اريحا
تقع مدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافة الجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بين البيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي بذلك نقطة عبور هامة منذ القدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، وهي أيضا الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى، كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلى فلسطين على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو 276 م .
وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء، وأريحا، وأطلق عليها أيضا مدينة وادي الصيصان، وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذا النوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم .
وسميت كذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعى تل السلطان وهو أصل المدينة الأولى .
السياحة :
تتمتع أريحا بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها و أشجارها، وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق أحدها على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميت الذي يعتبر اشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيه أمواج أو حيوانات مائية مفترسة. ومن شدة ملوحتة فان جسم الانسان يطفو على سطح الماء دون ادنى احتمال للغرق. يشتهر البحر الميت بالطين الموجود على شواطئه والذي يحوى خصائص علاجية.
فلنتعرف على اريحا اكثر
قصر هشام
قصر هشام يقع على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا. كان القصر الذي شيده الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سنة ( 724 –743 ) م أو الوليد بن يزيد ( 743 – 49 ) م مقرا للدولة، فمن المعروف أن السلالة الأموية العربية وقد حكمت امبراطورية تمتد من الهند إلى فرنسا، وكما هو الحال مع معظم الخلفاء العرب فقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق القصر هو عبارة عن مجموعة من الأبنية وأحواض الاستحمام والجوامع والقاعات الكبيرة.
يتكون القصر من مجموعة من البنايات و الحمامات و الجوامع و قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، و تعتبر الفسيفساء و الزخارف و الحلي من الأمثلة الرائعة للفن و العمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء بأن زلزالا عنيفا قد ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. و بفعل الأتربة و الأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء و الرسومات الرائعة الموجودة في القصر.
و تعتبر الفسيفساء الموجودة على أرضية الحمامات إلى جانب شجرة الحياة الموجودة في غرفة الضيوف من أهم عناصر الجذب للسياح و الزوار. هذه الفسيفساء تعتبر واحدة من أجمل الأعمال الفنية القديمة في العالم. العديد من الزخارف المنقوشة من الموجودات في القصر توجد في متحف روكفلر في القدس.
قام صلاح الدين الأيوبي و جنده بمحاولة إعادة السيطرة على القصر في القرن الثاني عشر الميلادي و لكن بعد ذلك و حتى سنة 1940 من هذا القرن كان القصر بمثابة مقلاع للحجارة لأهالي أريحا.
يوجد إلى يمين المدخل متحف صغير يضم مجموعة من الأواني الخزفية التي اكتشفت في الموقع.
النجمة في قصر هشام
لوحة فسيفساء من قصر هشام
مقام النبي موسى: النبي موسى يعتبر من اعظم الانبياء بالنسبة للاسلام ومقام النبي موسى كان محجا سنويا ومهرجانا منذ ايام صلاح الدين الايوبي ويقع على بعد 20 كيلومترا شرقي القدس ويعتبر نموذجا رائعا للمعمار الاسلامي في القرون الوسطى وقد بني المسجد والمئذنة وبعض الغرف الاخرى في عام 1269 . في حين ان الاضافات المتتالية استكملت في عام 1475م وظلت حتى وقتنا الحاضر.
[IMG]
[/IMG]
دير قرنطل
دير قرنطل: يبلغ ارتفاع قمة جبل قرنطل 350 متراً فوق مستوى سطح البحر ويطل على منظر رائع لوادي نهر الأردن وهو الموقع الذي قضى فيه عيسى عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتعبدا خلال اغواء الشيطان وتم بناء دير في الموقع في القرن السادس فوق الكهف الذي أقام فيه المسيح. أما الممر المؤدي إلى الدير فهو شديد الانحدار وصعب تسلقه ولكنه يستحق العناء. وتوجد مجموعة من الكهوف (حوالي 30 - 40) على المنحدرات الشرقية للجبل سبق وأن سكنها الرهبان والنساك منذ الايام الاولى للمسيحية.
قُمْران (خربة قمران) : على بعد 20 كيلومترا من اريحا وعلى الساحل الغربي للبحر الميت يوجد الموقع الذي تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت الشهيرة. تم اكتشاف المخطوطات في عام 1947 من قبل راعي اغنام عربي اثناء بحثه عن احدى اغنامه الضالة في المنطقة الغربية من البحر الميت وقد تم اكتشاف 7 مخطوطات واكثرها شهرة مخطوطة «ايسايه» - احد انبياء اليهود في القرن الثامن - وعرضها قدم وطولها 24 قدما. وعثرت عمليات التنقيب عن الآثار في المنطقة على 900 قطعة من المخطوطات في اكثر من 30 كهفا وباستثناء مخطوطين مكتوبين على النحاس فإن جميع المخطوطات مكتوبة اما على الجلود او ورق البردي.
وادي القلط
وادي القلط ودير السان جورج ( دير القلط )، الوادي هو انهدام طبيعي بين الهضاب المجاورة وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير.
في القدم، كان الوادي والجداول وأنظمة الري القديمة تعتبر الأكبر والأكثر أهمية في البلاد.
سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي،فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدءوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، تم بناء العديد من هذه الأديرة هنا، ولكن دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك، في داخل الدير يتم عرض العديد من الجماجم والمومياوات للرهبان القتلى.
يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال و المشي خصوصاً في فصل الشتاء،فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع "تلول أبو العلايق "أو "قصر هيرودوس الشتوي " في أريحا،