|
::
مازالت صورة أمي وهي تسبح في بركة من الدماء وصوتها
وهي تأن وتنادي والدها تراودني دائماً وأشعر معها بغصة وحرقة
في قلبي وكراهية كبيرة لوالدي رغم أننا صفحنا عنه مافعله بنا
وبها
حياتي اصبحت كلها تحدي بسببه
فأنا اصبحت لا أثق بالرجال وبداخلي أراهم كلهم مهما بلغ بهم الكمال
سيأتي يوم وينكرون الأنثى ويذيقونها الألم والعذاب ويمتهنون كرامتها
كنت أسأل أمي لماذا لم تتركيه وهو يضربك ويهينك وفضل الأخرى
عليكِ..؟!
فكانت تقول لم أستطع أن أتركم ولم يكن لدي مصدر مادي لأصرف عليكم
وعلى نفسي
لذلك حين تزوجت في سن السادسة عشر أشترطت بإستماته في عقد زواجي
أن تكون دراستي ووظيفتي أمر مفروغ منه حتى لا أواجه نفس المصير
الذي واجهته أمي
أحب زوجي وأعلم أنه يحبني ولايمكن أن يتسبب بجرح لي أو أذى
لكن في داخلي أحذر منه كثيراً ودائماً في حالة أستعداد للأسوء
لا أستطيع أن أرتاح في علاقتي معه وأبوح بكل مشاعر الحب له بل
أكتفي بمقدار يساعدني على إلا أندم لأني أعطيته الكثير
زوجي يقول لي أحياناً
تأتيك أيام أشعر فيها أنك تكرهيني رغم أني واثق من محبتك لي
والدليل تعاملك معي لكن فجأة تتغيرين لبضعة أيام ثم تعودين
سيدي الفاضل:
أجعل زوجي يتعامل مع أطفالي وكأني أنا الطفلة التي بين أحضانه
وليسو هم
فأنا أطلب منه أن يحتضنهم وأطلب منهم أن يقول لهم كذا وكذا
لأني لا أريد أن يعيشوا ذلك الحرمان من الأب الذي عشته ولأني أريد أن أعوض مافقدته بهم
لا أحب أن أرآه يضربهم أو يعاقبهم
تصيبني حالة من الألم والقهر لا أعلم مصدرها ولكن صورة والدي
القاسي وهو يضرب أخواني لايمكن أن تفارقني حتى صوته وصراخه
ووجهه المتجهم أمور أرآها رغم أنه تغير كثيراً في كبره وبعد أن
تعرض لحادث وتخلت عنه زوجته الأخرى وأولاده منها وقمنا أنا
وأخواني وأخواتي وأمي برعايته
أنا لم أكل في حياتي مع والدي بصحن واحد أو على مائدة واحدة
لا أذكر أنه نام عندنا أو بقي معنا النهار أو تحدث معنا كأب
كانت أمي هي والدنا وأبانا وهي من تقوم بنا وتحمينا
هو لا أرآه إلا لحظات كل شهر يدخل ويزأر كأسد ويضرب هذا
ويشتم هذا ويكيل التهم والشتم لأمي ويعايرها وينتقصها ويخرج
كان دائماً يردد أنتم مثل أمكم أنتم فاشلون أنتم مافيكم واحد راح يكون فالح
حتى أني عندما اصبحت أم سألتها كيف كنت تحملين بنا وهو يأتي
كلمح البصر لللبيت ولايعرف إلا الأهانات فكانت تقول كان هذا يحدث
كلما اصبح لزوجته تلك عذر أو كانت نفساء يأتي وأنتم في مدارسكم
ليمتهني ويذهب وكأني وعاء لإفراغ الشهوات
كانت تمر علينا أيام نحتاج أن يكون لنا أب وخاصة أخواني الذكور
كانو يصادفون والدي أحياناً عند باب المدرسة أتين ليأخذ ابنه من الزوجة الثانية
ويتعامل مع أخواني كأنهم أولاد شخص آخر وكأنه لايعرفهم
لم انسى صراخ أخي حين يعود للبيت ويبدأ في البكاء ويقول ونحن
ألسنا ايضاً أولاده...؟!!
لقد حثتني أمي على الزواج المبكر لأخرج من جو ذلك البيت الملي بالوجع والألم
لكني ظللت طول عمري أنظر للرجال أنهم لايؤتمن جانبهم وقلوبهم سريعة التغير
أريد أن أمنح زوجي الحب الكامل الذي لاقيود به
أريد أن أشعر بالثقة التامة به والأمان
أريد أن أسامح أبي وأغفر لها مافعله بنا وبوالدتي
أريد أن أعوض على أمي ما عانته لكن مهما فعلنا أنا وأخوتي
إلا أنها دائماً تعيسة وحزينه ماذا أفعل لأجعلها ترتاح أريدها أن تكون
سعيدة جداً
كلنا اصبحنا متميزون ومتفوقون بدراستنا ونحمل شهادات عالية بفضل الله
ثم بفضلها وكلنا كنا نجتمع مع بعضنا ونقول مشجعين بعض
نريد أن نعوض على أمنا أمنا فعلت الكثير من أجلنا
كل واحد منا ولله الحمد بذل أقصى جهوده لتفخر به وكلنا نرعاها
وندللها لكن بقي بداخلها غصة لاتزول ودائماً نخاف من الفشل خشية
أن تتحقق نبوءات والدي ويشمت بنا الشامتون
والدنا نحن لانكرهه لكن نتذكر مافعل بنا ونتألم
اليوم جميعاً نقوم به ونتردد عليه ونرعاه تقرباً لله وهو نادم أشد
الندم ويريد العودة إلى أمي لكنها ترفض
مع العلم والدي طلق أمي ظلماً دون أي جريرة أرتكبتها فقط
إرضاء لرغبة زوجته الثانية وتخلى عنا نهائياً حتى المصروف الشهري
قطعه عنا وأمي من قامت بنا بمساعدة أهلها
ظللنا سنوات لم نرآه إلا في ظروف معينة وكنا إذا ذهبنا لزيارته
يتعامل معنا بفوقية وبرسمية وكأنه متضايق لزيارتنا له التي لم نكن نفعلها
إلا لأن أمي ترغمنا عليها خوفاً من الله وتخاف علينا من العقوبة
هذا مالدي الآن
وهكذا ذكريات تنهكني وتجعلني أجلس يوماً كاملاً حزينة
وأكره أن أذكرها لكني ألتمس فيك الأب الفاضل الذي بيده
أخراجي من هذه الحالة
::
ابنتي الكريمة سيدة الموقف
لقد منحك الله الشخصية القوية التي تغلبت على كل ما مر بك ولله الحمد ويضح هذا منردودك المتزنة. 1- يوجد ليدكِ خلط بين ملفات ذاكرتكعما حصل بين والديكِ وبين واقعك لتشابه الشخصيات فالملفات التي في ذاكرتك أورثة رعب وقلق حرمك النوم بعمق والتفاعل المتزن مع من حولك, فنتج عن ذلك ردة فعل من تكرار ذلك. 3- علاقة والدتك بوالدك كزوجين التي لا علاقة لكم بها من حيث الزوجية بينهما ونتج عنها ظلم والدك لها واستسلامه لزوجته وجعلكم أداة للانتقام من زوجته السابقة التي هي أمكم والتي انتهت علاقتهما بالطلاق كزوجين. 4- علاقتكم بهما مستمرة كأم وأب ووجودكم مع أحد طرفي النزاع وهي الوالدة جعلكم في صفها وهي وإن كانت مظلومة ووالدك مخطيء إلا أنه لا حق لكم تقييم والدكم وما يفعل فسيحاسبه الله سبحانه عما يفعل ولقى جزاءه. 5- جرح والدتك من والدك ضمن مشاعرها كزوجة وبذلك لن يجدي تعويضكم لها بالحنان والبرفه و كسر لعاطفة نثى احترقت من زوجها الظالم بدليل لم تسامح زوجها والدكم. 6- يظهر الخلط في ذهنك مع تكرار المواقف فوجود بنتك في موقف مشابه لموقفك أمام والدك يسحب من الذاكرة الملفات المماثلة فيثور رعب في الطفلة التي تسكنك, وعندما يحصل بينك وبين زوجك تقارب جنسي في الفراش تنسحب ملفات سؤالك لوالدتك عن ما يفعله والدك معها كيف (يجامع ويضرب) وكلما ثارت ملفات من الذاكرة ثار قلق وخوف وتوتر طفولي عندك وغريزة الأمومة معاً فلا تشعرين بالأمان ولا الحياة الهانئة. العلاج: 1- ضعي كرت مكتوب عليه ( الحمد لله أنا سعيدة مع زوجي وأولادي وما حصل بين والدي ووالدتي ذكريات لا أكثر) في شنطتك الشخصية. 2- ضعي ملف للماضي سجلي فيه كل مشاعرك تجاه تلك الأحداث, وملف عن علاقتك بزوجك وأولادك وأكتبي على الملف هناك فرق بين ملفات الماضي الكئيبة والواقع السعيد. 3- بالنسبة للوالد الآن هو أب منكسر نتيجة فعله مع زوجته السابقة ووالدتك منكسرة مما فعل بها هذا هو الواقع السلبي, والواقع الجميل هو نجاحات الوالده فيكم وسلامة والدك من الوفاة ظالماً وفرصه له ليتوب ويكفر عما فعل فعقوبة الدنيا أهون من عقوبة الآخرة وتذكري لا حق لكم في محاكمته. تلميحة : ضعي نقطة لملفات الماضي وأبدئي ليلة سعيدة مع زوجك من أول السطر فهو وأنت لا تستحقون تعذيب أنفسكم من ملفات انتهت ومهما كان الألم فلن يتعدل شيء. ونلتقي على خير بعد أداء الواجب الذي ذكرت.. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|