تدور في فلك زوجتك , ولا زلت تعيش في ذكرياتك السيئة معها ولذلك فإن الوقت غير مناسب لتتزوج من جديد , فجروحك لا تزال تنزف عندما يأتي الوقت الذي لا تُثيرك فيه تصرفاتها السيئة وذكراها ولا تهتم لأي أمر يذكرك فيها , ولا تُفكر بمحاسبة غيرها بذنبها عندما تصل لهذه المرحلة , يكون هذا هو المؤشر الصحيح لاستعدادك للزواج مجدداً بنفسية وإقبال حقيقي على الزواج من أجل الزواج , وليس للإنتقام من منيره . إجعل تحديك مع ذاتك , وليس تحدي مع منيرة لتُثبت لها أنك رجل بحق ورجل ناجح بحياته , بل إثبت لنفسك ولذاتك أنك تستحق الأفضل إذا ما بذلت الجهد الموازي الذي يوصلك لتحقيق أهدافك . أمرك مع زوجتك ببساطة ووضوح ... أنك لم توفق معها ليس لعيب بتركيبتك الشخصية والنفسية وربما ليس لعيب في تركيبتها الشخصية والنفسية أيضاً ولكن لأن قلبيكما لم يتآلفا , وسبحان مسخر القلوب ومقلبها . بشكل عام , كل سلوكياتك معها مضرب مثل في الإخلاص والحب والتفاني والرومانسية وحسب وصفك , فأنت لم تقصر بشيء , ولعل الله أراد بك خيراً بفراقها عنك لا تدركه الآن . أخي الفاضل ... لا تجعل فراقها هو نهاية حياتك وسبباً في عدم عفافك تخيل ... لو استمرت معك , وكانت مثل ما تتمنى وأكثر مما تتمنى , وتولعت بها كأشد ما يتولع رجل بمرأة وفي ثورة تولعك بها وحبك لها وحبها لك ... خطفها الموت فجأة ماذا كنت ستفعل حينها ؟ ربما جننت , وتدمرت حياتك فعلاً , وفقدت القدرة على الحديث أو الكتابة أو الفضفضة أما وقد تركتك بهذه الطريقة , فهي فتحت لك باباً كبيراً لكرهها , ونسيانها , ووضعها وراء ظهرك وإراحة ضميرك , ورفع اللوم عن نفسك حاضراً ومستقبلاً . أنظر للناحية الإيجابية بتركها لك , ولا تنظر فقط للناحية السلبية لعل الله أراد بك رحمة خافية عنك , ستدركها بعد زمن . أخي الفاضل ... أنت تنظر لمصيبتك أنها عظيمة وشديدة التأثير عليك , وتحتاج جبالاً من الصبر والإيمان لتجاوزها ولكن من إنصافك لنفسك لتريح نفسك , أن تنظر للنعم التي بين يديك وانظر ما لديك من مكتسبات , كما نظرت لما لديك من خسائر . قلت لك في مداخلة سابقة , لو أنك فقدت الدراسة والزوجة معاً سيكون حالك أصعب وأسوأ فما بالك وأنت فقدت الزوجة فقط , ولا تزال الدارسة بين يديك ؟ استمرارك على هذه الحال سيضيع عليك فرصة الدارسة أيضاً , وتكون منيرة قد نجحت واتتصرت عليك وهي بعيدة عنك ! فهل ترضى أن تسمح لها بالتأثير عليك وهي خارج حياتك ؟ يكفيك هذا المثال , ولن ألقي عليك محاضرة بنعم الله التي تتقلب بها ليل نهار , لأني متأكد أنك تدركها . ليس من المهم ما يعترضنا في حياتنا من صعاب ومشاق وكدر وهموم فكل هذه الأمور حاصلة شئنا أم أبينا ولكن الأهم ... كيف نواجه هذه الصعاب ونتغلب عليها , وننظر للجانب الإيجابي فيها ونسخره لمصلحتنا وفائدتنا فلا يوجد في الدنيا أمر كله شر محض , ولا يوجد أمر كله خير محض فكل أمر مهما بلغ ومهما كان , يحتمل جانبي الخير والشر . أنظر للأمام وادفن الماضي الأليم واستفد من دروسه وسخرها لمصلحتك . وفقك الله ورعاك ويسر أمرنا وأمرك . |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|