أخي ...

هل لي أن أعرفك بنفسك ؟ انت رجل لديه زوجة مطيعة, متدينة, وبنات كاملات الخلقة, ووظيفة حكومية

وليس لديك مشكلات أسرية أو صحية فبدل أن تحمد الله أن أفرغك لشكره تتذمر من نعيمه


هناك حلقة مفقودة بينك وبين زوجتك ما لذي يجعلك فعلاً لا تحبها لا وبل تهجرها شهراً كاملاً ؟ أخشى

أن تكون الحلقة هي الخواء العاطفي .فكل منكما ينتظر الأخر أن يبادر بالحب وبالعاطفة .


أخي: دعني أناقشك ببعض ما أشرت إليه:



1. قولك لا تفهمني ولا أفهمها ولا أحبها: فيها تجن كبير على نفسك وعليها فعِشرة عدد من السنوات،

دليل على ذلك، وإنجاب الأطفال وتربيتهم دليل أيضاً على فكرة التفاهم هذه، ولكن عين السخط تبدي المساويا.





2. وقولك تقاسيم وجهها يوحي إلي إنها كبيره في السن إلى درجة الجدية الزائدة في الحياة ... باختصار ( ليست

عصريه !! ) وليست من النوع إللي كنت أتمناه من الفتيات العصريات ... !!


: هل الجمال وحده سيد السعادة الأسرية !!

كم من بيوت تهدمت بسبب الجمال ، وربما جمال المرأة يدعوها إلى التكبر والاعتداد بجمالها

على حساب دينها وأخلاقها ، ثم إن نظرة الجمال هذه تكون جاذبة في الشهر الأول فقط أما بعد ذلك فإن

من تكون أقل منها بدرجات تكون أجمل منها وذلك لأن الإنسان إذا امتلك شيئاً تطلع إلى غيره وزهد بما

عنده ، ثم أنت أيضاً ربما لست بذلك الجمال الساحر والوسامة الجاذبة ولست عصرياً حتى تطلب منها

ذلك .


3- وقولك قليلة كلام وطبعها الخجل : انت من ظلمت زوجتك في عدم تطوير قدراتها وتعليمها، وربما هذا

سبب انطوائيتها؛ وقلة كلامها لأنها تراك غير مقتنع بها وقد عبرت عن ذلك بهجرها شهر كاملاً دون ذنب

جنته هذه المسكينة ,إذا كانت المرأة الناشز تؤدب شرعاً بعد الموعظة بالهجر بالفراش فقط بان يعطيها

زوجها ظهره وهذا له تأثير كبير على نفسيتها فما بالك بزوجتك كان الله في عونها هي .


* أخي حاول أن تزيل من ذهنك ولمدة شهر واحد فقط صورة زوجتك التي ذكرت واعمل على أن تنظر لزوجتك

بالصورة الأخرى المشرقة ( متدينة, عندي منها بنتان, أهلي يحبونها وهي تحبهم...)

*اذكر بينك وبين نفسك ومع أهلك صفات زوجتك الايجابية ولتستمتع أنت بهذه الصفات ولتحمد الله عليها

*لتكن لك مع زوجتك جلسة هادئة في المنزل أو بدعوة منك لها على مائدة العشاء في مطعم عائلي , أو

ضفاف البحر ونحو ذلك ( بعد إزالة الصورة السلبية عنها واستحضار صورتها الايجابية ) حدثها عن شكرك لله

الذي أنعم بها عليك , واذكر لها محبتك لصفاتها واستحضر اللحظات السعيدة التي عشتماها معاً مع مطلع

زواجكما أو عند وصول بنتاكما , واستعرض نماذج لما يجب أن يقدمه أحدكما للأخر لتغذية الجانب العاطفي

بينكما : (رسائل جوال غرامية , الشكر على أي خدمة يقوم بها أحدكما للأخر , الاستقبال بالقبلات

والأحضان عند الالتقاء , ليكن اللباس الجميل ( العصري كما قلت ) والرائحة الزكية والكلمة الطيبة والابتسامة

الجذابة ..هو شعار الجميع )



لديك شهر واحد افتح فيه صفحة جديدة , تحلى فيه بروح التفاؤل والثقة بما عند الله , وابدأ بمرحلة ترميم

علاقتك مع زوجتك أم بناتك وحافظتك في غيابك , ومحبتك رغم صدودك صفها بالطريقة التي تريد واجعل

منها غالبتك وحبيبتك دون النظر إلى ما مضى .





أخي: لعل من أكبر نعم هذه الزوجة هؤلاء البنات، اللاتي هن زهرة الحياة وعبيرها.




أخي الكريم : يمكنك أن تتزوج ثانية لإرضاء ذاتك، ولو لم يأت من ذلك الزواج إلا معرفة قدر زوجتك الأولى

لكفى..ولعل بما ذكرت غنية لمن وعى .