أخبريني شيختكم...........كيف يكون العدل؟
لا أعرف لماذا تتحدثين كثيرا عن العدل بينها وبينها وعن حقوقها وحقوق أطفاله عليها وكيف تريدين منه أن يعدل بيننا وأنا في بلد وهي في آخر هل يسافر كل يوم ويعود؟ أم يأتي بها وبالأطفال إلى هنا؟
وطبعا هذا غير ممكن لأسباب واعتبارات كثيرة أولها وأهمها أنها عاشت طوال عمرها في قرية صغيرة ولا تخرج من بيتها إلا فيما ندر وفشلت جميع المحاولات لإقناعها بأن تكون إلى جانب زوجها في غربته فهل لزوجي ذنب في ذلك؟
وهل ذنبه أن والده رحمه الله أجبره على الزواج بها بالإكراه والتهديد بخراب البيوت وبطرده وأمه من البيت لمجرد أنه أعطى كلمة لوالد العروس ولن يتراجع عنها؟
وهل ذنبه أنه كان حينها في
الرابعة عشرة من العمر؟
وهل ذنبه أنه حاول معها والله يشهد وأهله كلهم يشهدون وكل من سألنا عنه يشهد قريباً كان أو بعيداً أنه حاول بكل طاقته أن يغيرها لتكون له الزوجة ولأطفاله الأم التي يحلم بها كل رجل.
هل تصدقين أنه منذ تزوجها يعني من عشرين سنة لم تجلس معه مرة واحدة على مائدة الطعام بحجة أنها تخجل وتفضل أن تأكل بمفردها؟
وهل تصدقين أنه لم يعد مرة إلى بيته ووجدها بانتظاره لترى ما يحتاج إليه أو على الأقل لتحضر له طعام العشاء؟
ومع ذلك لم ييأس منها وحاول أن يغيرها لتكون له الزوجة الصالحة ولأطفاله أماً حقيقة وتقوم بواجباتها تجاههم ككل الأمهات فهي لا تعرف عن أطفالها شيء لا عن أحوالهم ولا عن دراستهم وهم في عمر لا يحتاجون شي أكثر من أم بمعنى كلمة أم وخاصة أن والدهم بعيد عنهم.
ولم تكن محاولاته بصفة ذاتية فقط فقد وسط الكثير من أهله وأقاربه ليعلموها قليلاً أو كثيراً عن هذه الحياة وكيف تتعامل المرأة مع زوجها وكيف تربي أطفالها وكثيرا ما كانت تصلها تهديداته بأنه سيتزوج عليها إن لم تتغير لكن دون جدوى وكان ردها دائماً أنها أنجبت له من الأطفال خمسة ولم يفكر بعد هذا العمر أن يتزوج بأخرى مع العلم أنه لم يتخطى الخامسة والثلاثين.
فبالله عليك يا أخت شيختكم قولي لي من أين تأتي المحبة والألفة بين الزوجين إلا أن يشعر الزوج بقلب زوجته يفيض حناناً عليه وحباً به ويرى ذلك بعينيه يترجم رعاية واهتماماً وتقديراً.
ومن أين لرجل لا يرى من زوجته إلا الإهمال والتقصير في حقه وحق أطفاله أن يأتي بالمحبة والود والعطف عليها؟
بالله عليك هل زوجي مخطىء وقد تحملها عشرين سنة على أمل أن تتغير هل منكم من يطيق ذلك؟
وفي النهاية أقول لك ورغم كل ما أخبرتك به أن زوجي لم يحرمها يوماً حقاً من حقوقها المادية أو المعنوية وكان ولا زال يعاشرها بالمعروف.
وهو دائماً يأتي بأولاده إليه في إجازاتهم ليراهم ويحاول أن يعوضهم بعده عنهم وبعد شهر سيأتي بابنته وستعيش معي في بيتي لفترة وهذه طبعا رغبتي وأنا من طلبت منه ذلك أوليس من حقي أن لا يدخل بيتي إلا من أرتضي أم هذا أيضاً محرم علي مع العلم أن هناك بيوتاً كثيرة من أخوته وأخواته ممكن أن تقيم معهم و لكني لا أرضى لها أن تقيم مع الفتيان من أبناء عمها وأبناء عمتها وبيتي لا أحد فيه غيري فبالله عليك هل هذا من الأنانية في شيء؟
ولو عدت وقرأت مشكلتي مرة أخرى لوجدتني أقول (كيف أروض نفسي) يعني أنا أعرف أن هذا واقع ولكنه صعب علي وأجد مرارة في تقبله فهل أعتذر عن انفعالاتي ومشاعري وهل منا من قلبه بيده ومشاعره تحت تصرفه أنا طلبت منكم مساعدتي لأخرج من حالتي النفسية التي أجد مقحمة فيها رغماً عني ووالله ليس بيدي حاولت ولكني لم أستطيع ولم أقل لكم (كيف أحرمها حقها أو كيف يكون زوجي لي وحدي أو كيف أبعده عنها وعن أطفاله) لو كان هذا ما قلته لكان حقاً لك نعتي بالأنانية.
ولو قرأت مشكلتي مرة ثالثة أيضاً لوجدتني لم أخبر زوجي عن مشاعري وما أعاني منه من قلق وحيرة خوفاً عليه أن يغتم وأنا أعرف أنه لا يطيق أن يراني غير سعيدة فهل هذا من الأنانية في شيء؟
وأقول لك أنه على الرغم من أن زوجته كانت تعرف أنه خاطب إلا أني طلبت منه ألا يخبرها عن موعد الزفاف لأن هذا صعب عليها كثيراً وحرام أن تسهر طيلة الليل تعاني من الأرق والتفكير والوحدة وأسهل عليها أن تعرف بعد فترة أنه تم الزواج من أن تعرف أن هذه الليلة زوجها سيدخل بأخرى فهل في هذا شيء من الأنانية أو حب الذات؟
أنا أحب زوجي كثيراً ولا أرضى له أن يكون ظالماً لا سمح الله وحتى لو ارتضيت له ذلك هو لا يرضاه لنفسه بدليل أنه حاول معها وصبر عليها صبراً جميلاً دام عشرين سنة وكان دائماً يحتسب صبره عند الله ويدعوه أن يحقق له ما يتمناه في زوجته أو أن يعوضه خير.
وآمل أن الله استجاب له وعوضه خير وأحاول بكل ما أستطيع أن أكون له زوجة صالحة وحنون ومحبة ولا أشعره بشيء مما يعتلج في صدري ولهذا فقط طلبت وأطلب مساعدتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته