وهذه احدى الامثله عن احدى العالمات التي درس على يدها اكابر علماء دين ولو كان تعلم الرجل من المراة غير جائز وما يتحدث به البعض من خلط الدين بالعادات لكان هؤلاء اعلم به
طالما ان المراة ملتزمة بحجابها وعفافاها ودينها
المحدثة الكبيرة كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية المكية (ت463هـ /1070)
كانت أول امرأة درست (صحيح البخاري) في مكة المكرمة بل ان النسخة المعتمدة التي نوه بها الحافظ بن حجر العسقلاني في (فتح الباري) والتي عدها من أهم النسخ هي نسخة المحدثة كريمة بنت أحمد المروزية حضر دروسها أكابر علماء الحديث ونالوا منها الاجازة وحدثت بـ (صحيح البخاري) عن كبار الحفاظ والمسندين منهم: (ابو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني) وزاهر بن احمد السرخسي وعبدالله بن يوسف بن باموية الاصبهاني درس عليه في مكة المكرمة كبار المحدثين من المشرق والمغرب حتى أن محدث هراة الحجة أبا ذر الهروي اوصى تلاميذه بألا يأخذوا (صحيح البخاري ) إلا عنها.
ومن أشهر من حضر دروسها وأخذ الاجازة منها:
- الامام أبو بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد بن مهدي البغدادي المعروف بالخطيب البغدادي (ت463هـ/1070م) كان يقرأ عليها وهي تسمع.
- وابو المظفر منصور بن محمد بن عبدالجبار بن احمد التميمي السمعاني (ت489هـ/1095م) سمع على كريمة المروزية في مكة وروى عنها.
- وإمام الحرمين أبو عبدالله الحسين بن علي بن الحسين الطبري (498هـ/1104م) مفتي مكة ومحدثها أخذ عن كريمة (صحيح البخاري)، وروى عنها.
- وعلي بن ابراهيم بن العباس بن الحسين النسيب (ت 508هـ/1114م)، وهو العالم الثقة المحدث نال الاجازة في رواية (صحيح البخاري) عنها.
- وأبو طالب الحسين بن محمد بن علي بن حسن الزينبي (ت512هـ/1118م) سمع منها بمكة المكرمة.
- وأخذ عنها محدث الكوفة ومسندها أبو الغنايم محمد بن علي بن ميمون بن محمد النرسي (ت510هـ /1116م).
- والمحدث الثقة أبو الحسن علي بن الحسين بن الفراء الموصلي (ت519هـ/1125م) إجازته كريمة في مكة.
- وأبو عبدالله محمد بن بركات بن هلال بن عبدالواحد السعيدي المصري (ت 520هـ/1126م) قرأ على كريمة في مكة في أثناء مجاورته.
أما علماء المغرب فقد كانت كريمة المروزية محل اهتمامهم يقرأون عليها (صحيح البخاري) وينالون الاجازة منها كان من ابرزهم:
- جماهر بن عبدالرحمن بن جماهر الطليطلي (ت466هـ/1073م) لقي كريمة في رحلته الى مكة سنة 452هـ/1060م وأخذ عنها رواية (صحيح البخاري).
- ومحمد بن ابي نصر فتوح بن عبدالله بن فتوح بن حميد الازدي الحميدي الاندلسي (ت488هـ/1095م).
- وعبدالعزيز بن عبدالوهاب بن ابي غالب القيرواني (ت495بهـ/1101م).
- واحمد بن عثمان بن مكحول (ت513هـ1119م).
- والحسن بن خلف بن بليمة الهواري القيرواني (ت514هـ/1120م).
- وابو الاصبغ عيسى بن محمد بن عبدالله بن عيسى بن مؤمل بن ابي البحر الزهري(530هـ/1135م).
فالعلماء كافة سواء أكانوا من المشرق أم من المغرب كانوا يعترفون بقدر هذه العالمة المحدثة الكبيرة فلا يشيرون اليها إلا بالتبجيل والتقدير والأدب، وقد شهدوا لها بالاتقان في الضبط والمقابلة والمعارضة والفهم قال عنها تلميذها ابو الغنائم النرسي: “اخرجت كريمة الى النسخة بـ (الصحيح) فقعدت بحذائها وكتبت سبع أوراق وقرأتها وكنت اريد ان اعارض وحدي فقالت لا حتى تعارض معي فعارضت معها قال: وما قرأت عليها من حديث زاهر”.
وصفها ابن الجوزي بـ (العالمة الصالحة) والحافظ الذهبي بـ (الشيخة) العالمة الفاضلة المسندة كما وصفها علماء المغاربة بـ (الاستاذة) وبـ (الحرة الزاهدة) وقد ترجم لها التقي الفاسي ووصفها بـ (العالمة) في ضبط كتابها.