السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حفظ الله اولادك و رزقك برهم و اغدق عليك سعادة الدنيا و الآخرة
فعلا حبيبتي نصيحتي لنفسي قبل ان تكون لك بمراقبة كلماتنافقد ورد في الآثار عن السلف أن القدر موكل بالمنطق أو البلاء موكل بالمنطق و قيل القدر موكل بالقول و ثبت هذا المعنى بالمشاهدة و الواقع و تناقله العلماء قد لا نلقي بالا لكلمة مازحة و تنطق ألسنتنا بالبلاء و بسوء الظن في الله او التعدي في الدعاء أو الاستخفاف بالنعم فنبتلى و تزول تلك النعم و نجد ما قلناه و لو لم نقصده و الشواهد على هذا المعنى من الآثار و من الواقع كثيرة
نسأل الله أن يعافينا اجمعين لذلك
ينبغي علينا أن نعود ألسنتنا الخير
أنشد القاضي ابن بهلول:
لا تنطقن بما كرهت فربما ... نطق اللسان بحادث فيكون.
وأنشد غيره:
لا تمزحن بما كرهت فربما ... ضرب المزاح عليك بالتحقيق .
عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده فقال(( لاباس طهور ان شاء الله )) فقال كلا !! بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فنعم أذاً )
واخرج الطبراني من رواية شرحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس وفي اخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اما اذا ابيت فهي كما تقول وما قضى فهو كائن ) فما امسى من الغد الا ميتا )
قال ابن القيم رحمه الله :وقد استشكل هذا من لم يفهمه, وليس بحمد الله مشكلًا, فإن مسبب الأسباب جعل هذه المناسبات مقتضيات لهذا الأثر, وجعل اجتماعها على هذا الوجه الخاص موجبًا, له وأخر اقتضاءها لأثرها إلى أن تكلم به من ضرب الحق على لسانه, ومن كان الملك ينطق على لسانه, فحينئذ كمل اجتماعها وتمت, فرتب عليها الأثر, ومن كان له في هذا الباب فقه نفس انتفع به غاية الانتفاع, فإن البلاء موكل بالمنطق, قال أبو عمر: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم البلاء موكل بالقول, ومن البلاء الحاصل بالقول قول الشيخ البائس الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليه حمى, فقال: لا بأس, طهور -إن شاء الله - فقال: بل حمى تفور, على شيخ كبير, تزيره القبور, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنعم إذن .وقد رأينا من هذا عبرًا فينا وفي غيرنا, والذي رأيناه كقطرة في بحر.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في قوله تعالى ( الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا ..)
قال ابن عثيمين
ومن فوائد الايه أن البلاء موكل بالمنطق لانه قال لهم ( هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا ) فكان ما توقعه نبيهم واقعا فإنهم لما كتب عليهم القتال تولوا ..
صح عن إبراهيم النخعي : أنه قَالَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنِ ابْتَلَى بِمِثْلِهِ» رواه ابن أبي الدنيا و غيره
عن ابن مسعود أنه قال : : «لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ خَشِيتُ أَنْ أُحَوَّلَ كَلْبًا» رواه هناد في "الزهد " وغيره وجاء عن طائفة من السلف نحوه
و كم سمعنا قصصا مشابهة على أرض الواقع و لكني لن أنقل سوى قصصا عاينتها معاينة و رأيتها رأي العين
ولد كثير المشاكسة لأبيه و الأب كثير التدقيق و الانتقاد لولده بشيء من المبالغة اذ انه و ان احسن لا يعجب الوالد شيء الام تعبت من المشادة المستمرة بينهما فقالت لو انه يذهب الى مكان لا تعود تراه فيه سافر الولد و لم يرجع سنتين بعدها بلغهما نبأ تعرضه لحادث و توفاه الله شابا رحمه الله و تقبله قبولا حسنا
و الاخرى ام بناتها في عراك مستمر تدعو بدعاء مفاده ان يتفرقن و ترتاح من عراكهن و فعلا هن ثلاث بنات تزوجت كل واحدة منهن في منطقة بعيدة عن الاخرى و قل اجتماعهن حتى انهن لا يلتقين في بعض الأعياد و احداهن حدثتني بهذا الامر و كيف انها لم تعد تجتمع بأخواتها الا نادرا و تشتاق لهن
و قريبة كثيرا ما تقول لابنتها مازحة (يعطيك جان) فسبحان الله عانت البنت كثيرا من المس و السحر و الأذى
أقلل كلامك وأستعذ من شره
إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه
حتى يكون كأنه مسجون
وكّل فؤادك باللسان وقل له
إن الكلام عليكما موزون
و هذا مقطع جميل يتكلم عن الأمر
https://youtu.be/fOVBLioSt_M
استغفري لقولك ايتها الغالية و ليستغفر كل منا لما قاله لاهيا و لم يلق له بالا و نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة
ألتمس منك يا حبيبتي ان لا تكرري الله يقلع الزواج او النوم
فلو حرمنا النوم لاصابنا الجنون نسأل الله العفو و العافية
ولو زالت النعمة لأكل قلوبنا الهم و الغم نسأل الله العفو و العافية
__________________
اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد