موجز أهم الضغوط النفسية للسجون في النقاط الآتية: 1- إماتة الشعور بالفردية: شعور الفرد بذاتيته أمر ملازم للحياة الاجتماعية العادية خارج السجن, و لكن هذا الشعور بالفردية و الذاتية و الهوية الشخصية سرعان ما يفتقده النزيل, و من مظاهر انعدام الشعور بالذاتية في السجن ارتداء الزي الموحد و طريقة الحياة الموحدة داخل الزنازين, و تناول نفس الطعام مع نفس الأشخاص في نفس المواعيد, بل تنعدم الخصوصية في قضاء الحاجات الطبيعية, ناهيك عن أن السجين عادة ما يرمز إلية برقم يكون هو أساس التعامل معه. 2- الشعور بالمراقبة يعاني السجناء يوجه عام من شعورهم بأنهم بالإضافة إلى فقدهم الشعور بالفردية- موضوعين تحت المراقبة بصفة دائمة- إما من قبل حراس الزنازين أو حتى من رفقاء الزنازين الذين يدور الهمس أو الطنين حيالهم بأنهم جواسيس من قبل إدارة السجن على زملائهم المسجونين. و ما تضفيه مخيلة السجناء النشيطة من مضاعفات على هذه المشاعر بحيث يمثل ذلك موقف ضاغطا أيما ضغط. 3- الحرمان من الحرية: الحياة اليومية رغم أنها حافلة بالقيود كما سبقت الإشارة إلا أن هذه القيود يمكن التخفيف منها إلى حد كبير بل, إن الحياة اليومية خارج السجن مليئة بمظاهر الحرية الشخصية, فمثلا يتناول الناس خارج السجن ما يحبون من ألوان الطعام و الشراب, و يلبسون ما يروق لهم من ملابس, و يصاحبون من يرغبون من الأهل أو الزملاء, بل و يقطعون من يشاءون منهم, إن الحرمان من الحرية هو أمر ضاغط و هو إجراء عقابي و يبدو أن السجناء يلقون من هذا الحرمان شديداً. 4- الخبرة الصدمية: يعتبر دخول السجن و خاصة للمرة الأولى بمثابة خبرة صدمية عنيفة و مريرة. بل و نقطة بداية سوادء في حياته, و هذه الخبرة الصدمية تؤدي به إلى الشعور بالمرارة و اليأس و القنوط و الإحباط, و مما لا شك فيه أن الحرمان من الحرية هو العامل الأساسي المحدث لهذه الخبرة الصدمية, ناهيك عن أن النزيل يعرف أن دخول السجن يعتبر بمثابة وصمة عار تلاحق النزيل طوال حياته كما أنه يعرف ما سوف يلقاه من تجنب الناس و توجسهم منه حتى بعد أن يخرج من السجن . 5- افتقاد الأسرة: بدخول السجن يفارق السجين أفراد الأسرة و يفارق الأصدقاء, و الأسرة هي الجماعة الأولى التي يرتبط بها الفرد طوال حياته أوثق ارتباط, و يعاني السجين من اجترار سؤال مضمونه: ما الذي سوف يقوله لأطفاله كمبرر لغيابه عن الأسرة بسبب دخول السجن؟ و كيف يشرح لهم الموقف؟ هذا إلى ما قد يعانية أفراد أسرته مسافر إلى بلاد بعيدة للراحة أو العمل أو العمل أو العلاج, و تلك حيل لا تلبث أن تفتضح أمام الآخرين مما يزيد من معاناة الأسرة. 6- افتقاد الدافعية: بسبب روتين الحياة داخل السجن يفتقد السجين كثيراً من دافعيته و حافزيته لأن حياة السجن تدور على وتيرة واحدة, نفس الوجوه الكئيبة لزملاء الزنازين و نفس الوجوه المتجهمة للحراس, و نفس العمل الذي يؤدى إن كان في ورشة السجن أو في قطع الأحجار كما في أحكام الأشغال الشاقة. هذا كله يؤدى إلى شعور السجين بفقد دافعيته بحيث تقل قدرته على التفكير السليم و حل المشكلات. 7- الحرمان الجنسي: قد يبد للوهلة الأولى أن عقوبة السجن هي في جوهرها حرمان من إرضاء الدافع الاجتماعي حيث تنقطع في السجن العلاقة بين المسجون و المجتمع إلا أن هذه العقوبة تنسحب وربما بصورة مماثلة على كف الدوافع الجنس الذي هو دافع فطرى غريزي في بني آدم, و الحرمان الجنسي من أهم المشكلات التي يعاني منها السجين. 8- افتقاد القدوة الطيبة: و بالنسبة لصغار السن من الذين يدخلون السجون في سن صغيرة نسبيا مثلا في حدود الخامسة و العشرين و خاصة إذا كان دخولهم السجن لأول مرة, فإن ثمة تغيرات هامة تقع لهم ذلك أنهم ما يزالون في بداية مرحلة الرشد و هذه المرحلة من مراحل النمو النفسي بالغة الخطر, لأن الشخص في هذه المرحلة يتوحد بنماذج من الذين يحيطون به في المحيط الذي يعيش فيه أما و قد أودع السجن فإنه يفارق النماذج من الذين يحيطون به المحيط الذي يعيش فيه أما و قد أودع السجين فإنه يفارق النماذج السوية التي توجد في المجتمع من الآباء و المعلمين و أهل الحل و العقد و يستبدل بها –مع الأسف- نماذج غير سوية من أرباب السوابق و المعتادين على الأجرام بحيث يبرز إلى الذهن القول القائل إن السجون هي مدارس الإجرام. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|